السرحني
05-09-2009, 12:49 AM
"" دراسة علمية منهجية حول تلفزيون الواقع ""
إعداد/ أحمد محمود السيد
مدرس مساعد ـ كلية التربية
مقدمة
مما لا شك فيه أن الإعلام في عصرنا الراهن يشكل عصب الحياة ومحركها الأساسي على كافة الأصعدة، وقد ساهمت التقنيات الحديثة على إتاحة الفرص أمام الوسائل الإعلامية لتتخطى الحدود وتعبر القارات، متجاوزة بذلك القيود السياسية والاجتماعية التي تفرض على وسائل الإعلام التقليدية.
مشكلة الدراسة
شهدت السنوات الأخيرة ظهور قنوات عربية متخصصة من حيث المحتوى البرامجي والجمهور المستهدف تتوجّه إلى الشباب، والسمة الغالبة لهذه القنوات أنها من حيث الملكية قنوات خاصة، وبعضها يحمل أسماء غير عربية، وأغلبها يعتمد البث المفتوح، وكلها ينطبق عليها وصف البث الطويل بالنسبة لجمهور الصغار بساعات تتراوح بين (17-24) ساعة.
وحذرت دراسة علمية أصدرتها جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا في الإمارات والتي أعدها الدكتور ياس خضير البياتي، من كلية المعلومات والإعلام والعلاقات العامة بجامعة عجمان والتي حملت اسم "الغزو الإعلامي والانحراف الاجتماعي: دراسة تحليلية لبرامج الفضائيات العربية" ونقلتها وكالة "إسلام أون لاين" والتي نقلتها بعد ذلك وكالة "قدس برس" الإثنين 8-3-2004 من الأضرار البالغة التي قد تصيب العالم العربي جراء انتشار برامج "تليفزيون الواقع" المقتبسة من الغرب على القنوات الفضائية العربية والتي تجمع شبابا وفتيات في مكان واحد، ودعت إلى إستراتيجية عربية للتصدي لما اعتبرته "غزوا أجنبيا" للإعلام العربي من خلال الفضائيات. وأكدت أن أن هذه البرامج تسهم في "تعميق الانحراف الاجتماعي، وتدمير قيم الشباب الإيجابية وهويتهم الثقافية". وجاءت تلك الدراسة لترصد تداعيات التجربة التي بدأتها عدد من القنوات الفضائية العربية منذ نحو العام وتركزت على عرض نسخ معربة من برامج أمريكية وأوربية، تقوم فكرتها على إقامة عدد من الفتيان والفتيات في منازل وسط ظروف محددة، أمام كاميرات تلفزيون، بينما يعيشون حياة طبيعية. ويتولى في هذه الأثناء مشاهدو هذه القنوات اختيار أفضل هؤلاء المشاركين؛ ليصبحوا مغنين أو راقصين. وأظهرت الدراسة، أن وسائل الإعلام العربية "شاركت بدور أساسي في تعميق الغزو الإعلامي الأجنبي، من خلال مدة ساعات البث المخصصة للمواد الأجنبية، وبروز ظاهرة البرامج الواقعية، أو ما يسمى (تلفزيون الواقع)، دون أن تأخذ بنظر الاعتبار قيم المجتمع العربي وتقاليده وأنماطه الاجتماعية".
ومن جهة أخرى لاحظت الدراسة أن القاسم المشترك لبرامج القنوات الفضائية العربية هو المادة الترفيهية، وأفلام الجريمة والعنف والرعب والجنس، "أي أن ثقافة الصورة تطغى عليها أكثر"، مسببة "ظاهرة سلبية تتمثل بالاغتراب، والقلق، وإثارة الغريزة، والفردية، والعدوانية، ودافعية الانحراف، وسلطة المال والنساء، وحب الاستهلاك، والأنانية، والتمرد". وأشار مُعِدّ الدراسة إلى أن هذه المفردات تؤثر على "إدراك الشباب وسلوكهم ومعارفهم، بحيث تتحول من صورة ذهنية إلى نشاط عملي، عن طريق المحاكاة والتقليد وعمليات التطويع الاجتماعي".
وحول المشكلات الاجتماعية المتوقع أن تنشأ بسبب تلك البرامج حذرت الدراسة من أنه "من المحتمل أن تخلق برامج الفضائيات العربية الاضطراب الاجتماعي، وعدم الاستقرار في العلاقات العامة الاجتماعية، وتنمية الفردية والروح الاستهلاكية، والهروب من التصدي لواقع الحياة، والاستسلام له، وتوطين العجز في النفوس، وإضعاف الروابط الأسرية وقيمها، وتعميق المشاعر الذاتية أكثر من الالتزام الجماعي، والانبهار بالموديل الأجنبي، على حساب الهوية الثقافية، وكذلك تراجع الانتماء، وازدياد اليأس والإحباط".
كما أشارت الدراسة "إلى ضرورة الانتباه إلى هذه الظاهرة، على أنها قد تحمل توجهات سياسية وفكرية ملغومة، تريد تدمير الواقع العربي، وثقافة المجتمع وقيمه". وأثارت الدراسة تساؤلات حول شيوع هذه الظاهرة الإعلامية في الحياة العربية وتوقيتها، ووجدت أن العامل الأساسي "هو التسابق غير المشروع، على جذب الشباب، لأسباب تجارية مادية، ودخول المال العربي، بشكل سلبي، إلى الإنتاج الإعلامي والفني، دون اعتبارات للواقع الاجتماعي"، مشيرة إلى أن الاستثمار في هذا المجال أصبح يأخذ مداه السلبي في تعميق ثقافة الإثارة.
ومن ناحية أخرى إن الأسرة العربية تعيش تحديا خطيرا في مواجهتها المفتوحة مع زخم إعلامي فضائي، ليس لها من الوسائل الكثير لمواجهته، على اعتباره خطرا داخليا يستفيد بالدرجة الأولى من اللغة وثانيا من عجز الرقابة أو انعدامها أصلا، فلا يبقى أمام ضعف خطوط الهجوم لدى الأمة إلا تعزيز المقدرات الذاتية للدفاع، و لا يتم ذلك إلا بتحصين الناشئة من سماء تمطر ميوعة.
أهمية الدراسة
تساؤلات الدراسة النظرية:
الإجراءات المنهجية للدراسة:
1- نوع الدراسة:
2- منهج الدراسة:
مصطلحات الدراسة
1- تلفاز
2- القنوات الفضائية
3- برامج تلفزيون
4- تلفزيون الواقع
ولمزيد من الثراء في هذا البحث يمكنكم التواصل مع معد البحث
أحمد محمود السيد ـ مدرس مساعد ـ كلية التربية
إعداد/ أحمد محمود السيد
مدرس مساعد ـ كلية التربية
مقدمة
مما لا شك فيه أن الإعلام في عصرنا الراهن يشكل عصب الحياة ومحركها الأساسي على كافة الأصعدة، وقد ساهمت التقنيات الحديثة على إتاحة الفرص أمام الوسائل الإعلامية لتتخطى الحدود وتعبر القارات، متجاوزة بذلك القيود السياسية والاجتماعية التي تفرض على وسائل الإعلام التقليدية.
مشكلة الدراسة
شهدت السنوات الأخيرة ظهور قنوات عربية متخصصة من حيث المحتوى البرامجي والجمهور المستهدف تتوجّه إلى الشباب، والسمة الغالبة لهذه القنوات أنها من حيث الملكية قنوات خاصة، وبعضها يحمل أسماء غير عربية، وأغلبها يعتمد البث المفتوح، وكلها ينطبق عليها وصف البث الطويل بالنسبة لجمهور الصغار بساعات تتراوح بين (17-24) ساعة.
وحذرت دراسة علمية أصدرتها جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا في الإمارات والتي أعدها الدكتور ياس خضير البياتي، من كلية المعلومات والإعلام والعلاقات العامة بجامعة عجمان والتي حملت اسم "الغزو الإعلامي والانحراف الاجتماعي: دراسة تحليلية لبرامج الفضائيات العربية" ونقلتها وكالة "إسلام أون لاين" والتي نقلتها بعد ذلك وكالة "قدس برس" الإثنين 8-3-2004 من الأضرار البالغة التي قد تصيب العالم العربي جراء انتشار برامج "تليفزيون الواقع" المقتبسة من الغرب على القنوات الفضائية العربية والتي تجمع شبابا وفتيات في مكان واحد، ودعت إلى إستراتيجية عربية للتصدي لما اعتبرته "غزوا أجنبيا" للإعلام العربي من خلال الفضائيات. وأكدت أن أن هذه البرامج تسهم في "تعميق الانحراف الاجتماعي، وتدمير قيم الشباب الإيجابية وهويتهم الثقافية". وجاءت تلك الدراسة لترصد تداعيات التجربة التي بدأتها عدد من القنوات الفضائية العربية منذ نحو العام وتركزت على عرض نسخ معربة من برامج أمريكية وأوربية، تقوم فكرتها على إقامة عدد من الفتيان والفتيات في منازل وسط ظروف محددة، أمام كاميرات تلفزيون، بينما يعيشون حياة طبيعية. ويتولى في هذه الأثناء مشاهدو هذه القنوات اختيار أفضل هؤلاء المشاركين؛ ليصبحوا مغنين أو راقصين. وأظهرت الدراسة، أن وسائل الإعلام العربية "شاركت بدور أساسي في تعميق الغزو الإعلامي الأجنبي، من خلال مدة ساعات البث المخصصة للمواد الأجنبية، وبروز ظاهرة البرامج الواقعية، أو ما يسمى (تلفزيون الواقع)، دون أن تأخذ بنظر الاعتبار قيم المجتمع العربي وتقاليده وأنماطه الاجتماعية".
ومن جهة أخرى لاحظت الدراسة أن القاسم المشترك لبرامج القنوات الفضائية العربية هو المادة الترفيهية، وأفلام الجريمة والعنف والرعب والجنس، "أي أن ثقافة الصورة تطغى عليها أكثر"، مسببة "ظاهرة سلبية تتمثل بالاغتراب، والقلق، وإثارة الغريزة، والفردية، والعدوانية، ودافعية الانحراف، وسلطة المال والنساء، وحب الاستهلاك، والأنانية، والتمرد". وأشار مُعِدّ الدراسة إلى أن هذه المفردات تؤثر على "إدراك الشباب وسلوكهم ومعارفهم، بحيث تتحول من صورة ذهنية إلى نشاط عملي، عن طريق المحاكاة والتقليد وعمليات التطويع الاجتماعي".
وحول المشكلات الاجتماعية المتوقع أن تنشأ بسبب تلك البرامج حذرت الدراسة من أنه "من المحتمل أن تخلق برامج الفضائيات العربية الاضطراب الاجتماعي، وعدم الاستقرار في العلاقات العامة الاجتماعية، وتنمية الفردية والروح الاستهلاكية، والهروب من التصدي لواقع الحياة، والاستسلام له، وتوطين العجز في النفوس، وإضعاف الروابط الأسرية وقيمها، وتعميق المشاعر الذاتية أكثر من الالتزام الجماعي، والانبهار بالموديل الأجنبي، على حساب الهوية الثقافية، وكذلك تراجع الانتماء، وازدياد اليأس والإحباط".
كما أشارت الدراسة "إلى ضرورة الانتباه إلى هذه الظاهرة، على أنها قد تحمل توجهات سياسية وفكرية ملغومة، تريد تدمير الواقع العربي، وثقافة المجتمع وقيمه". وأثارت الدراسة تساؤلات حول شيوع هذه الظاهرة الإعلامية في الحياة العربية وتوقيتها، ووجدت أن العامل الأساسي "هو التسابق غير المشروع، على جذب الشباب، لأسباب تجارية مادية، ودخول المال العربي، بشكل سلبي، إلى الإنتاج الإعلامي والفني، دون اعتبارات للواقع الاجتماعي"، مشيرة إلى أن الاستثمار في هذا المجال أصبح يأخذ مداه السلبي في تعميق ثقافة الإثارة.
ومن ناحية أخرى إن الأسرة العربية تعيش تحديا خطيرا في مواجهتها المفتوحة مع زخم إعلامي فضائي، ليس لها من الوسائل الكثير لمواجهته، على اعتباره خطرا داخليا يستفيد بالدرجة الأولى من اللغة وثانيا من عجز الرقابة أو انعدامها أصلا، فلا يبقى أمام ضعف خطوط الهجوم لدى الأمة إلا تعزيز المقدرات الذاتية للدفاع، و لا يتم ذلك إلا بتحصين الناشئة من سماء تمطر ميوعة.
أهمية الدراسة
تساؤلات الدراسة النظرية:
الإجراءات المنهجية للدراسة:
1- نوع الدراسة:
2- منهج الدراسة:
مصطلحات الدراسة
1- تلفاز
2- القنوات الفضائية
3- برامج تلفزيون
4- تلفزيون الواقع
ولمزيد من الثراء في هذا البحث يمكنكم التواصل مع معد البحث
أحمد محمود السيد ـ مدرس مساعد ـ كلية التربية