المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وفاة الطفل تركي بعد شهر من البحث عن سرير "عناية مركزة"


فوزيه الخليوي
02-28-2009, 10:37 PM
والده :
سأنتظر تحرك "الصحة" وإن لم تفعل سألجأ للملك
وفاة الطفل تركي
بعد شهر من البحث عن سرير "عناية مركزة"

زياد عبدالله (سبق) الدمام: فاضت صباح أمس الجمعة روح الطفل تركي، الذي نشرت "سبق" قصته قبل نحو شهر، حيث رفضت مستشفيات في المنطقة الشرقية استقباله ومعالجته بعد أن أصيب بنقص في الأكسجين تسبب في تلف خلايا عصبية في المخ. وقال والد الطفل لـ "سبق"، أنه رصد آثار دماء على جسد طفله الغض بعدما أعلنت وفاته أمس، وقال أن أحدا لم يشرح له سبب وجود الدماء، وأنه يعتقد أن ابنه كان ضحية إهمال مستمر من قبل مستشفى الولادة والأطفال بالدمام.

وأوضح الأب أن ابنه المتوفى عانى كثيرا في أيامه الأخيرة، حيث رفضت المستشفيات الحكومية استقباله عندما أصيب بالحالة، وكان عذرهم عدم وجود سرير شاغر في العناية المركزة، ثم وبعد معاناة استمرت لأيام وبعد نشر القصة في "سبق"، اتصل به طارق السالم مدير الشؤون الصحية بالشرقية وزارهم في المستشفى , حيث كان يرقد الطفل في سرير عادي بانتظار توفر سرير في العناية، وقال السالم للأب آنذاك أنه سيتابع حالة الطفل بنفسه وسيحاسب المقصرين الذين رفضوا استقباله، كما وعد بأن تكون هناك رقابة طبية دائمة على الطفل, واكتشف الأب أن كل هذا مجرد كلام تذروه الرياح. إذ أن الطفل عاني إهمالا مستمرا على مدى أسابيع، بحسب الأب، الذي اتهم المستشفى بأنه السبب الرئيسي في تدهور حالة الطفل.

وقال: "منذ دخل إبني المستشفى كانوا يعدونني بنقله إلى غرفة العناية حال شغور سرير، وأخذوا طفلي إلى غرفة العزل المخصصة للأطفال المصابين بأمراض وبائية معدية، وتركوا ابني تركي هناك رغم أنه غير مصاب بأي مرض معدي أو وبائي".

وأشار الأب إلى إهمال طبي منقطع النظير، حيث أكد أن غرفة العزل كان يقطنها آنذاك طفل مريض بوباء معدي، ورغم ذلك وضعوا طفله بجانبه، وقال أنه لا يدري ما إذا كان المصاب قد نقل عدوى إلى ابنه أم لا، فلا شفافية في المستشفى ولا أحد يرد على استفسارات ذوي المرضى، بل كل ما قالوه له أمس، أن ابنه مات، وأن عليه الحضور لتخليص أوراق دفنه! وعندما شاهد الدماء على جسد ابنه لم يفده أحد بمصدرها أوسببها، خصوصا أن الطفل تركي لم يكن مصابا بمرض خارجي أو نازف وكانت مشكلته في الأجهزة الداخلية لجسده.

وأضاف الأب: "حاولت قبل وفاة تركي، الوصول إلى مدير الشؤون الصحية، لمواجهته بوعوده حول نقل إبني إلى العناية المركزة ، بعد مضي نحو شهر من تنويمه، لكنه رفض استقبالي أكثر من ثلاث مرات، رغم أنه أكد لي مسبقا أن مكتبه مفتوح لي! كما أنه لم يرد على إتصالاتي ولا رسائلي".

واشار الأب إلى أن ابنه نقل فقط قبل يومين (الأربعاء الماضي) إلى العناية المركزة، لكنه توفي صباح أمس الجمعة، ما يثبت أن تحرك المستشفى جاء متأخرا جدا. وأكد أنه كان من المفترض إجراء عملية في القلب لإبنه، في اليوم التالي، ونزل اسمه في القائمة اليومية للعمليات، لكن العملية ألغيت بمبرر أن وزنه ناقص، وقال الأب أنه سأل استشاري أطفال فأخبره بأن نقص الوزن ليس مانعا لإجراء عملية جراحية لطفل حالته متردية، لأن إجراء العملية مع الوزن الناقص قد يُحدث أضرارا جانبية معينة، ولكن عدم إجراءها قد يقتل الطفل.. وهذا ما حصل !

وجدد والد الطفل شكواه لوزارة الصحة وعلى رأسها الوزير الدكتور عبدالله الربيعة، مطالبا بتكوين لجنة تحقيق تكشف الخلل وتحاسب المقصيرن، وأكد أنه في حالة لم يجد تحركا من وزارة الصحة، فسيرفع برقية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز, يشرح فيها وبالتفصيل كل ما عاناه طفله منذ أصيب بالأزمة وحتى وفاته.


http://childhood.gov.sa/vb/nsj5-style/buttons/report.gif (http://childhood.gov.sa/vb/report.php?p=17052)