زهرة الشمال
02-26-2009, 06:26 PM
إساءة معاملة الأطفال كمؤشر لانعدام التعاطف
إعداد
د. محمد السعيد أبو حلاوة
مدرس الصحة النفسية، كلية التربية بدمنهور، جامعة الإسكندرية
· التعاطف: تعريفه ومؤشراته.
التعاطف هو القدرة علي مشاركة الآخرين استجاباتهم الانفعالية بمعني الإحساس بمشاعر الآخرين وتقديرها والتجاوب الانفعالي والسلوكي معها. وتظهر نتائج الكثير من الدراسات أن الأطفال المتعاطفين مع الآخرين أقل عرضه لتعلم أو اكتساب السلوك غير الاجتماعي أو المضاد للمجتمع في كل من مرحلة ا لطفولة والمراحل التالية من الحياة (Eisenberg&Mussen,1989). في حين أن الأطفال غير المتعاطفين والذين ينقصهم الإحساس بمشاعر الآخرين أكثر ميلاً أو إقبالاً علي الإتيان بالسلوك العدوان (Feshbach,1983) . وتشير نتائج دراسات فيشباخ وآخرون 1983 أن تعليم أطفال الصف الثالث والرابع المفاهيم والمهارات المتعلقة بالتعاطف وحل المشكلة يقلل إلي حد كبير السلوك العدواني ويزيد إلي حد بعيد سلوك المساعدة (Feshbach,Feshbach,Fauvre,&Ballard-Campbell,1983).
وبالنسبة للراشدين فإن القدرة علي الاستجابة بتعاطف أو القدرة علي التعاطف بشكل عام مكوناً أساسياً لما يعرف بالوالديه السوية بمعني أن القدرة علي التعاطف تمكن الآباء من القيام برعاية وتربية أطفالهم بصورة سوية علي سبيل المثال وجد أن الأمهات اللاتي لديهن مستويات مرتفعة من التعاطف أقل ميلاً أو إقبالاً علي ارتكاب سلوكيات سوء معاملة الأطفال حتى في حالة معاناة هؤلاء الأمهات من مستويات مرتفعة من ضغوط الحياة (Letourneau,1981).[1] (http://gulfkids.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=22#_ftn1)
وتعد القدرة علي تقدير وإدراك وتفهم وجهات نظر الآخرين (ما يعرف باتخاذ منظور الآخر خاصة المنظور الاجتماعي) مهارة شديدة الأهمية في المساعدة علي العلاقات الاجتماعية المتبادلة. فينما يعكس التعاطف القدرة الوجدانية أو الانفعالية للطفل فإن القدرة علي تفهم وإدراك وجهات نظر الآخرين (القدرة علي اتخاذ منظور الآخر ورؤية وإدراك وتفسير الأمور والأحداث من منظور الآخرين) مهارة معرفية شديدة الأهمية والتأثير في الكفاءة الاجتماعية للأطفال. فالأطفال ذوي السلوك غير الاجتماعي أو المضاد للمجتمع غير قادرين بصفة عامة علي رؤية أو تفهم وجهات نظر الآخرين أما الأطفال القادرون علي إدراك وتفهم وجهات نظر الآخرين غالباً ما يتصرفون بصورة تعاونية في المواقف الاجتماعية (Chandler,1973)[2] (http://gulfkids.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=22#_ftn2).
· سوء معاملة وإهمال الأطفال
إذا كنا نرى أن نمط التفاعل بين الآباء والأبناء القائم علي التواد والدفء والاهتمام في سياق علاقات الارتباط أو التعلق الآمن بين الطرفين أحد نهايات متصل الرعاية والمعاملة الوالديه، يمكن القول إذن أن سوء معاملة وإهمال الأطفال تمثل النهاية المناقضة علي هذا المتصل(Azar,Barnes,&Twentyman,1988) .[3] (http://gulfkids.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=22#_ftn3)
وعادة ما يعرف سوء معاملة الأطفال في إطار الأذى أو الضرر البدني الذي يلحق بضحاياها. ويغطي إهمال الأطفال مدى واسع من الخبرات حيث قد يهمل الأب الحاجات البدنية للطفل مثل الأكل؛ النظافة؛ والمسكن. وقد يهمل الأب الحاجات الانفعالية للطفل مثل الانتباه والتواد. وفي معظم حالات سوء المعاملة غالباً ما يتعرض الطفل لأكثر من صيغة من صيغ سوء المعاملة والإهمال. ويوجد شواهد علمية كثيرة تفيد أن صيغ سوء المعاملة والإهمال شديدة التداخل وتحدث تأثيرات نمائية شديدة السلبية بالنمو النفسي في كافة مظاهره لضحايا التعرض لها (Aber,Allen,Carlson,&Cicchetti,1989).[4] (http://gulfkids.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=22#_ftn4)
فمنذ البداية يواجه الأطفال المساء معاملتهم صعوبات بالغة في التعلق الآمن بالآخرين خاصة الأباء خلال سنوات الرضاعة والمهد. وفيما بعد يواجه نفس هؤلاء الأطفال صعوبات مزمنة في العلاقات الاجتماعية المتبادلة مع الأقران إضافة إلي تزايد احتمالات معاناتهم من الكثير من صور المشكلات السلوكية؛ جناح الأحداث؛ والسلوك الإجرامي في مرحلة الرشد(Fagan&Wexler,1987;Kent,1976;Kinard,1980;Mueller&Silverman,1989;Raine,Brennan,&Mednick,1994;Reidy, 1977;Widom,1989).
ويعاني الأطفال المساء معاملتهم من قصور دال في التعاطف مع الآخرين كما ينقصهم كذلك إدراك وتقدير وجهات نظر الآخرين ويبدو هذا القصور واضحاً منذ سنوات العمر الأولي لهم. فقد وجدت الكثير من الدراسات أن صغار الأطفال غير المساء معاملتهم يستجيبون لتوتر وضيق وحزن أقرانهم باهتمام مقترن بمحاولة مساعدتهم وتهدئتهم بينما وجد أن صغار الأطفال المساء معاملتهم أكثر ميلاً أو أكثر إقبالاً علي الاعتداء أو الهجوم أو تهديد أقرانهم المتوترين أو المتضايقين أو الحزانى(Klimes-Dougan&Kistner,1990;Main&George,1985) .
ويميل الأطفال المساء معاملتهم إلي تبني طرق تأويل أو تفسير الأحداث والوقائع المحيطة بهم بشكل يضاد نمو العلاقات الاجتماعية المتبادلة ويعيق إضافة إلي ذلك سلوك التحصيل الدراسي. كما أن الأطفال المساء معاملتهم يفترضون بصورة عامة أن لدي الآخرين نوايا عدوانية سيئة تجاههم وبالتالي يستجيب هؤلاء الأطفال للمواقف الغامضة بصورة شديدة العدوانية مما يؤكد معاناة هؤلاء الأطفال من الكثير من صور التشوهات المعرفية (Dodge,Bates,&Pettit,1990;Weiss,Dodge,Bates,&Pettit,1992).
وينتج عن مثل هذه الميول والتشوهات معاناة هؤلاء الأطفال من الكثير من المشكلات المزمنة في مجال العلاقات الاجتماعية المتبادلة مع الآخرين وفي مجال تكوين الأصدقاء. والأطفال المساء معاملتهم أكثر ميلاً للاعتقاد بأنهم تنقصهم القدرة علي إحداث أي تغيير إيجابي في أحداث حياتهم الشخصية مما يعزز القول بأن غالبة الأطفال المساء معاملتهم يعانون من مختلف أعراض ما يعرف بالعجز المكتسب أو المتعلم (Barahal,Waterman,&Martin,1981). وهو اعتقاد غالباً ما يعمق ميل هؤلاء الأطفال لتفضيل القيام بدور الضحية مما يجعلهم متقبلين ومستسلمين تماماً لكل سلوكيات سوء المعاملة في المستقبل إضافة إلي الانخفاض الدال في دافعية التحصيل الدراسي مع سيطرة مشاعر واعتقادات اليأس والعجز.
وتكشف نتائج الدراسة الوصفية الطولية المعروفة بمشروع مينسوتا للتفاعل بين الأم والطفل والتي استهدفت توضيح أبعاد العلاقة بين أساليب الرعاية والمعاملة الوالديه والنمو النفسي لدي الأطفال لدي عينة من الأسر التي ترتفع فيها مؤشرات احتمالات حدوث سوء معاملة وإهمال الأطفال (الأسر منخفضة الدخل) أن 25% من أطفال هذه الأسرة البالغ 200 طفلاً قد تعرضوا لصيغ مختلفة من سوء المعاملة مع وصول هؤلاء الأطفال إلي سن السادسة .
وتشير البيانات المتعلقة بالنمو النفسي الخاص بهؤلاء الأطفال معاناتهم من الكثير من صور الخلل النمائي مقارنة بأقرانهم غير المساء معاملتهم إذ وجد لدي الأطفال المساء معاملتهم قصوراً دالاً في سلوك الاستكشاف والمثابرة وفي سلوك التحصيل الدراسي. ووجد لديهم أيضاً مستويات مرتفعة من الارتباط أو التعلق غير الأمن وغير المنتظم مع الآخرين خاصة الآباء والأقران. وتشير نتائج هذه الدراسة بشكل عام أن نقص التفاعلات الاجتماعية المتبادلة بين الآباء والأبناء ربما يرتبط بصورة قوية بالقصور أو التأخر في النمو المعرفي أكثر مما ترتبط الإساءة البدنية به(Erickson,Egeland,&Pianta,1989).
· المراجع:
========
(1)Fagan, J., & Wexler, S. (1987). The family origins of violent delinquents. Criminology, 25, 643- 669.
(2)Kent, J. (1976). A follow-up study of abused children. Journal of Pediatric Psychology, 1, 25-31.
(3)Mueller, E., & Silverman, N. (1989). Peer relations in maltreated children. In D. Cicchetti & V. Carlson (Eds.), Child maltreatment (pp. 464-493). New York: Cambridge University Press.
(4)Raine, A., Brennan, P., & Mednick, S.A. (1994). Birth complications combined with early maternal rejection at age 1 year predispose to violent crime at age 18 years. Archives of General Psychiatry, 51, 984-988.
(5)Reidy, T. (1977). The aggressive characteristics of abused and neglected children. Journal of Clinical Psychology, 33, 1140-1145.
(6)Widom, C.S. (1989). The cycle of violence. Science, 244, 160-166.
(7)Klimes-Dougan, B., & Kistner, J. (1990). Physically abused preschoolers' responses to peers' distress. Developmental Psychology, 26, 599-602.
(8)Main, M., & George, C. (1985). Responses of abused and disadvantaged toddlers to distress in agemates: A study in the day care setting. Developmental Psychology, 21, 407-412.
(9)Dodge, K.A., Bates, J.E., & Pettit, G.S. (1990). Mechanisms in the cycle of violence. Science, 250, 1678-Weiss, B., Dodge, K.A., Bates, J.E., & Pettit, G.S. (1992). Some consequences of early harsh discipline: Child aggression and a maladaptive social information processing style. Child Development, 63, 1321-1335.1683.
(10)Barahal, R., Waterman, J., & Martin, A.P. (1981). The social-cognitive development of abused children. Journal of Consulting and Clinical Psychology, 54, 867-868.
(11)Erickson, M., Egeland, B., & Pianta, R. (1989). The effects of maltreatment on the development of young children. In D. Cicchetti & V. Carlson (Eds.), Child maltreatment (pp. 647-684). New York: Cambridge University Press.
[1] (http://gulfkids.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=22#_ftnref1)Letourneau, C.(1981). Empathy and stress: How they affect parental aggression. Social Work, 26, 383-389.
[2] (http://gulfkids.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=22#_ftnref2) Chandler, M. (1973). Egocentrism and antisocial behavior: The assessment and training of social perspective-taking skills. Developmental Psychology, 9, 326-332.
[3] (http://gulfkids.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=22#_ftnref3) Azar,ST.,Barnes,K.,&Twentyman,CT.(1988).Developmental outcomes in physically abused children: Consequences of parental abuse or the effects of a more general breakdown in caregiving behaviors? Behavior Therapist, 11, 27-32.
[4] (http://gulfkids.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=22#_ftnref4) Aber, J.L., Allen, J.P., Carlson, V., & Cicchetti, D. (1989). The effects of maltreatment on development during early childhood: Recent studies and their theoretical, clinical, and policy implications. In D. Cicchetti & V. Carlson (Eds.), Child maltreatment (pp. 579-619). New York: Cambridge University Press.
إعداد
د. محمد السعيد أبو حلاوة
مدرس الصحة النفسية، كلية التربية بدمنهور، جامعة الإسكندرية
· التعاطف: تعريفه ومؤشراته.
التعاطف هو القدرة علي مشاركة الآخرين استجاباتهم الانفعالية بمعني الإحساس بمشاعر الآخرين وتقديرها والتجاوب الانفعالي والسلوكي معها. وتظهر نتائج الكثير من الدراسات أن الأطفال المتعاطفين مع الآخرين أقل عرضه لتعلم أو اكتساب السلوك غير الاجتماعي أو المضاد للمجتمع في كل من مرحلة ا لطفولة والمراحل التالية من الحياة (Eisenberg&Mussen,1989). في حين أن الأطفال غير المتعاطفين والذين ينقصهم الإحساس بمشاعر الآخرين أكثر ميلاً أو إقبالاً علي الإتيان بالسلوك العدوان (Feshbach,1983) . وتشير نتائج دراسات فيشباخ وآخرون 1983 أن تعليم أطفال الصف الثالث والرابع المفاهيم والمهارات المتعلقة بالتعاطف وحل المشكلة يقلل إلي حد كبير السلوك العدواني ويزيد إلي حد بعيد سلوك المساعدة (Feshbach,Feshbach,Fauvre,&Ballard-Campbell,1983).
وبالنسبة للراشدين فإن القدرة علي الاستجابة بتعاطف أو القدرة علي التعاطف بشكل عام مكوناً أساسياً لما يعرف بالوالديه السوية بمعني أن القدرة علي التعاطف تمكن الآباء من القيام برعاية وتربية أطفالهم بصورة سوية علي سبيل المثال وجد أن الأمهات اللاتي لديهن مستويات مرتفعة من التعاطف أقل ميلاً أو إقبالاً علي ارتكاب سلوكيات سوء معاملة الأطفال حتى في حالة معاناة هؤلاء الأمهات من مستويات مرتفعة من ضغوط الحياة (Letourneau,1981).[1] (http://gulfkids.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=22#_ftn1)
وتعد القدرة علي تقدير وإدراك وتفهم وجهات نظر الآخرين (ما يعرف باتخاذ منظور الآخر خاصة المنظور الاجتماعي) مهارة شديدة الأهمية في المساعدة علي العلاقات الاجتماعية المتبادلة. فينما يعكس التعاطف القدرة الوجدانية أو الانفعالية للطفل فإن القدرة علي تفهم وإدراك وجهات نظر الآخرين (القدرة علي اتخاذ منظور الآخر ورؤية وإدراك وتفسير الأمور والأحداث من منظور الآخرين) مهارة معرفية شديدة الأهمية والتأثير في الكفاءة الاجتماعية للأطفال. فالأطفال ذوي السلوك غير الاجتماعي أو المضاد للمجتمع غير قادرين بصفة عامة علي رؤية أو تفهم وجهات نظر الآخرين أما الأطفال القادرون علي إدراك وتفهم وجهات نظر الآخرين غالباً ما يتصرفون بصورة تعاونية في المواقف الاجتماعية (Chandler,1973)[2] (http://gulfkids.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=22#_ftn2).
· سوء معاملة وإهمال الأطفال
إذا كنا نرى أن نمط التفاعل بين الآباء والأبناء القائم علي التواد والدفء والاهتمام في سياق علاقات الارتباط أو التعلق الآمن بين الطرفين أحد نهايات متصل الرعاية والمعاملة الوالديه، يمكن القول إذن أن سوء معاملة وإهمال الأطفال تمثل النهاية المناقضة علي هذا المتصل(Azar,Barnes,&Twentyman,1988) .[3] (http://gulfkids.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=22#_ftn3)
وعادة ما يعرف سوء معاملة الأطفال في إطار الأذى أو الضرر البدني الذي يلحق بضحاياها. ويغطي إهمال الأطفال مدى واسع من الخبرات حيث قد يهمل الأب الحاجات البدنية للطفل مثل الأكل؛ النظافة؛ والمسكن. وقد يهمل الأب الحاجات الانفعالية للطفل مثل الانتباه والتواد. وفي معظم حالات سوء المعاملة غالباً ما يتعرض الطفل لأكثر من صيغة من صيغ سوء المعاملة والإهمال. ويوجد شواهد علمية كثيرة تفيد أن صيغ سوء المعاملة والإهمال شديدة التداخل وتحدث تأثيرات نمائية شديدة السلبية بالنمو النفسي في كافة مظاهره لضحايا التعرض لها (Aber,Allen,Carlson,&Cicchetti,1989).[4] (http://gulfkids.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=22#_ftn4)
فمنذ البداية يواجه الأطفال المساء معاملتهم صعوبات بالغة في التعلق الآمن بالآخرين خاصة الأباء خلال سنوات الرضاعة والمهد. وفيما بعد يواجه نفس هؤلاء الأطفال صعوبات مزمنة في العلاقات الاجتماعية المتبادلة مع الأقران إضافة إلي تزايد احتمالات معاناتهم من الكثير من صور المشكلات السلوكية؛ جناح الأحداث؛ والسلوك الإجرامي في مرحلة الرشد(Fagan&Wexler,1987;Kent,1976;Kinard,1980;Mueller&Silverman,1989;Raine,Brennan,&Mednick,1994;Reidy, 1977;Widom,1989).
ويعاني الأطفال المساء معاملتهم من قصور دال في التعاطف مع الآخرين كما ينقصهم كذلك إدراك وتقدير وجهات نظر الآخرين ويبدو هذا القصور واضحاً منذ سنوات العمر الأولي لهم. فقد وجدت الكثير من الدراسات أن صغار الأطفال غير المساء معاملتهم يستجيبون لتوتر وضيق وحزن أقرانهم باهتمام مقترن بمحاولة مساعدتهم وتهدئتهم بينما وجد أن صغار الأطفال المساء معاملتهم أكثر ميلاً أو أكثر إقبالاً علي الاعتداء أو الهجوم أو تهديد أقرانهم المتوترين أو المتضايقين أو الحزانى(Klimes-Dougan&Kistner,1990;Main&George,1985) .
ويميل الأطفال المساء معاملتهم إلي تبني طرق تأويل أو تفسير الأحداث والوقائع المحيطة بهم بشكل يضاد نمو العلاقات الاجتماعية المتبادلة ويعيق إضافة إلي ذلك سلوك التحصيل الدراسي. كما أن الأطفال المساء معاملتهم يفترضون بصورة عامة أن لدي الآخرين نوايا عدوانية سيئة تجاههم وبالتالي يستجيب هؤلاء الأطفال للمواقف الغامضة بصورة شديدة العدوانية مما يؤكد معاناة هؤلاء الأطفال من الكثير من صور التشوهات المعرفية (Dodge,Bates,&Pettit,1990;Weiss,Dodge,Bates,&Pettit,1992).
وينتج عن مثل هذه الميول والتشوهات معاناة هؤلاء الأطفال من الكثير من المشكلات المزمنة في مجال العلاقات الاجتماعية المتبادلة مع الآخرين وفي مجال تكوين الأصدقاء. والأطفال المساء معاملتهم أكثر ميلاً للاعتقاد بأنهم تنقصهم القدرة علي إحداث أي تغيير إيجابي في أحداث حياتهم الشخصية مما يعزز القول بأن غالبة الأطفال المساء معاملتهم يعانون من مختلف أعراض ما يعرف بالعجز المكتسب أو المتعلم (Barahal,Waterman,&Martin,1981). وهو اعتقاد غالباً ما يعمق ميل هؤلاء الأطفال لتفضيل القيام بدور الضحية مما يجعلهم متقبلين ومستسلمين تماماً لكل سلوكيات سوء المعاملة في المستقبل إضافة إلي الانخفاض الدال في دافعية التحصيل الدراسي مع سيطرة مشاعر واعتقادات اليأس والعجز.
وتكشف نتائج الدراسة الوصفية الطولية المعروفة بمشروع مينسوتا للتفاعل بين الأم والطفل والتي استهدفت توضيح أبعاد العلاقة بين أساليب الرعاية والمعاملة الوالديه والنمو النفسي لدي الأطفال لدي عينة من الأسر التي ترتفع فيها مؤشرات احتمالات حدوث سوء معاملة وإهمال الأطفال (الأسر منخفضة الدخل) أن 25% من أطفال هذه الأسرة البالغ 200 طفلاً قد تعرضوا لصيغ مختلفة من سوء المعاملة مع وصول هؤلاء الأطفال إلي سن السادسة .
وتشير البيانات المتعلقة بالنمو النفسي الخاص بهؤلاء الأطفال معاناتهم من الكثير من صور الخلل النمائي مقارنة بأقرانهم غير المساء معاملتهم إذ وجد لدي الأطفال المساء معاملتهم قصوراً دالاً في سلوك الاستكشاف والمثابرة وفي سلوك التحصيل الدراسي. ووجد لديهم أيضاً مستويات مرتفعة من الارتباط أو التعلق غير الأمن وغير المنتظم مع الآخرين خاصة الآباء والأقران. وتشير نتائج هذه الدراسة بشكل عام أن نقص التفاعلات الاجتماعية المتبادلة بين الآباء والأبناء ربما يرتبط بصورة قوية بالقصور أو التأخر في النمو المعرفي أكثر مما ترتبط الإساءة البدنية به(Erickson,Egeland,&Pianta,1989).
· المراجع:
========
(1)Fagan, J., & Wexler, S. (1987). The family origins of violent delinquents. Criminology, 25, 643- 669.
(2)Kent, J. (1976). A follow-up study of abused children. Journal of Pediatric Psychology, 1, 25-31.
(3)Mueller, E., & Silverman, N. (1989). Peer relations in maltreated children. In D. Cicchetti & V. Carlson (Eds.), Child maltreatment (pp. 464-493). New York: Cambridge University Press.
(4)Raine, A., Brennan, P., & Mednick, S.A. (1994). Birth complications combined with early maternal rejection at age 1 year predispose to violent crime at age 18 years. Archives of General Psychiatry, 51, 984-988.
(5)Reidy, T. (1977). The aggressive characteristics of abused and neglected children. Journal of Clinical Psychology, 33, 1140-1145.
(6)Widom, C.S. (1989). The cycle of violence. Science, 244, 160-166.
(7)Klimes-Dougan, B., & Kistner, J. (1990). Physically abused preschoolers' responses to peers' distress. Developmental Psychology, 26, 599-602.
(8)Main, M., & George, C. (1985). Responses of abused and disadvantaged toddlers to distress in agemates: A study in the day care setting. Developmental Psychology, 21, 407-412.
(9)Dodge, K.A., Bates, J.E., & Pettit, G.S. (1990). Mechanisms in the cycle of violence. Science, 250, 1678-Weiss, B., Dodge, K.A., Bates, J.E., & Pettit, G.S. (1992). Some consequences of early harsh discipline: Child aggression and a maladaptive social information processing style. Child Development, 63, 1321-1335.1683.
(10)Barahal, R., Waterman, J., & Martin, A.P. (1981). The social-cognitive development of abused children. Journal of Consulting and Clinical Psychology, 54, 867-868.
(11)Erickson, M., Egeland, B., & Pianta, R. (1989). The effects of maltreatment on the development of young children. In D. Cicchetti & V. Carlson (Eds.), Child maltreatment (pp. 647-684). New York: Cambridge University Press.
[1] (http://gulfkids.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=22#_ftnref1)Letourneau, C.(1981). Empathy and stress: How they affect parental aggression. Social Work, 26, 383-389.
[2] (http://gulfkids.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=22#_ftnref2) Chandler, M. (1973). Egocentrism and antisocial behavior: The assessment and training of social perspective-taking skills. Developmental Psychology, 9, 326-332.
[3] (http://gulfkids.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=22#_ftnref3) Azar,ST.,Barnes,K.,&Twentyman,CT.(1988).Developmental outcomes in physically abused children: Consequences of parental abuse or the effects of a more general breakdown in caregiving behaviors? Behavior Therapist, 11, 27-32.
[4] (http://gulfkids.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=22#_ftnref4) Aber, J.L., Allen, J.P., Carlson, V., & Cicchetti, D. (1989). The effects of maltreatment on development during early childhood: Recent studies and their theoretical, clinical, and policy implications. In D. Cicchetti & V. Carlson (Eds.), Child maltreatment (pp. 579-619). New York: Cambridge University Press.