الصحفي الطائر
03-09-2015, 01:19 PM
دليل الطفل الأول للتوعية ضد التحرشات الجنسية
أجرته: داليا محمد قزاز – جدة (http://www.lahamag.com/pages.asp?nbPage=1&articleId=560)
(http://www.lahamag.com/pages.asp?nbPage=1&articleId=560)
«انتهت علاقة صديقتين مقربتين لأن طفليهما حاولا استكشاف بعضهما». كان هذا المحرك الأول الذي دفع هند خليفة، المتخصّصة في الثقافة الأسرية، إلى الدراسة والبحث لتوعية المجتمع عن التربية الجنسية وأهميتها.
هند مصطفى خليفة محاضرة في كلية التربية قسم تربية وعلم نفس وتحمل الماجستير في الثقافة الأسرية. تعدّى نشاطها حدود العملhttp://cdncache-a.akamaihd.net/items/it/img/arrow-10x10.png (http://www.hindkhalifa.com/2013/02/laha-magazine.html#) الوظيفي فأمضت عقداً من الزمان تبحث وتنقب وتدرس وتعطي دورات مختلفة في ما يخص الأسرة والأبناء. قدمت دورات تطويرية للمعلمات عن طرق التدريس والوسائل التعليمية، ودورات للمراهقات عن تنمية الذات والتوعية في الأمور الجنسية والبلوغ وعلاقتهن مع الأولاد وحدود العلاقات مع الزميلات، ودورات للأمهات لتعزيز ثقة الطفل بنفسه وتأهيل البنات للزواج، إلى أن وصلت إلى دورتها الأخيرة التي حملت عنوان «التربية الجنسية لأبنائنا وحمايتهم من التحرشات الجنسية».
في صدد إصدار كتاب بعنوان «لا تلمسني» كأول كتاب من نوعه لتوعية الطفل عن التحرّشات الجنسية. دليل وضعته بين يدي كل أم مربية أمينة واقعية تعرف مدى التحدي الذي يواجه تربية الأبناء وكتاب يسهل فتح موضوع شائك محير تخجل منه الأمهات، كما ذكرت. «لها» التقتُ خليفة للتحدث عن حماية الطفل من التحرشات الجنسية، فكان هذا الحوار.
ما قصة «لا تلمسني»؟
بعد عشر سنوات من العملhttp://cdncache-a.akamaihd.net/items/it/img/arrow-10x10.png (http://www.hindkhalifa.com/2013/02/laha-magazine.html#) مع الأمهات والبحث المستمر واهتمامي بموضوع التربية الجنسية وقراءاتي للكتب العلمية للتوعية بالتحرّش، وجدت أنه لا يوجد لدينا كأهل معلومات كافية تناسب بيئتنا ومجتمعنا. المكتبة العربية تفتقر حتى الآن إلى كتاب يوضح الفرق بين الولد والبنت أو كتاب للمراهقة يبيّن لها المراحل التي تمر بها والأمور الجنسية الأخرى كالعادة السرية وغيرها. ففكرت في كتاب مصور يوعّي الطفل ضد التحرّش وعرضته على المتخصّصين في الدول العربية المختلفة كعمل توعوي يتناسب مع بيئتنا، ثم جاءت فكرة إضافة نشيد للفت نظر الطفل واهتمامه بالموضوع. والآن بدأت بإعطاء دورات وورش عمل للأطفال لتوعيتهم ضد التحرّش الجنسي.
ما مدى أهمية التربية الجنسية في حياة الأطفال ومن أي سن تبدأ؟
للتربية الجنسية أهمية بالغة في حياة الطفل كأهمية الطعام والشراب. وتبدأ التربية الجنسية باختيار الشريك المناسب والزواج منه لتأسيس أسرة قوية وصالحة. والحياة الجنسية الصالحة بين الأب والأم تساهم في وجود تربية جنسية سليمة للأطفال وتبدأ توعية الطفل ببعض الأمور من سن سنتين.
بدأت دورة التربية الجنسية للأبناء من 10 سنوات فهل كانت ناتجة عن دراسة وتخصّص أم كانت لك تجربة معينة جعلتك تهتمّين بهذا الأمر؟
بالفعل، في بداية زواجي افترقت صديقتان لي عن بعضهما بسبب أن إبن إحداهما كان في مرحلة اكتشاف مع ابنة الأخرى وهما في سن الأربع سنوات. لفتت نظري هذه الواقعة وجعلتني أنكب بحثا في الموضوع. فموضوع تربية الأبناء أمر يشغل بالي دوما. بحثت كثيرا وقرأت الكثير من الكتب العربية فلم أجد المعلومات الكافية. فبدأت بالترجمة من الكتب الأجنبية ووجدتها بعيدة عن الدين الإسلامي لذا تعمقت أكثر في هذا المجال وحضرت دورات مختلفة في دول عربية وأجنبية، إلى أن وصلت إلى الشكل النهائي للكتاب بالصور التوضيحية والتي لا تتخالف مع بيئتنا.
عمليات استكشاف الجنس الآخر التي تحدث بين الأطفال، كيف يمكن التعامل معها وهل هي أمور طبيعية لابد أن نتركها تمر أم أنها ترمز إلى «العيب» كما تتعامل معها بعض العائلات؟
عمليات الاستكشاف أمر طبيعي جداً حتى سن السبع سنوات ولابد من تجاهلها. وبعدها أوضح لهم أهمية منطقة العورة وخصوصيتها. وعند تكرر الأمر لابد من عتابه في شكلhttp://cdncache-a.akamaihd.net/items/it/img/arrow-10x10.png (http://www.hindkhalifa.com/2013/02/laha-magazine.html#) هادئ وحازم، وإن لم يستجب لا بد من معاقبته بشكل واعٍ لأنه تعدّى على القوانين الجنسية، للمنزل وأوضح له أهمية الالتزام بالحفاظ على خصوصية منطقة العورة دون استخدام الضرب أو الألفاظ الجارحة لنفسيته.
فعملية الاستكشاف هذه ظاهرة طبيعية تحدث بين كل الأطفال ولا يفترض أن تسبب أي مشكلة ولابد من التعامل معها بشكل طبيعي. يمكن تجاهلها في البداية كما ذكرت، وإن تكررت تبدأ الأم بتوجيه الطفل أن هذه المنطقة خاصة ولا يجدر أن يلمسها أحد، دون ضرب أو إهانة أو تأنيب.
إذا تحدثنا عن التحرّش الجنسي لدى الأطفال، كيف يمكن أن نعرفه ومتى يسمى تحرّشاً؟
هو طلب حق ليس من حقوقي من شخص آخر وبعدم رضاه إما شفهياً أو جسدياً أو بوضع جنسي معين. فأي تصرّف جنسي تجاه قاصر يكون تحرّشاً لأن الطفل أو القاصر لا يمكنه تقدير معنى المتعة الجنسية أو الرغبة أو الرفض.
هل تظهر أعراض معينة على الطفل المتحرش به تمكن الأهل من معرفة الامر؟
بداية لابد أن أؤكد أن العلاقة القوية والطبيعية بين الأم والطفل تجعل الطفل يلجأ إلى والدته ويطلعها على ما يجري معه بشكل مستمرّ. الأم الواعية والجادة في تربية أبنائها والتي تتمتع بعلاقة يسودها الحب والحنان لابد وأن تكتشف هذا الأمر سريعاً.
وعلامات التحرش تختلف، فإذا كان التحرش حديثاً وجسدياً تظهر علامات على المنطقة التناسلية مع بعض الآثار على اللباس الداخلي من دم وغيره. أما الأعراض الأخرى فقد تظهر في شكل ارتفاع مفاجئ في درجة حرارة الطفل، أو زيادة في البكاء دون سبب واضح، أو انطوائية غير مبررة ويمكن أن يرفض الذهاب للمدرسة أو البيت الذي تعرض فيه للتحرش، وتقل شهيته للأكل بشكل ملحوظ. وفي بعض الأحيان يصاب الطفل بالهذيان ليلا وتراوده أحلام مزعجة، والأطفال الاكبر سنا يستحمون كثيرا ويغسلون أيديهم كثيرا كمحاولة لتنظيف أنفسهم من الأوساخ.
ولكننا نسمع في أكثر الحالات أن الأطفال لا يتحدثون عن التحرش إلى أي شخص ويبقى الموضوع سراً لسنوات طويلة وقد لا ينكشف أبداً، فلماذا يكون ذلك؟
هذا يرجع إلى الأم. طريقة كلام الأم ولغة جسدها وتصرفاتها مع أبنائها تصدر إشارات إلى أن المواضيع الجنسية تحتها خطوط حمراء فلا تقربوها حتى وإن لم تصرح بذلك. فبالتالي يمكن أن يكون المتحرش عماً أو خالاً أو أخاً وتخفي البنت عن والدتها الامر لسنين طويلة خوفاً من ردّة فعل الأم وإلقاء الملامة عليها.
كيف يمكن للأم أن تبني علاقة قوية مع الأبناء لتكون أساساً قوياً يحمي أبناءها من هذه الأمور؟
على الأم أن تكون مرنة ومتفتحة ومثقفة وصادقة ومقنعة. تبتسم وتضحك في المنزل وتلعب مع أطفالها ولا ينصب اهتمامها فقط على الطعام والنوم والملبس والدراسة. لا بد أن تشجع الأم أطفالها على الحديث بصراحة في أي أمر من أمور حياتهم حتى الجنسية منها. فعلى سبيل المثال عندما يسأل الطفل سؤاله البريء «أنا كيف أتيت»؟ هو لا يفكر في أي أمر جنسي. ردّة فعل الأم هنا وصوتها ولغة جسدها هي الحد الفاصل في بناء لغة الحوار بين أطفالها. فإما أن تكسبهم في هذه اللحظة أو تخسر الحوار إلى الأبد. هذه اللحظة هي الحد الفاصل بين الأم وطفلها وإن لم تغتنمها لن يعود الطفل إليها بأي سؤال شخصي سواء جنسي أو عن حياته أو علاقاته، وحتى في زواجه وعلاقته بزوجته في ما بعد.
عندما تكون علاقة الأم قوية مع أطفالها تجنب أطفالها الكثير من المشاكل التي قد يقعون فيها وتفتح بينها وبينهم حواراً فعالاً وصريحاً فتتفادى العديد من المشكلات التي قد تحدث في المراهقة وغيرها.
كيف يمكن أن نزيل الخطوط الحمراء عن المواضيع الجنسية في المنزل لنوفر المعلومة الصحيحة للطفل بحسب سنه وقدراته العقلية؟
نتحدث عن الأمر الجنسي بشكل علمي مبسّط من الصغر ومن البداية تكون الأسئلة لدى الطفل. نعرّف الطفل على الفرق بين الفتاة والصبي وكيفية تكوّن الجنين حتى يخرج إلى الدنيا عن طريق كتب علمية مصورة ومبسطة وبالحديث والمقارنة مثلاً بالحيوانات. لابد أن يكون في كل منزل كتاب عن تكوّن الجنين ومراحل تطوره ونشرح للطفل ونوضح له ونكوّن له المعلومة بشكل مبسط ووفق فئته العمرية. حتى السؤال عن الحمل والولادة لابد من التحدث عنه بصراحة وتوضيح التغيرات التي تطرأ على جسد الأم في هذه المرحلة وكيفية وجود الطفل داخل رحم الأم. لابد من توضيح كل هذه الأمور بشكل علمي مبسط.
ومن سن تسع سنوات يمكن أن أحدثهم بصراحة عن أن هناك علاقة خاصة بين الأم والأب تصبح بعدها الأم حاملاً. لابد أيضاً من إعداد الطفل للتغيّرات الفسيولوجية المختلفة التي سيمرّ بها. فقبل البلوغ نعده لذلك ونوفّر له معلومات عن البلوغ والاحتلام والعادة السريّة بالتحدث عن التغيّرات التي ستطرأ عليه حتى لا يفاجأ بهذا المرحلة دون أن يعرف عنها. الطفل سيحصل على المعلومات بأي طريقة كانت، لذا لابدّ من أن يحصل عليها بالشكل الصحيح وعن طريق والدته أو والده وبشكل صادق ومقنع ومتدرّج.
كيف يمكن توعية الطفل عن السلوك الغريب الصادر من الكبار خاصة المحارم دون أن نضعه تحت ضغط نفسي أو نسبب له الخوف والتوتّر؟
لابدّ من وجود قوانين جنسية واضحة وصارمة في المنزل حتى تقل الأخطاء الجنسية. فلابد أن يعرف الطفل أن منطقة العورة هي جزء خاص من جسده لا يسمح لأحد رؤيته أو لمسه تماماً كما أوعّيه من أخطار معينة قد تصيب صحّته. والطفل يتقبل ذلك فتجد الطفل الذي يعاني من حساسية تجاه البيض، على سبيل المثال، لا يأكله ويسأل إن كان الطعام المقدّم إليه فيه بيض أم لا. لابد أن يعرف الطفل من سن الخمس سنوات أن التحرّش مرفوض وتكون هناك ثلاثة قوانين أولها أنا أرفض التعدّي على حدودي الجسدية، وثانياً أصرخ لو حاول أحد إيذائي حتى إذا اعتقدت أن أحداً لن يسمعني، وثالثاً أبلغ وأصرّ على التبليغ. ولابد أن يكون الأهل مطّلعين وعارفين ما يجري مع أولادهم وأن يكون معروفاً للجميع أن هذه العائلة لن تقبل بأي نوع من التعدّي على أطفالها مهما كان بسيطاً.
كيف يمكن سؤال الطفل عن الواقعة التي حدثت معه وهل يمكن أن تتعامل الأم بمفردها مع هذا الأمر؟
التجربة الجنسية مؤلمة جداً ومن الصعب التحدث عنها. الأم تعتقد أنها تريح الطفل عندما تسأله ولكنها تؤلمه أكثر بحديثها عن الموضوع. للأسف لا تتوافر لدينا الكفايات ولسنا مهيئين لكيفية سؤال الطفل. فالتحدث مع الطفل وسؤاله عن تفاصيل ربما لم تحدث يضيفان إلى مشهد التحرّش في مخيلة الطفل فيبدأ بإضافة معلومات غير حقيقية إلى الواقعة. لابدّ من تجنّب سؤال الطفل أسئلة مباشرة إلا عن طريق شخص متخصّص حقيقي وله خبرة في التعامل مع الأطفال في هذه الأمور.
بعض الأطفال يكتشفون المنطقة التناسلية في سنّ مبكرة ويقومون بحركات أو لمسات لمناطقهم التناسلية في سن مبكرة، فكيف يمكن التصرّف مع هذا الأمر؟
هذا أمر طبيعي يحدث للأطفال لأنه اكتشف منطقة حسّاسة مليئة بالأوردة الحسّاسة فيستمتع بلمس هذه المنطقة دون أن يفسرها تفسيراً جنسياً، تماماً كما يمصّ الطفل إبهامه أو يضحك عند دغدغته وملاطفته. يتحول هذا الاكتشاف إلى عادة إذا أهملناها، فمثلاً لانترك الطفل دون مراقبة يشاهد التلفزيون لساعات طويلة، ولا نتركه مستيقظاً طويلاً في السرير بمفرده وهو ليس لديه رغبة في النوم، أو يمكن أن نجعله يرتدي ملابس لا تسهل وصول اليد للمنطقة التناسلية، ولا بد أن تحتضن الأم الطفل وتمضي معه وقتاً طويلاً لتشغل وقته دون أن تترك له المجال أن يبقى وحيداً ويستمرّ في ممارسة هذه العادة.
ماهي صفات المتحرش وكيف يمكن أن أحمي طفلي من التحرّش؟
لطيف وصبور ويحب الأطفال واللعب معهم. دائما يحمل حلويات وألعاباً للأطفال ويستدرج الطفل بطريقة بسيطة ومدروسة حتى يتمكن من الطفل.
ونحمي أطفالنا بالتوعية ووجود القوانين الجنسية الواضحة في المنزل والتي ذكرناها سابقاً، إضافة إلى تعزيز ثقة الطفل بنفسه وإيمان الأم والأب به. المدرسة لا تصنع المتميزين ولكن الأم هي من تصنع المتميزين. لابد من إيجاد دور لكل طفل في المنزل، وأن يتعلم الاعتماد على نفسه، ولابد من مدحه والاهتمام به وتلقيبه بألقاب معينة تحفزه على النجاح. وبالطبع العلاقة القوية بين الأم وطفلها عامل أساسي في تكوين شخصية الطفل ولا أثق ولا أضع أولادي لأيام أو لساعات طويلة عند أي شخص مهما كانت قرابته.
أجرته: داليا محمد قزاز – جدة (http://www.lahamag.com/pages.asp?nbPage=1&articleId=560)
(http://www.lahamag.com/pages.asp?nbPage=1&articleId=560)
«انتهت علاقة صديقتين مقربتين لأن طفليهما حاولا استكشاف بعضهما». كان هذا المحرك الأول الذي دفع هند خليفة، المتخصّصة في الثقافة الأسرية، إلى الدراسة والبحث لتوعية المجتمع عن التربية الجنسية وأهميتها.
هند مصطفى خليفة محاضرة في كلية التربية قسم تربية وعلم نفس وتحمل الماجستير في الثقافة الأسرية. تعدّى نشاطها حدود العملhttp://cdncache-a.akamaihd.net/items/it/img/arrow-10x10.png (http://www.hindkhalifa.com/2013/02/laha-magazine.html#) الوظيفي فأمضت عقداً من الزمان تبحث وتنقب وتدرس وتعطي دورات مختلفة في ما يخص الأسرة والأبناء. قدمت دورات تطويرية للمعلمات عن طرق التدريس والوسائل التعليمية، ودورات للمراهقات عن تنمية الذات والتوعية في الأمور الجنسية والبلوغ وعلاقتهن مع الأولاد وحدود العلاقات مع الزميلات، ودورات للأمهات لتعزيز ثقة الطفل بنفسه وتأهيل البنات للزواج، إلى أن وصلت إلى دورتها الأخيرة التي حملت عنوان «التربية الجنسية لأبنائنا وحمايتهم من التحرشات الجنسية».
في صدد إصدار كتاب بعنوان «لا تلمسني» كأول كتاب من نوعه لتوعية الطفل عن التحرّشات الجنسية. دليل وضعته بين يدي كل أم مربية أمينة واقعية تعرف مدى التحدي الذي يواجه تربية الأبناء وكتاب يسهل فتح موضوع شائك محير تخجل منه الأمهات، كما ذكرت. «لها» التقتُ خليفة للتحدث عن حماية الطفل من التحرشات الجنسية، فكان هذا الحوار.
ما قصة «لا تلمسني»؟
بعد عشر سنوات من العملhttp://cdncache-a.akamaihd.net/items/it/img/arrow-10x10.png (http://www.hindkhalifa.com/2013/02/laha-magazine.html#) مع الأمهات والبحث المستمر واهتمامي بموضوع التربية الجنسية وقراءاتي للكتب العلمية للتوعية بالتحرّش، وجدت أنه لا يوجد لدينا كأهل معلومات كافية تناسب بيئتنا ومجتمعنا. المكتبة العربية تفتقر حتى الآن إلى كتاب يوضح الفرق بين الولد والبنت أو كتاب للمراهقة يبيّن لها المراحل التي تمر بها والأمور الجنسية الأخرى كالعادة السرية وغيرها. ففكرت في كتاب مصور يوعّي الطفل ضد التحرّش وعرضته على المتخصّصين في الدول العربية المختلفة كعمل توعوي يتناسب مع بيئتنا، ثم جاءت فكرة إضافة نشيد للفت نظر الطفل واهتمامه بالموضوع. والآن بدأت بإعطاء دورات وورش عمل للأطفال لتوعيتهم ضد التحرّش الجنسي.
ما مدى أهمية التربية الجنسية في حياة الأطفال ومن أي سن تبدأ؟
للتربية الجنسية أهمية بالغة في حياة الطفل كأهمية الطعام والشراب. وتبدأ التربية الجنسية باختيار الشريك المناسب والزواج منه لتأسيس أسرة قوية وصالحة. والحياة الجنسية الصالحة بين الأب والأم تساهم في وجود تربية جنسية سليمة للأطفال وتبدأ توعية الطفل ببعض الأمور من سن سنتين.
بدأت دورة التربية الجنسية للأبناء من 10 سنوات فهل كانت ناتجة عن دراسة وتخصّص أم كانت لك تجربة معينة جعلتك تهتمّين بهذا الأمر؟
بالفعل، في بداية زواجي افترقت صديقتان لي عن بعضهما بسبب أن إبن إحداهما كان في مرحلة اكتشاف مع ابنة الأخرى وهما في سن الأربع سنوات. لفتت نظري هذه الواقعة وجعلتني أنكب بحثا في الموضوع. فموضوع تربية الأبناء أمر يشغل بالي دوما. بحثت كثيرا وقرأت الكثير من الكتب العربية فلم أجد المعلومات الكافية. فبدأت بالترجمة من الكتب الأجنبية ووجدتها بعيدة عن الدين الإسلامي لذا تعمقت أكثر في هذا المجال وحضرت دورات مختلفة في دول عربية وأجنبية، إلى أن وصلت إلى الشكل النهائي للكتاب بالصور التوضيحية والتي لا تتخالف مع بيئتنا.
عمليات استكشاف الجنس الآخر التي تحدث بين الأطفال، كيف يمكن التعامل معها وهل هي أمور طبيعية لابد أن نتركها تمر أم أنها ترمز إلى «العيب» كما تتعامل معها بعض العائلات؟
عمليات الاستكشاف أمر طبيعي جداً حتى سن السبع سنوات ولابد من تجاهلها. وبعدها أوضح لهم أهمية منطقة العورة وخصوصيتها. وعند تكرر الأمر لابد من عتابه في شكلhttp://cdncache-a.akamaihd.net/items/it/img/arrow-10x10.png (http://www.hindkhalifa.com/2013/02/laha-magazine.html#) هادئ وحازم، وإن لم يستجب لا بد من معاقبته بشكل واعٍ لأنه تعدّى على القوانين الجنسية، للمنزل وأوضح له أهمية الالتزام بالحفاظ على خصوصية منطقة العورة دون استخدام الضرب أو الألفاظ الجارحة لنفسيته.
فعملية الاستكشاف هذه ظاهرة طبيعية تحدث بين كل الأطفال ولا يفترض أن تسبب أي مشكلة ولابد من التعامل معها بشكل طبيعي. يمكن تجاهلها في البداية كما ذكرت، وإن تكررت تبدأ الأم بتوجيه الطفل أن هذه المنطقة خاصة ولا يجدر أن يلمسها أحد، دون ضرب أو إهانة أو تأنيب.
إذا تحدثنا عن التحرّش الجنسي لدى الأطفال، كيف يمكن أن نعرفه ومتى يسمى تحرّشاً؟
هو طلب حق ليس من حقوقي من شخص آخر وبعدم رضاه إما شفهياً أو جسدياً أو بوضع جنسي معين. فأي تصرّف جنسي تجاه قاصر يكون تحرّشاً لأن الطفل أو القاصر لا يمكنه تقدير معنى المتعة الجنسية أو الرغبة أو الرفض.
هل تظهر أعراض معينة على الطفل المتحرش به تمكن الأهل من معرفة الامر؟
بداية لابد أن أؤكد أن العلاقة القوية والطبيعية بين الأم والطفل تجعل الطفل يلجأ إلى والدته ويطلعها على ما يجري معه بشكل مستمرّ. الأم الواعية والجادة في تربية أبنائها والتي تتمتع بعلاقة يسودها الحب والحنان لابد وأن تكتشف هذا الأمر سريعاً.
وعلامات التحرش تختلف، فإذا كان التحرش حديثاً وجسدياً تظهر علامات على المنطقة التناسلية مع بعض الآثار على اللباس الداخلي من دم وغيره. أما الأعراض الأخرى فقد تظهر في شكل ارتفاع مفاجئ في درجة حرارة الطفل، أو زيادة في البكاء دون سبب واضح، أو انطوائية غير مبررة ويمكن أن يرفض الذهاب للمدرسة أو البيت الذي تعرض فيه للتحرش، وتقل شهيته للأكل بشكل ملحوظ. وفي بعض الأحيان يصاب الطفل بالهذيان ليلا وتراوده أحلام مزعجة، والأطفال الاكبر سنا يستحمون كثيرا ويغسلون أيديهم كثيرا كمحاولة لتنظيف أنفسهم من الأوساخ.
ولكننا نسمع في أكثر الحالات أن الأطفال لا يتحدثون عن التحرش إلى أي شخص ويبقى الموضوع سراً لسنوات طويلة وقد لا ينكشف أبداً، فلماذا يكون ذلك؟
هذا يرجع إلى الأم. طريقة كلام الأم ولغة جسدها وتصرفاتها مع أبنائها تصدر إشارات إلى أن المواضيع الجنسية تحتها خطوط حمراء فلا تقربوها حتى وإن لم تصرح بذلك. فبالتالي يمكن أن يكون المتحرش عماً أو خالاً أو أخاً وتخفي البنت عن والدتها الامر لسنين طويلة خوفاً من ردّة فعل الأم وإلقاء الملامة عليها.
كيف يمكن للأم أن تبني علاقة قوية مع الأبناء لتكون أساساً قوياً يحمي أبناءها من هذه الأمور؟
على الأم أن تكون مرنة ومتفتحة ومثقفة وصادقة ومقنعة. تبتسم وتضحك في المنزل وتلعب مع أطفالها ولا ينصب اهتمامها فقط على الطعام والنوم والملبس والدراسة. لا بد أن تشجع الأم أطفالها على الحديث بصراحة في أي أمر من أمور حياتهم حتى الجنسية منها. فعلى سبيل المثال عندما يسأل الطفل سؤاله البريء «أنا كيف أتيت»؟ هو لا يفكر في أي أمر جنسي. ردّة فعل الأم هنا وصوتها ولغة جسدها هي الحد الفاصل في بناء لغة الحوار بين أطفالها. فإما أن تكسبهم في هذه اللحظة أو تخسر الحوار إلى الأبد. هذه اللحظة هي الحد الفاصل بين الأم وطفلها وإن لم تغتنمها لن يعود الطفل إليها بأي سؤال شخصي سواء جنسي أو عن حياته أو علاقاته، وحتى في زواجه وعلاقته بزوجته في ما بعد.
عندما تكون علاقة الأم قوية مع أطفالها تجنب أطفالها الكثير من المشاكل التي قد يقعون فيها وتفتح بينها وبينهم حواراً فعالاً وصريحاً فتتفادى العديد من المشكلات التي قد تحدث في المراهقة وغيرها.
كيف يمكن أن نزيل الخطوط الحمراء عن المواضيع الجنسية في المنزل لنوفر المعلومة الصحيحة للطفل بحسب سنه وقدراته العقلية؟
نتحدث عن الأمر الجنسي بشكل علمي مبسّط من الصغر ومن البداية تكون الأسئلة لدى الطفل. نعرّف الطفل على الفرق بين الفتاة والصبي وكيفية تكوّن الجنين حتى يخرج إلى الدنيا عن طريق كتب علمية مصورة ومبسطة وبالحديث والمقارنة مثلاً بالحيوانات. لابد أن يكون في كل منزل كتاب عن تكوّن الجنين ومراحل تطوره ونشرح للطفل ونوضح له ونكوّن له المعلومة بشكل مبسط ووفق فئته العمرية. حتى السؤال عن الحمل والولادة لابد من التحدث عنه بصراحة وتوضيح التغيرات التي تطرأ على جسد الأم في هذه المرحلة وكيفية وجود الطفل داخل رحم الأم. لابد من توضيح كل هذه الأمور بشكل علمي مبسط.
ومن سن تسع سنوات يمكن أن أحدثهم بصراحة عن أن هناك علاقة خاصة بين الأم والأب تصبح بعدها الأم حاملاً. لابد أيضاً من إعداد الطفل للتغيّرات الفسيولوجية المختلفة التي سيمرّ بها. فقبل البلوغ نعده لذلك ونوفّر له معلومات عن البلوغ والاحتلام والعادة السريّة بالتحدث عن التغيّرات التي ستطرأ عليه حتى لا يفاجأ بهذا المرحلة دون أن يعرف عنها. الطفل سيحصل على المعلومات بأي طريقة كانت، لذا لابدّ من أن يحصل عليها بالشكل الصحيح وعن طريق والدته أو والده وبشكل صادق ومقنع ومتدرّج.
كيف يمكن توعية الطفل عن السلوك الغريب الصادر من الكبار خاصة المحارم دون أن نضعه تحت ضغط نفسي أو نسبب له الخوف والتوتّر؟
لابدّ من وجود قوانين جنسية واضحة وصارمة في المنزل حتى تقل الأخطاء الجنسية. فلابد أن يعرف الطفل أن منطقة العورة هي جزء خاص من جسده لا يسمح لأحد رؤيته أو لمسه تماماً كما أوعّيه من أخطار معينة قد تصيب صحّته. والطفل يتقبل ذلك فتجد الطفل الذي يعاني من حساسية تجاه البيض، على سبيل المثال، لا يأكله ويسأل إن كان الطعام المقدّم إليه فيه بيض أم لا. لابد أن يعرف الطفل من سن الخمس سنوات أن التحرّش مرفوض وتكون هناك ثلاثة قوانين أولها أنا أرفض التعدّي على حدودي الجسدية، وثانياً أصرخ لو حاول أحد إيذائي حتى إذا اعتقدت أن أحداً لن يسمعني، وثالثاً أبلغ وأصرّ على التبليغ. ولابد أن يكون الأهل مطّلعين وعارفين ما يجري مع أولادهم وأن يكون معروفاً للجميع أن هذه العائلة لن تقبل بأي نوع من التعدّي على أطفالها مهما كان بسيطاً.
كيف يمكن سؤال الطفل عن الواقعة التي حدثت معه وهل يمكن أن تتعامل الأم بمفردها مع هذا الأمر؟
التجربة الجنسية مؤلمة جداً ومن الصعب التحدث عنها. الأم تعتقد أنها تريح الطفل عندما تسأله ولكنها تؤلمه أكثر بحديثها عن الموضوع. للأسف لا تتوافر لدينا الكفايات ولسنا مهيئين لكيفية سؤال الطفل. فالتحدث مع الطفل وسؤاله عن تفاصيل ربما لم تحدث يضيفان إلى مشهد التحرّش في مخيلة الطفل فيبدأ بإضافة معلومات غير حقيقية إلى الواقعة. لابدّ من تجنّب سؤال الطفل أسئلة مباشرة إلا عن طريق شخص متخصّص حقيقي وله خبرة في التعامل مع الأطفال في هذه الأمور.
بعض الأطفال يكتشفون المنطقة التناسلية في سنّ مبكرة ويقومون بحركات أو لمسات لمناطقهم التناسلية في سن مبكرة، فكيف يمكن التصرّف مع هذا الأمر؟
هذا أمر طبيعي يحدث للأطفال لأنه اكتشف منطقة حسّاسة مليئة بالأوردة الحسّاسة فيستمتع بلمس هذه المنطقة دون أن يفسرها تفسيراً جنسياً، تماماً كما يمصّ الطفل إبهامه أو يضحك عند دغدغته وملاطفته. يتحول هذا الاكتشاف إلى عادة إذا أهملناها، فمثلاً لانترك الطفل دون مراقبة يشاهد التلفزيون لساعات طويلة، ولا نتركه مستيقظاً طويلاً في السرير بمفرده وهو ليس لديه رغبة في النوم، أو يمكن أن نجعله يرتدي ملابس لا تسهل وصول اليد للمنطقة التناسلية، ولا بد أن تحتضن الأم الطفل وتمضي معه وقتاً طويلاً لتشغل وقته دون أن تترك له المجال أن يبقى وحيداً ويستمرّ في ممارسة هذه العادة.
ماهي صفات المتحرش وكيف يمكن أن أحمي طفلي من التحرّش؟
لطيف وصبور ويحب الأطفال واللعب معهم. دائما يحمل حلويات وألعاباً للأطفال ويستدرج الطفل بطريقة بسيطة ومدروسة حتى يتمكن من الطفل.
ونحمي أطفالنا بالتوعية ووجود القوانين الجنسية الواضحة في المنزل والتي ذكرناها سابقاً، إضافة إلى تعزيز ثقة الطفل بنفسه وإيمان الأم والأب به. المدرسة لا تصنع المتميزين ولكن الأم هي من تصنع المتميزين. لابد من إيجاد دور لكل طفل في المنزل، وأن يتعلم الاعتماد على نفسه، ولابد من مدحه والاهتمام به وتلقيبه بألقاب معينة تحفزه على النجاح. وبالطبع العلاقة القوية بين الأم وطفلها عامل أساسي في تكوين شخصية الطفل ولا أثق ولا أضع أولادي لأيام أو لساعات طويلة عند أي شخص مهما كانت قرابته.