عبقرينو
02-15-2015, 12:35 PM
إساءة معاملة الأطفال فى مدينة امدرمان
دراسة استكشافية
تقديم
أ.وفاق صابر علــــــــي
جامعة النيلين
أ. صلاح الدين فرح عطا الله أ. فضل المولي عبد الرضي
جامعة الإمام المهدي جامعة دنقلا
مجلة العلوم الجنائية والاجتماعية،11،115 – 155
ملخص الدراسة
هدفت الدراسةالحالية إلي استكشاف سوء معاملة الطفل في مدينة امدرمان وفحص نسبة انتشار الظاهرة والفروق علي متغيرات نوع الطالب ، المحلية الإدارية (البلدية)،ومستوى الشدة،ومستوي تعليم الوالدين .
تمثل مجتمع الدراسة فى طلبة مرحلة تعليم الأساس(الصفين السادس والسابع) في مدينة امدرمان في محلياتها الثلاث امدرمان ، امبدة ، كرري ، وبلغ حجم العينة 215 طالبا وطالبة منهم (111) ذكر و (104) انثي.
استخدم مقياس سوء معاملة الطفل اعداد ديفيد بونتشين (1995)، بعد أن تم تكييفه علي المجتمع السوداني ومن ثم تم التحليل الإحصائي باستخدام النسب المئوية،اختبار(ت)،واختبار(ت) المتعدد،تحليل التباين الاحادى،اختبارمربع كاى ،وقد توصلت الدراسة للآتي:
1-توجد فروق فىنسبة انتشار انماط سوء معاملة الطفل،حيث تكثر سوء المعاملة الجسدية ،ثم الجنسية،والاهمال العاطفى ،واخيرا سوء المعاملة العاطفية.
2-هنالك فروق بين درجات الذكور و الإناث في مقياس سوء معاملة الطفل -عند معنوية 0.01 و 0.05 لصالح الإناث في نمطي الاهمال العاطفي و الجنسي. ولصالح الذكور في نمط سوء المعاملة الجسدية و سوء المعاملة العاطفية .
3- هنالك فروق بين درجات محليات امدرمان في مقياس سوء معاملة الطفل عند معنوية 0.01 و 0.05 لصالح أمبدة في الإهمال العاطفي و الجنسي ولصالح كرريفي الجسدي وسوء المعاملة العاطفية.
4- هنالك فروق في مستوى وشدة سوء معاملة الطفل لصالح سوء المعاملة الجسدية في الشدة و البسيط وفى العاطفية وفي الجنسية بصورة اقل من المتوقع في مجتمع الدراسة.
5- هنالك فروق في توزيع مستويات سوء معاملة الطفل تعزي لمتغير المستوي التعليمي للوالدين في نمط سوء المعاملة الجنسية لصالح مستوي التعليم الثانوي.
المقدمة:
إساءة معاملة الطفل لابد أن تتوفر فيها القصدية ويقوم بها الأباء أو المربين وتؤدي إلي جروح و إصابات إكلينيكية ،لكن تظل حكم اجتماعي يختلف مفهومه من مجتمع لآخر تبعا لما يراه المجتمع من حق للأباء و المربين في أساليب معاملتهم وتنشئتهم للأطفال.
و تشير ساري سواقد وفاطمة الطراونة (2000 : 414) إلي نماذج من إساءة معاملة الطفل عبر الحقب الزمنية ، فذكرتا أن الأساطير و الدراما الاغريقية توضح ان الاغريق كانوا يستخدمون وسائل متعددة من الإساءة الجسدية ومحاولة التخلص من بعض الأطفال نهائياً وفي الهند قد ورث الأباء حقوقا تسمح لهم بعمل أي شئ يريدونه باطفالهم ، وفي القرن السابع عشر حدد قانون الجريمة الفرنسي الحالات التي تتيح للأب قتل الطفل .. و العرب في الجاهلية كانوا يئدون البنات كما كان الطفل يقدم قرباناً للآلهة.
و بالرغم من تفشي ظاهرة إساءة معاملة الطفل في المجتمعات هناك شعورا بخطورة هذه الظاهرة يتفاوت من مجتمع لآخر.
أوضح صالح السيد (1993 ، 502 /503) إن إصطلاح الإساءة البدنية للأطفال ، ظهر عندما قامت الصحافة في انجلترا بنشر حالة الطفلة ماري ألن Mary Allen التي تعرضت للتعذيب الوحشي من والديها ، فلفتت انظار المجتمع وحركت ضميره وصدر بعد ذلك أول قانون في انجلترا عام 1898م يحرم المعاملة القاسية للأطفال.
غير أن هذه الحادثة يمكن أن تمثل البداية لدراسة ومكافحة ظاهرة إساءة معاملة الطفل في الغرب بينما تنبه القرآن لهذه الظاهرة في قوله تعالي (إذا المؤودة سئلت بأي ذنب قتلت) وبعد حادثة ماري ألن ظهر الإهتمام بالقوانين التي تحمي الطفل منها كما أشارت ساري وفاطمة (2000 ، 414) إلي ظهور صندوق إنقاذ الطفل SCF في سنة 1919 وفي عام 1946م قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة إنشاء منظمة الخدمات لملايين الأطفال (اليونسيف Unicef) وفي عام 1950 مدت المنظمة اهتماماتها للأطفال في الدول النامية . واعتبر عام 1979م هو العام الدولي لحقوق الطفل وفي عام 1989م تبنت الامم المتحدة اتفاقية حقوق الطفل التي دخلت حيز التنفيذ عام 1990 وقد وقع السودان علي هذه الاتفاقية في عام (1989)،(الراى العام،2003).
و بالرغم من وجود القوانين التي تمنع وتحرم إساءة معاملة الطفل يظل مصطلح إساءة الطفل في حاجة للتعريف العلمي الدقيق ، فقد حدد القانون الفدرالي الأمريكي عام 1974م . كما ذكرت ساري وفاطمة (2000 ، 414) وصالح (1993 ، 505) إساءة معاملة الطفل بـ "الأذي الجسدي أو العقلي ، أو الأساءة الجنسية ، أو إهمال معالجة وسوء معاملة الطفل تحت سن الثامنة عشر من قبل الشخص المسؤول عن رعاية الطفل وسلامته مما يعرض الطفل وسلامته للاذي و التهديد" و بالرغم من أن نص القانون يبدو شاملا ومحددا الا انه ادي الي خلق مشاكل في احدي الولايات الامريكية . كما اوضح صالح (1993 : 505) لتعارض رؤية كل من السلطات القضائية و المؤسسات الاجتماعية.
وبهدف متابعة وتقدير ظاهرة إساءة معاملة الطفل صدر في عام 1976م قانون في الولايات المتحدة الأمريكية.
كما ذكر صالح (1993 : 502) بالزام الهيئات الحكومية والخاصة بتسجيل كل الحالات التي يشتبه أن يكون الطفل قد تعرض فيها للإساءة أو الإهمال أو سوء المعاملة ، وقد نص القانون أيضاً علي إلزام هذه الهيئات بأن تجعل هذه المعلومات تحت طلب الدارسين و الباحثين.
وقد وجدت هذه الظاهرة من الاهتمام في البلاد العربية كما في البلاد الغربية في كافة مجالاتها خاصة البحث والدراسة.
فعلي سبيل المثال دراسة صالح حزين السيد 1993 إساءة معاملة الاطفال (دراسة إكلنيكية) ، دراسة ساري سواقد و فاطمة الطراونة (2000)" إساءة معاملة الطفل الوالدية ، أشكالها ، درجة تعرض الاطفال لها وعلاقتها ذلك بجنس الطفل ومستوي تعليم والديه ودخل أسرته ودرجة التوتر النفسي لديه.
وبحث ناهد رمزي (2002) " حماية صغار الفتيات في سوق العمل في البلدان العربية" ، وبحث أحمد اليازحي (2002) " عمالة الاطفال في فلسطين تأثير الاوضاع الاقتصادية و الاجتماعية علي عمالة الاطفال في فلسطين" ، و بحث احمد عبد العليم أحمد (2001) " واقع الطفل العربي التقرير الاحصائي السنوي" ودراسة موسي ابو حوسة (2002) ظاهرة عمالة الاطفال في مدينة عمان (دراسة ميدانية لعينة من الاطفال العمانيين في مدينة عمان) .. الخ إضافة للندوات و المؤتمرات المتناثرة في الدول العربية.
أما في السودان بحجم تنوعاته العرقية و الثقافية توجد أساليب قسوة في تنشئة الاطفال قديكون من ايسرها الضرب المبرحفي كثير من المدارس السودانية حيث ما زال قائما خاصة في المدارس الريفية وعمالة الأطفال المنتشرة في الورش و المواصلات و الحرمان من الدراسة للاسباب الاجتماعية و الاقتصادية.
وبالرغم من الاهتمام العالمي و الاقليمي المتزايد بظاهرة إساءة معاملة الطفل تظل هذه الظاهرة لاتزال منتشرة في السودان بالرغم من وجود القوانين التي تحمي حقوق الطفل تظل ظاهرة متفشية وشائعة بالرغم من عدم توفر إية إحصاءات عن معدلات تعرض الاطفال للإهمال و سوء المعاملة وحتي المعلومات و الإحصاءات التي يمكن جميعها بمجهود فردي غير كافية للاعتماد عليها كلية للوصول إلي تقييم أو تقدير لمدي شيوعها نسبة لتعامل المجتمع السوداني نحو تجاه هذه الظاهرة بحساسية وعدم ملاحقة السلطات الأباء و المربين في خصوص هذه الظاهرة.
مشكلة الدراسة:
ان اساءة معاملة الطفل تؤثرسلبا على شخصية الطفل وتطورها ومن ثم تكو ن من اكبر المهددات على امنه النفسى وصحته النفسية ،وقد لمس الباحثون بعض مظاهراساءة معاملة الطفل فى المجتمع السودانى ومن هنا جاءت فكرة هذه الدراسة للتعرف على حجم المشكلة فى واحدة من اعرق المدن السودانية ،ويمكن ان تتبلور تساؤلات الدراسة فيما يلى:-
1-هل توجد فروق فى نسبة انتشار انماط اساءة معاملة الطفل فى مدينة امدرمان ؟
2- هل توجد فروقبين الذكور والاناث فى التعرض لاساءة معاملة الطفل؟
3-هل توجد فروق بين محليات (بلديات) امدرمان الثلاثة (امدرمان ،كررى،امبدة) فى انماط سوء معاملة الطفل؟
4-هل توجد فروق فى مستوى شدة اساءة معاملة الطفل فى الانماط الاربعة لدى عينة الدراسة ؟
5- هل توجد فروق فى توزيع مستويات اساءة معاملة الطفل تعزى لمتغير المستوى التعليمى للوالدين ؟
فرضيات الدراسة:
1-تنتشر انماط اساءة معاملة الطفل بنسب عالية فى مدينة امدرمان.
2-توجد فروق دالة احصائيابين الذكور والاناث فى انماط الاساءة لصالح الاناث.
3- لاتوجد فروق دالة احصائيا بين محليات امدرمان الثلاثة فى انماط اساءة معاملة الطفل.
4- لاتوجد فروق فى مستوى شدة اساءة معاملة الطفل لدى عينة الدراسة .
5- توجد فروق فى مستويات اساءة معاملة الطفل تعزى لمتغير المستوى التعليمى للوالدين.
اهداف الدراسة:
1-التعرف على حجم اساءة معاملة الطفل فى مدينة امدرمان .
2-معرفة اثر بعض المتغيرات الديمغرافية (المحلية, النوع ،مستوى تعليم الوالدين)،على ظاهرة اساءة معاملة الطفل.
3-التعرف على مستويات الشدة لانماط اساءة معاملة الطفل المختلفة .
4-الاسهام بجهد علمى يثرى حركة البحث فى مشكلات الطفولة المختلفة ،لتشجيع الاهتمام بمثل هذه الدراسات.
اهمية الدراسة:
1-ندرة البحوث السودانية التى درست هذه الظاهرة ،حيث لم يطلع الباحثون الاعلى دراسة واحدة فقط فى هذا المجال اقتصرت فقط على المصابين بالاضطراب التحولى فى مستشفيات الطب النفسى بولاية الخرطوم.
2-تاتى اهمية الدراسة الحالية من كون اساءة معاملة الطفل من المشكلات التى يجب دراستها والتعرف على حجمها والحد من انتشارها لما لها من اثار سلبية مدمرة.
مصطلح الدراسة: (اساءة معاملة الطفل)
تبنى الباحثون تعريف هارت( Hart)(سامية حجازى،2000) كتعريف اجرائى فى هذه الدراسة ،بان اساءة معاملة الطفل هى كل فعل يؤثر على الطفل عاطفيا اوجسديا اوجنسيا او الاهمال بمختلف الانواع ،ويتمثل سوءمعاملة الطفل فى اربعة انماط رئيسيةهى:
1-سوءالمعاملة العاطفية . (Emotional abuse)
2- سوء المعاملة الجنسية.( Sexual Abuse)
3-سوء المعاملة الجنسية. ( Physical abuse)
4-الاهمال العاطفى.( Emotional neglect)
حدود الدراسة:
اقتصرت الدراسة على الحدود الحالية:
أ/مدينة امدرمان بمحلياتها الثلاث.
ب/تلاميذ الصفين السادس والسابع بمرحلة الاساس.
ج/ اجريت الدراسة فى شهر اكتوبر 2003.
الاطار النظرى:
تعريف إساءة معاملة الطفل:-
بالرغم من وجود نصوص واضحة في القوانين – كما في القانون الفدرالي الأمريكي 1974 – وإجماع الباحثين علي أنإساءة معاملة الطفل هي فعل يقوم به الأباء او المربون ويؤدي إلي جروح وإصابات ظاهرة علي جسم الطفل تحت سن الثامنة عشر مع توفر القصدية يظل التعريف لهذه الظاهرة يعاني من إشكاليات بحثية هي:
هل تقتصر إساءة معاملة الطفل علي مجردايذاء الطفل الذي يترك أثاراً جسمية ظاهرة ام يتعداها الي آثار نفسية سيئة.
كيف يمكن تحديد القصدية من دراسة هذه الظاهرة.
وعموما فإن المفهوم المتعارف عليه لإساءة معاملة الأطفال يعتمد علي عدة نقاط أساسية منها:-
القصد و العمد في إيذاء الطفل
المبالغة من العقاب بغض النظر عن شدة الخطأ الذي يرتكبه الطفل.
واخيرا وجود الآثار الجسدية و النفسية عند الطفل و أن تحتاج إلي علاج (الدخيل 1990م).
وقد يعتقد البعض أن إساءة معاملة الاطفال تحتاج دائما الي توفر نية الإساءة إلي الطفل ، فربما يكون هذا صحيحاً ولكن لسبب ضرورياً فالجهل ، وتدني المستوي التعليمي و الاقتصادي يؤدي الي إيذاء الطفل بدون قصد الإيذاء ، وقد يكون افتقار الوالدين بغض النظر عن المستوي التعليمي و الاقتصادي و الاجتماعي للدراسة بأساليب التربية الصحيحة و كذلك جهلهما للمتوقع من الطفل في مراحل عمرية مختلفة آثاراً سلبية و إساءة واضحة للطفل وقد اوضح هلس Health المذكور في سامية حجازي (2002) أن المفهوم السائد الذي يحصر سؤ معاملة الطفل من جانب الإيذاء البدني فقط (الضرب) مفهوم محدود وقاصر وغير صحيح إذ أن مفهوم سوء معاملة الطفل يتمثل في التوبيخ و اللوم و النقد غير الهادف و الاهمال العاطفي و عدم التوجيه التربوي و الاخلاقي كما يشتمل ايضا سوء المعاملة الجنسية التي يتعرض لها الطفل.
وقد عرف هارت (Hart) (1999) سوء معاملة الطفل بأنه كل فعل يؤثر علي الطفل عاطفيا او جسديا او جنسيا او اهمالا بمختلف الانواع و يتمثل سوء معاملة الطفل في اربعة انماط رئيسية هي:
سوء المعاملة العاطفية Emotional abuse
سوء المعاملة الجسدية Physical abuse
سوء المعاملة الجنسية Sexual Abuse
الإهمال العاطفي Emotional neglect
1-3 أنماط إساءة معاملة الطفل:
تمهيد:
هنالك اختلاف في أنماط إساءة معاملة الطفل قد تنشأ نسبة لاختلاف التخصصات و الاهتمامات ، فكلما يحدث الاختلاف بين السلطات القانونية و المؤسسات الاجتماعية غير أن الباحثين في مجال علم النفس يختلفون في تحديد هذه الأنماط.
وقد حدد جيم هوبر(2003)فى موقع A:Irec.chab2.htm حددت أربع إنماط لإساءة معاملة الطفل هي: الإساءة الجسديةPhysical Abuse ، الإهمال الجسمي Physical Neglect ، الإساءة الجنسية Sexual Abuse و الأساة النفسية أم العاطفية Emotional Abuse وهي نفس المجالات التي حددتها ساري وفاطمة (2000 : 415-417) أما في مقياس سوء معاملة الطفل J C.T.O (ديفيد برتشتين (1995) ترجمة احمد جمال و عادل محمد دسوقي ست أنماط هي:
سوء معاملة العاطفية ، سوء المعاملة الجسدية ، سوء المعاملة الجنسية ، الإهمال العاطفي ، الإهمال الحسي ، الإنكار.
و يحدد عبد الرحمن (2002 ، 236) أربعة أنماط لسوء معاملة الأطفال تقليدية هي : الوأد أوالتخلي عن الطفل الإهمالChild Neglect الإيذاء الجسدي Physical Abuse و الإيذاء النفسي Emotional Abuse وأنماط حديثة هي : الصور الإباحية Pornography الاستخدام الجنسي Sexual Abuse .
1-3-2 الإساءة الجسدية Physical Abuse:
عرف فريدرتش Friedrich (1994) المذكور فى سامية حجازي (2002م) إن سوء العاملة الجسدية هو حدوث أذي بدني عمدي نتيجة استخدام الوالدين او القائمين علي رعاية الطفل اساليب عنيفة وقاسية.
اما جام اكاد (Jam Acad) 1998م فقد عرفه بأنه كل جرح بدني ناتج عن عقاب أحد الوالدين أو القائمين علي تربية الطفل بضرب الطفل ضرب مبرح متكرر مستمر لمدة طويلة وله آثار واضحة ويصعب ايقافه.
اما كالبان (Kalpan) 1999 فقد عرف سوء المعاملة الجسدية بأنه كل فعل مترتب عليه اصابة جسمانية او جرح بدني غير ناتج عن حادثة او مصادمة.
تعتبر الإساءة الجسدية من أكثر أنواع الإساءة قابلية للملاحظة وبالتالي القابلية للاكتشاف و الإحصاء ، و يجب ان تكون الافعال التي تصنف في هذا النمط هي افعال مستمرة ومنتشرة Pervasive وفي منتهي الشدة extreme مستخدمة بقصد أذي الطفل.
الضرب باليد أو الكفوف Hitting
رمي الطفل بقوي Throwing
الرفس بالرجل Kicking
الخنق Ehoking
الكدمات أو العض Bitting
الضرب بأي ألة أو شي Beating with an object
الحروق إن كان باستخدام أداة حامية أو سيجارة مشتعلة ..الخ.
السلق – وهي شكل من أشكال الحرق يكون بماء أو أي سائل ساخن Scalding
إغراق الطفل في الماء.
ربط الطفل من أعلي إلي أسفل.
تجويع الطفل أو إنقاص طعامه.
ويعتبر بعض الباحثين أن هذه الطائفة من أساليب الإساءة الجسدية تكون في أماكن تعتبر الإصابة العرضية بها نادرة الحدوث كالظهر في حالة الحروق و الأعضاء التناسلية لاظهار القصدية.
و تشير الإحصاءات في المملكة المتحدة – كما ذكرت ساري وفاطمة (2000 : 416) إلي أن نسبة 2-3% من الاطفال الذين يقيمون في المستشفيات العقلية كانوا قد تعرضوا للتلف الدماغي بسبب الاعتداء عليهم من قبل الأهل و إلي تزايد حدوث الإيذاء الجسدي و إساءة معاملة الاطفال في الولايات المتحدة بين سنتي 1986-1993 من 1.4 مليون إلي اكثر من 2.8 مليون وفي عام 1994م سجل 3.14 مليون طفل.
أما في السودان فلا توجد إحصاءات لتحديد مثل هذه الإصابات نسبة لتكتم المجتمع علي هذا النوع من الجرائم . وعدم وجود دراسات أو مؤسسات مستقلة تحكم بخصوص هذه القضايا.
وقد اظهرت دراسة كرجتون ونيس (Crighton and Neyes) (1989م) المذكورة في سامية حجازي (2002) أن حالات سوء معاملة الطفل في انجلترا في الفترة من 1985-1989م كان توزيعها كالآتي:-
25% حالات سوء معاملة جسدية
50% سوء معاملة عاطفية
25% اهمال الطفل في سوء العاملة AAPC
Amercan Association for Proclcating
أنه بين عامي 1995-1997 اظهرت الإحصاءات حوالي 78% من الاطفال الذين فقدوا حياتهم لسوء المعاملة وكانت اعمارهم اقل من 5 سنوات عند وفاتهم 44% من حالات الإساءة نجمت عن الإهمال 51% نجمت عن سوء المعاملةالجسدية 5% حالات مختلطة.
1-3-3 إهمال الطفل Child Neglect:
إهمال الطفل يصنف عند بعض الباحثين تحت فئة الإهمال الجسدي Physical Neglect غير أن إهمال الطفل يعرف كما ذكرت ساري وفاطمة (2000 : 415) علي أنه الفشل في تزويد الطفل بالحاجات الأساسية و يتخذ الإهمال أشكالاً مختلفة منها: الإهمال الجسدي و التربوي والعاطفي.
فالإهمال الجسدي يتضمن:
عدم تزويد الطفل بالإيواء و التغذية الكافية
حبس الطفل في حجرة أو مرحاض أو نوعهما.
ترك الطفل وحيداً لفترة زمنية طويلة.
عدم تزويد الطفل بالرعاية الطبية عندما يكون في حاجة لها.
وضع الطفل في أماكن الخطر.
أما الاهمال التربوي فيتضمن:
حرمان الطفل من التعليم.
الفشل في وضعه في مدرسة مناسبة لعمره.
السماح له بالتهرب من أداء الواجبات المدرسية.
عدم تلبية احتياجاته التعليمية.
ساري وفاطمة (2000: 415)
و الإهمال العاطفي فيوصف بأنه:
الفشل في تزويد الطفل بالرعاية النفسية.
حرمان الطفل من العطف و الحنان الأبوي
السماح للطفل بتعاطي المخدرات و الكحول
مشاهدة الطفل الخلافات بين الزوجين.
إن إهمال الاطفال هو الشكل الأكثر شويعا من اشكال إساءة معاملة الطفل في الولايات المتحدة – وذكرت ساري وفاطمة (2000 : 415) أن حوالي 65% من تقارير إيذاء الأطفال كانت نتيجة الإهمال.
1-3-4: الإساءة الجنسية Sexual Abuse:
ويعرف فينكلهور Finkelhor ساري فاطمة (2000: 416) الإساءة الجنسية بأنها خبرة جنسية غير مرغوبة مع الطفل تتراوح بين المداعبة وحتي الاتصال الجنسي الذي يقوم به من هو أكبر سناً من الطفل.
ومن الأشكال التي تتضمنها الإساءة الجنسية:
عشق لمس ، أو تقبيل الأعضاء التناسلية للطفل.
جعل الطفل يلمس الأعضاء التناسلية لشخص آخر
التمتع جنسيا مع الطفل
عرض أدوات العهارة علي الطفل
إظهار الأعضاء الجنسية للطفل.
إجبار الطفل علي الممارسة الجنسية مع شخص آخر
جعل الطفل يرسم أو بصور الدعارة.
اخبار الطفل قصص قذرة.
وقد ساعدت الأبحاث و الدراسات في الوقوف علي حجم هذا الشكل من الإساءة ففي بريطانيا . كما ذكرت ساري وفاطمة (2000،416-417) تدل الاحصاءات علي ان ثلاثة اطفال من كل الف طفل يتعرضون للإيذاء الجنسي أما في امريكا فتشير الاحصاءات إلي أن خمس حالات الاغتصاب تقع علي اطفال تقل اعمارهم عن الثالثة عشرة و أن أكثر من مئة الف طفل يساء اليهم جنسيا في السنة بل تدل معطيات المركز القومي الامريكي للوقاية من الاغتصاب .
National center of the prevention and control of rape
وقد قامت منظمة الصحة العالمية في عدم 1986 سنين التعريف التالى : أن الاستغلال الجنسي للطفل child sexual abuseيعنى استخدام الطفل للحصول علي اللذة الجنسية للأسرة.
فالاستغلال الجنسي للأطفال هو عبارة عن قطب متطرف لمتصل ممتد في السلوكيات الجنسية غير السوية (مطاع بركات 2002) وقد عرف روبيج Schecter Roberge محددات العنف الجنسي ضد الطفل علي انه استجرار الطفل أو المراهق الي فاعليات جنسية لا يعي طبيعتها بوضوح ، ولا يسعى اليها ، وهي مخالفة لابسط القواعد الاخلاقية المرتبطة بالأدوار الأسرية الطبيعية.
إن أكثر من 85 الف طفل في الولايات المتحدة الأمريكية يتم استغلالهم جنسياً من طرف احد ابويه او من احد الأوصياء القانونيين.
وقد ذكر بركان (2002 : ص29) إن استغلال الأطفال من قبل الراشدين يقود إلي عواقب مختلفة نتوقف علي بعض صفات الطفل كعمره ، ودرجة حساسية ووعيه بما يجري له. كما نتوقف علي نوع الخبرات التي مر بها ، كشدة العنف أو نوع السلوك المستخدم ، ونتوقف أخيراً علي طبيعة العلاقات بين الطفل وأبويه.
وقد تظهر مظاهر الاعتداء في صورة مرئية كالجروح و الكدمات علي جسد الطفل ، أو تكون غير واضحة للعيان ككسور العظام واذيات الاعضاء الداخلية من جسم الطفل. اما النتائج الانفعالية المباشرة فهي قبل كل شئ مشاعر الرعب و القلق و العجز و الغضب علي الابوين وعلي الفاعل.
1:3:5: الإساءة النفسية Emotional Abuse:
تعد الإساءة النفسية من أخطر أشكال الإساءة التي يتعرض لها الأطفال ومن أصعبها تحديداً، ويعرفها (Garbarion) ساري فاطمة (2000 : 415) بانها ممارسة الوالدين المستمرة التي تسبب دمارا عنيفا او اضرارا بالغة لقدرة الطفل . وترتبط الإساءة النفسية التي يتعرض لها الطفل من قبل والديه ارتباطا وثيقا بالإساءات الاخرى الواقعة عليه.
و تأخذ الإساءة النفسية صوراً متعددة:
رفض الاعتراف بالطفل و إنكاره Ignore
ارهاب الطفل و تروعيه و افزاعه Terrorises
ذم الطفل ولوحة و النقد الشديد Blames
استصغار الطفل و تحقيره و الاستخفاف به Belittle
عدم منح الطفل العطف و الحنان
جعل الطفل شاعراً بالعجز و القصور.
و بالرغم من تحديد أنماط لإساءة معاملة الطفل نجد أن هنالك التداخل الكبير بين هذه العوامل مع بعضها البعض مما يشير إلي أن هذه الأنماط ما هي إلي لتسهيل فهم موضوع اساءة الأطفال تحديد الأشياء كما أن عمالة الاطفال يمكن ان تكون نمط قائما بذاته كما يمكن ان يعتبر احد اشكال الإساءة النفسية التربوية و الجسدية و الإهمال لما له من إنعكاسات نفسية واجتماعية وجسدية.
وقد حاول القانون السوداني الهندي الحد من هذه الممارسة عن طريق سن بعض القوانين التي ترمي إلي حماية الطفل ، خاصة قوانين العمل لمنع تشغيل صغار السن ورعاية القاصرين.
من هذه المواد ما تنص عليه المادة 27 من قانون العمل لسنة 1991م التي تقرأ كالآتي:-
لا يجوز لتشغيل الأحداث دون السنة الثانية عشر من عمرهم.
لا يجوز تشغيل أي حدث دون السنة الخامسة عشر إلا إذا كان له ولي أمر مقيم معه في منطقة العمل ولا يجوز الاحتجاج لقيد العمل من مواجهة الحدث الا إذا كان ولي الأمر واقف علي تشغيله وقدم لصاحب العمل ما يثبت ولايته علي الحدث واقامته في منطقة العمل وعنوانه.
كل من لم يبلغ الثانية عشر من عمره لا يعد عامل في نظر القانون لأنه لا يملك اهلية التعاقد و إذا ابرم عقد يعتبر باطل.
1-4 الأعراض و الاضطرابات السلوكية لإساءة المعاملة.
بالرغم من اختلاف انماط اساءة معاملة الطفل غير ان هنالك اعراض عامة تميز الاطفال الذين وقعت عليهم معاملة سيئة فاوضحت دراسة صالح السيد (1993 : 500) للآتي:-
أن الاطفال قد تكيفوا مع الإساءة بأعراض نفسية واضطرابات سلوكية مختلفة.
أبدي الاطفال عدوانية وعدم قدرة علي التحكم في انفعالاتهم خاصة انفعالات الغضب ومشاعر عدم الثقة.
ابدي الاطفال زيادة في لوم الذات وانخفاض في تقديرها.
بالرغم من محاولات الاطفال للاستقلال الا انه قد ظهرت عليهم علامات وسلوكيات تدل علي عدم الرغبة في الاستقلال.
ومن الأعراض العامة لهذه الظاهرة:
يكون خيال الطفل الذاتي ضعيفا
يكون الطفل غير قادر علي حب الآخرين أو الثقة فيهم.
يكون الطفل منطوي أو متفكك (بسبب الثورة)
يكون شديد الغضب والثورة
التصرف الفوضوي داخل حجرة الدراسة وفي المدرسة
وجود تصرفات جنسية لدي الطفل
يكون الطفل مخرب ومنكفى ومهلك لكثير من الأدوات و الاشياء.
يكون الطفل مهلك لنفسه ومسئ لذاته وقد تكون هنالك محاولات للانتحار.
ينتاب الطفل شعور بالحزن السلبي الانسحاب او الاكتئاب.
قد يستخدم الطفل العقاقير او الكحوليات
يتجنب الطفل الذهاب للمنزل بعد المدرسة
يظهر الطفل خوف من الراشدين بصورة دائمة.
كما أوضح امرمان و هيرسون
(Ammerman and Hersen) المذكوران في سامية حجازي (2002) إلي بعض المؤثرات و الآثار السلوكية و الانفعالية أي مؤثر واضح لاساءة معاملة الطفل تتمثل في الآتي:-
اجهاد مزمن
اضطراب العادات مثل مص الاصبع لطفل عمره عشر سنوات فأكثر
التحول من سلوك مطاوع الي سلوك عدواني
تاخر النمو الانفعالي و العقلي
رفض الطعام
تعاطي الكحول و المخدرات
غياب متكرر من المدرسة
توهم المرض.
1-5: معدلات إساءة معاملة الأطفال:
1:5:1 تمهيد:
تشير أغلب الدراسات إلي وجود فروق في أشكال وأنماط اساءة الطفل من جهة و إلي وجود عوامل ترتبط بكل نمط من انماطها فاوضحت ساري وفاطمة (2000 : 416) أن الإساءة الجسدية من أكثر انواع الإساءة انتشارا مما يشير إلي وجود فروق بين هذه الأنماط التي حددت ومن جهة أخرى توصلت أغلب الدراسات الي ان عمالة الاطفال ترتبط بمتغيرين هما انخفاض المستوي الاقتصادي للأسرة و التسرب الدراسي من التعليم أو عدم الإلتحاق به من الأساس ناصر رمزي (2002 : 22).
وفي هذا الحيز من الدراسة سوف تناقش معدلات إساءة الأطفال علي ضوء انماط الإساءة و المتغيرات الديمغرافية لها و أهم الفروق النوعية التي تخص هذه الظاهرة.
1-5-2 معدل انتشار انماط إساءة معاملة الأطفال:
بالرغم من توافر الدراسات التي تبحث عن الفروق في انتشار اساءة معاملة الاطفال وفقا للانماط كما ان اختلاف المجتمعات و التعامل الاجتماعي يختلف من مجتمع لآخر يمكن ان توجد فروق في انتشارها بصورة مختلفة.
ففي المجتمع الأمريكي تشير الإحصاءات إلي أن هنالك 1.4 مليون طفل تعرضوا للإيذاء الجسدي في عام 1986م و 2.8 مليون في عام 1993م بينما الذين تعرضوا 3.38 مليون طفل للاهمال في عام 1993.
وقد وجد أن 65% من تقارير إيذاء الاطفال كانت في الولايات المتحدة الأمريكية نتيجة للإهمال child Neglect ساري فاطمة ص 415.
أما إذا ادخلت عمالة الاطفال ضمن الاهمال فان اهمال الاطفال يمثل النمط الاكثر شيوعا من انماط إساءة معاملة الطفل عالميا ، يليه الإساءة النفسية ثم الجسدية فالإساءة الجنسية.
و لا تتوافر بيانات وافية يمكن من خلالها تحديد حجم ظاهرة إساءة معاملة الاطفال في السودان. غير ان تعامل الاباء و المربين في السودان وما يتضمنه من شكل معاملة و الدية يتوقع ان تكون الإساءة الجسدية Physical Abuse هي أكثر اشكال إساءة الطفل انتشارا خاصة في المجتمعات الحضرية بينما ترتفع نسبة الاهمال في المجتمعات الريفية خاصة عمالة الاطفال نسبة للظروف الاقتصادية و الحرب التي كانت دائرة في جنوب السودان وعدم الاستقرار السياسي في الدول المجاورة و التدهور البيئي في تلك المناطق بالإضافة إلي ضعف البنية الاقتصادية . بينما يتوقع أن تنحسر هذه المعدلات بعد أن يتم السلام فىالسودان وذلك لإثاره الاقتصادية و الأمنية و الاجتماعية.
1-5-3 أثر الظروف الاجتماعية و الاقتصادية:
تلعب العوامل الاقتصادية دور كبير في ظاهرة إساءة معاملة الطفل وخاصة عمالة الاطفال وبالتالي الإهمال و الإساءة الجسدية.
وذكرت ساري وفاطمة (2000 : 417) قد اهتم العديد من الباحثين بمعرفة الاسباب التي تدفع الاباء الي سوء معاملة اطفالهم فاشار بعضهم الي ان الاباء الذين عانوا من سوء التربية في طفولتهم واتسم آباؤهم بالعنف و القسوة في معاملتهم يميلون إلي معاملة أبنائهم بمثل ما عاملهم به آباؤهم . كما وجد أن الأسر التي تسودها الخلافات الزوجية ، و العنف الاسري او انفصال الوالدان عن بعضهما يتعرض فيه الاطفال لسوء معاملة الوالدين اكثر من غيرهم ، و أشارت دراسات أخرى إلي أن الأباء الذين يعانون من اضطرابات نفسية والمعزولين اجتماعياً ويتعاطون الكحول والمخدرات يميلون لإيقاع الأذي وسوءالمعاملة بابنائهم .
كما ان هنالك دراسات اشارت الي ان الزواج في سن مبكرة وعدم نضج الابوين وبالتالي عدم قدرتهما علي رعاية ابنائهما يزيد من سوء المعاملة الوالدين للاطفال و ان سوء معاملة الطفل الوالدين يظهر بشكل أكبر في الأسر ذات البيئات الفقيرة ومستوي التعليم المتدني.
أما فيما يخص دوافع عمالة الاطفال فقد ذكرت ناهد رمزي (2002 : 22) تشير اغلب الدراسات التي اجريت في مجال عمل الاطفال الي وجود عاملين رئيسين من بين هذه العوامل . وراء الالتحاق بعمالة الاطفال اولهما انخفاض المستوي الاقتصادي للأسرة وثانيهما التسرب الدراسي من التعليم او عدم الالتحاق به من الأساس.
ذكرت ساري وفاطمة (2000 - 416) ان اطفال العائلات ذات الدخل المحدود أو المتدني او اطفال العائلة المكونة من أب و أم فقط هم أكثر عرضة للإيذاء الجنسي بشكل متكرر.
ويذكر موسي ابو حوسة (2002 : 655) إن الاسباب التي دفعت الاطفال العاملين لترك المدرسة و الالتحاق بالعمل تمثلتفي : فشل الطفل في المدرسة ، رغبته الشخصية و هي لكسب المال من العمل سوء الحالة الاقتصادية للاسرة وتعلم مهنية.
وبالرغم من الفروق النوعية بين دراسة ناهد رمزي (2000) تمثل في فتيات في البلدان العربية بينما موسي (2002) تمثل دراسته عمالة اطفال في مدينة عمان.
وذكرت ناهد رمزي (2000 : 14) ان ترك الفتيات للتعليم بسبب الفشل الدراسي لا تتجاوز نسبته 18.9% بينما ترتفع لدي الصبية لتصل 52.6% ومن ناحية أخرى تصل نسبة الفتيات المتسربات من التعليم بسبب عوامل اقتصادية إلي 66% بينما تنخفض لدي الذكور لتبلغ 43.3% .
ومن خلال الدراسات فأن نسبة الذكور العاملين في العالم العربي للإناث تمثل 60% إلي 40% وقد قدرت أحد الدراسات حجم الاطفال العاملين في اليمن في المرحلة العمر 10-14 عام 1994 بحوالي 3655 طفلا من بينهم 51.7% من الذكور و 48.3% من الإناث و تمثل نسبة الاطفال العاملين إلي إجمالي الاطفال في نفس العمر حوالي 23%.
و تشير دراسات أخرى إلي أن هنالك فروق في عمالة الأطفال مقارنة بين الريف و الحضر إذ أن معدل مشاركة الأطفال فيالنشاط الاقتصادي أعلي في الريف منه في الحضر . وفي دراسات مغربية – كما ذكرت ناهد رمزي (2000 : 19) إلي أن نسبة 73% من الأطفال الذين يقطنون الريف المغربي يعملون في الزراعة.
أما في السودان بالرغم من عدم توافر إي إحصاءات إلي أن المتوقع هو ارتفاع نسبة عمالة الاطفال في الريف بصورة أكبر من الحضر كما أن عمالة الأطفال بصورة عامة مرتفعة خاصة في الورش ووسائل النقل و المعامل الصغير والمهن الهامشية كبيع الماء ، الورنيش والتسالي .. الخدمة في المنازل ..الخ.
وقد ذكر حاتم بابكر هلاوي (2002 : 237) إن عمالة الأطفال (في السودان) تندرج في إطار أحد المكونات الثقافية لتقسيم العمل في المجتمعات الريفية ، وأيضاً باعتبارها إفرازاً لحالة الفقر في المراكز الحضرية، بالإضافة إلي حالة الحرب في جنوب البلاد.
1-5-4: أثر النوع علي إساءة معاملة الأطفال:
اختلاف رؤية المجتمعات وطبيعية الاطفال من حيث النوع قد تكون عامل من عوامل تغير إساءة معاملة الاطفال : ففي مجال الاهمال قد يكن الفتيات اكثر إساءة من الذكور مقارنة بينهم في الإساءة الجسدية.
تشير الدراسات – كما أوضحت ساري وفاطمة (2000 : 416) إلي أن الفتيات يتعرضن للإساءة الجنسية بدرجة أكبر من الذكور.
وتوضح أغلب الدراسات إلي أن عمالة الأطفال تنتشر بنسبة أعلي بين الذكور من الإناث فقد قدرت أحد الدراسات حجم العاملين في اليمن في المرحلة العمرية 10-14 بحوالي 23% إلي اجمالي عدد الاطفال في نفس العمر ، من بينهم 51.7% من الذكور و 48.3% من الإناث.
أما في الأردن فإن نسبة عمالة الأطفال تنتشر بنسبة 93.2% من الذكور 6.8% من الإناث حيث تمنع العائلات و التقاليد المحافظة في الأردن الفتيات من العمل.
وقد تكون النسب في السودان تشكل ارتفاع عمالة الذكور بأجر بينما إن الفتيات يضمن باعمال أكثر من الذكور و الإعمال المنزلية ومساعدة الإباء في الزراعة و الرعي .. الخ في الريف السوداني الذي قد لا ينعكس في أي دراسة وذلك تبعاً لتحديد مفهوم العمل.
2- الدراسات ذات الصلة بالموضوع
2 –1 تمهيد:
كما أسلفنا إن هنالك اهتمام عالمي و إقليمي و محلي في السودان بخصوص إساءة معاملة الأطفال مما انعكس علي مجموعة دراسات ميدانية وإكلينيكية سوف يستعرض الباحثون طائفة منها.
2 –2 دراسة صالح حزين السيد 1993م كان موضوعها إساءة معاملة الطفل "دراسة إكلنيكية":
هدفت الدراسة إلي التعرف علي نوع الاضطرابات السلوكية و النفسية المرتبطة بإساءة معاملة الأطفال تكونت عينة الدراسة من ثلاثة أطفال بنات أعمارهن 4.5 ، 5 ، 8 سنوات و يعانين من اضطرابات سلوكية و نفسية نتيجة للإساءة من قبل آبائهن عليهن وقد استخدمت الدراسة أداتين هما اللعب كوسيلة تشخيصية و علاجية والملاحظة ، كمااستخدم تحليل المضمون .
أظهرت نتائج تحليل المضمون بالنسبة للأب و ما يلي :-
ميل الأباء المستمر للتناقش مع أطفالهم و التفوق عليهم و جذب اهتمام الباحث.
بالرغم من توقف الأباء عن الإساءة البدنية إلا أنهم استمروا في لوم الأطفال ودفعهم إلي لعب دور الضحية.
كان الأباء غير قادرين علي التفرقة بين انفعالاتهم وغضبهم و انفعالات وغضب أطفالهم.
كما أظهر التحليل لدي الأطفال ما يلي:-
إن الأطفال قد تكيفوا مع الإساءة بأعراض نفسية و اضطرابات سلوكية مختلفة.
أبدي الأطفال عدوانية وعدم قدرة علي التحكم في انفعالاتهم خاصة انفعالات الغضب و مشاعر عدم الثقة.
أبدي الأطفال زيادة في لوم الذات و انخفاض في تقديرها.
بالرغم من محاولات الاطفال للاستقلال ، إلا انه قد ظهرت عليهن علامات وسلوكيات تدل علي عدم الرغبة فيالاستقلال.
2-3 دراسة ساري سواقد وفاطمة الطروانة (2000)
كان موضوعها "إساءة معاملة الطفل الوالدية ، أشكالها ودرجة تعرض الاطفال لها وعلاقة ذلك بجنس الطفل ومستوي تعليم والديه ودخل اسرته ودرجة التوتر النفسي له.
هدفت الدراسة إلي إستقصاء درجة تعرض الاطفال في المجتمع الاردني لاشكال إساءة معاملة الطفل من قبل والديه من خلال عينة من طلبة الصف العاشر الأساسي في محافظة الكرك ، و أثر بعض العوامل عليها.
تكون مجتمع الدراسة من جميع طلبة الصف العاشر الاساسي في المدارس التابعة لوزارة التربية و التعليم في محافظة الكرك– الاردن للعام الدارسي 97 / 1998م و أما عينة الدراسة فقد تكونت من 913 طالبا وطالبة بنسبة 24% من المجتمع الدراسي .
استخدمت الباحثات مقياس ممارسة الإساءة الوالدين للاطفال كما يدركها الأبناء و مقياس التوتر النفسي وقد توصلت الدارسة للآتي:
تعرض أفراد العينة اللإساءة بشكل عام كان متوسطا وانهم يتعرضون لاشكال الإساءة الوالدين (الجسدية ، و الإهمال ، و النفسية) بدرجات مختلفة ، فهم يتعرضون للإساءة النفسية بدرجة كبيرة ، يليها اساءة الاهمال ثم الإساءة الجسدية.
وجود أثر للجنس علي أشكال الإساءة مجتمعة و يظهر ان الذكور يتعرضون لاشكال إ ساءة الوالدين الجسدية و الاهمال و النفسية بدرجة أكبر من الإناث.
2-2 هنالك أثر للمستوي التعليمي للأب علي اشكال الإساءة مجتمعة و إن متوسطات درجات الإساءة للاطفال تزداد كلما انخفضت مستوي تعليم الأب.
2-3 وجود اثر للمستوي التعليمي للأم علي اشكال الإساءة مجتمعة و أن درجات تعرض الأطفال لأشكال الإساءة الوالديةتزداد بدلالة إحصائية 0.05 كلما انخفضت مستوي تعليم الأمهات.
2 –4 يظهر وجود أثر لمستوي دخل الأسرة علي أشكال الإساءة مجتمعة ، و أن متوسط درجات الأطفال لكل شكل من أشكال الإساءة الوالدية يزداد كلما انخفضت مستوي دخل الأسرة بدلالة إحصائية 0.05.
3- هنالك علاقة ذات دلالة إحصائية (0.05) بين اشكال إساءة معاملة الطفل الوالدية من جهة التوتر النفسي لدي الطفل من جهة أخرى.
2 –4 دراسة موسي أبو حوسة (2002) كان عنوانها ظاهرة عمالة الأطفال في مدينة عمان دراسة ميدانية بعينة من الاطفال في مدينة عمان.
هدفت الدراسة لبحث أي الفئات العمرية أكثر عرضة للعمال و التعرف علي العوامل المرتبطة بعمالة الأطفال تعد الدراسة من الدراسات الاستطلاعية وتم استخدام منهج المسح الاجتماعي تكون مجتمع الدراسة من الأطفال العاملين في مدينة عمانفي الفئة العمرية (2-17) سنة كانت حجم عينتها يتشكل من 150 طفل.
توصلت الدراسة الآتي:
إن أفراد العينة تنحصر أعمارهم بين 15 ، 16 عامة و 17 عاماً إذ بلغت نسبتهم 73.3%.
إن الغالبية العظمي من الأطفال العاملين يعملون في مهنتي ميكانيكي ودهان و تجليس السيارات 42.7% و 29.3% .
أغلب الأطفال العاملين تعليمهم اعدادي 50% و ابتدائية 33.3%.
أن معظم الأطفال العاملين يعيشون في أسر كبيرة الحجم .
المستوي التعليمي للوالدين متدني.
الاسباب التي دفعت الأطفال العاملين لترك المدرسة و الإلتحاق بالعمل تتمثل في الفشل في الدراسة و رغبته الشخصية وحبه لكسب المال من العمل وسوء الحالة الاقتصادية للأسرة و تعلم مهنة .
2-5 دراسة كامل (1991) بعنوان الخصائص الديمغرافية و الاجتماعية للاسرة المسيئة:
تكونت عينة الدراسة من 722 طفلا (212 أنثي – 510 ذكر) من الأطفال الذين اسيئت معاملتهم تتراوح ما بين (13-19 سنة).
توصلت الدراسة للنتائج التالية:
إن إساءة معاملة الطفل أكثر انتشارا بين الاسر منخفضة المستوي الاجتماعي و الاقتصادي.
اساءة معاملة الطفل توجد بدرجة أكبر في الأسر كبيرة المجتمع و التي يزيد عدد اطفالها علي 5 أبناء.
2-6 دراسة قاسم وزملائه (19949 بعنوان علاقة بعض العوامل الاجتماعية و الديمغرافية وعلاقتها بإساءة معاملة الطفل الجسدية.
تكونت عينة الدراسة من (119) حالة في كوالا لمبور بماليزيا تتراوح أعمارهم من (6-18 سنة) خلصت إلي الآتي:-
ترتبط إساءة معاملة الطفل ارتباطاً موجباً بنوعية الطبقة الاجتماعية.
المشاكل الأسرية مثل (الطلاق و الاضطرابات النفسية و تعاطي المخدرات علاقة ذات دلالة إحصائية موجبة في إساءةمعاملة الطفل).
2-7 دراسة سامية حجازي (2002) السودان
هدفت الدراسة إلي معرفة مدي انتشار درجات ابعاد سوء معاملة الطفل العاطفية و الجسدية و الجنسية في مرحلة الطفولةالوسطي و المتأخرة (6-12) سنة وسط المصابين بالاضطراب التحولي وكذلك معرفة الفروق في سوء المعاملة لدي المصابين بالاضطراب التحولي تبعاً للنوع (ذكر ، أنثي) و القائم بالرعاية في فترة الطفولة.
استخدمت الباحثة المنهج الوصفي وتمثل مجتمع الدراسة من مرضي الاضطراب التحولي المترددين علي مستشفيات مرضي الطب النفسي بولاية الخرطوم ، بلغ حجم عينة الدراسة 50 حالة 36 أنثي 14 ذكر ، ثم اختيارها عن طريق العينة الكلية و تمثلت ادوات الدراسة في استثمارة المعلومات الأولية من اعداد الباحثة ومقياس سوء معاملة الطفل اعداد ديفيد برنشتين 1995م ترجمة احمد جمال ماضي وعادل محمود سوقي وموجهات تشخيص الاضطراب التحولي حسب الدليل التشخيصي والإحصائي الرابع 1994.
استخدمت الباحثة المعالجات الإحصائية التالية SPSS في:
معامل بيرسون
الفاكرونباخ
مربع كا
اختبارات
النسبة المئوية
وتوصلت للنتائج التالية:
تنشر درجات سوء معاملة الطفل بابعادها المختلفة وسط المصابين بالاضطراب التحولي بدرجات متباينة.
لا توجد علاقة بين نوع المصاب (ذكر ، أنثي) ونوع الاضطراب التحولي
توجد فروق دالة احصائيا في كل من سوء المعاملة العاطفية والجسدية و الجنسية بين الإناث و الذكور لصالح الإناث بينما وجدت فروق دالة احصائيا في الاهمال العاطفي بين الإناث و الذكور لصالح الذكور.
لا توجد فروق دالة احصائيا في ابعاد سور المعاملة العاطفية وسوء المعاملة الجسدية و الاهمال العاطفي تبعا للقائم بالرعاية في الطفولة وذلك لصالح الوالدين.
الطريقة والاجراءات:
مجتمع الدراسة: تمثل مجتمع الدراسة فى تلاميذ وتلميذات الصف السادس والسابع بمدارس الاساس فى مدينة امدرمان بمحلياتها الثلاثة (امدرمان ،كررى ،امبده ).
العينة: - تم اختيار عينة الدراسة بالطريقة الطبقية العشوائية بلغ حجمها 215 طالباً و طالبة منهم 111 ذكر و 104 إنثي توزع العينة علي المحليات وفقاً للآتي:
جدول رقم (1) يوضح توزيع العينة حسب النوع والمحلية
محلية امدرمان
محلية امبدة
محلية كرري
المجموع
ذكر
34
38
39
111
إناث
37
36
31
104
المجموع
71
74
70
215
محلية امدرمان
محلية امبدة
محلية كرري
السادس السابع
السادس السابع
السادس السابع
ذكر
15 19
18 20
19 20
إناث
20 17
16 20
15 16
المجموع
35 36
34 40
34 36
جدول رقم (1) يوضح توزيع العينة حسب النوع والمحلية
محلية امدرمان
محلية امبدة
محلية كرري
السادس السابع
السادس السابع
السادس السابع
ذكر
15 19
18 20
19 20
إناث
20 17
16 20
15 16
المجموع
35 36
34 40
34 36
ادوات الدراسة:
تم استخدام مقياس سوء معاملة الطفل C.T.O لـ (ديفيد برتشتين 1995) ترجمة احمد جمال وعادل محمد دسوقي استخدم فيدراسة سامية حجازي (2002) الذي أثبت دلالات صدق وثبات عالية عند تطبيقه بالسودان وهى كما يلى:
طريقة جمع المعلومات:
قام احد الباحثين بالاشراف على تطبيق الدراسة ميدانيا لضمان توحيد التعليمات المعطاة حيث قام بقراءتها من المقياس وشرحها للمفحوصين تفصيليا واجاب على اسئلتهم بعد ذلك وبعد التاكد من فهمهم تتم الاجابة على بنود المقياس ،وكان الباحث يسلم ويستلم يدا بيد، حيث تم التطبيق بشكل جماعى اثناء زمن الدراسة المعتاد.
تصميم الدراسة وتحليل البينات:
تم استخدام المنهج الوصفى (دراسة استكشافية) لتحليل البيانات وبالتالى الاجابة عن الاسئلة. وقد قام الباحثون باستخدام الاساليب الاحصائية التالية:
اختبار (ت) للفرق بين متوسطين
تحليل التباين الاحادي
اختيار كاى تربيع لحسن المطابقة
اختبار شيفيه
اختبار (ت) المتعدد
4- نتائج الدراسة:
4-1 نتيجة الفرض الأول:ينص الفرض على ان هنالك فروق فى نسب انتشار سوء معاملة الاطفال وللتحقق من صحة الفرض استخرجت نسب انماط سوء معاملة الطفل (بسيط ،ومتوسط،وشديد)مقارنة بالمجموع فظهرت النتائج التالية:
ذ كور% اناث % المجموع
نمط الاساءة
بسيط
متوسط
شديد
بسيط
متوسط
شديد
بسيط
متوسط
شديد
النسبة العامة
الاهمال العاطفى
8.18
.91
-
6.67
10.48
3.81
7.44
5.58
1.86
14.88
الاساءة الجنسية
10.91
2.73
91 .
20.95
9.52
-
15.81
6.05
47.
22.33
الاساءة الجسدية
20.0
20.91
20.91
18.10
9.52
5.71
19.07
19.35
13.49
47.91
الاساءة العاطفية
7.27
7.27
2.73
4.76
-
-
6.05
1.86
1.40
9.30
ومن الجدول يتضح ان اكبر نسبة لسوء المعاملة انتشارا هى الاساءة الجسدية ،ثم الجنسية ،فالاهمال العاطفى،واخيرا سوء المعاملة العاطفية.
نتيجة الفرض الثانى:
ينص الفرض الثانى علي أن هنالك فروق بين الذكور و الإناث في درجات مقياس سوء معاملة الطفل وللتحق من صحة الفرض تم استخدام اختبار (ت) للفرق بين متوسطين أظهر الاختبار النتائج التالية:-
جدول يوضح قيمة t للفرق بين متوسطي درجات الذكور و الإناث في مقياس وسوء معاملة الطفل.
البعد
ذكور
إناث
قيمة
t
القيمة الاحتمالية
الاستنتاج
س-
ع
ن
س-
ع
ن
E.N
28.432
7.524
111
31.058
2.413
104
1.8840
0.050
توجد فروق
S.A
07.811
2.125
111
08.500
2.508
104
2.1680
0.025
توجد فروق
Ph.A
12.568
4.659
111
09.654
3.521
104
5.124
0.001
توجد فروق
E.N
21.054
7.176
111
18.135
4.691
104
3.570
0.001
توجد فروق
ومن الجدول أعلاه يلاحظ أن هنالك فروق بين درجات الذكور و الإناث في أبعاد مقياس سوء معاملة الطفل حيث كانت قيمة (ت) لنمط الإهمال العاطفي -01.884 دالة إحصائياً عند 0.05 لصالح الإناث ، ولنمط سوء المعاملة الجنسية –2.168 دالة عند 0.025 لصالح الإناث ولنمط سوء المعاملة الجسدية هي 5.124 دالة إحصائياً عند 0.001 لصالح الذكور ، ولنمط سوء المعاملة العاطفية هي 3.570 دالة إحصائياً عند 0.001 لصالح الذكور.
4-2 الفرضالثالث:
ينص الفرض الثالث علي أن هنالك فروق في أنماط سوء معاملة الطفل تختلف باختلاف محليات مدينة امدرمان . و لاختبار هذا الفرض تم استخدام تحليل التباني الاحادي . والجدول التالي يوضح ذلك:
نمط الإساءة
المصدر
مجموع المربعات
د
ح
متوسط المربعات
النسبة الفائية
القيمة الاحتمالية
القرار
EN
داخلي
بيني
كلي
21451.50
1227.44
22678.94
212
002
214
101.19
613.72
6.07
0.01
توجد فروق
S.A
داخلي
بيني
كلي
1125.52
55.01
1180.53
212
002
214
5.31
27.50
5.18
0.01
توجد فروق
Ph.A
داخلي
بيني
كلي
4034.43
120.19
4154.62
212
002
214
19.60
60.10
3.07
0.05
توجد فروق
E.A
داخلي
بيني
كلي
8087.02
364.40
8461.42
212
002
214
38.19
182.20
4.77
0.01
توجد فروق
ومن الجدول أعلاه يلاحظ أن هنالك فروق بين محليات مدينة امدرمان في أنماط سوء معاملة الطفل دالة إحصائياً عند معنوية 0.01 ، 0.01 ، 0.05 ، 0.01 بالنسبة لانماط الاهمال العاطفي ، الإساءة الجنسية ، سوء المعاملة الجسدية ، وسوء المعاملة العاطفية علي التوالي .
ولمعرفة أي الفروق بين المتوسطات دالة إحصائياً اتبع الآتي:
في نمط الإهمال العاطفي أظهر اختبار شيفيه أن الفرق بين متوسط محلية ام درمان (26.352) ومحلية امبدة (31.851) هي 10.829 دالة احصائيا لصالح امبدة اما الفروق الأخرى كانت غير دالة.
في نمط سوء المعاملة الجنسية اظهر اختبار شيفية ان الفرق بين متوسط محلية ام درمان (7.479) ومحلية امبدة (8.702) هي 10.209 دالة إحصائياً لصالح أمبدة اما الفروق الأخرى كانت غير دالة .
أما في نمط سوء المعاملة الجسدية أظهر اختبار (ت) المتعدد أن الفروق بين متوسط محلية امبدة ومحلية كرري كانت 3.517 دالة لصالح كرري.
وفي نمط سوء المعاملة العاطفية أظهر اختبار شيفية أن الفرق بين متوسط محلية ام درمان (18.056) ومحلية كرري (21.271) هي (9.539) دالة إحصائيا لصالح محلية كرري أما الفروق الأخرى كانت غير دالة.
4-3 نتائج الفرض الرابع:
ينص الفرض الثالث علي أن هناك فروق في كل من مستوي ونمط إساءة الطفل في مدينة امدرمان و للتحقيق من صحة الفرض استخدم اختبار كا2 (ن-1) (ن-1) . فكانت قيمة كا2 117.669 دالة عند 0.005 ومن ثم اتبع التحليل علي حسب الانماط فاظهر التحليل النتائج التالية:
جدول يوضح قيمة كا2 للفروق بين انماط سوء معاملة الطفل.
مستوي الإساءة
قيمة كا2
القيمة الاحتمالية
الاستنتاج
شديد
43.33
0.005
توجد فروق
متوسط
31.29
0.005
توجد فروق
بسيط
23.63
0.010
توجد فروق
لا يوجد
23.40
0.010
توجد فروق
وقد أظهر التحليل البعدي النتائج التالية:
بالنسبة لمستوي الشدة إن هنالك عدم حسن مطابقة في أنماط سوء المعاملة الجسدية بصورة أعلي من المتوقع وفي نمطي سوء المعاملة الجنسية وسوء المعاملة العاطفية بصورة أقل من المتوقع.
وبالنسبة لمستوي الإساءة المتوسطة كانت هنالك عدم حسن مطابقة بالنسبة لسوء المعاملة الجسدية بصورة أعلي من المتوقع حيث كانت قيمة كا2 22.08 دالة عند 0.01 وسوء المعاملة العاطفية بصورة أقل من المتوقع (كا2 = 7.11) دالة عند 0.01.
وبالنسبة إلي سوء المعاملة البسيطة كان هنالك عدم حسن مطابقة بالنسبة لسوء المعاملة الجسدية بصورة أقل من المتوقع (كا2 9.82) دالة عند 0.0015 و بالنسبة إلي سوء المعاملة العاطفية بصورة أعلي من المتوقع (كا2 = 8.04) دالة عند 0.01
اما بالنسبة لعدم وجود إساءة كان هنالك عدم حسن مطابقة بالنسبة لسوء المعاملة الجسدية بصورة أقل من المتوقع (كا2 = 15.19) دالة عند 0.01 و بالنسبة لسوء المعاملة العاطفية بصورة أعلي من المتوقع (كا2 = 5.72) وهي دالة عند 0.01
4-4 الفرض الخامس:
ينص الفرض علي أن هنالك فروق بين توزيع أنماط إساءة معاملة الطفل تعزي لمتغير المستوي الدراسي للوالدين ولاختيار صحة الفرض استخدم اختيار كا2 لحسن المطابقة فاظهر التحليل النتائج التالية:
جدول يوضح قيم كا2 للفروق بين المستوي تعليم الأب
النمط
قيمة كا2
القيمة الاحتمالية
الاستنتاج
E.N
9.19
0.500
لا توجد فروق
S.A
37.99
0.005
توجد فروق
Ph.A
8.17
0.500
لا توجد فروق
E.A
11.04
0.100
لا توجد فروق
ومن الجدول أعلاه يلاحظ أن هنالك عدم تطابق في نمط سوء المعاملة الجنسية . فأظهر التحليل أن فئة التعليم الجامعي وما فوق الجامعي أقل من المستوي المتوقع بينما أن فئة التعليم الثانوي كان تكرارها أعلي من المتوقع.
مناقشة النتائج:
نتيجة الفرض الاول :تنتشر اساءة معاملة الطفل فى مدينة امدرمان حسب الترتيب التالى :اساءة المعاملة الجسدية ،ثم الجنسية،فالاهمال العاطفى ،واخيرا سوء المعاملة العاطفية ، وتتفق هذه النتيجة مع دراسة سامية حجازى(2002) التى اجريت وسط مرضى الاضطراب التحولى بمستشفيات الطب النفسى بولاية الخرطوم ، وقد اوضحت سارى سواقد وفاطمة طراونة (2000) ان الاساءة الجسدية من اكثر انواع الاساءة انتشارا وفى المجتمع الامريكى تشير الاحصاءات الى ان هنالك 1.4 مليون طفل تعرضوا للايذاءالجسدى فى عام 1986و2.8 مليون فى عام 1993 ،وكذلك اشارت الاحصائيات ان 65% من تقارير ايذاء الاطفال كانت فى الولايات المتحدة الامريكية نتيجة للاهمال العاطفى.
كما تتفق هذة النتيجة جزئيا مع دراسة سارى سواقد وفاطمة طراونة(2000) حيث كانت الاساءة الجسدية اولا ثم الاهمال والنفسية ويمكن تفسير نتيجة هذا الفرض بالاسباب المتعلقة بالبيئة الاجتماعية كالقيم السائدة ووضع الاسرة فى البناء الاجتماعى،وطبيعة المزاج الحاد فى البلدان الافريقية.
نتيجة الفرض الثانى : توجد فروق بين الذكور والاناث فى تعرضهم لاساءة المعاملة لصالح الاناث فى نمطى الاهمال العاطفى والجنسى ولصالح الذكورفى اساءة المعاملة الجسدية والمعاملة العاطفية ،اختلفت هذه النتيجة عن دراسة سامية حجازى(2002) حيث وجدت فقط فرقا فىالاهمال العاطفى لصالح الذكور ،ويفسر هذا الاختلاف بان عينتها كانت اكلينكية فربما تكون درجة الشدة عالية فى كل الانماط . كذلك وجدت فروق بين الذكور والاناث فى درجات اساءة المعاملة فى دراسة احمد السيد(2001) (سامية حجازى،2002) ،وكذلك اتفقت النتيجة الحالية مع دراسة سارى سواقد وفاطمة طروانة (2000) حيث وجدت ان الذكور يتعرضون لاشكال الاساءة الجسدية والاهمال والنفسية اكبر من الاناث .
نتيجة الفرض الثالث: توجد فروق لصالح محلية امبده فى الاهمال العاطفى والجنسى ،ولصالح كررى فى الجسدى واساءةالمعاملة العاطفية ،وتفسر هذه النتيجة بارتفاع المستوى الاجتماعى والاقتصادى والتعليمى للاسر فى محلية امدرمان بدرجة اعلى من كررى وامبدة ،وتتفق هذه النتيجة مع دراسة كامل (1991) وكذلك مع دراسة قاسم وزملائه (1994) ودراسة احمد(1994) (سامية حجازى،2002) ،وكذلك مع دراسة سارى سواقد وفاطمة الطراونة(2000) .
نتيجة الفرض الخامس: توجد فروق فى توزيع مستويات اساءة معاملة الطفل تعزى لمتغير المستوى التعليمى للوالدين فى نمط اساءة المعاملة الجنسية لصالح مستوى التعليم الثانوى ،وتتشابه هذه النتيجة مع دراسة سارى سواقد وفاطمة طراونة (2000) التى وجدت ان هنالك اثر للمستوى التعليمى للاب على اشكال الاساءة مجتمعة وان متوسطات درجات الاساءة للاطفال تزداد كلما انخفض مستوى تعليم الاب وكذلك الام،وان هذا الاثر يزداد بدلالة احصائية 05، كلما انخفض مستوى التعليم .
التوصيـــــــات
1-افتتاح عيادات خاصة و تخصيص خطوط هاتفية لتقديم المساعدة للضحايا.
2- بث الوعي الجماهيري الهادف إلي بناء علاقات إنسانية ثابتة و أخلاقية ترعي الأطفال وتحمهيم وتحافظ علي حرمتهم من الاستقلال و التعدي.
3- العمل علي توسيع إطار مساهمة ومسؤوليات المنظمات التربوية و الإدارية بما فيها إدارات المدارس لتكون مراكز استشارية لمراقبة هذه الظاهرة وتدريب الكوادر لمساعدة الأطفال للتحدث عن أنواع الاساءة التي قد يتعرضون لها.
دراسات مقترحة:
1-اجراء المزيد من الدراسات فى اساءة معاملة الاطفال فى المجتمع السودانى فى الريف والحضر.
2-تقنين المقياس الحالى على البيئة السودانية كافة.
3- اجراء دراسة على المتغيرات الاسرية والديمغرافية والمجتمعية والاكلينكية والمدرسية المتعلقة بظاهرة اساءة معاملة الاطفال .
قائمة المراجع
1- القران الكريم .
2-أحمد عبد العليم أحمد (2002): واقع الطفل العربي ، التقرير الإحصائي النسوي ، مجلة الطفولة و التنمية ، يصدرها المجلس العربي للطفولة و التنمية ، العدد 5 مجلد 2 مصر.
3- أحمد اليازجي (2002) :عمالة الاطفال في فلسطين تأثير الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية علي عمالة الاطفال فيفلسطين ، مجلة الطفولة و التنمية ، يصدرها المجلس العربي للطفولة و التنمية ، مصدر العدد مجلد 2.
4- حاتم بابكر هلاوي (2002) : حقوق الطفل واشكال سوء معاملته في الأسرة ، مؤتمر حماية الاطفال من الإساءة و الاستغلال ملخص ب : مجلة الطفولة و التنمية ، المجلس العربي للطفولة و التنمية مصر ، العدد 5 مجلد 2.
5- ساري سواقد وفاطمة الطراونة (2000) : إساءة معاملة الطفل الوالدية ، أشكالها ودرجة تعرض الاطفال لها وعلاقة ذلك بجنس الطفل ومستوي تعليم والدية ودخل اسرته ودرجة التوتر النفسي لديه ، دراسات العلوم التربوية ، عمادة البحث العلمي الجامعية الاردنية الاردن ، عمان المجلد 27 ، العدد 2.
6- سامية حجازي إدريس (2002) :سوء معاملة الأطفال المرحلة العمرية (6-12) سنة وسط مرضي الاضطراب التحولي بمستشفيات العاصمة القومية ، رسالة ماجستير غير منشورة ، كلية الآداب ، جامعة الخرطوم.
7- صالح حزين السيد (1993): إساءة معاملة الأطفال دراسة إكلينكية ، دراسات نفسية رابطة الاخصائيين النفسيين المصرية ، اكتوبر 1993 العدد الرابع.
8-صحيفة الراى العام السودانية :العدد208 ، 2003.
9- عبد الرحمن العسيري (2002) :الانماط التقليدية والمستحدثة لسوء معاملة الاطفال ، مؤتمر حماية الأطفال من الإساءة و الاستغلال الرباط ، ملخص بـ مجلة الطفولة و التنمية ، يصدرها المجلس العربي للطفولة والتنمية ، مصر العدد 5 المجلد 2.
10- موسي أبو حوسة (2002): ظاهرة عمالة الاطفال في مدينة عمان دراسة ميدانية لعينة من الاطفال العاملين في مدينة عمان (مجلة دراسات) المجلد 29 العلوم الإنسانية و الاجتماعية (عمادة البحث العلمي الجامعة الاردنية) المجلد 29 تشرين الأول 2002.
11- ناهد رمزي (2002): حماية صغار الفتيات في سوق العمل في البلدان العربية مجلة الطفولة و التنمية ، يصدرها المجلس العربي للطفولة و التنمية العدد 5 مجلد 2 . مصر.
12- يوسف عبد الوهاب حميدان (1997): العلاج السلوكي لمشاكل الأسرة و المجتمع ، الطبعة الأولي ، الأردن : منشورات جامعة مؤتة.
13-JimHooper(2003):”child,abuse,research,and resources”-www.a:irec.chab.htm.
بسم الله الرحمن الرحيم
الملاحق
مقياس سوء معاملة الطفل (C.T.O) لـ ( ديفيد برنشتين 1995)
ترجمة د. أحمد جمال ماضي أبو العزائم
د. عادل محمد دسوقي
الصورة النهائية التي طبقت علي عينة الدارسة
يشتمل هذا القياس علي عدة أسئلة تستفسر عن بعض ما مرت به من تجارب أثناء مرحلتي الطفولة.
ضع دائرة علي أفضل وصف تراه مناسباً لما مررت به لكل سؤال.
حاول أن تكون صادقاً وأميناً في الإجابة.
أعلم إن أجابتك ستظل في سرية تامة.
م
بيان
أبدا
نادرا
أحيانا
غالبا
دائما
عندما كنت صغيراً: الفترة (6-12) سنة
1
كنت تجد في محيط الأسرة من تتحدث معه عن مشاكلك الخاصة؟
2
كان يوجه لك النقد من قبل أفراد الآسرة؟
3
كنت تحظي بثقة الآسرة؟
4
كانت اسرتك تشجعك علي النجاح؟
5
قد تعرضت للضرب الشديد من أحد أفراد الأسرة؟
6
كان يوجد من يرعاك ويوفر لك الحماية؟
7
كان يوجه إليك احدهم الصراخ والتبرم (التكشير) في وجهك؟
8
رأيت احد افراد اسرتك يتعرض للضرب الشديد
9
كان يلقبك احدهم بالقاب مشينة
10
كان يوجد داخل الاسرة من تتخذه مثلا اعلي يحتذي به وترغب ان تكون مثله؟
11
كان يوجد من يجعلك تشعر بانك شخص ذو أهمية داخل الأسرة؟
12
سبق ان لجأت للهرب او الاختفاء لكي تحمي نفسك من خطر يمثله احد افراد الاسرة عليك؟
م
بيــــــــــــــــــــــــــــــــــان
أبدا
نادرا
أحيانا
غالبا
دائما
13
كان يوجد من يريدك أن تصبح شخص ناجح؟
14
تعتقد ان احد اخوانك قد تعرض لحادث اعتداء جنسي من قبل؟
15
شعرت بانك محبوب من قبل الآخرين داخل الاسرة؟
16
كان يعاملك أبواك كمعاملة اخوانك؟
17
كنت تعتقد أن أبويك كانا لا يرغبان فيك طفلاً لهم؟
18
تعرضت للضرب الشديد الذي يتطلب ذهابك للمستشفي او رؤية الطبيب؟
19
كان يوجد من يحاول إبقائك بعيدا عن المشاكل؟
20
مارست الجنس مع شخص أكبر سناً (بخمس سنوات علي الاقل)؟
21
كان يوجد شخص داخل الأسرة اكبر منك سنا يمثل نموذجا إيجابيا يحتذي به؟
22
تعرضت للضرب بأحد الأشياء الصلبة كالعكاز أو الصوت؟
23
كان يهتم أفراد اسرتك بعضهم ببعض؟
24
كان يسبك او يشتمك احدهم؟
25
تعتقد انك تعرضت لسوء المعاملة من الناحية البدنية؟
26
كان يحاول احد افراد الاسرة ابعادك عن المؤثرات التي قد تضرك؟
27
تعرضت للضرب بشكل قاسي ولاحظ الآخرين عليك آثاره؟
28
كان يبدو علي افراد الاسرة عدم ضبط النفس؟
29
كانت تظهر الاسرة تشنجيعها لك لكي تظل في المدرسة وتكمل تعليمك؟
30
عانيت من اشكال العقاب القاسية والمؤلمة؟
31
كان يوجد إلغة وتقارب بين افراد اسرتك؟
32
حاول احدهم او بعضهم باستغلالك جنسياً؟
33
قام احدهم بمحاولة طردك من المنزل؟
34
قام أ؛دهم بتهديك إو إيذاك إذا لم تمارس معه الجنس؟
35
كنت تخشي من قبل أحدهم بمحاولة إيذانك بدنياً؟
36
حاول احدهم اجبارك علي ممارسة الجنس او مشاهدته؟
37
كنت موضع ثقة في الأسرة
38
قام أحدهم او بعضهم باستغلالك جنسياً؟
39
تعتقد انه قد تم سوء معاملتك عاطفياً؟
40
تعتقد أنه قد تم سوء معاملتك جنسياً؟
41
تعتبر أسرتك مصدر القوة والدعم لك؟
دراسة استكشافية
تقديم
أ.وفاق صابر علــــــــي
جامعة النيلين
أ. صلاح الدين فرح عطا الله أ. فضل المولي عبد الرضي
جامعة الإمام المهدي جامعة دنقلا
مجلة العلوم الجنائية والاجتماعية،11،115 – 155
ملخص الدراسة
هدفت الدراسةالحالية إلي استكشاف سوء معاملة الطفل في مدينة امدرمان وفحص نسبة انتشار الظاهرة والفروق علي متغيرات نوع الطالب ، المحلية الإدارية (البلدية)،ومستوى الشدة،ومستوي تعليم الوالدين .
تمثل مجتمع الدراسة فى طلبة مرحلة تعليم الأساس(الصفين السادس والسابع) في مدينة امدرمان في محلياتها الثلاث امدرمان ، امبدة ، كرري ، وبلغ حجم العينة 215 طالبا وطالبة منهم (111) ذكر و (104) انثي.
استخدم مقياس سوء معاملة الطفل اعداد ديفيد بونتشين (1995)، بعد أن تم تكييفه علي المجتمع السوداني ومن ثم تم التحليل الإحصائي باستخدام النسب المئوية،اختبار(ت)،واختبار(ت) المتعدد،تحليل التباين الاحادى،اختبارمربع كاى ،وقد توصلت الدراسة للآتي:
1-توجد فروق فىنسبة انتشار انماط سوء معاملة الطفل،حيث تكثر سوء المعاملة الجسدية ،ثم الجنسية،والاهمال العاطفى ،واخيرا سوء المعاملة العاطفية.
2-هنالك فروق بين درجات الذكور و الإناث في مقياس سوء معاملة الطفل -عند معنوية 0.01 و 0.05 لصالح الإناث في نمطي الاهمال العاطفي و الجنسي. ولصالح الذكور في نمط سوء المعاملة الجسدية و سوء المعاملة العاطفية .
3- هنالك فروق بين درجات محليات امدرمان في مقياس سوء معاملة الطفل عند معنوية 0.01 و 0.05 لصالح أمبدة في الإهمال العاطفي و الجنسي ولصالح كرريفي الجسدي وسوء المعاملة العاطفية.
4- هنالك فروق في مستوى وشدة سوء معاملة الطفل لصالح سوء المعاملة الجسدية في الشدة و البسيط وفى العاطفية وفي الجنسية بصورة اقل من المتوقع في مجتمع الدراسة.
5- هنالك فروق في توزيع مستويات سوء معاملة الطفل تعزي لمتغير المستوي التعليمي للوالدين في نمط سوء المعاملة الجنسية لصالح مستوي التعليم الثانوي.
المقدمة:
إساءة معاملة الطفل لابد أن تتوفر فيها القصدية ويقوم بها الأباء أو المربين وتؤدي إلي جروح و إصابات إكلينيكية ،لكن تظل حكم اجتماعي يختلف مفهومه من مجتمع لآخر تبعا لما يراه المجتمع من حق للأباء و المربين في أساليب معاملتهم وتنشئتهم للأطفال.
و تشير ساري سواقد وفاطمة الطراونة (2000 : 414) إلي نماذج من إساءة معاملة الطفل عبر الحقب الزمنية ، فذكرتا أن الأساطير و الدراما الاغريقية توضح ان الاغريق كانوا يستخدمون وسائل متعددة من الإساءة الجسدية ومحاولة التخلص من بعض الأطفال نهائياً وفي الهند قد ورث الأباء حقوقا تسمح لهم بعمل أي شئ يريدونه باطفالهم ، وفي القرن السابع عشر حدد قانون الجريمة الفرنسي الحالات التي تتيح للأب قتل الطفل .. و العرب في الجاهلية كانوا يئدون البنات كما كان الطفل يقدم قرباناً للآلهة.
و بالرغم من تفشي ظاهرة إساءة معاملة الطفل في المجتمعات هناك شعورا بخطورة هذه الظاهرة يتفاوت من مجتمع لآخر.
أوضح صالح السيد (1993 ، 502 /503) إن إصطلاح الإساءة البدنية للأطفال ، ظهر عندما قامت الصحافة في انجلترا بنشر حالة الطفلة ماري ألن Mary Allen التي تعرضت للتعذيب الوحشي من والديها ، فلفتت انظار المجتمع وحركت ضميره وصدر بعد ذلك أول قانون في انجلترا عام 1898م يحرم المعاملة القاسية للأطفال.
غير أن هذه الحادثة يمكن أن تمثل البداية لدراسة ومكافحة ظاهرة إساءة معاملة الطفل في الغرب بينما تنبه القرآن لهذه الظاهرة في قوله تعالي (إذا المؤودة سئلت بأي ذنب قتلت) وبعد حادثة ماري ألن ظهر الإهتمام بالقوانين التي تحمي الطفل منها كما أشارت ساري وفاطمة (2000 ، 414) إلي ظهور صندوق إنقاذ الطفل SCF في سنة 1919 وفي عام 1946م قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة إنشاء منظمة الخدمات لملايين الأطفال (اليونسيف Unicef) وفي عام 1950 مدت المنظمة اهتماماتها للأطفال في الدول النامية . واعتبر عام 1979م هو العام الدولي لحقوق الطفل وفي عام 1989م تبنت الامم المتحدة اتفاقية حقوق الطفل التي دخلت حيز التنفيذ عام 1990 وقد وقع السودان علي هذه الاتفاقية في عام (1989)،(الراى العام،2003).
و بالرغم من وجود القوانين التي تمنع وتحرم إساءة معاملة الطفل يظل مصطلح إساءة الطفل في حاجة للتعريف العلمي الدقيق ، فقد حدد القانون الفدرالي الأمريكي عام 1974م . كما ذكرت ساري وفاطمة (2000 ، 414) وصالح (1993 ، 505) إساءة معاملة الطفل بـ "الأذي الجسدي أو العقلي ، أو الأساءة الجنسية ، أو إهمال معالجة وسوء معاملة الطفل تحت سن الثامنة عشر من قبل الشخص المسؤول عن رعاية الطفل وسلامته مما يعرض الطفل وسلامته للاذي و التهديد" و بالرغم من أن نص القانون يبدو شاملا ومحددا الا انه ادي الي خلق مشاكل في احدي الولايات الامريكية . كما اوضح صالح (1993 : 505) لتعارض رؤية كل من السلطات القضائية و المؤسسات الاجتماعية.
وبهدف متابعة وتقدير ظاهرة إساءة معاملة الطفل صدر في عام 1976م قانون في الولايات المتحدة الأمريكية.
كما ذكر صالح (1993 : 502) بالزام الهيئات الحكومية والخاصة بتسجيل كل الحالات التي يشتبه أن يكون الطفل قد تعرض فيها للإساءة أو الإهمال أو سوء المعاملة ، وقد نص القانون أيضاً علي إلزام هذه الهيئات بأن تجعل هذه المعلومات تحت طلب الدارسين و الباحثين.
وقد وجدت هذه الظاهرة من الاهتمام في البلاد العربية كما في البلاد الغربية في كافة مجالاتها خاصة البحث والدراسة.
فعلي سبيل المثال دراسة صالح حزين السيد 1993 إساءة معاملة الاطفال (دراسة إكلنيكية) ، دراسة ساري سواقد و فاطمة الطراونة (2000)" إساءة معاملة الطفل الوالدية ، أشكالها ، درجة تعرض الاطفال لها وعلاقتها ذلك بجنس الطفل ومستوي تعليم والديه ودخل أسرته ودرجة التوتر النفسي لديه.
وبحث ناهد رمزي (2002) " حماية صغار الفتيات في سوق العمل في البلدان العربية" ، وبحث أحمد اليازحي (2002) " عمالة الاطفال في فلسطين تأثير الاوضاع الاقتصادية و الاجتماعية علي عمالة الاطفال في فلسطين" ، و بحث احمد عبد العليم أحمد (2001) " واقع الطفل العربي التقرير الاحصائي السنوي" ودراسة موسي ابو حوسة (2002) ظاهرة عمالة الاطفال في مدينة عمان (دراسة ميدانية لعينة من الاطفال العمانيين في مدينة عمان) .. الخ إضافة للندوات و المؤتمرات المتناثرة في الدول العربية.
أما في السودان بحجم تنوعاته العرقية و الثقافية توجد أساليب قسوة في تنشئة الاطفال قديكون من ايسرها الضرب المبرحفي كثير من المدارس السودانية حيث ما زال قائما خاصة في المدارس الريفية وعمالة الأطفال المنتشرة في الورش و المواصلات و الحرمان من الدراسة للاسباب الاجتماعية و الاقتصادية.
وبالرغم من الاهتمام العالمي و الاقليمي المتزايد بظاهرة إساءة معاملة الطفل تظل هذه الظاهرة لاتزال منتشرة في السودان بالرغم من وجود القوانين التي تحمي حقوق الطفل تظل ظاهرة متفشية وشائعة بالرغم من عدم توفر إية إحصاءات عن معدلات تعرض الاطفال للإهمال و سوء المعاملة وحتي المعلومات و الإحصاءات التي يمكن جميعها بمجهود فردي غير كافية للاعتماد عليها كلية للوصول إلي تقييم أو تقدير لمدي شيوعها نسبة لتعامل المجتمع السوداني نحو تجاه هذه الظاهرة بحساسية وعدم ملاحقة السلطات الأباء و المربين في خصوص هذه الظاهرة.
مشكلة الدراسة:
ان اساءة معاملة الطفل تؤثرسلبا على شخصية الطفل وتطورها ومن ثم تكو ن من اكبر المهددات على امنه النفسى وصحته النفسية ،وقد لمس الباحثون بعض مظاهراساءة معاملة الطفل فى المجتمع السودانى ومن هنا جاءت فكرة هذه الدراسة للتعرف على حجم المشكلة فى واحدة من اعرق المدن السودانية ،ويمكن ان تتبلور تساؤلات الدراسة فيما يلى:-
1-هل توجد فروق فى نسبة انتشار انماط اساءة معاملة الطفل فى مدينة امدرمان ؟
2- هل توجد فروقبين الذكور والاناث فى التعرض لاساءة معاملة الطفل؟
3-هل توجد فروق بين محليات (بلديات) امدرمان الثلاثة (امدرمان ،كررى،امبدة) فى انماط سوء معاملة الطفل؟
4-هل توجد فروق فى مستوى شدة اساءة معاملة الطفل فى الانماط الاربعة لدى عينة الدراسة ؟
5- هل توجد فروق فى توزيع مستويات اساءة معاملة الطفل تعزى لمتغير المستوى التعليمى للوالدين ؟
فرضيات الدراسة:
1-تنتشر انماط اساءة معاملة الطفل بنسب عالية فى مدينة امدرمان.
2-توجد فروق دالة احصائيابين الذكور والاناث فى انماط الاساءة لصالح الاناث.
3- لاتوجد فروق دالة احصائيا بين محليات امدرمان الثلاثة فى انماط اساءة معاملة الطفل.
4- لاتوجد فروق فى مستوى شدة اساءة معاملة الطفل لدى عينة الدراسة .
5- توجد فروق فى مستويات اساءة معاملة الطفل تعزى لمتغير المستوى التعليمى للوالدين.
اهداف الدراسة:
1-التعرف على حجم اساءة معاملة الطفل فى مدينة امدرمان .
2-معرفة اثر بعض المتغيرات الديمغرافية (المحلية, النوع ،مستوى تعليم الوالدين)،على ظاهرة اساءة معاملة الطفل.
3-التعرف على مستويات الشدة لانماط اساءة معاملة الطفل المختلفة .
4-الاسهام بجهد علمى يثرى حركة البحث فى مشكلات الطفولة المختلفة ،لتشجيع الاهتمام بمثل هذه الدراسات.
اهمية الدراسة:
1-ندرة البحوث السودانية التى درست هذه الظاهرة ،حيث لم يطلع الباحثون الاعلى دراسة واحدة فقط فى هذا المجال اقتصرت فقط على المصابين بالاضطراب التحولى فى مستشفيات الطب النفسى بولاية الخرطوم.
2-تاتى اهمية الدراسة الحالية من كون اساءة معاملة الطفل من المشكلات التى يجب دراستها والتعرف على حجمها والحد من انتشارها لما لها من اثار سلبية مدمرة.
مصطلح الدراسة: (اساءة معاملة الطفل)
تبنى الباحثون تعريف هارت( Hart)(سامية حجازى،2000) كتعريف اجرائى فى هذه الدراسة ،بان اساءة معاملة الطفل هى كل فعل يؤثر على الطفل عاطفيا اوجسديا اوجنسيا او الاهمال بمختلف الانواع ،ويتمثل سوءمعاملة الطفل فى اربعة انماط رئيسيةهى:
1-سوءالمعاملة العاطفية . (Emotional abuse)
2- سوء المعاملة الجنسية.( Sexual Abuse)
3-سوء المعاملة الجنسية. ( Physical abuse)
4-الاهمال العاطفى.( Emotional neglect)
حدود الدراسة:
اقتصرت الدراسة على الحدود الحالية:
أ/مدينة امدرمان بمحلياتها الثلاث.
ب/تلاميذ الصفين السادس والسابع بمرحلة الاساس.
ج/ اجريت الدراسة فى شهر اكتوبر 2003.
الاطار النظرى:
تعريف إساءة معاملة الطفل:-
بالرغم من وجود نصوص واضحة في القوانين – كما في القانون الفدرالي الأمريكي 1974 – وإجماع الباحثين علي أنإساءة معاملة الطفل هي فعل يقوم به الأباء او المربون ويؤدي إلي جروح وإصابات ظاهرة علي جسم الطفل تحت سن الثامنة عشر مع توفر القصدية يظل التعريف لهذه الظاهرة يعاني من إشكاليات بحثية هي:
هل تقتصر إساءة معاملة الطفل علي مجردايذاء الطفل الذي يترك أثاراً جسمية ظاهرة ام يتعداها الي آثار نفسية سيئة.
كيف يمكن تحديد القصدية من دراسة هذه الظاهرة.
وعموما فإن المفهوم المتعارف عليه لإساءة معاملة الأطفال يعتمد علي عدة نقاط أساسية منها:-
القصد و العمد في إيذاء الطفل
المبالغة من العقاب بغض النظر عن شدة الخطأ الذي يرتكبه الطفل.
واخيرا وجود الآثار الجسدية و النفسية عند الطفل و أن تحتاج إلي علاج (الدخيل 1990م).
وقد يعتقد البعض أن إساءة معاملة الاطفال تحتاج دائما الي توفر نية الإساءة إلي الطفل ، فربما يكون هذا صحيحاً ولكن لسبب ضرورياً فالجهل ، وتدني المستوي التعليمي و الاقتصادي يؤدي الي إيذاء الطفل بدون قصد الإيذاء ، وقد يكون افتقار الوالدين بغض النظر عن المستوي التعليمي و الاقتصادي و الاجتماعي للدراسة بأساليب التربية الصحيحة و كذلك جهلهما للمتوقع من الطفل في مراحل عمرية مختلفة آثاراً سلبية و إساءة واضحة للطفل وقد اوضح هلس Health المذكور في سامية حجازي (2002) أن المفهوم السائد الذي يحصر سؤ معاملة الطفل من جانب الإيذاء البدني فقط (الضرب) مفهوم محدود وقاصر وغير صحيح إذ أن مفهوم سوء معاملة الطفل يتمثل في التوبيخ و اللوم و النقد غير الهادف و الاهمال العاطفي و عدم التوجيه التربوي و الاخلاقي كما يشتمل ايضا سوء المعاملة الجنسية التي يتعرض لها الطفل.
وقد عرف هارت (Hart) (1999) سوء معاملة الطفل بأنه كل فعل يؤثر علي الطفل عاطفيا او جسديا او جنسيا او اهمالا بمختلف الانواع و يتمثل سوء معاملة الطفل في اربعة انماط رئيسية هي:
سوء المعاملة العاطفية Emotional abuse
سوء المعاملة الجسدية Physical abuse
سوء المعاملة الجنسية Sexual Abuse
الإهمال العاطفي Emotional neglect
1-3 أنماط إساءة معاملة الطفل:
تمهيد:
هنالك اختلاف في أنماط إساءة معاملة الطفل قد تنشأ نسبة لاختلاف التخصصات و الاهتمامات ، فكلما يحدث الاختلاف بين السلطات القانونية و المؤسسات الاجتماعية غير أن الباحثين في مجال علم النفس يختلفون في تحديد هذه الأنماط.
وقد حدد جيم هوبر(2003)فى موقع A:Irec.chab2.htm حددت أربع إنماط لإساءة معاملة الطفل هي: الإساءة الجسديةPhysical Abuse ، الإهمال الجسمي Physical Neglect ، الإساءة الجنسية Sexual Abuse و الأساة النفسية أم العاطفية Emotional Abuse وهي نفس المجالات التي حددتها ساري وفاطمة (2000 : 415-417) أما في مقياس سوء معاملة الطفل J C.T.O (ديفيد برتشتين (1995) ترجمة احمد جمال و عادل محمد دسوقي ست أنماط هي:
سوء معاملة العاطفية ، سوء المعاملة الجسدية ، سوء المعاملة الجنسية ، الإهمال العاطفي ، الإهمال الحسي ، الإنكار.
و يحدد عبد الرحمن (2002 ، 236) أربعة أنماط لسوء معاملة الأطفال تقليدية هي : الوأد أوالتخلي عن الطفل الإهمالChild Neglect الإيذاء الجسدي Physical Abuse و الإيذاء النفسي Emotional Abuse وأنماط حديثة هي : الصور الإباحية Pornography الاستخدام الجنسي Sexual Abuse .
1-3-2 الإساءة الجسدية Physical Abuse:
عرف فريدرتش Friedrich (1994) المذكور فى سامية حجازي (2002م) إن سوء العاملة الجسدية هو حدوث أذي بدني عمدي نتيجة استخدام الوالدين او القائمين علي رعاية الطفل اساليب عنيفة وقاسية.
اما جام اكاد (Jam Acad) 1998م فقد عرفه بأنه كل جرح بدني ناتج عن عقاب أحد الوالدين أو القائمين علي تربية الطفل بضرب الطفل ضرب مبرح متكرر مستمر لمدة طويلة وله آثار واضحة ويصعب ايقافه.
اما كالبان (Kalpan) 1999 فقد عرف سوء المعاملة الجسدية بأنه كل فعل مترتب عليه اصابة جسمانية او جرح بدني غير ناتج عن حادثة او مصادمة.
تعتبر الإساءة الجسدية من أكثر أنواع الإساءة قابلية للملاحظة وبالتالي القابلية للاكتشاف و الإحصاء ، و يجب ان تكون الافعال التي تصنف في هذا النمط هي افعال مستمرة ومنتشرة Pervasive وفي منتهي الشدة extreme مستخدمة بقصد أذي الطفل.
الضرب باليد أو الكفوف Hitting
رمي الطفل بقوي Throwing
الرفس بالرجل Kicking
الخنق Ehoking
الكدمات أو العض Bitting
الضرب بأي ألة أو شي Beating with an object
الحروق إن كان باستخدام أداة حامية أو سيجارة مشتعلة ..الخ.
السلق – وهي شكل من أشكال الحرق يكون بماء أو أي سائل ساخن Scalding
إغراق الطفل في الماء.
ربط الطفل من أعلي إلي أسفل.
تجويع الطفل أو إنقاص طعامه.
ويعتبر بعض الباحثين أن هذه الطائفة من أساليب الإساءة الجسدية تكون في أماكن تعتبر الإصابة العرضية بها نادرة الحدوث كالظهر في حالة الحروق و الأعضاء التناسلية لاظهار القصدية.
و تشير الإحصاءات في المملكة المتحدة – كما ذكرت ساري وفاطمة (2000 : 416) إلي أن نسبة 2-3% من الاطفال الذين يقيمون في المستشفيات العقلية كانوا قد تعرضوا للتلف الدماغي بسبب الاعتداء عليهم من قبل الأهل و إلي تزايد حدوث الإيذاء الجسدي و إساءة معاملة الاطفال في الولايات المتحدة بين سنتي 1986-1993 من 1.4 مليون إلي اكثر من 2.8 مليون وفي عام 1994م سجل 3.14 مليون طفل.
أما في السودان فلا توجد إحصاءات لتحديد مثل هذه الإصابات نسبة لتكتم المجتمع علي هذا النوع من الجرائم . وعدم وجود دراسات أو مؤسسات مستقلة تحكم بخصوص هذه القضايا.
وقد اظهرت دراسة كرجتون ونيس (Crighton and Neyes) (1989م) المذكورة في سامية حجازي (2002) أن حالات سوء معاملة الطفل في انجلترا في الفترة من 1985-1989م كان توزيعها كالآتي:-
25% حالات سوء معاملة جسدية
50% سوء معاملة عاطفية
25% اهمال الطفل في سوء العاملة AAPC
Amercan Association for Proclcating
أنه بين عامي 1995-1997 اظهرت الإحصاءات حوالي 78% من الاطفال الذين فقدوا حياتهم لسوء المعاملة وكانت اعمارهم اقل من 5 سنوات عند وفاتهم 44% من حالات الإساءة نجمت عن الإهمال 51% نجمت عن سوء المعاملةالجسدية 5% حالات مختلطة.
1-3-3 إهمال الطفل Child Neglect:
إهمال الطفل يصنف عند بعض الباحثين تحت فئة الإهمال الجسدي Physical Neglect غير أن إهمال الطفل يعرف كما ذكرت ساري وفاطمة (2000 : 415) علي أنه الفشل في تزويد الطفل بالحاجات الأساسية و يتخذ الإهمال أشكالاً مختلفة منها: الإهمال الجسدي و التربوي والعاطفي.
فالإهمال الجسدي يتضمن:
عدم تزويد الطفل بالإيواء و التغذية الكافية
حبس الطفل في حجرة أو مرحاض أو نوعهما.
ترك الطفل وحيداً لفترة زمنية طويلة.
عدم تزويد الطفل بالرعاية الطبية عندما يكون في حاجة لها.
وضع الطفل في أماكن الخطر.
أما الاهمال التربوي فيتضمن:
حرمان الطفل من التعليم.
الفشل في وضعه في مدرسة مناسبة لعمره.
السماح له بالتهرب من أداء الواجبات المدرسية.
عدم تلبية احتياجاته التعليمية.
ساري وفاطمة (2000: 415)
و الإهمال العاطفي فيوصف بأنه:
الفشل في تزويد الطفل بالرعاية النفسية.
حرمان الطفل من العطف و الحنان الأبوي
السماح للطفل بتعاطي المخدرات و الكحول
مشاهدة الطفل الخلافات بين الزوجين.
إن إهمال الاطفال هو الشكل الأكثر شويعا من اشكال إساءة معاملة الطفل في الولايات المتحدة – وذكرت ساري وفاطمة (2000 : 415) أن حوالي 65% من تقارير إيذاء الأطفال كانت نتيجة الإهمال.
1-3-4: الإساءة الجنسية Sexual Abuse:
ويعرف فينكلهور Finkelhor ساري فاطمة (2000: 416) الإساءة الجنسية بأنها خبرة جنسية غير مرغوبة مع الطفل تتراوح بين المداعبة وحتي الاتصال الجنسي الذي يقوم به من هو أكبر سناً من الطفل.
ومن الأشكال التي تتضمنها الإساءة الجنسية:
عشق لمس ، أو تقبيل الأعضاء التناسلية للطفل.
جعل الطفل يلمس الأعضاء التناسلية لشخص آخر
التمتع جنسيا مع الطفل
عرض أدوات العهارة علي الطفل
إظهار الأعضاء الجنسية للطفل.
إجبار الطفل علي الممارسة الجنسية مع شخص آخر
جعل الطفل يرسم أو بصور الدعارة.
اخبار الطفل قصص قذرة.
وقد ساعدت الأبحاث و الدراسات في الوقوف علي حجم هذا الشكل من الإساءة ففي بريطانيا . كما ذكرت ساري وفاطمة (2000،416-417) تدل الاحصاءات علي ان ثلاثة اطفال من كل الف طفل يتعرضون للإيذاء الجنسي أما في امريكا فتشير الاحصاءات إلي أن خمس حالات الاغتصاب تقع علي اطفال تقل اعمارهم عن الثالثة عشرة و أن أكثر من مئة الف طفل يساء اليهم جنسيا في السنة بل تدل معطيات المركز القومي الامريكي للوقاية من الاغتصاب .
National center of the prevention and control of rape
وقد قامت منظمة الصحة العالمية في عدم 1986 سنين التعريف التالى : أن الاستغلال الجنسي للطفل child sexual abuseيعنى استخدام الطفل للحصول علي اللذة الجنسية للأسرة.
فالاستغلال الجنسي للأطفال هو عبارة عن قطب متطرف لمتصل ممتد في السلوكيات الجنسية غير السوية (مطاع بركات 2002) وقد عرف روبيج Schecter Roberge محددات العنف الجنسي ضد الطفل علي انه استجرار الطفل أو المراهق الي فاعليات جنسية لا يعي طبيعتها بوضوح ، ولا يسعى اليها ، وهي مخالفة لابسط القواعد الاخلاقية المرتبطة بالأدوار الأسرية الطبيعية.
إن أكثر من 85 الف طفل في الولايات المتحدة الأمريكية يتم استغلالهم جنسياً من طرف احد ابويه او من احد الأوصياء القانونيين.
وقد ذكر بركان (2002 : ص29) إن استغلال الأطفال من قبل الراشدين يقود إلي عواقب مختلفة نتوقف علي بعض صفات الطفل كعمره ، ودرجة حساسية ووعيه بما يجري له. كما نتوقف علي نوع الخبرات التي مر بها ، كشدة العنف أو نوع السلوك المستخدم ، ونتوقف أخيراً علي طبيعة العلاقات بين الطفل وأبويه.
وقد تظهر مظاهر الاعتداء في صورة مرئية كالجروح و الكدمات علي جسد الطفل ، أو تكون غير واضحة للعيان ككسور العظام واذيات الاعضاء الداخلية من جسم الطفل. اما النتائج الانفعالية المباشرة فهي قبل كل شئ مشاعر الرعب و القلق و العجز و الغضب علي الابوين وعلي الفاعل.
1:3:5: الإساءة النفسية Emotional Abuse:
تعد الإساءة النفسية من أخطر أشكال الإساءة التي يتعرض لها الأطفال ومن أصعبها تحديداً، ويعرفها (Garbarion) ساري فاطمة (2000 : 415) بانها ممارسة الوالدين المستمرة التي تسبب دمارا عنيفا او اضرارا بالغة لقدرة الطفل . وترتبط الإساءة النفسية التي يتعرض لها الطفل من قبل والديه ارتباطا وثيقا بالإساءات الاخرى الواقعة عليه.
و تأخذ الإساءة النفسية صوراً متعددة:
رفض الاعتراف بالطفل و إنكاره Ignore
ارهاب الطفل و تروعيه و افزاعه Terrorises
ذم الطفل ولوحة و النقد الشديد Blames
استصغار الطفل و تحقيره و الاستخفاف به Belittle
عدم منح الطفل العطف و الحنان
جعل الطفل شاعراً بالعجز و القصور.
و بالرغم من تحديد أنماط لإساءة معاملة الطفل نجد أن هنالك التداخل الكبير بين هذه العوامل مع بعضها البعض مما يشير إلي أن هذه الأنماط ما هي إلي لتسهيل فهم موضوع اساءة الأطفال تحديد الأشياء كما أن عمالة الاطفال يمكن ان تكون نمط قائما بذاته كما يمكن ان يعتبر احد اشكال الإساءة النفسية التربوية و الجسدية و الإهمال لما له من إنعكاسات نفسية واجتماعية وجسدية.
وقد حاول القانون السوداني الهندي الحد من هذه الممارسة عن طريق سن بعض القوانين التي ترمي إلي حماية الطفل ، خاصة قوانين العمل لمنع تشغيل صغار السن ورعاية القاصرين.
من هذه المواد ما تنص عليه المادة 27 من قانون العمل لسنة 1991م التي تقرأ كالآتي:-
لا يجوز لتشغيل الأحداث دون السنة الثانية عشر من عمرهم.
لا يجوز تشغيل أي حدث دون السنة الخامسة عشر إلا إذا كان له ولي أمر مقيم معه في منطقة العمل ولا يجوز الاحتجاج لقيد العمل من مواجهة الحدث الا إذا كان ولي الأمر واقف علي تشغيله وقدم لصاحب العمل ما يثبت ولايته علي الحدث واقامته في منطقة العمل وعنوانه.
كل من لم يبلغ الثانية عشر من عمره لا يعد عامل في نظر القانون لأنه لا يملك اهلية التعاقد و إذا ابرم عقد يعتبر باطل.
1-4 الأعراض و الاضطرابات السلوكية لإساءة المعاملة.
بالرغم من اختلاف انماط اساءة معاملة الطفل غير ان هنالك اعراض عامة تميز الاطفال الذين وقعت عليهم معاملة سيئة فاوضحت دراسة صالح السيد (1993 : 500) للآتي:-
أن الاطفال قد تكيفوا مع الإساءة بأعراض نفسية واضطرابات سلوكية مختلفة.
أبدي الاطفال عدوانية وعدم قدرة علي التحكم في انفعالاتهم خاصة انفعالات الغضب ومشاعر عدم الثقة.
ابدي الاطفال زيادة في لوم الذات وانخفاض في تقديرها.
بالرغم من محاولات الاطفال للاستقلال الا انه قد ظهرت عليهم علامات وسلوكيات تدل علي عدم الرغبة في الاستقلال.
ومن الأعراض العامة لهذه الظاهرة:
يكون خيال الطفل الذاتي ضعيفا
يكون الطفل غير قادر علي حب الآخرين أو الثقة فيهم.
يكون الطفل منطوي أو متفكك (بسبب الثورة)
يكون شديد الغضب والثورة
التصرف الفوضوي داخل حجرة الدراسة وفي المدرسة
وجود تصرفات جنسية لدي الطفل
يكون الطفل مخرب ومنكفى ومهلك لكثير من الأدوات و الاشياء.
يكون الطفل مهلك لنفسه ومسئ لذاته وقد تكون هنالك محاولات للانتحار.
ينتاب الطفل شعور بالحزن السلبي الانسحاب او الاكتئاب.
قد يستخدم الطفل العقاقير او الكحوليات
يتجنب الطفل الذهاب للمنزل بعد المدرسة
يظهر الطفل خوف من الراشدين بصورة دائمة.
كما أوضح امرمان و هيرسون
(Ammerman and Hersen) المذكوران في سامية حجازي (2002) إلي بعض المؤثرات و الآثار السلوكية و الانفعالية أي مؤثر واضح لاساءة معاملة الطفل تتمثل في الآتي:-
اجهاد مزمن
اضطراب العادات مثل مص الاصبع لطفل عمره عشر سنوات فأكثر
التحول من سلوك مطاوع الي سلوك عدواني
تاخر النمو الانفعالي و العقلي
رفض الطعام
تعاطي الكحول و المخدرات
غياب متكرر من المدرسة
توهم المرض.
1-5: معدلات إساءة معاملة الأطفال:
1:5:1 تمهيد:
تشير أغلب الدراسات إلي وجود فروق في أشكال وأنماط اساءة الطفل من جهة و إلي وجود عوامل ترتبط بكل نمط من انماطها فاوضحت ساري وفاطمة (2000 : 416) أن الإساءة الجسدية من أكثر انواع الإساءة انتشارا مما يشير إلي وجود فروق بين هذه الأنماط التي حددت ومن جهة أخرى توصلت أغلب الدراسات الي ان عمالة الاطفال ترتبط بمتغيرين هما انخفاض المستوي الاقتصادي للأسرة و التسرب الدراسي من التعليم أو عدم الإلتحاق به من الأساس ناصر رمزي (2002 : 22).
وفي هذا الحيز من الدراسة سوف تناقش معدلات إساءة الأطفال علي ضوء انماط الإساءة و المتغيرات الديمغرافية لها و أهم الفروق النوعية التي تخص هذه الظاهرة.
1-5-2 معدل انتشار انماط إساءة معاملة الأطفال:
بالرغم من توافر الدراسات التي تبحث عن الفروق في انتشار اساءة معاملة الاطفال وفقا للانماط كما ان اختلاف المجتمعات و التعامل الاجتماعي يختلف من مجتمع لآخر يمكن ان توجد فروق في انتشارها بصورة مختلفة.
ففي المجتمع الأمريكي تشير الإحصاءات إلي أن هنالك 1.4 مليون طفل تعرضوا للإيذاء الجسدي في عام 1986م و 2.8 مليون في عام 1993م بينما الذين تعرضوا 3.38 مليون طفل للاهمال في عام 1993.
وقد وجد أن 65% من تقارير إيذاء الاطفال كانت في الولايات المتحدة الأمريكية نتيجة للإهمال child Neglect ساري فاطمة ص 415.
أما إذا ادخلت عمالة الاطفال ضمن الاهمال فان اهمال الاطفال يمثل النمط الاكثر شيوعا من انماط إساءة معاملة الطفل عالميا ، يليه الإساءة النفسية ثم الجسدية فالإساءة الجنسية.
و لا تتوافر بيانات وافية يمكن من خلالها تحديد حجم ظاهرة إساءة معاملة الاطفال في السودان. غير ان تعامل الاباء و المربين في السودان وما يتضمنه من شكل معاملة و الدية يتوقع ان تكون الإساءة الجسدية Physical Abuse هي أكثر اشكال إساءة الطفل انتشارا خاصة في المجتمعات الحضرية بينما ترتفع نسبة الاهمال في المجتمعات الريفية خاصة عمالة الاطفال نسبة للظروف الاقتصادية و الحرب التي كانت دائرة في جنوب السودان وعدم الاستقرار السياسي في الدول المجاورة و التدهور البيئي في تلك المناطق بالإضافة إلي ضعف البنية الاقتصادية . بينما يتوقع أن تنحسر هذه المعدلات بعد أن يتم السلام فىالسودان وذلك لإثاره الاقتصادية و الأمنية و الاجتماعية.
1-5-3 أثر الظروف الاجتماعية و الاقتصادية:
تلعب العوامل الاقتصادية دور كبير في ظاهرة إساءة معاملة الطفل وخاصة عمالة الاطفال وبالتالي الإهمال و الإساءة الجسدية.
وذكرت ساري وفاطمة (2000 : 417) قد اهتم العديد من الباحثين بمعرفة الاسباب التي تدفع الاباء الي سوء معاملة اطفالهم فاشار بعضهم الي ان الاباء الذين عانوا من سوء التربية في طفولتهم واتسم آباؤهم بالعنف و القسوة في معاملتهم يميلون إلي معاملة أبنائهم بمثل ما عاملهم به آباؤهم . كما وجد أن الأسر التي تسودها الخلافات الزوجية ، و العنف الاسري او انفصال الوالدان عن بعضهما يتعرض فيه الاطفال لسوء معاملة الوالدين اكثر من غيرهم ، و أشارت دراسات أخرى إلي أن الأباء الذين يعانون من اضطرابات نفسية والمعزولين اجتماعياً ويتعاطون الكحول والمخدرات يميلون لإيقاع الأذي وسوءالمعاملة بابنائهم .
كما ان هنالك دراسات اشارت الي ان الزواج في سن مبكرة وعدم نضج الابوين وبالتالي عدم قدرتهما علي رعاية ابنائهما يزيد من سوء المعاملة الوالدين للاطفال و ان سوء معاملة الطفل الوالدين يظهر بشكل أكبر في الأسر ذات البيئات الفقيرة ومستوي التعليم المتدني.
أما فيما يخص دوافع عمالة الاطفال فقد ذكرت ناهد رمزي (2002 : 22) تشير اغلب الدراسات التي اجريت في مجال عمل الاطفال الي وجود عاملين رئيسين من بين هذه العوامل . وراء الالتحاق بعمالة الاطفال اولهما انخفاض المستوي الاقتصادي للأسرة وثانيهما التسرب الدراسي من التعليم او عدم الالتحاق به من الأساس.
ذكرت ساري وفاطمة (2000 - 416) ان اطفال العائلات ذات الدخل المحدود أو المتدني او اطفال العائلة المكونة من أب و أم فقط هم أكثر عرضة للإيذاء الجنسي بشكل متكرر.
ويذكر موسي ابو حوسة (2002 : 655) إن الاسباب التي دفعت الاطفال العاملين لترك المدرسة و الالتحاق بالعمل تمثلتفي : فشل الطفل في المدرسة ، رغبته الشخصية و هي لكسب المال من العمل سوء الحالة الاقتصادية للاسرة وتعلم مهنية.
وبالرغم من الفروق النوعية بين دراسة ناهد رمزي (2000) تمثل في فتيات في البلدان العربية بينما موسي (2002) تمثل دراسته عمالة اطفال في مدينة عمان.
وذكرت ناهد رمزي (2000 : 14) ان ترك الفتيات للتعليم بسبب الفشل الدراسي لا تتجاوز نسبته 18.9% بينما ترتفع لدي الصبية لتصل 52.6% ومن ناحية أخرى تصل نسبة الفتيات المتسربات من التعليم بسبب عوامل اقتصادية إلي 66% بينما تنخفض لدي الذكور لتبلغ 43.3% .
ومن خلال الدراسات فأن نسبة الذكور العاملين في العالم العربي للإناث تمثل 60% إلي 40% وقد قدرت أحد الدراسات حجم الاطفال العاملين في اليمن في المرحلة العمر 10-14 عام 1994 بحوالي 3655 طفلا من بينهم 51.7% من الذكور و 48.3% من الإناث و تمثل نسبة الاطفال العاملين إلي إجمالي الاطفال في نفس العمر حوالي 23%.
و تشير دراسات أخرى إلي أن هنالك فروق في عمالة الأطفال مقارنة بين الريف و الحضر إذ أن معدل مشاركة الأطفال فيالنشاط الاقتصادي أعلي في الريف منه في الحضر . وفي دراسات مغربية – كما ذكرت ناهد رمزي (2000 : 19) إلي أن نسبة 73% من الأطفال الذين يقطنون الريف المغربي يعملون في الزراعة.
أما في السودان بالرغم من عدم توافر إي إحصاءات إلي أن المتوقع هو ارتفاع نسبة عمالة الاطفال في الريف بصورة أكبر من الحضر كما أن عمالة الأطفال بصورة عامة مرتفعة خاصة في الورش ووسائل النقل و المعامل الصغير والمهن الهامشية كبيع الماء ، الورنيش والتسالي .. الخدمة في المنازل ..الخ.
وقد ذكر حاتم بابكر هلاوي (2002 : 237) إن عمالة الأطفال (في السودان) تندرج في إطار أحد المكونات الثقافية لتقسيم العمل في المجتمعات الريفية ، وأيضاً باعتبارها إفرازاً لحالة الفقر في المراكز الحضرية، بالإضافة إلي حالة الحرب في جنوب البلاد.
1-5-4: أثر النوع علي إساءة معاملة الأطفال:
اختلاف رؤية المجتمعات وطبيعية الاطفال من حيث النوع قد تكون عامل من عوامل تغير إساءة معاملة الاطفال : ففي مجال الاهمال قد يكن الفتيات اكثر إساءة من الذكور مقارنة بينهم في الإساءة الجسدية.
تشير الدراسات – كما أوضحت ساري وفاطمة (2000 : 416) إلي أن الفتيات يتعرضن للإساءة الجنسية بدرجة أكبر من الذكور.
وتوضح أغلب الدراسات إلي أن عمالة الأطفال تنتشر بنسبة أعلي بين الذكور من الإناث فقد قدرت أحد الدراسات حجم العاملين في اليمن في المرحلة العمرية 10-14 بحوالي 23% إلي اجمالي عدد الاطفال في نفس العمر ، من بينهم 51.7% من الذكور و 48.3% من الإناث.
أما في الأردن فإن نسبة عمالة الأطفال تنتشر بنسبة 93.2% من الذكور 6.8% من الإناث حيث تمنع العائلات و التقاليد المحافظة في الأردن الفتيات من العمل.
وقد تكون النسب في السودان تشكل ارتفاع عمالة الذكور بأجر بينما إن الفتيات يضمن باعمال أكثر من الذكور و الإعمال المنزلية ومساعدة الإباء في الزراعة و الرعي .. الخ في الريف السوداني الذي قد لا ينعكس في أي دراسة وذلك تبعاً لتحديد مفهوم العمل.
2- الدراسات ذات الصلة بالموضوع
2 –1 تمهيد:
كما أسلفنا إن هنالك اهتمام عالمي و إقليمي و محلي في السودان بخصوص إساءة معاملة الأطفال مما انعكس علي مجموعة دراسات ميدانية وإكلينيكية سوف يستعرض الباحثون طائفة منها.
2 –2 دراسة صالح حزين السيد 1993م كان موضوعها إساءة معاملة الطفل "دراسة إكلنيكية":
هدفت الدراسة إلي التعرف علي نوع الاضطرابات السلوكية و النفسية المرتبطة بإساءة معاملة الأطفال تكونت عينة الدراسة من ثلاثة أطفال بنات أعمارهن 4.5 ، 5 ، 8 سنوات و يعانين من اضطرابات سلوكية و نفسية نتيجة للإساءة من قبل آبائهن عليهن وقد استخدمت الدراسة أداتين هما اللعب كوسيلة تشخيصية و علاجية والملاحظة ، كمااستخدم تحليل المضمون .
أظهرت نتائج تحليل المضمون بالنسبة للأب و ما يلي :-
ميل الأباء المستمر للتناقش مع أطفالهم و التفوق عليهم و جذب اهتمام الباحث.
بالرغم من توقف الأباء عن الإساءة البدنية إلا أنهم استمروا في لوم الأطفال ودفعهم إلي لعب دور الضحية.
كان الأباء غير قادرين علي التفرقة بين انفعالاتهم وغضبهم و انفعالات وغضب أطفالهم.
كما أظهر التحليل لدي الأطفال ما يلي:-
إن الأطفال قد تكيفوا مع الإساءة بأعراض نفسية و اضطرابات سلوكية مختلفة.
أبدي الأطفال عدوانية وعدم قدرة علي التحكم في انفعالاتهم خاصة انفعالات الغضب و مشاعر عدم الثقة.
أبدي الأطفال زيادة في لوم الذات و انخفاض في تقديرها.
بالرغم من محاولات الاطفال للاستقلال ، إلا انه قد ظهرت عليهن علامات وسلوكيات تدل علي عدم الرغبة فيالاستقلال.
2-3 دراسة ساري سواقد وفاطمة الطروانة (2000)
كان موضوعها "إساءة معاملة الطفل الوالدية ، أشكالها ودرجة تعرض الاطفال لها وعلاقة ذلك بجنس الطفل ومستوي تعليم والديه ودخل اسرته ودرجة التوتر النفسي له.
هدفت الدراسة إلي إستقصاء درجة تعرض الاطفال في المجتمع الاردني لاشكال إساءة معاملة الطفل من قبل والديه من خلال عينة من طلبة الصف العاشر الأساسي في محافظة الكرك ، و أثر بعض العوامل عليها.
تكون مجتمع الدراسة من جميع طلبة الصف العاشر الاساسي في المدارس التابعة لوزارة التربية و التعليم في محافظة الكرك– الاردن للعام الدارسي 97 / 1998م و أما عينة الدراسة فقد تكونت من 913 طالبا وطالبة بنسبة 24% من المجتمع الدراسي .
استخدمت الباحثات مقياس ممارسة الإساءة الوالدين للاطفال كما يدركها الأبناء و مقياس التوتر النفسي وقد توصلت الدارسة للآتي:
تعرض أفراد العينة اللإساءة بشكل عام كان متوسطا وانهم يتعرضون لاشكال الإساءة الوالدين (الجسدية ، و الإهمال ، و النفسية) بدرجات مختلفة ، فهم يتعرضون للإساءة النفسية بدرجة كبيرة ، يليها اساءة الاهمال ثم الإساءة الجسدية.
وجود أثر للجنس علي أشكال الإساءة مجتمعة و يظهر ان الذكور يتعرضون لاشكال إ ساءة الوالدين الجسدية و الاهمال و النفسية بدرجة أكبر من الإناث.
2-2 هنالك أثر للمستوي التعليمي للأب علي اشكال الإساءة مجتمعة و إن متوسطات درجات الإساءة للاطفال تزداد كلما انخفضت مستوي تعليم الأب.
2-3 وجود اثر للمستوي التعليمي للأم علي اشكال الإساءة مجتمعة و أن درجات تعرض الأطفال لأشكال الإساءة الوالديةتزداد بدلالة إحصائية 0.05 كلما انخفضت مستوي تعليم الأمهات.
2 –4 يظهر وجود أثر لمستوي دخل الأسرة علي أشكال الإساءة مجتمعة ، و أن متوسط درجات الأطفال لكل شكل من أشكال الإساءة الوالدية يزداد كلما انخفضت مستوي دخل الأسرة بدلالة إحصائية 0.05.
3- هنالك علاقة ذات دلالة إحصائية (0.05) بين اشكال إساءة معاملة الطفل الوالدية من جهة التوتر النفسي لدي الطفل من جهة أخرى.
2 –4 دراسة موسي أبو حوسة (2002) كان عنوانها ظاهرة عمالة الأطفال في مدينة عمان دراسة ميدانية بعينة من الاطفال في مدينة عمان.
هدفت الدراسة لبحث أي الفئات العمرية أكثر عرضة للعمال و التعرف علي العوامل المرتبطة بعمالة الأطفال تعد الدراسة من الدراسات الاستطلاعية وتم استخدام منهج المسح الاجتماعي تكون مجتمع الدراسة من الأطفال العاملين في مدينة عمانفي الفئة العمرية (2-17) سنة كانت حجم عينتها يتشكل من 150 طفل.
توصلت الدراسة الآتي:
إن أفراد العينة تنحصر أعمارهم بين 15 ، 16 عامة و 17 عاماً إذ بلغت نسبتهم 73.3%.
إن الغالبية العظمي من الأطفال العاملين يعملون في مهنتي ميكانيكي ودهان و تجليس السيارات 42.7% و 29.3% .
أغلب الأطفال العاملين تعليمهم اعدادي 50% و ابتدائية 33.3%.
أن معظم الأطفال العاملين يعيشون في أسر كبيرة الحجم .
المستوي التعليمي للوالدين متدني.
الاسباب التي دفعت الأطفال العاملين لترك المدرسة و الإلتحاق بالعمل تتمثل في الفشل في الدراسة و رغبته الشخصية وحبه لكسب المال من العمل وسوء الحالة الاقتصادية للأسرة و تعلم مهنة .
2-5 دراسة كامل (1991) بعنوان الخصائص الديمغرافية و الاجتماعية للاسرة المسيئة:
تكونت عينة الدراسة من 722 طفلا (212 أنثي – 510 ذكر) من الأطفال الذين اسيئت معاملتهم تتراوح ما بين (13-19 سنة).
توصلت الدراسة للنتائج التالية:
إن إساءة معاملة الطفل أكثر انتشارا بين الاسر منخفضة المستوي الاجتماعي و الاقتصادي.
اساءة معاملة الطفل توجد بدرجة أكبر في الأسر كبيرة المجتمع و التي يزيد عدد اطفالها علي 5 أبناء.
2-6 دراسة قاسم وزملائه (19949 بعنوان علاقة بعض العوامل الاجتماعية و الديمغرافية وعلاقتها بإساءة معاملة الطفل الجسدية.
تكونت عينة الدراسة من (119) حالة في كوالا لمبور بماليزيا تتراوح أعمارهم من (6-18 سنة) خلصت إلي الآتي:-
ترتبط إساءة معاملة الطفل ارتباطاً موجباً بنوعية الطبقة الاجتماعية.
المشاكل الأسرية مثل (الطلاق و الاضطرابات النفسية و تعاطي المخدرات علاقة ذات دلالة إحصائية موجبة في إساءةمعاملة الطفل).
2-7 دراسة سامية حجازي (2002) السودان
هدفت الدراسة إلي معرفة مدي انتشار درجات ابعاد سوء معاملة الطفل العاطفية و الجسدية و الجنسية في مرحلة الطفولةالوسطي و المتأخرة (6-12) سنة وسط المصابين بالاضطراب التحولي وكذلك معرفة الفروق في سوء المعاملة لدي المصابين بالاضطراب التحولي تبعاً للنوع (ذكر ، أنثي) و القائم بالرعاية في فترة الطفولة.
استخدمت الباحثة المنهج الوصفي وتمثل مجتمع الدراسة من مرضي الاضطراب التحولي المترددين علي مستشفيات مرضي الطب النفسي بولاية الخرطوم ، بلغ حجم عينة الدراسة 50 حالة 36 أنثي 14 ذكر ، ثم اختيارها عن طريق العينة الكلية و تمثلت ادوات الدراسة في استثمارة المعلومات الأولية من اعداد الباحثة ومقياس سوء معاملة الطفل اعداد ديفيد برنشتين 1995م ترجمة احمد جمال ماضي وعادل محمود سوقي وموجهات تشخيص الاضطراب التحولي حسب الدليل التشخيصي والإحصائي الرابع 1994.
استخدمت الباحثة المعالجات الإحصائية التالية SPSS في:
معامل بيرسون
الفاكرونباخ
مربع كا
اختبارات
النسبة المئوية
وتوصلت للنتائج التالية:
تنشر درجات سوء معاملة الطفل بابعادها المختلفة وسط المصابين بالاضطراب التحولي بدرجات متباينة.
لا توجد علاقة بين نوع المصاب (ذكر ، أنثي) ونوع الاضطراب التحولي
توجد فروق دالة احصائيا في كل من سوء المعاملة العاطفية والجسدية و الجنسية بين الإناث و الذكور لصالح الإناث بينما وجدت فروق دالة احصائيا في الاهمال العاطفي بين الإناث و الذكور لصالح الذكور.
لا توجد فروق دالة احصائيا في ابعاد سور المعاملة العاطفية وسوء المعاملة الجسدية و الاهمال العاطفي تبعا للقائم بالرعاية في الطفولة وذلك لصالح الوالدين.
الطريقة والاجراءات:
مجتمع الدراسة: تمثل مجتمع الدراسة فى تلاميذ وتلميذات الصف السادس والسابع بمدارس الاساس فى مدينة امدرمان بمحلياتها الثلاثة (امدرمان ،كررى ،امبده ).
العينة: - تم اختيار عينة الدراسة بالطريقة الطبقية العشوائية بلغ حجمها 215 طالباً و طالبة منهم 111 ذكر و 104 إنثي توزع العينة علي المحليات وفقاً للآتي:
جدول رقم (1) يوضح توزيع العينة حسب النوع والمحلية
محلية امدرمان
محلية امبدة
محلية كرري
المجموع
ذكر
34
38
39
111
إناث
37
36
31
104
المجموع
71
74
70
215
محلية امدرمان
محلية امبدة
محلية كرري
السادس السابع
السادس السابع
السادس السابع
ذكر
15 19
18 20
19 20
إناث
20 17
16 20
15 16
المجموع
35 36
34 40
34 36
جدول رقم (1) يوضح توزيع العينة حسب النوع والمحلية
محلية امدرمان
محلية امبدة
محلية كرري
السادس السابع
السادس السابع
السادس السابع
ذكر
15 19
18 20
19 20
إناث
20 17
16 20
15 16
المجموع
35 36
34 40
34 36
ادوات الدراسة:
تم استخدام مقياس سوء معاملة الطفل C.T.O لـ (ديفيد برتشتين 1995) ترجمة احمد جمال وعادل محمد دسوقي استخدم فيدراسة سامية حجازي (2002) الذي أثبت دلالات صدق وثبات عالية عند تطبيقه بالسودان وهى كما يلى:
طريقة جمع المعلومات:
قام احد الباحثين بالاشراف على تطبيق الدراسة ميدانيا لضمان توحيد التعليمات المعطاة حيث قام بقراءتها من المقياس وشرحها للمفحوصين تفصيليا واجاب على اسئلتهم بعد ذلك وبعد التاكد من فهمهم تتم الاجابة على بنود المقياس ،وكان الباحث يسلم ويستلم يدا بيد، حيث تم التطبيق بشكل جماعى اثناء زمن الدراسة المعتاد.
تصميم الدراسة وتحليل البينات:
تم استخدام المنهج الوصفى (دراسة استكشافية) لتحليل البيانات وبالتالى الاجابة عن الاسئلة. وقد قام الباحثون باستخدام الاساليب الاحصائية التالية:
اختبار (ت) للفرق بين متوسطين
تحليل التباين الاحادي
اختيار كاى تربيع لحسن المطابقة
اختبار شيفيه
اختبار (ت) المتعدد
4- نتائج الدراسة:
4-1 نتيجة الفرض الأول:ينص الفرض على ان هنالك فروق فى نسب انتشار سوء معاملة الاطفال وللتحقق من صحة الفرض استخرجت نسب انماط سوء معاملة الطفل (بسيط ،ومتوسط،وشديد)مقارنة بالمجموع فظهرت النتائج التالية:
ذ كور% اناث % المجموع
نمط الاساءة
بسيط
متوسط
شديد
بسيط
متوسط
شديد
بسيط
متوسط
شديد
النسبة العامة
الاهمال العاطفى
8.18
.91
-
6.67
10.48
3.81
7.44
5.58
1.86
14.88
الاساءة الجنسية
10.91
2.73
91 .
20.95
9.52
-
15.81
6.05
47.
22.33
الاساءة الجسدية
20.0
20.91
20.91
18.10
9.52
5.71
19.07
19.35
13.49
47.91
الاساءة العاطفية
7.27
7.27
2.73
4.76
-
-
6.05
1.86
1.40
9.30
ومن الجدول يتضح ان اكبر نسبة لسوء المعاملة انتشارا هى الاساءة الجسدية ،ثم الجنسية ،فالاهمال العاطفى،واخيرا سوء المعاملة العاطفية.
نتيجة الفرض الثانى:
ينص الفرض الثانى علي أن هنالك فروق بين الذكور و الإناث في درجات مقياس سوء معاملة الطفل وللتحق من صحة الفرض تم استخدام اختبار (ت) للفرق بين متوسطين أظهر الاختبار النتائج التالية:-
جدول يوضح قيمة t للفرق بين متوسطي درجات الذكور و الإناث في مقياس وسوء معاملة الطفل.
البعد
ذكور
إناث
قيمة
t
القيمة الاحتمالية
الاستنتاج
س-
ع
ن
س-
ع
ن
E.N
28.432
7.524
111
31.058
2.413
104
1.8840
0.050
توجد فروق
S.A
07.811
2.125
111
08.500
2.508
104
2.1680
0.025
توجد فروق
Ph.A
12.568
4.659
111
09.654
3.521
104
5.124
0.001
توجد فروق
E.N
21.054
7.176
111
18.135
4.691
104
3.570
0.001
توجد فروق
ومن الجدول أعلاه يلاحظ أن هنالك فروق بين درجات الذكور و الإناث في أبعاد مقياس سوء معاملة الطفل حيث كانت قيمة (ت) لنمط الإهمال العاطفي -01.884 دالة إحصائياً عند 0.05 لصالح الإناث ، ولنمط سوء المعاملة الجنسية –2.168 دالة عند 0.025 لصالح الإناث ولنمط سوء المعاملة الجسدية هي 5.124 دالة إحصائياً عند 0.001 لصالح الذكور ، ولنمط سوء المعاملة العاطفية هي 3.570 دالة إحصائياً عند 0.001 لصالح الذكور.
4-2 الفرضالثالث:
ينص الفرض الثالث علي أن هنالك فروق في أنماط سوء معاملة الطفل تختلف باختلاف محليات مدينة امدرمان . و لاختبار هذا الفرض تم استخدام تحليل التباني الاحادي . والجدول التالي يوضح ذلك:
نمط الإساءة
المصدر
مجموع المربعات
د
ح
متوسط المربعات
النسبة الفائية
القيمة الاحتمالية
القرار
EN
داخلي
بيني
كلي
21451.50
1227.44
22678.94
212
002
214
101.19
613.72
6.07
0.01
توجد فروق
S.A
داخلي
بيني
كلي
1125.52
55.01
1180.53
212
002
214
5.31
27.50
5.18
0.01
توجد فروق
Ph.A
داخلي
بيني
كلي
4034.43
120.19
4154.62
212
002
214
19.60
60.10
3.07
0.05
توجد فروق
E.A
داخلي
بيني
كلي
8087.02
364.40
8461.42
212
002
214
38.19
182.20
4.77
0.01
توجد فروق
ومن الجدول أعلاه يلاحظ أن هنالك فروق بين محليات مدينة امدرمان في أنماط سوء معاملة الطفل دالة إحصائياً عند معنوية 0.01 ، 0.01 ، 0.05 ، 0.01 بالنسبة لانماط الاهمال العاطفي ، الإساءة الجنسية ، سوء المعاملة الجسدية ، وسوء المعاملة العاطفية علي التوالي .
ولمعرفة أي الفروق بين المتوسطات دالة إحصائياً اتبع الآتي:
في نمط الإهمال العاطفي أظهر اختبار شيفيه أن الفرق بين متوسط محلية ام درمان (26.352) ومحلية امبدة (31.851) هي 10.829 دالة احصائيا لصالح امبدة اما الفروق الأخرى كانت غير دالة.
في نمط سوء المعاملة الجنسية اظهر اختبار شيفية ان الفرق بين متوسط محلية ام درمان (7.479) ومحلية امبدة (8.702) هي 10.209 دالة إحصائياً لصالح أمبدة اما الفروق الأخرى كانت غير دالة .
أما في نمط سوء المعاملة الجسدية أظهر اختبار (ت) المتعدد أن الفروق بين متوسط محلية امبدة ومحلية كرري كانت 3.517 دالة لصالح كرري.
وفي نمط سوء المعاملة العاطفية أظهر اختبار شيفية أن الفرق بين متوسط محلية ام درمان (18.056) ومحلية كرري (21.271) هي (9.539) دالة إحصائيا لصالح محلية كرري أما الفروق الأخرى كانت غير دالة.
4-3 نتائج الفرض الرابع:
ينص الفرض الثالث علي أن هناك فروق في كل من مستوي ونمط إساءة الطفل في مدينة امدرمان و للتحقيق من صحة الفرض استخدم اختبار كا2 (ن-1) (ن-1) . فكانت قيمة كا2 117.669 دالة عند 0.005 ومن ثم اتبع التحليل علي حسب الانماط فاظهر التحليل النتائج التالية:
جدول يوضح قيمة كا2 للفروق بين انماط سوء معاملة الطفل.
مستوي الإساءة
قيمة كا2
القيمة الاحتمالية
الاستنتاج
شديد
43.33
0.005
توجد فروق
متوسط
31.29
0.005
توجد فروق
بسيط
23.63
0.010
توجد فروق
لا يوجد
23.40
0.010
توجد فروق
وقد أظهر التحليل البعدي النتائج التالية:
بالنسبة لمستوي الشدة إن هنالك عدم حسن مطابقة في أنماط سوء المعاملة الجسدية بصورة أعلي من المتوقع وفي نمطي سوء المعاملة الجنسية وسوء المعاملة العاطفية بصورة أقل من المتوقع.
وبالنسبة لمستوي الإساءة المتوسطة كانت هنالك عدم حسن مطابقة بالنسبة لسوء المعاملة الجسدية بصورة أعلي من المتوقع حيث كانت قيمة كا2 22.08 دالة عند 0.01 وسوء المعاملة العاطفية بصورة أقل من المتوقع (كا2 = 7.11) دالة عند 0.01.
وبالنسبة إلي سوء المعاملة البسيطة كان هنالك عدم حسن مطابقة بالنسبة لسوء المعاملة الجسدية بصورة أقل من المتوقع (كا2 9.82) دالة عند 0.0015 و بالنسبة إلي سوء المعاملة العاطفية بصورة أعلي من المتوقع (كا2 = 8.04) دالة عند 0.01
اما بالنسبة لعدم وجود إساءة كان هنالك عدم حسن مطابقة بالنسبة لسوء المعاملة الجسدية بصورة أقل من المتوقع (كا2 = 15.19) دالة عند 0.01 و بالنسبة لسوء المعاملة العاطفية بصورة أعلي من المتوقع (كا2 = 5.72) وهي دالة عند 0.01
4-4 الفرض الخامس:
ينص الفرض علي أن هنالك فروق بين توزيع أنماط إساءة معاملة الطفل تعزي لمتغير المستوي الدراسي للوالدين ولاختيار صحة الفرض استخدم اختيار كا2 لحسن المطابقة فاظهر التحليل النتائج التالية:
جدول يوضح قيم كا2 للفروق بين المستوي تعليم الأب
النمط
قيمة كا2
القيمة الاحتمالية
الاستنتاج
E.N
9.19
0.500
لا توجد فروق
S.A
37.99
0.005
توجد فروق
Ph.A
8.17
0.500
لا توجد فروق
E.A
11.04
0.100
لا توجد فروق
ومن الجدول أعلاه يلاحظ أن هنالك عدم تطابق في نمط سوء المعاملة الجنسية . فأظهر التحليل أن فئة التعليم الجامعي وما فوق الجامعي أقل من المستوي المتوقع بينما أن فئة التعليم الثانوي كان تكرارها أعلي من المتوقع.
مناقشة النتائج:
نتيجة الفرض الاول :تنتشر اساءة معاملة الطفل فى مدينة امدرمان حسب الترتيب التالى :اساءة المعاملة الجسدية ،ثم الجنسية،فالاهمال العاطفى ،واخيرا سوء المعاملة العاطفية ، وتتفق هذه النتيجة مع دراسة سامية حجازى(2002) التى اجريت وسط مرضى الاضطراب التحولى بمستشفيات الطب النفسى بولاية الخرطوم ، وقد اوضحت سارى سواقد وفاطمة طراونة (2000) ان الاساءة الجسدية من اكثر انواع الاساءة انتشارا وفى المجتمع الامريكى تشير الاحصاءات الى ان هنالك 1.4 مليون طفل تعرضوا للايذاءالجسدى فى عام 1986و2.8 مليون فى عام 1993 ،وكذلك اشارت الاحصائيات ان 65% من تقارير ايذاء الاطفال كانت فى الولايات المتحدة الامريكية نتيجة للاهمال العاطفى.
كما تتفق هذة النتيجة جزئيا مع دراسة سارى سواقد وفاطمة طراونة(2000) حيث كانت الاساءة الجسدية اولا ثم الاهمال والنفسية ويمكن تفسير نتيجة هذا الفرض بالاسباب المتعلقة بالبيئة الاجتماعية كالقيم السائدة ووضع الاسرة فى البناء الاجتماعى،وطبيعة المزاج الحاد فى البلدان الافريقية.
نتيجة الفرض الثانى : توجد فروق بين الذكور والاناث فى تعرضهم لاساءة المعاملة لصالح الاناث فى نمطى الاهمال العاطفى والجنسى ولصالح الذكورفى اساءة المعاملة الجسدية والمعاملة العاطفية ،اختلفت هذه النتيجة عن دراسة سامية حجازى(2002) حيث وجدت فقط فرقا فىالاهمال العاطفى لصالح الذكور ،ويفسر هذا الاختلاف بان عينتها كانت اكلينكية فربما تكون درجة الشدة عالية فى كل الانماط . كذلك وجدت فروق بين الذكور والاناث فى درجات اساءة المعاملة فى دراسة احمد السيد(2001) (سامية حجازى،2002) ،وكذلك اتفقت النتيجة الحالية مع دراسة سارى سواقد وفاطمة طروانة (2000) حيث وجدت ان الذكور يتعرضون لاشكال الاساءة الجسدية والاهمال والنفسية اكبر من الاناث .
نتيجة الفرض الثالث: توجد فروق لصالح محلية امبده فى الاهمال العاطفى والجنسى ،ولصالح كررى فى الجسدى واساءةالمعاملة العاطفية ،وتفسر هذه النتيجة بارتفاع المستوى الاجتماعى والاقتصادى والتعليمى للاسر فى محلية امدرمان بدرجة اعلى من كررى وامبدة ،وتتفق هذه النتيجة مع دراسة كامل (1991) وكذلك مع دراسة قاسم وزملائه (1994) ودراسة احمد(1994) (سامية حجازى،2002) ،وكذلك مع دراسة سارى سواقد وفاطمة الطراونة(2000) .
نتيجة الفرض الخامس: توجد فروق فى توزيع مستويات اساءة معاملة الطفل تعزى لمتغير المستوى التعليمى للوالدين فى نمط اساءة المعاملة الجنسية لصالح مستوى التعليم الثانوى ،وتتشابه هذه النتيجة مع دراسة سارى سواقد وفاطمة طراونة (2000) التى وجدت ان هنالك اثر للمستوى التعليمى للاب على اشكال الاساءة مجتمعة وان متوسطات درجات الاساءة للاطفال تزداد كلما انخفض مستوى تعليم الاب وكذلك الام،وان هذا الاثر يزداد بدلالة احصائية 05، كلما انخفض مستوى التعليم .
التوصيـــــــات
1-افتتاح عيادات خاصة و تخصيص خطوط هاتفية لتقديم المساعدة للضحايا.
2- بث الوعي الجماهيري الهادف إلي بناء علاقات إنسانية ثابتة و أخلاقية ترعي الأطفال وتحمهيم وتحافظ علي حرمتهم من الاستقلال و التعدي.
3- العمل علي توسيع إطار مساهمة ومسؤوليات المنظمات التربوية و الإدارية بما فيها إدارات المدارس لتكون مراكز استشارية لمراقبة هذه الظاهرة وتدريب الكوادر لمساعدة الأطفال للتحدث عن أنواع الاساءة التي قد يتعرضون لها.
دراسات مقترحة:
1-اجراء المزيد من الدراسات فى اساءة معاملة الاطفال فى المجتمع السودانى فى الريف والحضر.
2-تقنين المقياس الحالى على البيئة السودانية كافة.
3- اجراء دراسة على المتغيرات الاسرية والديمغرافية والمجتمعية والاكلينكية والمدرسية المتعلقة بظاهرة اساءة معاملة الاطفال .
قائمة المراجع
1- القران الكريم .
2-أحمد عبد العليم أحمد (2002): واقع الطفل العربي ، التقرير الإحصائي النسوي ، مجلة الطفولة و التنمية ، يصدرها المجلس العربي للطفولة و التنمية ، العدد 5 مجلد 2 مصر.
3- أحمد اليازجي (2002) :عمالة الاطفال في فلسطين تأثير الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية علي عمالة الاطفال فيفلسطين ، مجلة الطفولة و التنمية ، يصدرها المجلس العربي للطفولة و التنمية ، مصدر العدد مجلد 2.
4- حاتم بابكر هلاوي (2002) : حقوق الطفل واشكال سوء معاملته في الأسرة ، مؤتمر حماية الاطفال من الإساءة و الاستغلال ملخص ب : مجلة الطفولة و التنمية ، المجلس العربي للطفولة و التنمية مصر ، العدد 5 مجلد 2.
5- ساري سواقد وفاطمة الطراونة (2000) : إساءة معاملة الطفل الوالدية ، أشكالها ودرجة تعرض الاطفال لها وعلاقة ذلك بجنس الطفل ومستوي تعليم والدية ودخل اسرته ودرجة التوتر النفسي لديه ، دراسات العلوم التربوية ، عمادة البحث العلمي الجامعية الاردنية الاردن ، عمان المجلد 27 ، العدد 2.
6- سامية حجازي إدريس (2002) :سوء معاملة الأطفال المرحلة العمرية (6-12) سنة وسط مرضي الاضطراب التحولي بمستشفيات العاصمة القومية ، رسالة ماجستير غير منشورة ، كلية الآداب ، جامعة الخرطوم.
7- صالح حزين السيد (1993): إساءة معاملة الأطفال دراسة إكلينكية ، دراسات نفسية رابطة الاخصائيين النفسيين المصرية ، اكتوبر 1993 العدد الرابع.
8-صحيفة الراى العام السودانية :العدد208 ، 2003.
9- عبد الرحمن العسيري (2002) :الانماط التقليدية والمستحدثة لسوء معاملة الاطفال ، مؤتمر حماية الأطفال من الإساءة و الاستغلال الرباط ، ملخص بـ مجلة الطفولة و التنمية ، يصدرها المجلس العربي للطفولة والتنمية ، مصر العدد 5 المجلد 2.
10- موسي أبو حوسة (2002): ظاهرة عمالة الاطفال في مدينة عمان دراسة ميدانية لعينة من الاطفال العاملين في مدينة عمان (مجلة دراسات) المجلد 29 العلوم الإنسانية و الاجتماعية (عمادة البحث العلمي الجامعة الاردنية) المجلد 29 تشرين الأول 2002.
11- ناهد رمزي (2002): حماية صغار الفتيات في سوق العمل في البلدان العربية مجلة الطفولة و التنمية ، يصدرها المجلس العربي للطفولة و التنمية العدد 5 مجلد 2 . مصر.
12- يوسف عبد الوهاب حميدان (1997): العلاج السلوكي لمشاكل الأسرة و المجتمع ، الطبعة الأولي ، الأردن : منشورات جامعة مؤتة.
13-JimHooper(2003):”child,abuse,research,and resources”-www.a:irec.chab.htm.
بسم الله الرحمن الرحيم
الملاحق
مقياس سوء معاملة الطفل (C.T.O) لـ ( ديفيد برنشتين 1995)
ترجمة د. أحمد جمال ماضي أبو العزائم
د. عادل محمد دسوقي
الصورة النهائية التي طبقت علي عينة الدارسة
يشتمل هذا القياس علي عدة أسئلة تستفسر عن بعض ما مرت به من تجارب أثناء مرحلتي الطفولة.
ضع دائرة علي أفضل وصف تراه مناسباً لما مررت به لكل سؤال.
حاول أن تكون صادقاً وأميناً في الإجابة.
أعلم إن أجابتك ستظل في سرية تامة.
م
بيان
أبدا
نادرا
أحيانا
غالبا
دائما
عندما كنت صغيراً: الفترة (6-12) سنة
1
كنت تجد في محيط الأسرة من تتحدث معه عن مشاكلك الخاصة؟
2
كان يوجه لك النقد من قبل أفراد الآسرة؟
3
كنت تحظي بثقة الآسرة؟
4
كانت اسرتك تشجعك علي النجاح؟
5
قد تعرضت للضرب الشديد من أحد أفراد الأسرة؟
6
كان يوجد من يرعاك ويوفر لك الحماية؟
7
كان يوجه إليك احدهم الصراخ والتبرم (التكشير) في وجهك؟
8
رأيت احد افراد اسرتك يتعرض للضرب الشديد
9
كان يلقبك احدهم بالقاب مشينة
10
كان يوجد داخل الاسرة من تتخذه مثلا اعلي يحتذي به وترغب ان تكون مثله؟
11
كان يوجد من يجعلك تشعر بانك شخص ذو أهمية داخل الأسرة؟
12
سبق ان لجأت للهرب او الاختفاء لكي تحمي نفسك من خطر يمثله احد افراد الاسرة عليك؟
م
بيــــــــــــــــــــــــــــــــــان
أبدا
نادرا
أحيانا
غالبا
دائما
13
كان يوجد من يريدك أن تصبح شخص ناجح؟
14
تعتقد ان احد اخوانك قد تعرض لحادث اعتداء جنسي من قبل؟
15
شعرت بانك محبوب من قبل الآخرين داخل الاسرة؟
16
كان يعاملك أبواك كمعاملة اخوانك؟
17
كنت تعتقد أن أبويك كانا لا يرغبان فيك طفلاً لهم؟
18
تعرضت للضرب الشديد الذي يتطلب ذهابك للمستشفي او رؤية الطبيب؟
19
كان يوجد من يحاول إبقائك بعيدا عن المشاكل؟
20
مارست الجنس مع شخص أكبر سناً (بخمس سنوات علي الاقل)؟
21
كان يوجد شخص داخل الأسرة اكبر منك سنا يمثل نموذجا إيجابيا يحتذي به؟
22
تعرضت للضرب بأحد الأشياء الصلبة كالعكاز أو الصوت؟
23
كان يهتم أفراد اسرتك بعضهم ببعض؟
24
كان يسبك او يشتمك احدهم؟
25
تعتقد انك تعرضت لسوء المعاملة من الناحية البدنية؟
26
كان يحاول احد افراد الاسرة ابعادك عن المؤثرات التي قد تضرك؟
27
تعرضت للضرب بشكل قاسي ولاحظ الآخرين عليك آثاره؟
28
كان يبدو علي افراد الاسرة عدم ضبط النفس؟
29
كانت تظهر الاسرة تشنجيعها لك لكي تظل في المدرسة وتكمل تعليمك؟
30
عانيت من اشكال العقاب القاسية والمؤلمة؟
31
كان يوجد إلغة وتقارب بين افراد اسرتك؟
32
حاول احدهم او بعضهم باستغلالك جنسياً؟
33
قام احدهم بمحاولة طردك من المنزل؟
34
قام أ؛دهم بتهديك إو إيذاك إذا لم تمارس معه الجنس؟
35
كنت تخشي من قبل أحدهم بمحاولة إيذانك بدنياً؟
36
حاول احدهم اجبارك علي ممارسة الجنس او مشاهدته؟
37
كنت موضع ثقة في الأسرة
38
قام أحدهم او بعضهم باستغلالك جنسياً؟
39
تعتقد انه قد تم سوء معاملتك عاطفياً؟
40
تعتقد أنه قد تم سوء معاملتك جنسياً؟
41
تعتبر أسرتك مصدر القوة والدعم لك؟