عبقرينو
02-15-2015, 12:17 PM
لعنف والعدوانية بالوسط التعليمي
في عصرنا الحالي، أصبحت مظاهر العنف كثيرة ومتجلية للعيان: العنف ضد الأصول ، ضد المدرسين، ضد الآخرين. وقبل أن تبحث عن الأسباب ن نتعرف أولا على مفهوم العنف.
1- ماذا نعني بالعنف؟:
يندرج العنف، وهو الإيذاء باليد أو اللسان، أو الفعل، أو الكلمة في الحقل التصادمي مع الآخر. فالعنف سلوك إيذائي قوامه إنكار الآخر كقيمة مماثلة للانا وللنحن. إذن معنى العنف الأساسي، هو عدم الاعتراف بالآخر. رفضه وتحويله إلى الشيء المناسب للحاجة العنيفة. كذلك فإن العنف سلوك متبادل يبدأه الفاعل،ويواجهه القابل.
والعنف فعل إرادة تستقوي به الذات لقهر الآخر. ويلتجئ إليها الآخر لدحر الفاعل، فيولد نوع من التوازن العنفي. إذن العنف واقعة اجتماعية تاريخية، ينتجها الفاعل الفردي( المتسلط الانوي) مثلما ينتجها الفاعل الجمعي( المتسلط الجمعي) في سياق التصارع على الامتلاك الانوي أو الجمعي للآخرين.
ويرى الدكتور أحمد اوزي، إن هناك فرقا بين العنف والعدوانية التي هي سلوك عدائي هدام لفرد غير متكيف. كما انه يصف دينامية شخص في طور تأكيد ذاته. وتظهر هذه العدوانية عندما يحرم الفرد من شيء هو في حاجة إليه. فمواقف الحرمان تؤجج درجة العدوانية لديه، لأن هناك نقصا في إشباع الحاجات الحيوية. كما أن العدوانية تكون نتيجة القهر، والتسلط الأسروي، أو الاجتماعي. حيث إنه في مجتمعنا المغربي/ الشرقي تعتمد وسائل لإخضاع الفرد/ الطفل، وتكسير شوكته. وهذه الوسائل هي: العقاب الجسدي، والتخجيل، والاستهزاء( سليمان هشام شرابي، مقدمة في دراسة المجتمع العربي، ص: 185). فصفع الطفل إذا أخطأ قد يرغمه على تصحيح الخطأ، لكنه في الوقت ذاته يسبب له شعورا بالمذلة، واحتقار الذات. وهو إذ لا يجد لهذا الشعور منفذا، يحوله إلى داخله، أو يوجهه نحو من هم أصغر، أو أضعف منه ، أو يسلط عدوانه على ذاته ونفسه. فيلجأ إلى الانتحار أو محاولة التخلص من ذاته المهانة. لكن الملاحظ هو أن المراهق يلجأ إلى العنف لإثبات ذاته، وتأكيد هويته. فهو يقوم بكل الأعمال والأفعال ليحقق ذاتيته. ولهذا كثير من أولادنا ينقلبون بين عشية وضحاها من خرفان وديعة إلى ذئاب كاسرة، معاندين متمردين، رافضين، متحدين. وهذا العنف والعدوان يأخذ أشكالا عديدة، منها:
* إيذاء الذات.
* إيذاء الغير.
وقد يتجه العدوان إلى الغير في مظاهر وأشكال عديدةـ تتراوح بين القوة أو الشدة، والعنف. فقد يكون العدوان مجرد نظرة تتجاوز حدودها، وترمي إلى إيذاء الغير. وقد يكون العدوان على شكل سخرية وتهكم على الغير. وقد يكون العدوان على شكل نكتة يسقط الفرد المعتدي على شخوصها عداءه، وعدوانه غليهم.
وقد يتخذ العدوان شكل فعل مقصود ومباشر يلحق بموجبه المعتدي أذى فعليا، وواضحا بالغير، يستخدم خلاله بعض الوسائل كالأدوات أو الأسلحة.
هذا وقد يتخذ السلوك العدواني لدى المراهقين مظهرا جسديا تتكرر ممارسته في الشوارع والأزقة، كالعنف الذي يتسم بالحركة والتنقل الزائد والمبالغ فيه. وقد يتخذ العدوان مظهرا من مظاهر العنف الأخلاقي الذي يتنافى والآداب العامة أو الأعراف الاجتماعية، مثل ارتداء اللباس الغريب، أو اللباس الذي يكشف عن تفاصيل الجسم لدى المراهق أو المراهقة. ويظهر أيضا العنف في نوع الموسيقى والغناء والرقص الصاخب والمثير>>( د. أحمد أوزي، المراهقة والعلاقات المدرسية، 1993، ص: 120/119).
2 – العنف في الوسط التعليمي:
بلغ العنف في المؤسسات التعليمية أقصاه. وتطالعنا الجرائد يوميا بأحداث العنف التي تعرفها مؤسساتنا التعليمية. وهذا يبين أن تلك الهالة والقدسية التي كانت للمؤسسة التعليمية، ولطاقمها التعليمي قد سقطت وزالت. كما يبين أن العدوانيين في المؤسسات التعليمية أكثريتهم من المرضى نفسيا، ومن الذين يجدون صعوبة في التكيف مع الوسط المدرسي. الشيء الذي يؤدي إلى اضطراب في السلوك والأفعال، فيتمردون على سلطة المدرسة، وسلطة المدرس. بل يوجهون عدوانهم إلى أنفسهم أولا، ثم إلى أصدقائهم وإلى الطاقم التربوي بوسائل مادية مختلفة. ومن مظاهر هذا السلوك داخل الأقسام الدراسية نجد السلوك الانسحابي لهؤلاء التلاميذ. حيث يتخذون من اللامبالاة تجاه ما يحدث داخل القسم الدراسي وسيلة لإثارة غضب المدرسين، فلا يشاركون في الدرس. وإنما يلتزمون الصمت كموقف عدائي. كما يتخذ سلوك بعضهم مظهر التخريب لأثاث الحجرات الدراسية أو أشجار الساحات، أو تحطيم سيارات الأساتذة وإلحاق الضرر بها. كما أن هؤلاء التلاميذ يلجأون إلى نوع آخر من العدوان اللفظي الذي يعبرون عنه بطريقة الكتابة على السبورة، أو على جدران الفصل( أحمد أوزي،المرجع نفسه، ص: 124).
3- لكن ما مرد هذا العنف في وسطنا التعليمي؟:
يرى مكتب التضامن الجامعي المغربي في دراسة قام بها من خلال ملفات القضايا والدعاوى التي يتوصل بها، إلى أن أسباب العنف المدرسي تعود إلى ثلاثة عوامل:
• مشاكل اجتماعية . ويمكن حصرها في:
* انتشار البطالة، والفقر، وتعقيد الحياة الحضرية،وركود النمو الاقتصادي.
* تغير القيم التقليدية للاختلاق الفردية والجماعية.
* تغير نظرة المجتمع بالنسبة لدور المؤسسة التعليمية بسبب الإحباط.
* الاكتظاظ السكني المهول الذي تعرفه أحياء كثيرة من المدن المغربية.
* انعدام التسامح واحترام الغير.
* الظروف السكنية غير اللائقة.
* عواقب المخدرات، والكحول.
• مشاكل عائلية:
* تراخي مراقبة الآباء.
* تنامي مشكل الأبناء المدللين.
* ارتفاع وتيرة التفكك الأسري.
* إرجاع الأسرة فشل الطفل في الدراسة لمدرسين.
• مشاكل تربوية:
* ضعف المصداقية في المدرسة وفي وظيفة التعليم.
* سوء تصرف ونقص تكوين بعض أفراد الهيئة التعليمية وخاصة في المناطق الحساسة والمهمشة.
* فشل المشروع التربوي، وانفجار وضع تربوي غير سليم.
* فشل المؤسسة في تطبيع الأطفال اجتماعيا.
* صعوبة التواصل بين المدرس والتلميذ، وبين المدرس وآباء التلاميذ.
* نقص حماية العاملين بالمؤسسات التعليمية من طرف الإدارة.
* التلفزيون والسينما، وما يبثانه من أفلام العنف والجريمة.
ويمكن أن يكون العنف عكسيا من المدرس على التلميذ. ويعتبر العنف في المؤسسات التعليمية جريمة توجب العقاب.
4 – طوباوية الحلول:
عندما نريد التفكير في إيجاد حلول لهذه الظاهرة، لا بد من الرجوع إلى السلف الصالح كبداية لمعرفة كيف عالجوا هم هذه الظاهرة. وقد ذهب كثير من المربين المسلمين إلى أن تطهير النفس من العيوب شرط أساسي للتعلم. ولذا كان من واجب المدرس أو الإدارة أن لا يقبلا تلميذا حتى يختبر أخلاقه. فإن وجده مهذب الاختلاق اشتغل بتعليمه، وإلا منعه أشد المنع خيفة من أن يستعين بالعلم على الفساد، فيعود الضرر من جراء ذلك عليه، وعلى غيره( ابن عربي، آداب المريدين، ص: 93).
ويقول الغمام الغزالي في ( فاتحة العلوم، ص: 57/56): << كما لا تصح الصلاة إلا بتطهير الظاهر من الأحداث والأخباث، فكذلك لا تصح عبادة القلب بتعلم العلم إلا بعد طهارته من خبائث الأخلاق، ونجاسات الصفات>>. كما عملوا على تغيير خلق الولد وذلك بأخذه منذ الصغر بالأدب، ووجوب البدء برياضة أخلاق الطفل حالما يفطم عن الرضاع، وقبل أن تهجم عليه الأخلاق اللئيمة والشيم الذميمة( ابن سينا، كتاب السياسة، ص: 12). وان يحاط بكل ما هو جميل، وينحى عن كل ما هو قبيح. وان يوضع تحت رعاية الأخيار، << لان أكثر الناس مقلدون، ينظرون إلى حال القائل، والمحقق الذي لا ينظر إلى حال القائل، بل يقصر النظر إلى ما قاله فهو نادر. فلتكن عناية المعلم بتزكية أعماله أكثر منه بتحسين علمه ونشره>>( طاش كبرى زاده، مفتاح السعادة، ج1، ص: 43). وان يزجر أحيانا بالتعريض، لأن:
<< الزجر بالتعريض من دقائق صناعة التعليم الذي لا بد للمعلم من أن يلم بها كل الإلمام>>( الإمام الغزالي، إحياء علوم الدين، ج1، ص: 54/53).
وان يعامل باللطف واللين لأنهما خير من العنف والشدة. << علموا ولا تعنفوا فإن المعلم خير من المعنف>> ( البوبكاني، نهج التعلم، ص: 83) . ويقول ابن خلدون في فصل: ( إن الشدة على المتعلمين مضرة بهم): << إن إرهاف الحد بالتعليم مضر بالمتعلم ، ولا سيما في أصاغر الولد، ومن كان مرباه بالعسف والقهر، سطا به القهر وضيق على النفس في انبساطها، وذهب بنشاطها، ودعاه إلى الكسل وحمله على الكذب والخبث>> ( المقدمة، ص: 540). ولذلك نصح ابن جماعة في كتابه( تذكرة السامع المتكلم ن ص: 33) قائلا:<< لا تدرس وقت جوعك أو عطشك، أو همك، أو غضبكـ واضطرابك، أو قلقك>>. وإذا ما اقتضت الضرورة الالتجاء إلى العقاب، فينبغي مراعاة منتهى الحيطة والحذر. فلا يؤخذ الولد أولا بالعنف، وإنما بالتلطف ثم تمزج الرغبة، والرهبة، وتارة يستخدم العبوس أو ما يستدعيه التأنيب.
كل هذه كانت وسائل لحماية الطفل من العنف والعدوانية. ولكن عصرنا اليوم مختلف. ولذا وجب الاهتمام بالطفل من الصغر، والعمل على مراجعة البرامج والمناهج. ومعالجة الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية،ورد الاعتبار لمدرسة والمدرس..//..
في عصرنا الحالي، أصبحت مظاهر العنف كثيرة ومتجلية للعيان: العنف ضد الأصول ، ضد المدرسين، ضد الآخرين. وقبل أن تبحث عن الأسباب ن نتعرف أولا على مفهوم العنف.
1- ماذا نعني بالعنف؟:
يندرج العنف، وهو الإيذاء باليد أو اللسان، أو الفعل، أو الكلمة في الحقل التصادمي مع الآخر. فالعنف سلوك إيذائي قوامه إنكار الآخر كقيمة مماثلة للانا وللنحن. إذن معنى العنف الأساسي، هو عدم الاعتراف بالآخر. رفضه وتحويله إلى الشيء المناسب للحاجة العنيفة. كذلك فإن العنف سلوك متبادل يبدأه الفاعل،ويواجهه القابل.
والعنف فعل إرادة تستقوي به الذات لقهر الآخر. ويلتجئ إليها الآخر لدحر الفاعل، فيولد نوع من التوازن العنفي. إذن العنف واقعة اجتماعية تاريخية، ينتجها الفاعل الفردي( المتسلط الانوي) مثلما ينتجها الفاعل الجمعي( المتسلط الجمعي) في سياق التصارع على الامتلاك الانوي أو الجمعي للآخرين.
ويرى الدكتور أحمد اوزي، إن هناك فرقا بين العنف والعدوانية التي هي سلوك عدائي هدام لفرد غير متكيف. كما انه يصف دينامية شخص في طور تأكيد ذاته. وتظهر هذه العدوانية عندما يحرم الفرد من شيء هو في حاجة إليه. فمواقف الحرمان تؤجج درجة العدوانية لديه، لأن هناك نقصا في إشباع الحاجات الحيوية. كما أن العدوانية تكون نتيجة القهر، والتسلط الأسروي، أو الاجتماعي. حيث إنه في مجتمعنا المغربي/ الشرقي تعتمد وسائل لإخضاع الفرد/ الطفل، وتكسير شوكته. وهذه الوسائل هي: العقاب الجسدي، والتخجيل، والاستهزاء( سليمان هشام شرابي، مقدمة في دراسة المجتمع العربي، ص: 185). فصفع الطفل إذا أخطأ قد يرغمه على تصحيح الخطأ، لكنه في الوقت ذاته يسبب له شعورا بالمذلة، واحتقار الذات. وهو إذ لا يجد لهذا الشعور منفذا، يحوله إلى داخله، أو يوجهه نحو من هم أصغر، أو أضعف منه ، أو يسلط عدوانه على ذاته ونفسه. فيلجأ إلى الانتحار أو محاولة التخلص من ذاته المهانة. لكن الملاحظ هو أن المراهق يلجأ إلى العنف لإثبات ذاته، وتأكيد هويته. فهو يقوم بكل الأعمال والأفعال ليحقق ذاتيته. ولهذا كثير من أولادنا ينقلبون بين عشية وضحاها من خرفان وديعة إلى ذئاب كاسرة، معاندين متمردين، رافضين، متحدين. وهذا العنف والعدوان يأخذ أشكالا عديدة، منها:
* إيذاء الذات.
* إيذاء الغير.
وقد يتجه العدوان إلى الغير في مظاهر وأشكال عديدةـ تتراوح بين القوة أو الشدة، والعنف. فقد يكون العدوان مجرد نظرة تتجاوز حدودها، وترمي إلى إيذاء الغير. وقد يكون العدوان على شكل سخرية وتهكم على الغير. وقد يكون العدوان على شكل نكتة يسقط الفرد المعتدي على شخوصها عداءه، وعدوانه غليهم.
وقد يتخذ العدوان شكل فعل مقصود ومباشر يلحق بموجبه المعتدي أذى فعليا، وواضحا بالغير، يستخدم خلاله بعض الوسائل كالأدوات أو الأسلحة.
هذا وقد يتخذ السلوك العدواني لدى المراهقين مظهرا جسديا تتكرر ممارسته في الشوارع والأزقة، كالعنف الذي يتسم بالحركة والتنقل الزائد والمبالغ فيه. وقد يتخذ العدوان مظهرا من مظاهر العنف الأخلاقي الذي يتنافى والآداب العامة أو الأعراف الاجتماعية، مثل ارتداء اللباس الغريب، أو اللباس الذي يكشف عن تفاصيل الجسم لدى المراهق أو المراهقة. ويظهر أيضا العنف في نوع الموسيقى والغناء والرقص الصاخب والمثير>>( د. أحمد أوزي، المراهقة والعلاقات المدرسية، 1993، ص: 120/119).
2 – العنف في الوسط التعليمي:
بلغ العنف في المؤسسات التعليمية أقصاه. وتطالعنا الجرائد يوميا بأحداث العنف التي تعرفها مؤسساتنا التعليمية. وهذا يبين أن تلك الهالة والقدسية التي كانت للمؤسسة التعليمية، ولطاقمها التعليمي قد سقطت وزالت. كما يبين أن العدوانيين في المؤسسات التعليمية أكثريتهم من المرضى نفسيا، ومن الذين يجدون صعوبة في التكيف مع الوسط المدرسي. الشيء الذي يؤدي إلى اضطراب في السلوك والأفعال، فيتمردون على سلطة المدرسة، وسلطة المدرس. بل يوجهون عدوانهم إلى أنفسهم أولا، ثم إلى أصدقائهم وإلى الطاقم التربوي بوسائل مادية مختلفة. ومن مظاهر هذا السلوك داخل الأقسام الدراسية نجد السلوك الانسحابي لهؤلاء التلاميذ. حيث يتخذون من اللامبالاة تجاه ما يحدث داخل القسم الدراسي وسيلة لإثارة غضب المدرسين، فلا يشاركون في الدرس. وإنما يلتزمون الصمت كموقف عدائي. كما يتخذ سلوك بعضهم مظهر التخريب لأثاث الحجرات الدراسية أو أشجار الساحات، أو تحطيم سيارات الأساتذة وإلحاق الضرر بها. كما أن هؤلاء التلاميذ يلجأون إلى نوع آخر من العدوان اللفظي الذي يعبرون عنه بطريقة الكتابة على السبورة، أو على جدران الفصل( أحمد أوزي،المرجع نفسه، ص: 124).
3- لكن ما مرد هذا العنف في وسطنا التعليمي؟:
يرى مكتب التضامن الجامعي المغربي في دراسة قام بها من خلال ملفات القضايا والدعاوى التي يتوصل بها، إلى أن أسباب العنف المدرسي تعود إلى ثلاثة عوامل:
• مشاكل اجتماعية . ويمكن حصرها في:
* انتشار البطالة، والفقر، وتعقيد الحياة الحضرية،وركود النمو الاقتصادي.
* تغير القيم التقليدية للاختلاق الفردية والجماعية.
* تغير نظرة المجتمع بالنسبة لدور المؤسسة التعليمية بسبب الإحباط.
* الاكتظاظ السكني المهول الذي تعرفه أحياء كثيرة من المدن المغربية.
* انعدام التسامح واحترام الغير.
* الظروف السكنية غير اللائقة.
* عواقب المخدرات، والكحول.
• مشاكل عائلية:
* تراخي مراقبة الآباء.
* تنامي مشكل الأبناء المدللين.
* ارتفاع وتيرة التفكك الأسري.
* إرجاع الأسرة فشل الطفل في الدراسة لمدرسين.
• مشاكل تربوية:
* ضعف المصداقية في المدرسة وفي وظيفة التعليم.
* سوء تصرف ونقص تكوين بعض أفراد الهيئة التعليمية وخاصة في المناطق الحساسة والمهمشة.
* فشل المشروع التربوي، وانفجار وضع تربوي غير سليم.
* فشل المؤسسة في تطبيع الأطفال اجتماعيا.
* صعوبة التواصل بين المدرس والتلميذ، وبين المدرس وآباء التلاميذ.
* نقص حماية العاملين بالمؤسسات التعليمية من طرف الإدارة.
* التلفزيون والسينما، وما يبثانه من أفلام العنف والجريمة.
ويمكن أن يكون العنف عكسيا من المدرس على التلميذ. ويعتبر العنف في المؤسسات التعليمية جريمة توجب العقاب.
4 – طوباوية الحلول:
عندما نريد التفكير في إيجاد حلول لهذه الظاهرة، لا بد من الرجوع إلى السلف الصالح كبداية لمعرفة كيف عالجوا هم هذه الظاهرة. وقد ذهب كثير من المربين المسلمين إلى أن تطهير النفس من العيوب شرط أساسي للتعلم. ولذا كان من واجب المدرس أو الإدارة أن لا يقبلا تلميذا حتى يختبر أخلاقه. فإن وجده مهذب الاختلاق اشتغل بتعليمه، وإلا منعه أشد المنع خيفة من أن يستعين بالعلم على الفساد، فيعود الضرر من جراء ذلك عليه، وعلى غيره( ابن عربي، آداب المريدين، ص: 93).
ويقول الغمام الغزالي في ( فاتحة العلوم، ص: 57/56): << كما لا تصح الصلاة إلا بتطهير الظاهر من الأحداث والأخباث، فكذلك لا تصح عبادة القلب بتعلم العلم إلا بعد طهارته من خبائث الأخلاق، ونجاسات الصفات>>. كما عملوا على تغيير خلق الولد وذلك بأخذه منذ الصغر بالأدب، ووجوب البدء برياضة أخلاق الطفل حالما يفطم عن الرضاع، وقبل أن تهجم عليه الأخلاق اللئيمة والشيم الذميمة( ابن سينا، كتاب السياسة، ص: 12). وان يحاط بكل ما هو جميل، وينحى عن كل ما هو قبيح. وان يوضع تحت رعاية الأخيار، << لان أكثر الناس مقلدون، ينظرون إلى حال القائل، والمحقق الذي لا ينظر إلى حال القائل، بل يقصر النظر إلى ما قاله فهو نادر. فلتكن عناية المعلم بتزكية أعماله أكثر منه بتحسين علمه ونشره>>( طاش كبرى زاده، مفتاح السعادة، ج1، ص: 43). وان يزجر أحيانا بالتعريض، لأن:
<< الزجر بالتعريض من دقائق صناعة التعليم الذي لا بد للمعلم من أن يلم بها كل الإلمام>>( الإمام الغزالي، إحياء علوم الدين، ج1، ص: 54/53).
وان يعامل باللطف واللين لأنهما خير من العنف والشدة. << علموا ولا تعنفوا فإن المعلم خير من المعنف>> ( البوبكاني، نهج التعلم، ص: 83) . ويقول ابن خلدون في فصل: ( إن الشدة على المتعلمين مضرة بهم): << إن إرهاف الحد بالتعليم مضر بالمتعلم ، ولا سيما في أصاغر الولد، ومن كان مرباه بالعسف والقهر، سطا به القهر وضيق على النفس في انبساطها، وذهب بنشاطها، ودعاه إلى الكسل وحمله على الكذب والخبث>> ( المقدمة، ص: 540). ولذلك نصح ابن جماعة في كتابه( تذكرة السامع المتكلم ن ص: 33) قائلا:<< لا تدرس وقت جوعك أو عطشك، أو همك، أو غضبكـ واضطرابك، أو قلقك>>. وإذا ما اقتضت الضرورة الالتجاء إلى العقاب، فينبغي مراعاة منتهى الحيطة والحذر. فلا يؤخذ الولد أولا بالعنف، وإنما بالتلطف ثم تمزج الرغبة، والرهبة، وتارة يستخدم العبوس أو ما يستدعيه التأنيب.
كل هذه كانت وسائل لحماية الطفل من العنف والعدوانية. ولكن عصرنا اليوم مختلف. ولذا وجب الاهتمام بالطفل من الصغر، والعمل على مراجعة البرامج والمناهج. ومعالجة الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية،ورد الاعتبار لمدرسة والمدرس..//..