المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسباب صعوبات القراءة الجهرية


د.حمزة
01-05-2009, 12:01 PM
- أسباب صعوبات القراءة الجهرية :

إن البحث عن الأسباب التي تسهم في صعوبات القراءة هو بحث عن الأسباب التي تعوق قدرة الطفل على التعلم ضمن التعليم المنظم .

-الأسباب الوراثية :
فالصعوبات القرائية حالة أسرية وراثية متفاوتة في آلياتها الجينية ، وأن حوالي 20% من الأسر يوجد فيها بشكل واضح جين سائد لنقل صعوبات القراءة يتصل بالكروموسوم /15/، والبعض يرد الجين إلى الكرموسوم/ 6/ (الوقفي ،2001،ص24).وفي الدراسة الوراثية لهالغرين (Halgreen)التي أجريت في السويد حول العلاقة بين الوراثة وصعوبة القراءة عند التوائم ، بينت أن هناك عاملاً وراثياً يتداخل في تكوين هذه الصعوبة ( العبد الله ،1997،ص17).
وتذكر سوزان دوبليس (Susan Dupleis) في دراسة أمريكية أن خطر صعوبات القراءة تزيد من (4) إلى (13) مرة عند الطفل إذا كان الوالدان أو إحداهما مصاب بالصعوبة . www.dyslexia.online.htm (http://www.dyslexia.online.htm)
أحصى (سكايورف (1998) ( Scauorough )المعدل العام لصعوبات القراءة ما بين الآباء من خلال دراسات الأسر وشملت 516 أسرة معدل صعوبات القراءة متنوع ما بين 25-60% والقيمة المتوسطة 37% وجميع الدراسات وجدت أن معدل صعوبات القراءة لدى أطفال آباؤهم يعانون من صعوبات قراءة ذات معدل عالٍ كثيراً والنسبة المتوسطة لصعوبات القراءة بين الآباء 46% وبين الأمهات 33% (Snow,et,al,1998p.35) .
ويقدم جون براد فورد John Brad ford عرضاً للأبحاث حول الوراثة حيث تظهر أن معظم الأطفال الذين يعانون من مشكلات القراءة يعود إلى 80 % من نسبة العائلات التي تعاني من هذه المشاكل وأكثر من 60% من هذه المشاكل ممن يستخدمون اليد اليسرى
www.dyslexia-parent.com/mag24.htm (http://www.dyslexia-parent.com/mag24.htm)) )

- الأسباب الجسمية:
يقصد بالأسباب الجسمية تلك الأسباب التي تعزى إلى التراكيب الوظيفية والعضوية أو النفسية أو الفسيولوجية التي تشيع لدى الأطفال الذين يعانون من صعوبات في القراءة ، ومن الطبيعي أن ترتبط صعوبات القراءة ارتباطاً وثيقاً بكل من الاختلالات أو الاضطرابات البصرية والسمعية، وهذا يشكل أساساً هاماً من الأسس التي تقوم عليها عملية القراءة . فالوسيط الحسي السمعي يتيح للطفل سماع أصوات الحروف والكلمات ونطقها ودورها في السياق، كما يتيح الوسيط الحسي البصري التعرف على أشكال الحروف والكلمات وإيقاعاتها، وإن أي اختلال في هذه الوسائط أو فيهما معاً يؤثر على فاعلية القراءة( الزيات،1998 ، ص424).
فالصحة العامة للجسم والضعف العام يقللان من الطاقة الجسمية والعقلية للطفل ، ومن قدرته على العمل الذي تتطلبه القراءة. وقد وجد (تومس) (Thomas) في دراسة أجراها سنة 1955 أن الأمراض الشائعة عند الأطفال مثل داء الربو وحمى الروماتيزم وسوء التغذية تقلل من مقدرة الطفل القرائية لأنها تتسبب في تكرارغيابه عن المدرسة، كما أظهرت دراسة روبيرت(Rober) سنة1980 وجود علاقة واضحة بين الطفل المعتل الصحة وعدم مقدرته على القراءة في الصفوف الثلاثة الأولى(مدانات،1992،ص23).
وإن لسلامة البصر أهمية كبير في نجاح الطفل في القراءة من أجل تمييز الحروف ولا تقل كذلك أهمية سلامة السمع عن سلامة البصر( السيد، 1996،ص124).
وترتبط صعوبات القراءة بعيوب النطق والكلام كما دلت على ذلك الدراسات والبحوث التي قام بها بوندBond)) و ليل(Lyle )و مونروMonroe) ) و روبنسن (Robinson)، وعادة ما يكون النطق الخاطئ لأصوات الحروف أكثر ارتباطاً بالعجز القرائي من الارتباط بانخفاض معدل سرعة إخراج هذه الأصوات والكلمات( مشكلات الطلاقة)، ويرى بعض الإكلينيكيين أن اضطرابات النطق في حد ذاتها تشكل العامل الرئيسي في صعوبات القراءة بالنسبة لبعض الأطفال، ويرى ( بوند ومونرو ) من خلال نتائج بحث قاما به أن اضطرابات النطق لا ترتبط بإنجازات التلميذ في القراءة الصامتة لكنها ترتبط بالعجز أو الصعوبة في القراءة الجهرية( جاي بوند،1984 ،ص138). وأوضح( مونرو) أن النطق غير السليم قد يؤثر بصورة مباشرة في القراءة بما يسببه من خلط في كل من الأصوات التي يسمعها الطفل من الآخرين، والصوت الصادر عنه ،إذا ما طلب منه عند القراءة الربط بين الرموز و أصواتها(عجاج، 1998،ص35). وترى سوزان دوبليس حسب أحد المصادر أن حوالي 60% من الأطفال المصابين بالديسلكسيا وصعوبات القراءة هم من الذين تأخروا في النطقwww.dyslexia.online (http://www.dyslexia.online) .
و إن من الصعوبات التي تعيق القراءة الصعوبات الذاتية الخاصة بالتلميذ كعيوب النطق والسمع والبصر ، حيث تعرقل عملية القراءة وتقدمها في المرحلة الأولى ( حنا والشماس،1995 ،ص118).وصعوبات القراءة مرتبطة بتطور اللغة الشفهية واللغة المكتوبة، وبالرغم من أنها لا تعد عائقاً للغة والاتصال ، ولكن هناك رؤية ترى بأنها امتداد للمشاكل اللغوية الشفهية المبكرة، وأن الكثير من الأطفال الذين لديهم صعوبات في التعلم لديهم تاريخ سابق في مشاكل تعلم اللغة أو تاريخ عائلي لاضطراب لغوي أو تعليمي كالعجز في الانتباه أو نشاط مفرط أو مشكلات عصبية(Paul,1995,p.103).

- الأسباب العقلية:
من المعروف أن الأطفال يختلفون في استعداداتهم العقلية ، فقد تزيد أو تنقص وفقاً للنمو العام الذي يسير عليه نموهم العقلي، ويتفق معظم الباحثين على وجود علاقة إيجابية بين درجات اختبار الذكاء ، ودرجات اختبار القراءة ولكنهم يختلفون في مدى هذه العلاقة. وقدم كل من بلدن Beldin) ) وبوند(Bond ) وونجرwynjer) ) وكيرك والكينزKirk&Elkins) )عدداً من الدراسات أشارت نتائجها إلى أنه على الرغم من ارتباط مهارة القراءة بالذكاء، إلا أنه لا يمكن الاعتماد على درجة النمو العقلي وحدها في تحديد مدى إتقان التلميذ لمهارة القراءة . وأنه كلما هبط مستوى الذكاء زادت متاعب القراءة، وأن صعوبات القراءة الشديدة والمستمرة بين الأطفال ذوي الذكاء المتوسط لم تكن كبيرةً وأن صعوبات القراءة لدى الذكور أكثر من الإناث(الملا، 1985،ص146).
ويعد الذكاء عاملاً هاماً في نجاح القراءة حسب ما أشارت دراسة أجراها جيتس(Gates )أن عمر الطفل العقلي المناسب لدخول المدرسة هو ما بين ست و ست سنوات ونصف، إذ يكون لديه القابلية لتعلم جميع المهارات اللغوية ومنها القراءة ( مدانات،1992 ،ص25).وأن هناك علاقة عضوية وجدلية بين الذكاء وتعلم القراءة، وهذا ما أشارت إليه بعض البحوث الميدانية أن التأخر في القراءة أكثر انتشاراً بين الأطفال ذوي الذكاء المنخفض منه من ذوي الذكاء المرتفع(حسن، 2001،ص57).

- الأسباب الانفعالية والنفسية النمائية:
يسبب عدم النضج الانفعالي التأخر القرائي، ومعظم حالات صعوبات القراءة تدخل فيها عناصر انفعالية، فحالات الانطواء، والقلق، وعدم الحماسة، وعدم الميل إلى التعاون، والخوف، والعدوان، وعدم الاعتماد على النفس، والغيرة، كلها عوامل تؤدي إلى صعوبات القراءة، وهذا قد يكون راجعاً لما تعرض له الطفل في بيئته من خبرات أو أحداث أليمة، وتشير الدراسات إلى ارتفاع نسبة ظاهرة المشكلات الانفعالية بين الحالات الإكلينيكية للعجز القرائي، وفي دراسة لهاريسHarris) )1970توصل إلى أن 100% من المتأخرين في القراءة، لديهم عدم تكيف في نوع ما ، وأن المشكلات الانفعالية تعتبر من أسباب المشكلات القرائية في أكثر من 50% من الحالات(الملا، 1985،ص156).
كما أشارت كثير من الدراسات إلى أن الأطفال الذين يعانون من الضعف القرائي في الصفوف الثلاثة الأولى هم أولئك الأطفال المضطربون عاطفياً ،منها دراسة هاريس ودراسة جورج وآخرونGeorge,et,al) )(1974) وإن سبب احباطات الطفل وعدم مقدرته على القراءة هي شعوره بالخوف وعدم ثقته بنفسه وفشله في إرضاء من هم في مراكز السلطة كالآباء( مدانات،1992 ،ص26).
ومن الناحية النفسية النمائية تبين للعلماء أن قصور الانتباه يؤدي إلى الاضطراب في الإدراك السمعي والإدراك البصري ، مما يترتب عليه من قصور في تكوين المفاهيم ، وقصور في الذاكرة السمعية والبصرية يمكن أن يؤدي إلى صعوبات في القراءة الجهرية (حافظ ، 2000،ص94) .
وتشير الدراسات والبحوث إلى ارتباط القراءة بالخصائص الإدراكية الهامة مثل: التمييز بين الشكل والأرضية ، تمييز الكلمات ، تمييز الأصوات والإغلاق السمعي والقدرة على المزج أو الدمج ، وتشير الدراسات إلى ارتباط الإدراك البصري بصعوبات القراءة ارتباطاً موجباً دالاً ، (الزيات ،1998 ،ص427)

-الأسباب البيئية :
من المعروف أن نمو قدرة الطفل على القراءة تتأثر بدرجة كبيرة بالأسباب البيئية خارج المدرسة، وتشير الدراسات إلى أن الأطفال المتأخرين قرائياً تزداد المشكلات العائلية في بيوتهم ومن المشكلات التي لاحظها كرين( Grane) معاناة هؤلاء التلاميذ من العلاقات الوالدية المؤثرة، والإهمال ومشاعر الغيرة بين الأشقاء والاتجاهات السلبية نحو المدرسة والتعلم . كما أن المستوى الاقتصادي المنخفض قد يكون سبباً في تأخر القراءة لدى الطفل وقد ينشأ التأخر في القراءة الجهرية من عوامل بيئية كاللغة التي تتحدث بها الأسرة (الملا، 1985،ص162).
وإن ثقافة الوالدين عامل مهم في تقدم أبنائهم وتفوقهم في التحصيل القرائي وهذا ما أشار إليه هاريس Harris)) الأطفال الذين يأتون من بيئة مثقفة يظهرون تفوقاً في القراءة (مدانات ،1992 ،ص29). فقد أوضح بول Poul(1991) أن تحصيل الطفل في القراءة يتوقف على ما يشعر به من مناخ صحي في بيئته ، فالأطفال الذين ينتمون إلى أسر يسود فيها التوتر والخلافات المستمرة لاشك أنهم يبدؤون تعلمهم للقراءة بقلق وعدم استقرار ذهني ، على عكس الأطفال الذين يعيشون في بيئة صحية وجو أسري دافئ مشبع بالحب والتفاهم، فهؤلاء تتاح لهم فرص التحصيل القرائي الجيد( Poul,1991,p.13)
وتؤكد الدراسات الميدانية أن نسبة القراء الضعاف الذين يفدون من بيوت فقيرة اجتماعياً واقتصادياً أكبر من تلك النسبة التي تظهر من بيوت غنية، كما اتضح أن نسبة القراء الذين يولدون في أسر كبيرة العدد أكبر من نسبة أولئك الذين يولدون في أسر صغيرة الحجم، وأن العلاقة السعيدة والهادئة بين الوالدين لها أهميتها في تنمية الميل للقراءة(حسن، 2001،ص58).

- الأسباب التربوية والتعليمية .
تعتبر الظروف التعليمية من أهم الأسباب التي ينشأ عنها التأخر القرائي ومنها : المعلم الذي له دورٌ بالغ الأهمية في عملية تعلم القراءة فقد يؤثر فيها إيجاباً أوسلباً ، والمنهاج طوله وكثافته وصعوبته ، واتجاهات المعلم السلبية نحو التلاميذ تخلق حالة من التوتر وكذلك مكتبة المدرسة ونوع الكتب بها (مصطفى ،2001 ،ص115) . ولا يمكن أن نغفل دور مدير المدرسة والإدارة المدرسية في تعليم القراءة ، والكتاب المقرر لأنه لا يراعي الفروق الفردية بين التلاميذ وضعف طرائق التدريس من المشكلات التي تؤثر بشكل واضح في صعوبات تعلم القراءة بسب عدم تكييف المعلم لطرائق تدريسه لملائمة حاجات الأطفال وكذلك دور المعلم في تعلم القراءة وموقف المعلم من التلميذ ومهارة المعلم كلها عوامل تؤثر في تعلم القراءة وتؤدي إلى صعوبات قرائية (مدانات ، 1992،ص30-37).
ويرى العديد من التربويين المتخصصين أن فشل الأطفال في اكتساب مهارات القراءة يرجع بالدرجة الأولى إلى عدم تدريبهم عليها من خلال عمليات التدريس على نحو فعال وملائم . كما يرى( بلير وريوبلي 1990 )Blair,Rupley) )أن المدرس حجر الزاوية ومفتاح إكساب تلاميذه المهارات الأساسية للقراءة الناجحة ( الزيات ،1998،ص425).

الصحفي الطائر
01-05-2009, 01:54 PM
http://gulfkids.com/images3/SAHAFY6.gif

فواز
01-05-2009, 05:19 PM
شكراً يا د.حمزة

وأهلاً بك معنا :)