hbh
12-09-2008, 08:42 PM
صعوبات الكتابة
تعتبر الكتابة واحدة من ارقى اشكال الاتصال ، وتعتبر قياسا بسلم القدرات اللغوية اخر ما يتعلمه الفرد ، حيث ان معظم الافراد يطورون مهارات الكتابة بعد ان يكونوا قد اتقنوا مهارات الاستماع والمحادثة والقراءة ، من هنا فان الصعوبات التي تبرز في اي من المهارات اللغوية تمثل عائقا واضحا في طريق اتقان الكتابة ، وتظهر صعوبات الكتابة لدى الطلبة ذوي صعوبات التعلم على اشكال مختلفة مثل عدم الدقة في الرسم ، او ضعف في التهجئة الصحيحة او حذف لبعض الحروف والمقاطع او اخطاء في الجوانب الاملائية واللفظية وبشكل عام فان معظم صعوبات الكتابة تكمن في الكتابة اليدوية والتهجئة والكتابة التعبيرية .
ان عملية تعلم الكتابة لا تقل اهمية عن تعلم القراءة فكلاهما يحقق هدفا فالقراءة نشاط فكري يمارسه الفرد فيطلع من خلاله على افكار الاخرين ونتائجهم وتجاربهم من خلال التعرف الى الرموز الكتابية وربطها ربطا سليما في حين الكتابة هي الاخرى نشاط فكري يعبر فيه الفرد عن افكاره وتجاربه الى الاخرين على صورة رموز لغوية يمكن للاخرين الاطلاع عليها والافادة منها .
ومثلما تحقق القراءة غايات واهداف فالكتابة تسعى نحو تحقيق اهداف وغايات عظيمة فتحفز الاطفال على التفكير وطلاقة التعبير وتنمية الخيال الهادف وجمع الافكار وتنظيمها فالكتابة ليست مجرد رسم لاشكال الحروف والكلمات بل هي صورة من صور الابداع والابتكار الانساني والحضاري .
وترتبط الكتابة ارتباطا وثيقا بحاسة السمع والبصر واليد . فالبصر الته الاولى التي تمكن الطفل من التعرف الى حدود الحروف والكلمات وصورها واشكالها في حين تعمل اليد على ترجمة ما شاهدته العين من الصور لترسمها على الورقة رسما سليما يمكن القارئ من التعرف اليها وادراكها بما يمكنه من ترجمتها الى المعاني والافكار المرادة في نفس صاحبها مع اعطاء الورقة صورة جكالية من خلال جمالية الكتابة .
وتبدا الكتابة عند الاطفال في العدة في سن مبكرة نظرا لمشاهدتم لوالديهم ومحاولتهم تقليدهم فالاطفال يميلون الى تقليد الكبار في كل شيء فهم قدوتهم . وتكون محاولتهم الاولى على صورة الخربشة لانهم لا يدركون الحروف ودلالاتها الرمزية كما ان عظلاتهم الدقيقة في طور التكوبن لم تتمكن بعد من السيطرة على اداة الكتابة تماما كما هو الحال عند الكبار وهنا لا بد من توفير اقلام الرصاص والتلوين والتي عادة يستخدمها الاطفال اولا للكتابة على الجدران .
وتعتبر مهارة الكتابة مهارة سابقة لمهارة التهجئة ( الرسم الاملائي ) والتعبير الكتابي والعجز فيها ينعكس سلبا على مهارة التعبير الكتابي فان لم يكن قادرا على ادائها فلن يكن بمقدوره الاستمرار في مواصلة التعبير غن افكاره وتدوينها .
وتمثل الكتابة بعدا معرفيا ومهاريا يتمثل بصورته النفسحرية ، فالكتابة عملية تفاعلية تتطلب اتقان مهاراتها المتعددة كي يصبح الفرد قادرا على الكتابة والتي تعد من الوظائف الاساسية للمدرسة الى جانب تعليم القراءة ن فهي مهارة مكتسبة كما هي القراءة يمكن تعليمها عن طريق المدرسة التي تتطلب من المدرس تدريب الاطفال على الكتابة الصحيحة املائيا بخط جيد وحسن ومن ثم تعليم الاطفال التعبير عن افكارهم وعواطفهم بوضوح .
تتطلب مهارة الكتابة احداث تكامل بين كل انماط التعلم والخبرات السابقة لدى الفرد حيث تعتمد كفاءة مهارة الكتابة على مهارات اللغة الشفهية الى جانب مهارات اللغة الاخرى الاستقبالية والكتابة اليدوية والتهجئة ( الرسم الاملائي ) والتي تحدث تعبيرا كتابيا ، ويتعين على الفرد ان يكون قادرا على الاحتفاظ ذهنيا بفكرة واحدة عند صياغتها بالكلمات والجمل عن هذه الفكرة مع امتلاك الفرد لذاكرة بصرية وحركية كافية وفعالة تمكنه من مواصلة الافكار وترابطها مع القدرة على التآزر النفسي العصبي للعلاقات بين حركة العين واليد لتؤلف في نهاية الامر كتابة ابداعية سليمة في افكارها وترابطها ودلالاتها وبنائها اللغوي النحوي والصرفي بالاضافة الى سلامة الخط وجماليته وفقا لخصائص وسمات الحروف الهجائية .
ويواجه الاطفال الذين يعانون من صعوبات الكتابة مشكلات متداخلة مثل عدم القدرة على الاحتفاظ بالافكار وترابطها اومشكلات في الصياغة اللغوية النحوية والصرفية او رداءة في الخط وتناسقاته او رسما املائيا مخطوءا او ادراكا خاطئا للمسافات بين الحروف والكلمات مما يجعل امكانية قراءة ما هو مكتوب امرا صعبا والذي يترك اثرا بالغا على تحصيلهم الاكاديمي وربما على مستقبلهم المهني .
والمتفحص لاوراقهم ودفاترهم يجدها مليئة بالاخطاء الاملائية والقواعدية والصرفية وعلامات الترقيم والنقط والفواصل وتشابك الحروف وغالبا ما تكون كتاباتهم غير منضبطة بمعنى لا تسير وفقا لقاعدة معينة لتمتد هذه الانماط لتشمل انتاج المحتوى والتخطيط للكتابة فهم لا ياخذون باعتباراتهم القارئ حيث ينساقون في كتابتهم خلق ما يدور في اذهانهم سواءا كان مرتبطا بموضوع الكتابة او لا وغالبا ما تكون جملهم قصيرة ومفككة ومفتقرة للمعنى او المضمون .
عوامل وأسباب صعوبات الكتابة
تتطلب عملية الكتابة من الطفل نضجا عقليا بدرجة كافية مع الاهتمام والرغبة الشخصية في تعلم الكتابة والذي يتطلب تطوير قدراته في التناسق الحركي والتوجيه المكاني كي يدرك مكان الكلمة ومسافتها اضافة الى التناسق الحركي البصري والتمييز البصري والذاكرة البصرية فعملية الكتابة تتطلب من الطفل اشراك اليد والعينين والسمع عند الكتابة مع قدرة في التنسيق ما بين هذه الحواس وادراك مفهوم الكتابة من اليمين الى اليسار ومن اليسار الى اليمين كاتجاه لكتابة اللغة العربية ةاللغة الانجليزية ،وان اي اضطراب او خلل في اي من مجالات الادراك البصري وتناسقاتها يسبب صعوبة في تعلم الكتابة التي تتطلب قدرا كافيامنها وفيما يلي اهم العوامل التي تسبب صعوبة الكتابة .
1. اضطرابات الضبط الحركي :
تتطلب الكتابة من الطفل مهارة حركية متناسقة في حركة اليد والاصابع بما يتوافق كذلك والقدرة على التحكم في ضبط حركة العين مع حركة اليد هذه المهارة الضرورية لعمليات النسخ والتتبع وكتابة الحروف والكلمات وان اي خلل او ضعف فيها يؤدي الى صعوبة الكتابة .
ويعود اضطراب الضبط الحركي الى عجز في وظيفة الدماغ تسبب عجز الكتابة فقد اوضح myklebust ان بعض الاطفال قادرون على معرفة الكلمة التي يرغبون بكتابتها وهم قادرون على نطقها وتحديدها عند مشاهدتها لكنهم غير قادرين على انتاج النشاطات الحركية اللازمة في نسخ او كتابة الكلمة من الذاكرة لانهم غير قادرين على التذكر التسلسل الحركي لكتابة الحروف والكلمات .
فقد راى العديد من الباحثين والمتخصصين ان صعوبات الكتابة والتعبير الكتابي ترجع الى خلل وظيفي في نظام النشاط العقلي المعرفي للدماغ والنظام البصري العصبي الحركي حيث يؤدي هذا الخلل الوظيفي الى عدم القدرة على ترجمة الانشطة العقلية المعرفية الى حركات كتابية للحروف والمقاطع والكلمات والذي تبرز بعض ملامحه على شكل صعوبة في انتاج الحركات الدقيقة للرسغ والساعد والاصابع او عدم القدرة على اعادة تصوير الحروف والكلمات او رسمها او كتابتها بالدقة والسرعة المفترضين او عدم القدرة على تذكر النمط الحركي لكتابة الحروف والكلمات .
2. اضطرابات الادراك البصري :
تتطلب عملية تعلم الكتابة من الطفل معرفة السمات الخاصة المميزة للحروف والكلمات بصريا ومعرفة حدودها واشكالها واعادة انتاجها من الذاكرة مرة اخرى وفي العادة يعاني الاطفال الذين يعانون من صعوبات في تمييز الحروف والكلمات بصريات من صعوبة في اعادة انتاجها او كتابتها بصورة دقيقة ، فقد اسارت الدراسات والبحوث ان اي قصور او اضطراب في عمليات الجهاز العصبي المركزي عند الاطفال ذوي صعوبات التعلم يؤدي الى خلل او اضطراب في الوظائف المعرفية والادراكية واللغوية والاكاديمية ومهارات الكتابة .
وقد سميت الصعوبات الكتابية بالقصور التصويري والمعروف بعدم الانسجام بين البصر والحركة والتي ترد الى اضطرابات تحديد الاتجاه . حيث تتطلب عملية الكتابة ادراك عدد من المهارات الاولية مثل تحت وفوق حيث تتطلب عملية الكتابة المحافظة على كتابة الكلمات على السطر وفوق السطر وتحت السطر كما يتطلب ذلك بعض الحروف كما تحتاج الكتابة الى مسك القلم بالصورة الصحيحة مع المحافظة على وضع الورقة بالشكل الصحيح .
3. اضطرابات الذاكرة البصرية :
ان الاطفال الذين يعانون من صعوبات في الكتابة هم في العادة يتمتعون بحاسة بصر سليمة كما هو الحال لدى الاطفال العاديين فهم يبصرون جيدا لكنهم يفشلون في تذكر ما تتم مشاهدته بصريا لضعف في ذاكرتهم البصرية فهم يواجهون صعوبة في استدعاء او اعادة انتاج الحروف والكلمات من الذاكرة والذي يمكن ملاحظته عندما يحاول الطفل تشكيل و سلسلة الحروف التي سيتم تذكرها فعدم قدرة الطفل معرفة الاشياء بالرغم من سلامة الحاسة البصرية يدعى بفقدان الذاكرة البصرية .
استراتجيات التدريب على الكتابة :
هناك العديد من الاستراتجيات التي يمكن استخدامها للتغلب على الصعوبات الكتابية عند الاطفال وما يمكن قوله هنا انه لا يوجد استراتجية تعليمية محددة بعينها تصلح لمساعدة الاطفال على التغلب على صعوباتهم الكتابية وانما كل طفل استراتجية خاصة كما ان لكل نمط من انماط صعوبات الكتابة استراتجية خاصة كما هو الحال في باقي صعوبات التعلم وفي ما يلي بعض الاستراتجيات التعلمية التي يمكن استخدامها للتغلب على صعوبات الكتابة عند الاطفال :
1. اسلوب الكتابة بالمشاركة :
وهو احد اساليب التدريب على الكتابة التعبيرية ، حيث يعتمد هذا الاسلوب على اشراك الطالب مع زملاء آخرين لديهم مهارة عالية في الكتابة التعبيرية او اشراك الطالب مع المعلم حيث يقوم الطالب وزميله او المعلم بتبادل الافكار حول الموضوع المراد الكتابة به ثم ترتيب هذه الافكاروتجميعها وإخراجها بصورتها النهائية وتقدم هذه الطريقة للطالب القدوة التي ستقدم له الخبرة المناسبة في الكتابة التعبيرية مما يسهل عليه امكانية الافادة منها ومحاكاتها في المواقف المشابهة .
2. اسلوب اختيار الموضوع :
وتتم هذه الطريقة من خلال تشجيع الطلاب على طرح الموضوعات التي يرغبون الكتابة بها من انفسهم لأن الموضوعات النابعة من خبرة الفرد ورغباته تكون اسهل عليهم عند الكتابة لانها تمثل خبراتهم ورغباتهم وهي اقرب ما تكون الى واقعهم مما يعزز من قدرة الفرد على الكتابة ، وتهدف هذه الطريقة الى تعزيز قدرة الطالب على اختيار الموضوعات لبقلدرين على الكتابة فيها ، كما تعزز قدراتهم في المستقبل على المشاركة الناجحة في اختيار الموضوعات التي يرغبون الكتابة فيها مما يزيد من فرص تعزيز قدراتهم وتحقيق ذاتهم ويمكن مساعدة الطلبة على احسان اختيارهم لموضوعاتهم من خلال الحوار واسئلة التفكير التي تساعد الطلبة على تذكر الموضوعات التي يريدون الكتابة فيها مثل من يذكر لنا رحلة قام بها ؟ ما هي الاشياء المحببة اليك ؟ تذكر معلم تاريخي قمت بزيارته ما هي الاشياء التي تفرحك ؟ من يذكر لنا لوحة فنية رآها فأعجبته؟
3. طريقة عرض الكلمات :
قدم للطالب قائمة من الكلمات واطلب منه ان يكتب قصة قصيرة مستعينا بالكلمات التي بيده مع مراعاة ان تكون هذه الكلمات مفاتيح مساعدة على تكوين الجمل والافكار السليمة .
قدم للطالب صورة فنية ودعه يتأملها بصورة جيدة ثم اطلب منه التعبير عن هذه الصورة بجمل واضحة وصحيحة .
اقرا اما الطالب قصة او قصها على مسمعه بطريقة مسلية ثم اطلب منه تلخيصها او ان يجعل لها نهاية حسب ما يريد قدم له عدد من الجمل المبعثرة واطلب منه اعادة كتابتها بحيث تعطي نصا ذا معنى مفيد .
تعتبر الكتابة واحدة من ارقى اشكال الاتصال ، وتعتبر قياسا بسلم القدرات اللغوية اخر ما يتعلمه الفرد ، حيث ان معظم الافراد يطورون مهارات الكتابة بعد ان يكونوا قد اتقنوا مهارات الاستماع والمحادثة والقراءة ، من هنا فان الصعوبات التي تبرز في اي من المهارات اللغوية تمثل عائقا واضحا في طريق اتقان الكتابة ، وتظهر صعوبات الكتابة لدى الطلبة ذوي صعوبات التعلم على اشكال مختلفة مثل عدم الدقة في الرسم ، او ضعف في التهجئة الصحيحة او حذف لبعض الحروف والمقاطع او اخطاء في الجوانب الاملائية واللفظية وبشكل عام فان معظم صعوبات الكتابة تكمن في الكتابة اليدوية والتهجئة والكتابة التعبيرية .
ان عملية تعلم الكتابة لا تقل اهمية عن تعلم القراءة فكلاهما يحقق هدفا فالقراءة نشاط فكري يمارسه الفرد فيطلع من خلاله على افكار الاخرين ونتائجهم وتجاربهم من خلال التعرف الى الرموز الكتابية وربطها ربطا سليما في حين الكتابة هي الاخرى نشاط فكري يعبر فيه الفرد عن افكاره وتجاربه الى الاخرين على صورة رموز لغوية يمكن للاخرين الاطلاع عليها والافادة منها .
ومثلما تحقق القراءة غايات واهداف فالكتابة تسعى نحو تحقيق اهداف وغايات عظيمة فتحفز الاطفال على التفكير وطلاقة التعبير وتنمية الخيال الهادف وجمع الافكار وتنظيمها فالكتابة ليست مجرد رسم لاشكال الحروف والكلمات بل هي صورة من صور الابداع والابتكار الانساني والحضاري .
وترتبط الكتابة ارتباطا وثيقا بحاسة السمع والبصر واليد . فالبصر الته الاولى التي تمكن الطفل من التعرف الى حدود الحروف والكلمات وصورها واشكالها في حين تعمل اليد على ترجمة ما شاهدته العين من الصور لترسمها على الورقة رسما سليما يمكن القارئ من التعرف اليها وادراكها بما يمكنه من ترجمتها الى المعاني والافكار المرادة في نفس صاحبها مع اعطاء الورقة صورة جكالية من خلال جمالية الكتابة .
وتبدا الكتابة عند الاطفال في العدة في سن مبكرة نظرا لمشاهدتم لوالديهم ومحاولتهم تقليدهم فالاطفال يميلون الى تقليد الكبار في كل شيء فهم قدوتهم . وتكون محاولتهم الاولى على صورة الخربشة لانهم لا يدركون الحروف ودلالاتها الرمزية كما ان عظلاتهم الدقيقة في طور التكوبن لم تتمكن بعد من السيطرة على اداة الكتابة تماما كما هو الحال عند الكبار وهنا لا بد من توفير اقلام الرصاص والتلوين والتي عادة يستخدمها الاطفال اولا للكتابة على الجدران .
وتعتبر مهارة الكتابة مهارة سابقة لمهارة التهجئة ( الرسم الاملائي ) والتعبير الكتابي والعجز فيها ينعكس سلبا على مهارة التعبير الكتابي فان لم يكن قادرا على ادائها فلن يكن بمقدوره الاستمرار في مواصلة التعبير غن افكاره وتدوينها .
وتمثل الكتابة بعدا معرفيا ومهاريا يتمثل بصورته النفسحرية ، فالكتابة عملية تفاعلية تتطلب اتقان مهاراتها المتعددة كي يصبح الفرد قادرا على الكتابة والتي تعد من الوظائف الاساسية للمدرسة الى جانب تعليم القراءة ن فهي مهارة مكتسبة كما هي القراءة يمكن تعليمها عن طريق المدرسة التي تتطلب من المدرس تدريب الاطفال على الكتابة الصحيحة املائيا بخط جيد وحسن ومن ثم تعليم الاطفال التعبير عن افكارهم وعواطفهم بوضوح .
تتطلب مهارة الكتابة احداث تكامل بين كل انماط التعلم والخبرات السابقة لدى الفرد حيث تعتمد كفاءة مهارة الكتابة على مهارات اللغة الشفهية الى جانب مهارات اللغة الاخرى الاستقبالية والكتابة اليدوية والتهجئة ( الرسم الاملائي ) والتي تحدث تعبيرا كتابيا ، ويتعين على الفرد ان يكون قادرا على الاحتفاظ ذهنيا بفكرة واحدة عند صياغتها بالكلمات والجمل عن هذه الفكرة مع امتلاك الفرد لذاكرة بصرية وحركية كافية وفعالة تمكنه من مواصلة الافكار وترابطها مع القدرة على التآزر النفسي العصبي للعلاقات بين حركة العين واليد لتؤلف في نهاية الامر كتابة ابداعية سليمة في افكارها وترابطها ودلالاتها وبنائها اللغوي النحوي والصرفي بالاضافة الى سلامة الخط وجماليته وفقا لخصائص وسمات الحروف الهجائية .
ويواجه الاطفال الذين يعانون من صعوبات الكتابة مشكلات متداخلة مثل عدم القدرة على الاحتفاظ بالافكار وترابطها اومشكلات في الصياغة اللغوية النحوية والصرفية او رداءة في الخط وتناسقاته او رسما املائيا مخطوءا او ادراكا خاطئا للمسافات بين الحروف والكلمات مما يجعل امكانية قراءة ما هو مكتوب امرا صعبا والذي يترك اثرا بالغا على تحصيلهم الاكاديمي وربما على مستقبلهم المهني .
والمتفحص لاوراقهم ودفاترهم يجدها مليئة بالاخطاء الاملائية والقواعدية والصرفية وعلامات الترقيم والنقط والفواصل وتشابك الحروف وغالبا ما تكون كتاباتهم غير منضبطة بمعنى لا تسير وفقا لقاعدة معينة لتمتد هذه الانماط لتشمل انتاج المحتوى والتخطيط للكتابة فهم لا ياخذون باعتباراتهم القارئ حيث ينساقون في كتابتهم خلق ما يدور في اذهانهم سواءا كان مرتبطا بموضوع الكتابة او لا وغالبا ما تكون جملهم قصيرة ومفككة ومفتقرة للمعنى او المضمون .
عوامل وأسباب صعوبات الكتابة
تتطلب عملية الكتابة من الطفل نضجا عقليا بدرجة كافية مع الاهتمام والرغبة الشخصية في تعلم الكتابة والذي يتطلب تطوير قدراته في التناسق الحركي والتوجيه المكاني كي يدرك مكان الكلمة ومسافتها اضافة الى التناسق الحركي البصري والتمييز البصري والذاكرة البصرية فعملية الكتابة تتطلب من الطفل اشراك اليد والعينين والسمع عند الكتابة مع قدرة في التنسيق ما بين هذه الحواس وادراك مفهوم الكتابة من اليمين الى اليسار ومن اليسار الى اليمين كاتجاه لكتابة اللغة العربية ةاللغة الانجليزية ،وان اي اضطراب او خلل في اي من مجالات الادراك البصري وتناسقاتها يسبب صعوبة في تعلم الكتابة التي تتطلب قدرا كافيامنها وفيما يلي اهم العوامل التي تسبب صعوبة الكتابة .
1. اضطرابات الضبط الحركي :
تتطلب الكتابة من الطفل مهارة حركية متناسقة في حركة اليد والاصابع بما يتوافق كذلك والقدرة على التحكم في ضبط حركة العين مع حركة اليد هذه المهارة الضرورية لعمليات النسخ والتتبع وكتابة الحروف والكلمات وان اي خلل او ضعف فيها يؤدي الى صعوبة الكتابة .
ويعود اضطراب الضبط الحركي الى عجز في وظيفة الدماغ تسبب عجز الكتابة فقد اوضح myklebust ان بعض الاطفال قادرون على معرفة الكلمة التي يرغبون بكتابتها وهم قادرون على نطقها وتحديدها عند مشاهدتها لكنهم غير قادرين على انتاج النشاطات الحركية اللازمة في نسخ او كتابة الكلمة من الذاكرة لانهم غير قادرين على التذكر التسلسل الحركي لكتابة الحروف والكلمات .
فقد راى العديد من الباحثين والمتخصصين ان صعوبات الكتابة والتعبير الكتابي ترجع الى خلل وظيفي في نظام النشاط العقلي المعرفي للدماغ والنظام البصري العصبي الحركي حيث يؤدي هذا الخلل الوظيفي الى عدم القدرة على ترجمة الانشطة العقلية المعرفية الى حركات كتابية للحروف والمقاطع والكلمات والذي تبرز بعض ملامحه على شكل صعوبة في انتاج الحركات الدقيقة للرسغ والساعد والاصابع او عدم القدرة على اعادة تصوير الحروف والكلمات او رسمها او كتابتها بالدقة والسرعة المفترضين او عدم القدرة على تذكر النمط الحركي لكتابة الحروف والكلمات .
2. اضطرابات الادراك البصري :
تتطلب عملية تعلم الكتابة من الطفل معرفة السمات الخاصة المميزة للحروف والكلمات بصريا ومعرفة حدودها واشكالها واعادة انتاجها من الذاكرة مرة اخرى وفي العادة يعاني الاطفال الذين يعانون من صعوبات في تمييز الحروف والكلمات بصريات من صعوبة في اعادة انتاجها او كتابتها بصورة دقيقة ، فقد اسارت الدراسات والبحوث ان اي قصور او اضطراب في عمليات الجهاز العصبي المركزي عند الاطفال ذوي صعوبات التعلم يؤدي الى خلل او اضطراب في الوظائف المعرفية والادراكية واللغوية والاكاديمية ومهارات الكتابة .
وقد سميت الصعوبات الكتابية بالقصور التصويري والمعروف بعدم الانسجام بين البصر والحركة والتي ترد الى اضطرابات تحديد الاتجاه . حيث تتطلب عملية الكتابة ادراك عدد من المهارات الاولية مثل تحت وفوق حيث تتطلب عملية الكتابة المحافظة على كتابة الكلمات على السطر وفوق السطر وتحت السطر كما يتطلب ذلك بعض الحروف كما تحتاج الكتابة الى مسك القلم بالصورة الصحيحة مع المحافظة على وضع الورقة بالشكل الصحيح .
3. اضطرابات الذاكرة البصرية :
ان الاطفال الذين يعانون من صعوبات في الكتابة هم في العادة يتمتعون بحاسة بصر سليمة كما هو الحال لدى الاطفال العاديين فهم يبصرون جيدا لكنهم يفشلون في تذكر ما تتم مشاهدته بصريا لضعف في ذاكرتهم البصرية فهم يواجهون صعوبة في استدعاء او اعادة انتاج الحروف والكلمات من الذاكرة والذي يمكن ملاحظته عندما يحاول الطفل تشكيل و سلسلة الحروف التي سيتم تذكرها فعدم قدرة الطفل معرفة الاشياء بالرغم من سلامة الحاسة البصرية يدعى بفقدان الذاكرة البصرية .
استراتجيات التدريب على الكتابة :
هناك العديد من الاستراتجيات التي يمكن استخدامها للتغلب على الصعوبات الكتابية عند الاطفال وما يمكن قوله هنا انه لا يوجد استراتجية تعليمية محددة بعينها تصلح لمساعدة الاطفال على التغلب على صعوباتهم الكتابية وانما كل طفل استراتجية خاصة كما ان لكل نمط من انماط صعوبات الكتابة استراتجية خاصة كما هو الحال في باقي صعوبات التعلم وفي ما يلي بعض الاستراتجيات التعلمية التي يمكن استخدامها للتغلب على صعوبات الكتابة عند الاطفال :
1. اسلوب الكتابة بالمشاركة :
وهو احد اساليب التدريب على الكتابة التعبيرية ، حيث يعتمد هذا الاسلوب على اشراك الطالب مع زملاء آخرين لديهم مهارة عالية في الكتابة التعبيرية او اشراك الطالب مع المعلم حيث يقوم الطالب وزميله او المعلم بتبادل الافكار حول الموضوع المراد الكتابة به ثم ترتيب هذه الافكاروتجميعها وإخراجها بصورتها النهائية وتقدم هذه الطريقة للطالب القدوة التي ستقدم له الخبرة المناسبة في الكتابة التعبيرية مما يسهل عليه امكانية الافادة منها ومحاكاتها في المواقف المشابهة .
2. اسلوب اختيار الموضوع :
وتتم هذه الطريقة من خلال تشجيع الطلاب على طرح الموضوعات التي يرغبون الكتابة بها من انفسهم لأن الموضوعات النابعة من خبرة الفرد ورغباته تكون اسهل عليهم عند الكتابة لانها تمثل خبراتهم ورغباتهم وهي اقرب ما تكون الى واقعهم مما يعزز من قدرة الفرد على الكتابة ، وتهدف هذه الطريقة الى تعزيز قدرة الطالب على اختيار الموضوعات لبقلدرين على الكتابة فيها ، كما تعزز قدراتهم في المستقبل على المشاركة الناجحة في اختيار الموضوعات التي يرغبون الكتابة فيها مما يزيد من فرص تعزيز قدراتهم وتحقيق ذاتهم ويمكن مساعدة الطلبة على احسان اختيارهم لموضوعاتهم من خلال الحوار واسئلة التفكير التي تساعد الطلبة على تذكر الموضوعات التي يريدون الكتابة فيها مثل من يذكر لنا رحلة قام بها ؟ ما هي الاشياء المحببة اليك ؟ تذكر معلم تاريخي قمت بزيارته ما هي الاشياء التي تفرحك ؟ من يذكر لنا لوحة فنية رآها فأعجبته؟
3. طريقة عرض الكلمات :
قدم للطالب قائمة من الكلمات واطلب منه ان يكتب قصة قصيرة مستعينا بالكلمات التي بيده مع مراعاة ان تكون هذه الكلمات مفاتيح مساعدة على تكوين الجمل والافكار السليمة .
قدم للطالب صورة فنية ودعه يتأملها بصورة جيدة ثم اطلب منه التعبير عن هذه الصورة بجمل واضحة وصحيحة .
اقرا اما الطالب قصة او قصها على مسمعه بطريقة مسلية ثم اطلب منه تلخيصها او ان يجعل لها نهاية حسب ما يريد قدم له عدد من الجمل المبعثرة واطلب منه اعادة كتابتها بحيث تعطي نصا ذا معنى مفيد .