الصحفي الطائر
12-03-2008, 03:23 PM
واقع المكفوفين لايعكس ما يردده المنادون بالدمج
اطلعت على التحقيق الصحفي المنشور في جريدكم الغراء يوم الجمعة 1429/10/17ه الموافق 17/اكتوبر/2008م في العدد رقم (14725) والذي عنون له ب (بعد القرار الذي زاد ظلمتهم ظلمة - المكفوفون يطالبون التربية بإعادتهم إلى المدارس الحكومية).
وقد تعجبت أشد العجب من ذلك فأي ظلمة تتحدثون عنها؟ وهل اصبح تقديم العلم لهم في المكان الأنسب هو الظلمة؟.
أم أن هناك من صور لهم ذلك، وهذا مما يؤسف له أن يكون في الحقل التربوي من يسعى إلى إثارة العواطف من أجل مصالح شخصية (مادية) كانت أو معنوية.
والمتأمل المنصف في حال الطلاب في برامج الدمج يدرك ما يعانيه هؤلاء الطلاب من صعوبات تربوية تمثلت في التحقيق المنشور من خلال نظرتهم الدونية لأنفسهم حيث ينظرون إلى أنهم يجب التعاطف معهم والشفقة عليهم - فمن كرس - هذا المفهوم الخاطئ وهذه النظرة السلبية في نفوسهم سوى ما يجدونه في هذه البرامج من نظرة دونية لهم تمنح لهم من خلالها الدرجات العالية ولا يقدم لهم العلم، فيقال (كفيف - مسكين.. إلخ) من عبارات الانتقاص لهم حتى ألفتها أنفسهم وهذا هو الظلمة بعينها، أن يتم تكريس مثل هذه المفاهيم في نفوس هؤلاء الطلاب ليخرجوا لنا بعد ذلك أناساً اتكاليين يتسولون الشفقة والعطف من الآخرين.
فالبذور قبل زراعتها يتم تهيئة الأرض المناسبة لها لكي تنمو بشكل سليم ويستفاد منها، كذلك العلم عندما نريد أن نقدمه يجب أن تهيأ له البيئة التربوية والتعليمية المناسبة لكي يكون نتاجه علما نافعا، أو عالما ينير الطريق للآخرين بعلمه.
وهذا ما لا يحققه الدمج بصورته الحالية فهل يعقل أن يوضع الطالب الكفيف في صفوف لا تتجاواز مساحتها 12م؟ أم هل يعقل أن يحرم الطالب من بعض المواد التي يتلقاها زميله في المعهد كمادة التربية الفنية والبدنية لعدم وجود معلم يقدمها لهم؟ أم هل يعقل أن يحرم الطالب من حقه في تعلم الحاسب الآلي في بعض البرامج لعدم وجود المعامل المجهزة له، كما في برامج المرحلة الثانوية!!.
وهل من المعقول أن يحرم الطالب من تعلم مهارات اللغة العربية واللغة الإنجليزية في الصفوف العليا (متوسط - ثانوي) ويوضع جنبا إلى جنب في تعلم هذه المواد مع الطالب المبصر في فصول تجاوز أعداد طلابها الأربعين طالباً بحجة دمجه اجتماعياً؟.
فلا الطالب الكفيف حصل على المهارات اللازمة، ولا طالب التعليم العام سلم من تشويش وإزعاج آلات برايل للطلبة المكفوفين!!.
ولا معلم التعليم العام لديه الخبرة في كيفية التعامل مع هؤلاء الطلاب وطرق تدريسهم.
وهذا يتضح من خلال الضعف الحقيقي لمستوى الطلاب في بعض مواد اللغة العربية ومادة اللغة الإنجليزية.
وإضافة إلى ذلك كله وعلى الرغم من أن من ينادي ببرامج الدمج يقول إن الهدف هو أن يكون المعوق قريبا من مكان سكنه، وهذا والله مخالف للحقيقة في كثير من الأمور فقد وقفت على كثير من البرامج لا يصل الطلاب إليها حتى بعد نهاية الحصة الأولى وهذا والله منتهى الظلم والظلام، فكيف يمضي عاما دراسيا لا يحضر به الطالب الحصة الأولى نظرا لصعوبة المواصلات.
وبذلك فإنني أود أن أقول أن واقع المكفوفين اليوم لا يعكس ما يردده المنادون بالدمج من أن وجودهم في المعهد هو عزل لهم عن المجتمع، فالغالبية العظمى من معلمي المعهد والبرامج الآن هم من خريجي معهد النور، كما أن هناك الكثير من المسؤولين هم ممن تخرجوا من هذا المعهد.
فليس من الحق في شيء أن تهدرهذه المنشآت المتخصصة والمجهزة لتقديم العلم على أصوله في سبيل تحقيق نظريات غربية قامت في بيئة مختلفة عن بيئتنا.
@ بندر بن عبدالله الحربي
مشرف تربوي إدارة التربية الخاصة بتعليم الرياض
اطلعت على التحقيق الصحفي المنشور في جريدكم الغراء يوم الجمعة 1429/10/17ه الموافق 17/اكتوبر/2008م في العدد رقم (14725) والذي عنون له ب (بعد القرار الذي زاد ظلمتهم ظلمة - المكفوفون يطالبون التربية بإعادتهم إلى المدارس الحكومية).
وقد تعجبت أشد العجب من ذلك فأي ظلمة تتحدثون عنها؟ وهل اصبح تقديم العلم لهم في المكان الأنسب هو الظلمة؟.
أم أن هناك من صور لهم ذلك، وهذا مما يؤسف له أن يكون في الحقل التربوي من يسعى إلى إثارة العواطف من أجل مصالح شخصية (مادية) كانت أو معنوية.
والمتأمل المنصف في حال الطلاب في برامج الدمج يدرك ما يعانيه هؤلاء الطلاب من صعوبات تربوية تمثلت في التحقيق المنشور من خلال نظرتهم الدونية لأنفسهم حيث ينظرون إلى أنهم يجب التعاطف معهم والشفقة عليهم - فمن كرس - هذا المفهوم الخاطئ وهذه النظرة السلبية في نفوسهم سوى ما يجدونه في هذه البرامج من نظرة دونية لهم تمنح لهم من خلالها الدرجات العالية ولا يقدم لهم العلم، فيقال (كفيف - مسكين.. إلخ) من عبارات الانتقاص لهم حتى ألفتها أنفسهم وهذا هو الظلمة بعينها، أن يتم تكريس مثل هذه المفاهيم في نفوس هؤلاء الطلاب ليخرجوا لنا بعد ذلك أناساً اتكاليين يتسولون الشفقة والعطف من الآخرين.
فالبذور قبل زراعتها يتم تهيئة الأرض المناسبة لها لكي تنمو بشكل سليم ويستفاد منها، كذلك العلم عندما نريد أن نقدمه يجب أن تهيأ له البيئة التربوية والتعليمية المناسبة لكي يكون نتاجه علما نافعا، أو عالما ينير الطريق للآخرين بعلمه.
وهذا ما لا يحققه الدمج بصورته الحالية فهل يعقل أن يوضع الطالب الكفيف في صفوف لا تتجاواز مساحتها 12م؟ أم هل يعقل أن يحرم الطالب من بعض المواد التي يتلقاها زميله في المعهد كمادة التربية الفنية والبدنية لعدم وجود معلم يقدمها لهم؟ أم هل يعقل أن يحرم الطالب من حقه في تعلم الحاسب الآلي في بعض البرامج لعدم وجود المعامل المجهزة له، كما في برامج المرحلة الثانوية!!.
وهل من المعقول أن يحرم الطالب من تعلم مهارات اللغة العربية واللغة الإنجليزية في الصفوف العليا (متوسط - ثانوي) ويوضع جنبا إلى جنب في تعلم هذه المواد مع الطالب المبصر في فصول تجاوز أعداد طلابها الأربعين طالباً بحجة دمجه اجتماعياً؟.
فلا الطالب الكفيف حصل على المهارات اللازمة، ولا طالب التعليم العام سلم من تشويش وإزعاج آلات برايل للطلبة المكفوفين!!.
ولا معلم التعليم العام لديه الخبرة في كيفية التعامل مع هؤلاء الطلاب وطرق تدريسهم.
وهذا يتضح من خلال الضعف الحقيقي لمستوى الطلاب في بعض مواد اللغة العربية ومادة اللغة الإنجليزية.
وإضافة إلى ذلك كله وعلى الرغم من أن من ينادي ببرامج الدمج يقول إن الهدف هو أن يكون المعوق قريبا من مكان سكنه، وهذا والله مخالف للحقيقة في كثير من الأمور فقد وقفت على كثير من البرامج لا يصل الطلاب إليها حتى بعد نهاية الحصة الأولى وهذا والله منتهى الظلم والظلام، فكيف يمضي عاما دراسيا لا يحضر به الطالب الحصة الأولى نظرا لصعوبة المواصلات.
وبذلك فإنني أود أن أقول أن واقع المكفوفين اليوم لا يعكس ما يردده المنادون بالدمج من أن وجودهم في المعهد هو عزل لهم عن المجتمع، فالغالبية العظمى من معلمي المعهد والبرامج الآن هم من خريجي معهد النور، كما أن هناك الكثير من المسؤولين هم ممن تخرجوا من هذا المعهد.
فليس من الحق في شيء أن تهدرهذه المنشآت المتخصصة والمجهزة لتقديم العلم على أصوله في سبيل تحقيق نظريات غربية قامت في بيئة مختلفة عن بيئتنا.
@ بندر بن عبدالله الحربي
مشرف تربوي إدارة التربية الخاصة بتعليم الرياض