فوزيه الخليوي
04-28-2008, 07:45 PM
سمير المقرن
من قتل شرعاء؟
ولدت شرعاء قبل أحد عشر عاماً طفلة بريئة كما كل الأطفال تطلق الفرح وتنثر السعادة من حولها بقلب وعقل صاف خالٍ من قيود الزمن وتعقيدات الحياة والمجتمع وبالطبع لم تفكر بما ينتظرها في السنوات القليلة التي ستعيشها. وكما ورد في جريدة الحياة عن قصة حياة شرعاء فهي لم تهنأ طويلاً بأسرة طبيعية بمكوناتها الرئيسية من أب وأم وحتى عندما أطل إلى الدنيا أخوها ناصر بعدها بأربع سنوات تفرقت الأسرة وحصل الطلاق وتزوج الأب وتزوجت الأم التي انتقلت مع زوجها إلى مدينة أخرى.
عاشت شرعاء سنوات براءة طفولتها في ظروف غير اعتيادية لكل الأطفال فلقد عانت كثيراً من العذاب على يد والدها وزوجته كما تحدثت بذلك عمتها وجدتها لأبيها وحتى الدراسة التي كان بالإمكان أن تكون منفذاً لها لتواصل مع حياة طبيعية حرمت منها ولم تلتحق بها إلا متأخرة فلقد كانت تدرس في الصف الأول ابتدائي وهي ابنة الأحد عشر ربيعاً مع طالبات يصغرنها بخمس سنوات وكل ذلك جعلها كما روت معلماتها مضطربة وغير قادرة على التأقلم مع زميلاتها رغم ما بذله المعلمات من محاولات. الجدة كانت تعلم بما تعانيه شرعاء من تعذيب وتقدمت بتسعة بلاغات للشرطة تطالب فيها بحمايتها من والدها الذي كان يذيقها العذاب؛ ولم تجد تجاوباً لأن الشرطة لا تستطيع التدخل بين أب وابنته كما قال لها ذلك رجال الأمن، لم تيأس الجدة ورفعت عدة قضايا للحصول على حضانة شرعاء ولكن أوراق هذه القضايا كانت تحال إلى الشرطة ولم تستطع الجدة انتزاع حضانة شرعاء من ابنها لأن أم شرعاء كانت منشغلة بحياتها الأسرية مع زوجها الثاني الذي كان يرفض أن تسافر وتنشغل بأبناء طليقها وتترك أولاده.
في اليوم المحتوم وكان آخر يوم في حياة شرعاء زارت زوجة الأب المدرسة لأول مرة واستفسرت عن مستواها الدراسي لأنه لم يكن سجل شرعاء الدراسي يصل إلى المنزل لأنها كانت تخفيه في المدرسة لخوفها من العقاب وعندما علمت زوجة الأب بأن مستواها الدراسي سيء، لم تنتظر حتى عودتها إلى المنزل بل أبلغت زوجها بالهاتف الجوال وتحدثت عن شرعاء بشكل سيء كما قالت معلمتها. في ذلك اليوم وبعد أن علم أبيها وزوجته بمستواها الدراسي السيء شعرت شرعاء بفزع وخوف شديد ورفضت العودة إلى المنزل وقامت المدرسة باستدعاء الشرطة التي سلمتها إلى والدها. في المنزل ضربها والدها وعلقها على باب إحدى الغرف وشاركت زوجته في تعذيبها وضربها وكممت فمها كما قال أخوها ناصر ذو السبع سنوات، وتُرِكت شرعاء معلقة وخرج أبوها وزوجته من المنزل ليعودا بعد ساعات ويجداها قد فارقت الحياة.
ناصر ذو السبع سنوات الذي كان يدخل في موجة بكاء شديدة بمجرد ذكر اسم والده قال: إنه عندما عاد إلى المنزل بعد موت شرعاء ضربته زوجة أبيه بسلك وهددته بأنها ستفعل به ما فعلت بأخته وسيلقى نهايتها إذا هو تحدث بأي كلمة عما حدث لشرعاء. ماتت شرعاء يوم الأحد 22 ربيع الأول 1429هـ ؛ من قتل شرعاء؟ القضية الآن بين يدي القضاء ولكن سؤالي هنا موجه لنا نحن جميعاً ولكل من كان له علاقة بشرعاء بشكل مباشر وغير مباشر؛ هل ساهمنا كأفراد وكمجتمع في مقتل شرعاء. أرجو إعادة قراءة الوقائع والأحداث التي مرت بها شرعاء لعلنا نستطيع أن نساهم في إيقاف جريمة قتل جديدة في المستقبل قد تطال أطفالنا
جريدة اليوم 9/4/1429
من قتل شرعاء؟
ولدت شرعاء قبل أحد عشر عاماً طفلة بريئة كما كل الأطفال تطلق الفرح وتنثر السعادة من حولها بقلب وعقل صاف خالٍ من قيود الزمن وتعقيدات الحياة والمجتمع وبالطبع لم تفكر بما ينتظرها في السنوات القليلة التي ستعيشها. وكما ورد في جريدة الحياة عن قصة حياة شرعاء فهي لم تهنأ طويلاً بأسرة طبيعية بمكوناتها الرئيسية من أب وأم وحتى عندما أطل إلى الدنيا أخوها ناصر بعدها بأربع سنوات تفرقت الأسرة وحصل الطلاق وتزوج الأب وتزوجت الأم التي انتقلت مع زوجها إلى مدينة أخرى.
عاشت شرعاء سنوات براءة طفولتها في ظروف غير اعتيادية لكل الأطفال فلقد عانت كثيراً من العذاب على يد والدها وزوجته كما تحدثت بذلك عمتها وجدتها لأبيها وحتى الدراسة التي كان بالإمكان أن تكون منفذاً لها لتواصل مع حياة طبيعية حرمت منها ولم تلتحق بها إلا متأخرة فلقد كانت تدرس في الصف الأول ابتدائي وهي ابنة الأحد عشر ربيعاً مع طالبات يصغرنها بخمس سنوات وكل ذلك جعلها كما روت معلماتها مضطربة وغير قادرة على التأقلم مع زميلاتها رغم ما بذله المعلمات من محاولات. الجدة كانت تعلم بما تعانيه شرعاء من تعذيب وتقدمت بتسعة بلاغات للشرطة تطالب فيها بحمايتها من والدها الذي كان يذيقها العذاب؛ ولم تجد تجاوباً لأن الشرطة لا تستطيع التدخل بين أب وابنته كما قال لها ذلك رجال الأمن، لم تيأس الجدة ورفعت عدة قضايا للحصول على حضانة شرعاء ولكن أوراق هذه القضايا كانت تحال إلى الشرطة ولم تستطع الجدة انتزاع حضانة شرعاء من ابنها لأن أم شرعاء كانت منشغلة بحياتها الأسرية مع زوجها الثاني الذي كان يرفض أن تسافر وتنشغل بأبناء طليقها وتترك أولاده.
في اليوم المحتوم وكان آخر يوم في حياة شرعاء زارت زوجة الأب المدرسة لأول مرة واستفسرت عن مستواها الدراسي لأنه لم يكن سجل شرعاء الدراسي يصل إلى المنزل لأنها كانت تخفيه في المدرسة لخوفها من العقاب وعندما علمت زوجة الأب بأن مستواها الدراسي سيء، لم تنتظر حتى عودتها إلى المنزل بل أبلغت زوجها بالهاتف الجوال وتحدثت عن شرعاء بشكل سيء كما قالت معلمتها. في ذلك اليوم وبعد أن علم أبيها وزوجته بمستواها الدراسي السيء شعرت شرعاء بفزع وخوف شديد ورفضت العودة إلى المنزل وقامت المدرسة باستدعاء الشرطة التي سلمتها إلى والدها. في المنزل ضربها والدها وعلقها على باب إحدى الغرف وشاركت زوجته في تعذيبها وضربها وكممت فمها كما قال أخوها ناصر ذو السبع سنوات، وتُرِكت شرعاء معلقة وخرج أبوها وزوجته من المنزل ليعودا بعد ساعات ويجداها قد فارقت الحياة.
ناصر ذو السبع سنوات الذي كان يدخل في موجة بكاء شديدة بمجرد ذكر اسم والده قال: إنه عندما عاد إلى المنزل بعد موت شرعاء ضربته زوجة أبيه بسلك وهددته بأنها ستفعل به ما فعلت بأخته وسيلقى نهايتها إذا هو تحدث بأي كلمة عما حدث لشرعاء. ماتت شرعاء يوم الأحد 22 ربيع الأول 1429هـ ؛ من قتل شرعاء؟ القضية الآن بين يدي القضاء ولكن سؤالي هنا موجه لنا نحن جميعاً ولكل من كان له علاقة بشرعاء بشكل مباشر وغير مباشر؛ هل ساهمنا كأفراد وكمجتمع في مقتل شرعاء. أرجو إعادة قراءة الوقائع والأحداث التي مرت بها شرعاء لعلنا نستطيع أن نساهم في إيقاف جريمة قتل جديدة في المستقبل قد تطال أطفالنا
جريدة اليوم 9/4/1429