فوزيه الخليوي
04-28-2008, 07:22 PM
نجيب الزامل
من خدشَ وجهـَنا غير ظِفـْرِنا؟!
.. لكم أتمنى أن تقود كاتباتُ الجريدة الحملة التي أود أن أغمس من قلبي قبل بريدي لأكتبها اليوم..
الموضوع المرأة، المرأة السعودية هي التي تهمني هنا.
والمرأة السعودية قد تكون من أكثر من يُسلـَبُ حقها في العالم، ليس لأنها الأكثر تعرضا ولكنها لأنها تسكت، أو أنها تُسكـَت، ولو استعرضتُ ما يأتيني أسبوعيا من عذابات النساءِ السعوديات لكانت مناظرُ ملاحمٍ وميلودراما لا يصدقها حتى منتجٌ من «بوليوود» عاصمة السينما الهندية، وهذا ليس عائدا لأن المرأة السعودية يقع عليها الغبنُ أكثر من أي امرأةٍ في العالم، «الوضعُ الظرفي» هو الذي يرشحها لتكون الأكثر بؤسا في العالم حين يقع علها الظلمُ الجائر، والتعسفُ الوحشي، وغيابُ المرجلةِ، وأي ذرة من ذرة الإنسان الكريم، حين يكون الرجلُ مستغِلا لوضع فيه الكثير من الخلل الإجتماعي والعدلي فيُسيمُ المرأةَ عذاباً، وهو يعلم أنها لن تتكلم، وإن تكلمت فهي دائرةُ العذابِ من جديد..
نقول هي ليست الأكثر تعرضا للعذاب البدني والحقوقي في الدنيا، وإنما بؤسها يقع في هذه السلاسل المحكـَمة الحمقاء التي تخنق فمها فلا تتكلم، فيتداعي القلبُ، وتنزلق الدموعُ، حتى تكتشف أن ما انزلقَ في قارعةِ طريق الحياة إنما حياتـُها هي..
نعم، تتعرضُ النساءُ للامتهان في نواحي وأرياف الباكستان، وسيرلانكا، والهند، ودولِ العالم الثالثِ الفقير إجمالا، ولكنهن لا يملكن من حطام الدنيا ولا الحطام، فلا تشعر المسكيناتُ إلا بتباريح الآلام، ولكن المرأة السعودية العاملة بالذات أو التي لديها مال أو رزق أو ورث فينزعه منها زوجٌ مأفون، أو إخوة تهربُ من أخلاقِهم الضباعُ، ثم لا تجد من ينصفها، ولا من تشتكي إليه، وإن اشتكت رُدَّتْ كما تـُرَدُ القطةُ التائهةُ الجائعة بالازدراءِ والركل..
وعندما أقول لكم، يا قرائي الكرام، «الرّكْلَ» فأنا أقصد ذاك حرفيا، فمن رسالةٍ طويلةٍ دامعة: «أنا أعيش في بيت لن تتخيل أبداً ما يجري به، وإني أظن إما مُتُّ أو جُنِنتُ والا لمَ أستمر على قيد الحياة؟ البيتُ أنا الذي بنيته من حرِّ مالي، والشركة التي يتبخترُ في مكتبها زوجي أنا التي موّلتُ واقترضتُ لها، والآن أُحبَس في غرفةٍ ثم أُنادَى من الأم والأخوات وزوجي، وزوجته الثانية، مثل ما تـُنادى القطط ( بِسْ.. بِسْ) ليُرمى لي الأكلُ محاولةَ ألا أقترب عائدة بصحني البائس لغرفتي كي لا تطالني أقربُ قدمٍ فتركلني..». القهرُ والألمُ هنا يتعدى البنت الفقيرة في أرياف العالم الثالث، لأن نزعَ الأموالِ أشدّ من نزع الأرواح.. الأرواحُ تـُنزع مرة واحدة.
وزوجة تكتب لي ، وتضع اسمها كاملا ثلاثيا ولم تقل لي حتى أخفيهِ، ولا أدري هل هي ثقة مطلقة بي؟ أم أنه طار صوابُها من فرط الهول الذي تلاقيه كل يوم؟ أو أنها مستعدة أن تنقل قضيتها صراحة لكل الدنيا وليكن بعدُ ما يكون، فلن يكون أصلا أسوأ، وأروع، وأحلك مما كان ويكون لها كل يوم.. زوجُها ظالِمٌ سَبـّابٌ، ضرّابٌ، متهتِكٌ، فاسدُ الأخلاق كما تقول، ولا يعرف للرحمة معنى لها ولأولادها، امتص حياتـَها ضرباً ولعناً وامتهاناً وسرق رواتبَها لسنواتٍ حتى انها لم ترَ راتبـَها منذ تزوجته من عشرين عاما، وحاولت الطلاق ولم ينفع.. تدخـّل الأهلُ لم ينفع، بل تقول ان الشكوى تـُقتـَلُ في مهدِها لأنه في سلك الشرطة وكأنها تشتكي منه إليه.. وتقول:»لاتكفي مجلداتٌ لعذاباتي وآلامي وقهري.» ولن أقول لكم ما هو أفظع فإني لا أريد أن أحزنكم ، بل أطلب منكم أن تعملوا شيئا، وعندما يكرهنا العالم، رجاءً، لا نأتي ونقول لأنفسنا كذبَ العالمُ وغارَ منا، لا تسألوا لماذا؟ لأننا نعرف لماذا؟ سيدةٌ مثل هذه ستكفر بنا، وبمجتمعنا، وستخرجُ مولولة في العالم، لحقوق الإنسان، و منظماتِ المرأة العالمية، ثم خدشٌ جديدٌ على وجهِ أمتنا المليء بالخدوش، والسبب نحن، السبب أننا تركنا وسمحنا لبغاثِ البشر، وحثالةِ الرجال أن يسيئوا لنا كلنا.. كلنا، فندفع ثمن السمعة الملطخة، وأولئكَ الجبناءُ الممتقعي النفوس، الرخيصي السلوك، يهنأون بما يغنمون سلباً ووحشية وذبحاً من اللحم الحي..
في هذه الجريدةِ نخبةٌ من كاتبات البلاد ومفكراتِها، ولقد أوذيت المرأةُ أكثر مما نـُفِعَتْ بقضايا كرس لها من يسمون أنفسهم «أنصار المرأة» وجرّوا وراءهم كاتبات يعالجن قضايا شكلية مثل قيادة المرأة، أو خروجها، أو اختلاطها، بينما لم تتغير العذاباتُ والامتهاناتُ والسلبُ للحقوق الأساسيةِ الشرعيةِ للمرأة، بل زادت وتعمقت. يطالبون بجـِلـْدٍ جديدٍ للمرأة ، وينسون الجلدَ الملتهبَ والجراحَ الغائرة في الجلدِ القديم، وأي جلدٍ جديدٍ مهما كان سيكون مهيأ لانتقال عدوى الجراح القديمة..
أستاذاتي.. هي حملة يجب ألا تنطفي، تبدأ منكن أنتن النابهات العادلات وقد تهيأت لكن الظروفُ لمخاطبة الأمّة في كل شأن، لإنقاذ أخواتكن المهروسات بمطاحن الشراسةِ والقسوة والسرقة والاعتداء والهتك ومسح الوجودِ من الوجود..
بعد إزالة المظالم الكبرى عن المرأة السعودية فإني أعدكم بأني سأحتفل مع أنصار المرأة لو قادت السعودية دراجة.. أو مركبة فضاء!
من خدشَ وجهـَنا غير ظِفـْرِنا؟!
.. لكم أتمنى أن تقود كاتباتُ الجريدة الحملة التي أود أن أغمس من قلبي قبل بريدي لأكتبها اليوم..
الموضوع المرأة، المرأة السعودية هي التي تهمني هنا.
والمرأة السعودية قد تكون من أكثر من يُسلـَبُ حقها في العالم، ليس لأنها الأكثر تعرضا ولكنها لأنها تسكت، أو أنها تُسكـَت، ولو استعرضتُ ما يأتيني أسبوعيا من عذابات النساءِ السعوديات لكانت مناظرُ ملاحمٍ وميلودراما لا يصدقها حتى منتجٌ من «بوليوود» عاصمة السينما الهندية، وهذا ليس عائدا لأن المرأة السعودية يقع عليها الغبنُ أكثر من أي امرأةٍ في العالم، «الوضعُ الظرفي» هو الذي يرشحها لتكون الأكثر بؤسا في العالم حين يقع علها الظلمُ الجائر، والتعسفُ الوحشي، وغيابُ المرجلةِ، وأي ذرة من ذرة الإنسان الكريم، حين يكون الرجلُ مستغِلا لوضع فيه الكثير من الخلل الإجتماعي والعدلي فيُسيمُ المرأةَ عذاباً، وهو يعلم أنها لن تتكلم، وإن تكلمت فهي دائرةُ العذابِ من جديد..
نقول هي ليست الأكثر تعرضا للعذاب البدني والحقوقي في الدنيا، وإنما بؤسها يقع في هذه السلاسل المحكـَمة الحمقاء التي تخنق فمها فلا تتكلم، فيتداعي القلبُ، وتنزلق الدموعُ، حتى تكتشف أن ما انزلقَ في قارعةِ طريق الحياة إنما حياتـُها هي..
نعم، تتعرضُ النساءُ للامتهان في نواحي وأرياف الباكستان، وسيرلانكا، والهند، ودولِ العالم الثالثِ الفقير إجمالا، ولكنهن لا يملكن من حطام الدنيا ولا الحطام، فلا تشعر المسكيناتُ إلا بتباريح الآلام، ولكن المرأة السعودية العاملة بالذات أو التي لديها مال أو رزق أو ورث فينزعه منها زوجٌ مأفون، أو إخوة تهربُ من أخلاقِهم الضباعُ، ثم لا تجد من ينصفها، ولا من تشتكي إليه، وإن اشتكت رُدَّتْ كما تـُرَدُ القطةُ التائهةُ الجائعة بالازدراءِ والركل..
وعندما أقول لكم، يا قرائي الكرام، «الرّكْلَ» فأنا أقصد ذاك حرفيا، فمن رسالةٍ طويلةٍ دامعة: «أنا أعيش في بيت لن تتخيل أبداً ما يجري به، وإني أظن إما مُتُّ أو جُنِنتُ والا لمَ أستمر على قيد الحياة؟ البيتُ أنا الذي بنيته من حرِّ مالي، والشركة التي يتبخترُ في مكتبها زوجي أنا التي موّلتُ واقترضتُ لها، والآن أُحبَس في غرفةٍ ثم أُنادَى من الأم والأخوات وزوجي، وزوجته الثانية، مثل ما تـُنادى القطط ( بِسْ.. بِسْ) ليُرمى لي الأكلُ محاولةَ ألا أقترب عائدة بصحني البائس لغرفتي كي لا تطالني أقربُ قدمٍ فتركلني..». القهرُ والألمُ هنا يتعدى البنت الفقيرة في أرياف العالم الثالث، لأن نزعَ الأموالِ أشدّ من نزع الأرواح.. الأرواحُ تـُنزع مرة واحدة.
وزوجة تكتب لي ، وتضع اسمها كاملا ثلاثيا ولم تقل لي حتى أخفيهِ، ولا أدري هل هي ثقة مطلقة بي؟ أم أنه طار صوابُها من فرط الهول الذي تلاقيه كل يوم؟ أو أنها مستعدة أن تنقل قضيتها صراحة لكل الدنيا وليكن بعدُ ما يكون، فلن يكون أصلا أسوأ، وأروع، وأحلك مما كان ويكون لها كل يوم.. زوجُها ظالِمٌ سَبـّابٌ، ضرّابٌ، متهتِكٌ، فاسدُ الأخلاق كما تقول، ولا يعرف للرحمة معنى لها ولأولادها، امتص حياتـَها ضرباً ولعناً وامتهاناً وسرق رواتبَها لسنواتٍ حتى انها لم ترَ راتبـَها منذ تزوجته من عشرين عاما، وحاولت الطلاق ولم ينفع.. تدخـّل الأهلُ لم ينفع، بل تقول ان الشكوى تـُقتـَلُ في مهدِها لأنه في سلك الشرطة وكأنها تشتكي منه إليه.. وتقول:»لاتكفي مجلداتٌ لعذاباتي وآلامي وقهري.» ولن أقول لكم ما هو أفظع فإني لا أريد أن أحزنكم ، بل أطلب منكم أن تعملوا شيئا، وعندما يكرهنا العالم، رجاءً، لا نأتي ونقول لأنفسنا كذبَ العالمُ وغارَ منا، لا تسألوا لماذا؟ لأننا نعرف لماذا؟ سيدةٌ مثل هذه ستكفر بنا، وبمجتمعنا، وستخرجُ مولولة في العالم، لحقوق الإنسان، و منظماتِ المرأة العالمية، ثم خدشٌ جديدٌ على وجهِ أمتنا المليء بالخدوش، والسبب نحن، السبب أننا تركنا وسمحنا لبغاثِ البشر، وحثالةِ الرجال أن يسيئوا لنا كلنا.. كلنا، فندفع ثمن السمعة الملطخة، وأولئكَ الجبناءُ الممتقعي النفوس، الرخيصي السلوك، يهنأون بما يغنمون سلباً ووحشية وذبحاً من اللحم الحي..
في هذه الجريدةِ نخبةٌ من كاتبات البلاد ومفكراتِها، ولقد أوذيت المرأةُ أكثر مما نـُفِعَتْ بقضايا كرس لها من يسمون أنفسهم «أنصار المرأة» وجرّوا وراءهم كاتبات يعالجن قضايا شكلية مثل قيادة المرأة، أو خروجها، أو اختلاطها، بينما لم تتغير العذاباتُ والامتهاناتُ والسلبُ للحقوق الأساسيةِ الشرعيةِ للمرأة، بل زادت وتعمقت. يطالبون بجـِلـْدٍ جديدٍ للمرأة ، وينسون الجلدَ الملتهبَ والجراحَ الغائرة في الجلدِ القديم، وأي جلدٍ جديدٍ مهما كان سيكون مهيأ لانتقال عدوى الجراح القديمة..
أستاذاتي.. هي حملة يجب ألا تنطفي، تبدأ منكن أنتن النابهات العادلات وقد تهيأت لكن الظروفُ لمخاطبة الأمّة في كل شأن، لإنقاذ أخواتكن المهروسات بمطاحن الشراسةِ والقسوة والسرقة والاعتداء والهتك ومسح الوجودِ من الوجود..
بعد إزالة المظالم الكبرى عن المرأة السعودية فإني أعدكم بأني سأحتفل مع أنصار المرأة لو قادت السعودية دراجة.. أو مركبة فضاء!