الإطار النظري للدراسة أولاً : تقدير الذات : Self Esteem مفهوم تقدير الذات : أن كل فرد ينظر إلى نفسه بطريقه ما, فالبعض يرون أنفسهم أقل من الآخرين وبالتالي ينعكس ذلك على سلوكهم فنجدهم لا يتصرفون بحماس وإقبال نحو غيرهم من الناس والبعض الآخر يقدرون أنفسهم حق قدرها وبالتالي ينعكس ذلك أيضا على سلوكهم نحو غيرهم فنجدهم يتصرفون أفضل مع غيرهم, وتوجد تعريفات عديدة لتقدير الذات, فنجد انجلش وانجلش English & English ( 1958 ), يعرف تقدير الذات بأنه يركز على تقييم صريح للنقاط الحسنه والسيئة في الفرد ( English & English , 1958 : 138 ) 0 ويعرف كاتل Cattle ( 1965), تقدير الذات بأنه حكم شخصي يقع على بعد أو متصل يتراوح ما بين الأيجابيه والسلبية ( in : Lawrence , 1981 : 245 ) 0 ويشير كوبر سميث Cooper smith ( 1967), إلى تقدير الذات بأنه تقييم يضعه الفرد لنفسه وبنفسه ويعمل على المحافظة عليه ويتضمن تقدير الذات اتجاهات الفرد الأيجابيه أو السلبية نحو ذاته, كما يوضح مدى اعتقاد الفرد بأنه قادر وهام وناجح وكفء أي أن تقدير الذات هو حكم الفرد على درجه كفاءته الشخصية كما يعبر عن اتجاهات الفرد نحو نفسه ومعتقداته عنها, وهكذا يكون تقدير الذات بمثابة خبرة ذاتية ينقلها الفرد إلى الآخرين باستخدام الأساليب التعبيرية المختلفة0 ( في : حسين الدرينى ومحمد سلامة , 1983 484 ) : ويعرف روجرز Rogers ( 1969 ), تقدير الذات بأنه اتجاهات الفرد نحو ذاته والتي لها مكون سلوكي وآخر انفعالي ( Rogers , 1969 : 37 ) 0 ويذهب مصطفى فهمي ( 1979), إلى أن تقدير الذات عبارة عن مدرك أو اتجاه يعبر عن أدراك الفرد لنفسه وعن قدرته نحو كل ما يقوم به من أعمال وتصرفات, ويتكون هذا المدرك في إطار حاجات الطفولة وخاصة الحاجة إلى الاستقلال والحرية والتفوق والنجاح ( مصطفى فهمى ومحمد على القطان , 1979 : 71 ) 0 ويذكر ايزاكس Isaacs ( 1982), أن تقدير الذات هو الثقة بالنفس والرضي عنها واحترام الفرد لذاته ولإنجازاته واعتزازه برأيه وبنفسه وتقبله لها واقتناع الفرد بأن لديه من القدرة ما يجعله ندا للآخرين(Isaacs, 1982 : 5 ) 0
كما يعرف عبد الرحيم بخيت ( 1985), تقدير الذات بأنه مجموعه من الاتجاهات والمعتقدات التى يستدعيها الفرد عندما يواجه العالم المحيط به, ومن هنا فأن تقدير الذات يعطى تجهيزاً عقليا يعد الشخص للإستجابه طبقاً لتوقعات النجاح والقبول والقوه الشخصية, وبالتالي فهو حكم الشخص تجاه نفسه وقد يكون هذا الحكم والتقدير بالموافقة أو الرفض 0 ( عبد الرحيم بخيت , 1985 : 230 ) ويرى عبد الوهاب كامل ( 1989 ), أن تقدير الذات يتمخض عن وعى أو رؤية سليمة موضوعيه للذات فقد يغالى الفرد في تقديره لذاته ويصاب بما يمكن وصفه بسرطان الذات أو تضخم مرضى خبيث فى ذات الفرد يجعله غير مقبول من الآخرين ويبحث عن الكلام بدون عمل والعدوانية اللفظية, أو أن الفرد قد لا يعطى نفسه حقها ويحط من قدرها وبالتالي ينحدر بذاته نحو الدونية والإحساس بالنقص, وأخيراً فقد يكون الفرد متزنا يجمع بين الكبرياء الحميد والتواضع واحترام الآخرين ( عبد الوهاب كامل , 1989 : 80 ) 0 ويعرف روزنبيرج Rosenberg ( 1991), تقدير الذات بأنه اتجاهات الفرد الشاملة, سالبه كانت أم موجبه, نحو نفس ( فى : عبد الله عسكر , 1991 : 9 ) 0 مما سبق يتضح أن تقدير الذات هو الفكرة التي يدركها الفرد عن كيفيه رؤية الآخرين وتقييمهم له, وأن كل التعريفات السابقة أنما تؤكد الدور الأجتماعى أو دور الآخرين والتفاعل معهم في تقدير الفرد لذاته, وهذا يوضح أهميه التفاعل مع الآخرين في تكوين تقدير الذات لدى الفرد 0 العوامل التي تؤثر في تكوين تقدير الذات: يذكر وولف Wolf إن إدراك الذات عن طريق الاستدماج والإسقاط يكون فى مجمله استدماج الحسن وإسقاط القبيح, والتوازن بين العمليتين ليس مضمونا تماما مما يجعل الزيادة في جانب تسبب النقصان فى الجانب الآخر لذلك نجد أن تقدير الذات عرضه لعوامل ديناميه ذاتيه تؤثر فيه, وبعياره وولف نجد أن الشخص إذا عبر عن نقص الانسجام بين الصورة الداخلية للذات والواقع الخاص بالذات فأنه يتوتر انفعاليا ويمكن أن نفترض أن غياب التعرف على الذات هو في حقيقته مقاومه للتعرف على الذات لذى نصل إلى افتراض أن العوامل الديناميه الداخلية تسبب عدم التعرف على الذات والحكم الأنفعالى عليها ( في : أحمد فائق , 1963 : 185 ) 0
وهناك نوعان من العوامل المؤدية إلى تكوين تقدير ذات مرتفع أو منخفض : 1- عوامل تتعلق بالفرد نفسه: فلقد ثبت أن درجه تقدير الذات لدى الطفل تتحدد بقدر خلوه من القلق أو عدم الاستقرار النفسي بمعنى أنه إذا كان الفرد متمتعا بصحة نفسيه جيده. ساعد ذلك على نموه نموا طبيعيا ويكون تقديره لذاته مرتفعا أما إذا كان الفرد من النوع القلق غير المستقر فإن فكرته عن ذاته تكون منخفضة وبالتالي ينخفض تقديره لذاته 0 2- عوامل تتعلق بالبيئة الخارجية: وهى متصلة بظروف التنشئة الأجتماعيه والظروف التي تربى ونشأ فيها الفرد وكذلك نوع التربية ومنها: - هل يسمح له بالمشاركة في أمور العائلة ؟ - هل يقرر لنفسه ما يريد ؟ - ما نوع العقاب الذي يفرض عليه ؟ - نظره الأسرة لأصدقاء الفرد ( محبه أم عداوة ) ؟ وخلاصه القول أنه بقدر ما تكون الأجابه على هذه الأسئلة موضوعيه ايجابية بقدر ما تؤدى إلى درجه عالية من تقدير الذات ( مصطفى فهمي ومحمد على القطان , 1979 : 78 ) 0 ويذهب فاروق عبد الفتاح إلى أن العوامل التي تؤثر في تقدير الفرد لذاته كثيرة منها ما يتعلق بالفرد نفسه مثل استعداداته وقدراته والفرص التي يستطيع أن يستغلها بما يحقق له الفائدة, ومنها ما يتعلق بالبيئة الخارجية وبالأفراد الذين يتعامل معهم فإذا كانت البيئة تهيىء للفرد المجال والانطلاق والإنتاج والإبداع فأن تقديره لذاته يزداد, أما إذا كانت البيئة محبطه وتضع العوائق أمام الفرد بحيث لا يستطيع أن يستغل قدراته واستعداداته ولا يستطيع تحقيق طموحاته فان تقدير الفرد لذاته ينخفض, كذلك فان نمو تقدير الذات لا يتأثر بالعوامل البيئية والموقفيه فحسب ولكنه يتأثر بعوامل دائمة مثل ذكاء الفرد وقدراته العقلية وسمات شخصيته والمرحلة العمريه والتعليمية التي يمر بها( فاروق عبد الفتاح ,1987 :21 ) 0
والقلق من المتغيرات التي وجد أن لها تأثيراً كبيرا ً على تكوين تقدير ذات مرتفع أو منخفض لدى الفرد فقد أوضحت العديد من الدراسات أن الفرد السوي الذي لا يعانى من القلق يتمتع بدرجه عالية من تقدير الذات وقد أكد روجرز على أن تهديد الذات أو سوء التوافق يحدث عندما يتعرض الإنسان للقلق, ويضيف روجرز أن القلق هو استجابة انفعاليه للتهديد تنذر بان بنيان الذات المنظم قد أصبح في خطر, فالقلق يؤدى إلى إحداث تغيير خطير في صوره الفرد عن ذاته, أما إذا كان الفرد سويا لا يعانى من أي قلق زائد فإن هذا يؤدى إلى إحداث التوافق الشخصي ويؤدى إلى تقدير ذات مرتفع لدى الفرد 0 ويمكن القول بأن الفرد ذو التقدير المرتفع للذات يكون بعيدا عن القلق حتى أعتبر البعض أن التقدير المرتفع للذات هو أكثر الأدوات التي يمكن أن يستخدمها الفرد للحصول على حاله التوافق فيستطيع مواجهه الفشل واقتحام المواقف الجديدة دون أن يشعر بالحزن والانهيار, أما ذو التقدير المنخفض للذات فانه يشعر بالهزيمة حتى قبل أن يقتحم المواقف الجديدة أو الصعبة لأنه يتوقع الفشل مسبقا ( فاروق عبد الفتاح , 1987 : 19 ) 0 اختلاف تقدير الذات باختلاف مواقفها: من المعلوم إن تقديرنا لذاوتنا يتغير في المواقف المختلفة كتغير مفهومنا لذواتنا في المواقف المختلفة أيضا, فقد يقدر الفرد نفسه بدرجه كبيرة في علاقاته الشخصية بالآخرين ويقدر نفسه بدرجه منخفضة في المواقف التي تتطلب ذكاء وتفكيرا, ويقدر نفسه بدرجه متوسطه في أداء عمله, ومهما كان الأمر فان الناس يحاولون في كل المواقف بصرف النظر عن القيمة المبدئية التي قدروها لأنفسهم أن يسلكا بطرق تدعم تقدير الذات وقد يكون تحقيق ذلك صعبا في بعض الأحيان حيث أن حوافزنا وآراءنا عن الواقع تؤدى إلى نوع من الصراع فيما بينها مما يهدد تقدير الذات, ويبدو انه لا سبيل إلى الخروج من هذا الصراع بدون عدم إشباع ( رفض متطلبات الهو ) أو الوقوع في خطأ ( رفض متطلبات الذات العليا ) أو الأصابه بالضرر( رفض متطلبات الذات ) وتكون النتيجة هي القلق والشعور بالخوف, ويمكن القول بلغه التحليل النفسي, أن تهديد تقدير الذات هو تهديد للذات التي تحاول إحداث توازن بين الحاجات المتصارعة, ولا توجد طريقه سهله للتخلص من الصراع ولكن كل ما تفعله الذات هو محاوله وقاية نفسها من القلق الذي يحدثه الصراع( فاروق عبد الفتاح, 1987 :20 ) ويتضح مما سبق, أن تقدير الذات بمثابة تقييم عام لقدرات الفرد ينقله إلى الآخرين بالأساليب التعبيرية المختلفة, وتتضح أيضا أهميه العوامل البيئية والعوامل الشخصية في تكوين تقدير ذات مرتفع أو منخفض لدى الفرد, وأهميه القلق في تكوين تقدير ذات مرتفع لمن لا يعانى من القلق ولديه درجه ملائمة من الاستقرار النفسي ويستطيع مشاركه الآخرين والإقبال عليهم والتعامل معهم, أما من يعانى من القلق والتوتر النفسي الشديد فانه بلا شك لديه مفهوم سلبي عن ذاته وبالتالي يعانى من التقدير المنخفض للذات, كذلك نجد أن تقدير الشخص لذاته يتغير باختلاف المواقف, فقد يقدر الشخص ذاته بدرجات متفاوتة حسب الموقف الذي يتعرض له حتى لا يكون عرضه للقلق والصراع وتهديد الذات 0 |