التفهم Empathy : هو مجال من مجالات الذكاء الوجداني , وهو يشير إلى قدرتنا على التعرف وقراءة مشاعر الآخرين والاستجابة لها , وتأتى أهمية تقديمنا للحديث عن الوعي بالذات لان هناك علاقة إيجابية بين فهمنا لذواتنا , وتفهم الآخرين ومشاركتهم وجدانيا , ويسعادنا التفهم على خلق علاقة ألفة مع الآخرين وعلى الحفاظ عليها ,ويلعب التفهم دورا حاسما في العديد من المواقف المختلفة بما فيها التدريس والإدارة والعلاقات العامة والأبوة ,ويعتبر مهارة أو أداة فنية من أساسيات المهارات التي يجب أن يتقنها المرشد ,وأثبتت الدراسات بالنسبة لطلاب المدارس أن الطلاب الذين يظهرون استعدادا لقراءة تعبيرات الآخرين عن انفعالاتهم والتي لا تتضمن اللغة اللفظية كانوا في الأغلب اكثر الطلبة شعبية وثباتا من الناحية الانفعالية0 o غياب التفهم يعتبر من سمات الشخصية السيكوباتية وهو العامل الأساسي الذي يسمح لهذه الشخصية بارتكاب جرائمها دون أي إحساس بالآخرين ويمتلكون درجة متطرفة من بلادة المشاعر 0هناك اعتقاد واسع بان العديد من الجرائم تقع في غياب المشاعر وخصوصا جرائم القتل والاغتصاب , ويرى المجرم ضحيته من خلال مشاعره التي يرى فيها انه شخص محروم وان المجتمع أساء له ويجب أن يحصل على مبتغاة بأي وسيلة ولا يتفهم مشاعر ضحيته بأنه سوف يسبب له الضرر وكيف ستكون حال هذه الضحية بعد الاعتداء بالجريمة 0 o التفهم أساسي للاهتمام ( المرشد الذي يمتلك قدر جيد من التفهم لديه اهتمام جيد بمشكلات الطلاب ورعايتهم o تشير الدراسات النفسية إلى أن التفهم جذوره تبدأ من بداية تناغم الطفل مع أمه وتواصلها بصريا معه ويحدث التناغم ضمنيا كجزء من إيقاع العلاقة بين الأم والطفل0
ويشير (شترن) أن افتقاد التناغم بين الطفل وأمه يترك أثار وخيمة وتجعله يدفع ثمنا باهظا لهذا الافتقاد ,وعندما تفشل الأم باستمرار في أن تظهر التفهم للاستجابات المختلفة التي تعبر عن انفعالات الطفل المتباينة كاستجابات المرح والدموع والحاجة إلى المداعبة فان الطفل يبدأ تجنب التعبير عن انفعالاته , وكذلك الطالب الذي لا يجد من يشاركه انفعالاته ويسمح له بالتعبير عنها (عن غضبه وعن حزنه وعن فرحه وعن انجازاته لا يجد حافزا على أن يعبر عن هذه المشاعر ويلجأ إلى كبتها وتسبب في العديد من الاضطرابات النفسية ,أو قد يلجأ للتعبير عنها في شكل عدوان على نفسه أو الآخرين أو ممتلكات المدرسة 0 ورغم دراسات (شترن) والتي تؤكد على أن بداية التفهم تبدأ من الطفولة إلا أن هناك أمل في العلاقات التعويضية والتدريب على هذه المهارة من خلال خبرات الحياة اليومية التي تمدنا بالعديد من المواقف 0 ويعتبر التفهم وعكس مشاعر المسترشد أو العميل أساس قوي للعلاج والإرشاد النفسي , فهو يعوض التناغم المفقود لدى المسترشد ويوفر له مسانده أفتقدها في العديد من مواقفه الحياتية والاجتماعية يرى علماء الأعصاب والبيولوجيا أن التفهم له أسس عصبة من خلال بعض التجارب التي أجريت على الحيوانات 0( قردة من فصيلة الريسيس Rhesus ) , كما أجريت أبحاث أخرى على الإنسان (الأزواج) اثنا النقاش الانفعالي بينهما وجد أن هناك إشارات فزيولوجيه وعصبية أثناء المشاركة العاطفية 0 يرى ( روجرز) أن التعاطف أحد ثلاث حالات يضع المعالجين عملائهم فيها خلال جلسات العلاج النفسي أم الحالتين الأخريين فهما الانسجام والوقوف في موقف ايجابي محايد تجاه الطرف الآخر وهو يعتبر أساسي للتعاطف الوجداني مع الآخرين ،ففي رأي روجرز ليس من الممكن للفرد أن يتعاطف مع الآخرين إذا كان يحاول تقييم تجاربهم بشكل سلبي ,كذلك لايمكن للمرشد أو المعالج أن يتعاطف بشكل صادق إذا كان يشعر ببعض العداء أو الغضب تجاه الطرف الآخر 0 ولكي يتمكن المرشد من أن يكون أسلوب إرشادي فعال فانه يجب أن يتم في أجواء تعاطفية آمنة وغير قضائية ويظهر قدر كاف من الانسجام وهذه العملية تتضمن الإنصات والإصغاء والتعبيرات الجسدية وعكس المشاعر التي تشعر المسترشد بأنك منسجم معه 0 عرف روجرز التعاطف عام 1965 بأنه القدرة على إدراك التكوين الداخلي للآخرين فيما يخص الناحية الشعورية والمعنوية ,أي أنه عملية عاطفية معرفية 0 وهو القدرة على رؤية العالم من خلال عيون الآخرين 0 ويعرفة روجرز مرة أخرى بأنه عملية وليس حالة , هذا التعريف يجعل التعاطف محاولات متصلة للدخول إلى عالم الآخرين الغامض مع الوعي التام للتغيرات التي تحدث ومن ثم رصدها 0 والتعاطف تشمل إعطاء العميل حق الحكم على تصرفاته ووعيها وتحمل المسؤولية ودون أن يظهر له المرشد بمظهر المعالج الخبير والقاضي في نفس الوقت 0 - إيماءات الرأس والحركات البسيطة , نسبة كلام المعالجين , نبرة الصوت , نبرة تظهر الملل , نسبة كلام العميل في مقابل طول صمته , عدم وضوح الرسالة , نسبة استخدام الكلمات العاطفية , العبارات العدائية والنقدية كان لها الأثر السلبي على العلاج . صفات تدل على وجود التعاطف لدى المرشد o الثقة بالنفس في المواقف الاجتماعية o منفتحين ولديهم حب الاستطلاع o لا يصدرون الأحكام جزافا o ولا يضعون البشر في طبقات o لا يصدرون أحكام أخلاقية o لا يعمم الأحكام
تمرين رقم (6) صف بعبارات مختصرة سلوكك ومشاعرك وأفكارك وأنت ترشد الحالات التالية : o طالب يتعاطى المخدرات o طالب يمارس معه أفعال جنسية o طالب دائما ملابسة قذرة o طالب أعتدى على أحد زملائه o طالب مصاب بالإيدز o طالب يسرق نقود زميله كل يوم o طالب أعتدى على أمه بالضرب o طالب يعتدي على زميله بأفعال لا أخلاقية |