إن غرس العقيدة السليمة ومضامين التربية الإسلامية والثقافة العامة في نفوس الناشئة هو ما ينبغي أن يشغل التربويين والمهتمين بأدب الطفل في العالم الإسلامي في مرحلة الطفولة المبكرة. ويتطلب ذلك ــ إلى جانب العناية بالمضمون التربوي المناسب ــ مهارات الأداء التي تتعلق بفن سرد القصص وإلقاء الأناشيد وأداء الأدوار، وهي عناصر هامة جداً في حياة طفل الروضة، لذلك فإن على المربيات العاملات في هذا المجال تفهم هذه الحقائق التربوية المهمة.
وتؤدي الآداب والثقافة الإسلامية في هذه المرحلة أهدافاً مختلفة أهمها : * مساعدة الأطفال في أن يتدربوا على أن ينصتوا. * إثراء القاموس اللغوي للأطفال، وتزويدهم بحصيلة لغوية. * إثراء معلومات الطفل عن العالم الحقيقي أو المتخيل. * إثراء خيال الطفل، وتوسيع آفاقه الذهنية. * زيادة شهيته للحديث والمناقشة، من خلال المناقشات التي تدور بعد القصة، وتدريبه على أن يعبر عن رأيه. * اكتساب القدرة على الاتصال الناجح (حديثاً وكتابة). * تنمية ذوقه الأدبي. * تدريبه على الإبداع، من خلال المشاركة في رواية القصة ما بين الراوي والمستمع. * التسلية والمتعة. * التنمية العقلية في تعلم تسلسل الأحداث. * تنشيط الخيال والتصور عند الأطفال. * الاسترخاء والراحة الجسمية.
وكما أن معرفة الأهداف العامة للأدب والثقافة الإسلاميين أمر مهم بالنسبة للمربيات العاملات في هذه المرحلة أيضاً، فإن ثمة أساليب تربوية عملية، وتوجيهات تطبيقية تساعد المربية على توجيه الطفل إلى محبة الكتب، وتنمي لديه مهارات القراءة نعرضها فيما يلي : 1. كوني القدوة في احترام الكتب والاهتمام بها كأن تقولي : >انتظروا سأعيد الكتاب مكانه حتى لا يتلف ثم سنخرج...< أشركيهم في نشاطات المحافظة على الكتب مثل تنظيف الكتب وترتيبها في الخزانات المخصصة لها. 2. علميهم طريقة الإمساك بالكتاب والمحافظة عليه، وعدم ثني أوراقه وعدم الكتابة والتلوين عليه. 3. أعيري الأطفال كتباً ليأخذوها إلى البيت، ثم أعط الأطفال أدواراً لإعادة سرد القصة على زملائهم بالصف أو الصفوف المجاورة. 4. شجعي الأطفال على تصميم كتب خاصة بهم من القماش أو الورق المـقوى. ويمـكنك جـمع كلـمات وجـمل وتـعابير لفـظـية للأطـفال عـن رحـلة واقعـية أو خـيالية مـع وضـع رسـومات وصـور منـاسبة لهـذه الجمل. وكـذلك عـمل كتب لأنشـطة قـام بها الأطفـال مثل : عمل سلطة الفواكه ــ صناعة المعجون ــ الفوشار، مع وضع صور ملونة وستلاحظين اهتمام الأطفال الشديد بكتبهم التي اشتركوا في صنعها. 5. قومي بزيارة مع الأطفال للمكتبة أو لمعرض الكتب أو المطبعة ليلاحظوا الكتب وطريقة صفها وأهمية الورق والألوان ليزيد اهتمامهم وحبهم للكتب. 6. قدمي للأطفال كتباً كهدايا في المناسبات الدينية أو الوطنية، وشجعيهم على تبادل الكتب كأن يشتركوا في صنع كتاب وتقديمه لأحد زملائهم في عيد ميلاده أو أن يقدم الطفل كتاباً يضع عليه اسمه وتاريخ ميلاده كهدية أو تذكار في هذا اليوم ليوضع في المكتبة. 7. اذكري الكتب دائماً كمصدر اعتمدت عليه في النشاطات الممتعة كأن تقولي : سنلعب لعبة قرأتها من كتاب الألعاب، سننشد أنشودة من كتاب... سنمثل قصة أصحاب الفيل التي قرأناها من كتاب... سنلون صوراً نقلتها من كتاب... 8. ضعي الكتب قريبة من متناول أيدي الأطفال في ركن هادئ مضاء، ورتبيها على رف جميل عليه بعض الألعاب القماشية والوبرية الناعمة، وضعي نباتاً صغيراً أو حوض سمك صغير لتضفي على هذه الزاوية جمالاً. إن ترتيب الركن والكتب بطريقة مغرية جميلة يتضمن دعوة للأطفال لتقليب الكتب مع تغيرها وتصنيفها بين فترة وأخرى ووضع كتب تتعلق بالموضوع أو الوحدة التي تطرح في تلك الفترة. 9. أرسـلي قـائمة بأسـماء كتـب الأطـفال والقـصص الـجديدة أو المجلات لـتعطي الأسـرة مـؤشراً للاهتـمام بكـتب الأطـفال مع عقد ندوات لأولياء أمـور الأطفال عن أهمية القراءة للطفل في مرحلة الروضة، وفن سرد القصة. 10. لا تعنفي بقسوة طفلاً مزق كتاباً أو لون عليه وليكن العقاب تربوياً كأن تقولي نظف وامسح ما كتبته وساعديه في هذا العمل. 11. تجنبي استعمال القراءة كأداة لملء الفراغ. 12. ضعي كتباً مناسبة لاهتمامات الأطفال وهواياتهم فإذا لاحظت طفلاً يهتم بالحيوانات أو النباتات ضعي في ركن الكتب مثل هذه الأنواع من الكتب.
خصائص النمو في مرحلة رياض الأطفال إن لكل مرحلة عمرية خصائص نمو خاصة بها تميزها عن سابقتها وعن لاحقتها، وهي تعمل على زيادة وضوح الفروق الفردية بين أفرادها، وإن كانت لا تبدو واضحة في مرحلة الطفولة المبكرة، حيث إن النمو الجسمي والعقلي عادة ما يكون متقارباً في هذه المرحلة. ولابد لمعلمة الروضة أن تتعرف على مدى نمو كل طفل في مجموعتها بالنسبة للأطفال الآخرين الذين هم في سنه، وما يستلزم ذلك من توجيه وإرشاد لكي تتفهم سلوك الأطفال وتصرفاتهم والأساليب التي تستخدم في معالجة الأمور. إن هذه المعرفة بخصائص الطفل من شأنها أن تساعدها على كيفية التعامل مع الأطفال وتقبل بعض تصرفاتهم، وكذلك تساعدها على توقع بعض أنواع السلوك الخاص في مواقف مختلفة لكي تعمل على توجيههم ومساعدتهم ليحققوا نمواً سليماً متوازناً. ولابد لمعلمة الروضة أن تأخذ بعين الاعتبار المبادئ الأساسية المتعلقة بنمو الإنسان وتطوره وهي : 1. أن النمو عملية مستمرة مع نمو الجسم. 2. أن النمو يسير وفق قانون خاص (الطفل يحبو ــ يجلس ــ يقف). 3. أن النمو في مجالاته المختلفة لا يتم بنفس السرعة والمعدل (فلايشترط لمن له استعداد فسيولوجي للقيام بنشاط ما أن يكون لديه الاستعداد العقلي لهذا النشاط). 4. أن النمو عملية متداخلة مع بعضها البعض فنمو أي نوع يؤثر على نمو الأنواع الأخرى (أن النمو الفسيولوجي يتأثر بالنمو الاجتماعي والعاطفي). ومن هذا المنطلق سوف نشرح الخصائص البارزة في نمو الطفل من الناحية الجسمية والحركية والعقلية واللغوية والاجتماعية والانفعالية والعوامل التي تؤثر فيها وأهم مطالب النمو في هذه المرحلة.
خصائص ومميزات الطفل المرتبطة بأدب الطفل بعد شرح الخصائص العامة المرتبطة بنمو الطفل يمكن أن نلخص الخصائص التي تتعلق بأدب الأطفال حيث يمكن لمعلمة الروضة الاستفادة منها، وأهم هذه الخصائص : 1. التقليد والتمثيل: فالطفل يحب أن يمثل ويلعب أدواراً اجتماعية، فهو يقلد أباه وجده، والفتاة الصغيرة تقلد أمها، وهذا الميل للتمثيل هو صفة يجب أن تستغلها المعلمة في الأنشطة الصفية. 2. التعميم: وهو مهارة عقلية يمتاز بها طفل الروضة، فهو يعمم خبراته سواء كانت إيجابية أم سلبية، مثال الخبرة الإيجابية (كتاب سردت منه القصة أو أنشدت أنشودة فإن كل الكتب تصبح عنده مصدر متعة وخبرة محببة) وسوف يحاول في مرات مختلفة من تلقاء نفسه أن يبحث عن هذه المتعة في كل الكتب وخلال كل المراحل التعليمية في المستقبل. 3. الخيال: ويثير النشاط عند معظم الأطفال، لهذا يجب الاستفادة من هذه الخاصية في إشباع خيالهم وإثرائه من خلال البيئة المحيطة بهم المعززة بنشاطات تنشط وتثير وتوجه الخيال عندهم. 4. الانفعالات والمشاعر الداخلية: يلعب الأدب بجميع أشكاله (التمثيل والقصة والرسم) دوراً في تنفيس الطفل عن انفعالاته، فهو يسقط مشاعره وأحاسيسه الذاتية أثناء النشاطات المختلفة.
مجالات أدب الطفل : إن مـن أهم مجـالات أدب الطـفل : التـمثيل ــ الـرسـم ــ الـتلوين ــ القـصة ــ الأنــشودة. ومـن أهـمها أيـضاً : فـن سـرد القـصة وإنشـاد الأنشــودة، حيـث تلـعب المعـلمة دوراً هاماً فـي هـذا المـجال، بينما يتوقف دورها في الرسم والتلوين والتمثيل على الإعداد وتجهيز المواد والإشراف. لهذا سنهتم بالقصة وفن سردها والأنشودة.
أولاً : القصة : إن الأطفال يميلون بفطرتهم إلى القصة، فهي أسلوب ناجح يحقق الكثير من الأغراض التعليمية والتربوية وذلك لأنها من أحب البرامج وأكثرها استهواء للطفل وإمتاعاً له، بجانب أنها تسهم بطريقة فاعلة في نموه وتربيته وتوجيهه، فمنذ طفولته يقبل الطفل على فهم القصة ويحرص على سماعها ويهيم بحوادثها وتخيل شخصياتها، وتوقع ما يحدث من هذه الشخصيات، وعلى المعلمة أن تتجنب الأحداث العنيفة والألفاظ السوقية وكل ما يثير قلق الأطفال.
أهميتها : تكمن أهمية القصة للأطفال في أنها تعتبر وسيلة لإشباع حب الطفل ورغبته في المعرفة حيث يفترض فيها الجديد من الأفكار والأحداث والمواقف وصور الحياة اليومية، وتعمل القصة كمصدر لإثارة انتباه الطفل وتشويقه لما فيها من تعدد شخصيات وترقب للأحداث وتسلسلها.
أهدافها التربوية : 1. التسلية والمتعة والراحة النفسية التي تنتج عن موضوع القصة. 2. تدريب الأطفال على مهارات التواصل وتنمية مهارة الإصغاء والحديث عند الأطفال. 3. التنمية العقلية في تعلم تسلسل الأحداث المنطقي ومعرفة حقائق الأشياء وإكساب الأطفال مفاهيم وقيماً اجتماعية جديدة. 4. تنشيط الخيال والتصور عند الأطفال، كما تساعد القصص على التمثيل وإطلاق المشاعر والأحاسيس على سجيتها. 5. الاسترخاء والراحة الجسمية في طريقة الجلوس. 6. تنمية الطفل لغوياً من خلال تدريبه على التعبير عن ذاته، وتنمية قاموسه اللغوي. 7. تدريب الطفل على الحوار الديمقراطي، واحترام الرأي والرأي الآخر. 8. تنمية القدرات الإبداعية لدى الطفل من خلال المشاركة في رواية القصة. 9. فهم الطفل للآداب المختلفة، مما يكسب الأطفال كثيراً من القيم الذاتية التي يتعرفون إليها من خلال سماعهم للقصص والحكايات المروية. 10. إيجاد ألفة بين الطفل والأدب بوجه عام. 11. معالجة مشكلاته الاجتماعية والنفسية من خلال ما تطرحه القصة من مشاكل.
شروط اختيار القصة : يمكن أن نحدد أهم المعايير أو المواصفات التي يمكن على ضوئها اختيار القصة المناسبة لطفل ما قبل المدرسة عامة وطفل رياض الأطفال خاصة في النقاط التالية : 1. مواصفات موضوعية : ــ مناسبة القصة للمرحلة العمرية والناحية اللغوية للطفل. ــ أن تثير خيال الطفل وتساعده على الانطلاق في عالمه. ــ أن تنتهي القصة نهاية سعيدة عادلة. ــ أن يكون الموضوع مستمداً من البيئة المألوفة. ــ أن يكون في موضوع الكتاب فكرة أساسية واضحة ذات هدف ومعنى ممتع. ــ توفر الحركة والحوار في موضوع القصة. ــ توفر شخصية بارزة في القصة وشخصيات قليلة العدد ليركز الطفل على هذه الشخصيات مع قلة الأحداث. ــ أن تكون الشخصيات مألوفة لعالم الطفل بحيث يتعايش مع أشباهها في عالمه وواقعه. ــ توفير عنصر مفاجأة بسيطة يثير الأطفال ويشوقهم. 2. مواصفات شكلية : ــ الصور واضحة مكتملة ذات ألوان جميلة. ــ المتانة في الغلاف والأوراق الداخلية. ــ صورة الغلاف الملونة الواضحة لتعطي الطفل فكرة واضحة عن الموضوع الذي تعرضه القصة. ــ حجم الكتاب ليشجع الأطفال على حمله وسهولة تقليب صفحاته حيث إن أفضل حجم للأطفال هو الحجم الوسط. ــ الأحرف والكلمات وطريقة طباعتها الجيدة الواضحة مع ملاحظة قلة الكلمات وكثرة الرسوم.
شروط سرد القصة : 1. حب القصة التي ستقرأ للأطفال لتعكس المعلمة هذا الحب وهذه المتعة أثناء السرد. 2. المعرفة المسبقة بالقصة وموضوعها وكلماتها ورسومها المناسبة. 3. الجلسة المريحة في الركن المخصص لقراءة القصة وأفضل جلسة هي نصف دائرة بحيث تتيح هذه الجلسة لجميع الأطفال رؤية الصور عندما تعرضها المعلمة عليهم، ويفضل أن تضع المعلمة الطفل المتحرك والقلق بجانبها لتشعره بوجودها كأن تضع يدها على كتفه أو تمسح على شعره بين فترة وأخرى. 4. أن تعرض القصة في مستوى نظر الأطفال بروية مع إعطاء جميع الأطفال فرصة مشاهدة الصور. 5. على المعلمة أن تحاول جذب انتباه الأطفال وتشويقهم للقصة، فالدعوة للاستماع إلى القصة يجب أن تكون بطريقة مغرية، وينبغي إعطاؤهم فرصة كافية لإنهاء ما بأيديهم قبل الانتقال إلى زاوية القصة حتى لا ينشغل فكر ونظر الطفل بنشاطه السابق. 6. ضرورة استخدام بعض الوسائل المعينة في القصة كالألعاب القماشية والوبرية وبعض الرسومات التوضيحية. 7. النظر للأطفال باهتمام واستعمال طبقات الصوت وحركة اليدين كعناصر تشويقية وتفسير وتمثيل مواقف القصة. 8. استعمال كلمات الكتاب الفصحى مع استبدال الكلمات غير المألوفة بكلمات سهلة وواضحة. 9. مراعاة مدة التركيز عند الأطفال، ولهذا يجب ألا تتجاوز مدة سرد القصة من 7 إلى 12 دقيقة. 10. مشاركة الأطفال أثناء سرد القصة لجلب انتباههم كأن يقلدوا أصوات الحيوانات أو السيارات... 11. تطبيق وتنفيذ القصة بأنشطة مختلفة مثل الرسم ــ التمثيل ــ المعجون... وإعادة سرد القصة والإجابة عن أسئلة المعلمة حولها. 12. تجنب المقدمة الطويلة قبل سرد القصة حتى لا يضيع حماس الأطفال وشوقهم لها. 13. إثارة أسئلة بسيطة واضحة ومحددة حول موضوع القصة، مع ضرورة الإجابة عن أسئلة الأطفال باختصار ووضوح كما وردت في القصة.
أنواع القصص : 1. قصص واقعية (قصص البطولة والمغامرات ــ القصص الفكاهية ــ التاريخية ــ العلمية ــ القصص الدينية). 2. قصص خيالية (قصص الحيوانات ــ قصص الخوارق).
أولاً : القصص الواقعية : * قصص البطولة والمغامرات : كلما ازداد نمو الطفل وتطوره في مجالاته المختلفة، كان أكثر احتياجاً للمثل الأعلى الذي يحتذى به، ومع تطور الطفل عقلياً وباتساع مجال حركته من جهة وخياله من جهة، يبدأ في الانبهار بالمغامرين الذين يجد فيهم متنفساً لطاقته، ومن ثم يتوحد بأبطال هذه القصص مثل تشبهه بأبيه أو معلمه. * القصص الفكاهية : إن هذا النوع من القصص يستهوي الأطفال فينفعلون ويتأثرون بها. مع ملاحظة أن تغرس هذه القصص مثلاً ومبادئ أخلاقية وتنبه أذهانهم وتدفعهم إلى التفكير وتشبع فيهم رغبات إنسانية وتملأ حياتهم بالمرح والانشراح، ومن المهم أن يظل طابع الفكاهة سمة مهمة من سمات أدب الطفل. * القصص التاريخية : تلعب القصص التاريخية دوراً هاماً في تنمية الوعي القومي والانتماء للوطن لدى الطفل، لذلك يفضل أن تقص على الأطفال تلك القصص المرتبطة بخبرات حياتية مر بها أبطال التاريخ. * القصص العلمي : منذ أن خلق الإنسان وهو يحاول اكتشاف الظواهر الطبيعية ومعرفة أسبابها وتفسيرها، وهذه القصص تعتمد على صياغة بعض الحقائق العلمية في تفسير الكون وظواهره في فن سرد القصة. وتهدف القصص العلمية إلى نشر الحقائق العلمية وشرح جوانبها وأهدافها بجانب ما لها من قدرة على إشباع وإثارة خيال الطفل. * القصص الدينية : وتتحدد أهمية القصص الدينية في : 1. تعريف الطفل بعقيدته وتقديم الصور الصحيحة عن الله عز وجل. 2. تعريفه بواجباته نحو الله. 3. تعريف الطفل بسيرة الرسول# والصحابة رضي الله عنهم. 4. تقديم حقيقة الحياة الدنيا، وكيف أنها ممر للحياة الآخرة، التي هي خير وأبقى. 5. ربط تلك القصص بالحياة اليومية عند الطفل وخاصة في سلوكياته، مع ربطها بالأنشطة والخبرات التعليمية المختلفة.
ثانياً : القصص الخيالية : * قصص الحيوانات : تلعب الحيوانات الأدوار الرئيسة في هذه القصص، ويولع الأطفال بهذا النوع من القصص ويرجع ذلك إلى المتعة التي يجدها الأطفال في تقمص أدوار الحيوانات في لعبهم الإيهامي، ويمكن توظيف قصص الحيوان في صياغة الأفكار الأخلاقية والاجتماعية والسلوكية بجانب ما يمكن تقديمه من معلومات علمية مفيدة. * قصص الخوارق : هي القصص التي تعتمد على أبطال لهم قدرات خارقة للطبيعة البشرية يأتون بأفعال معجزة، وتنمي هذه القصص خيالات الطفل. ويجب مراعاة الحالة النفسية للطفل عند سرد القصة ويفضل الحذر من هذا النوع من القصص لأنها تولد لدى الطفل الرغبة في التقليد والاكتشاف.
أساليب سرد القصة : عادة ما تعتمد المعلمة في رواية القصة على قدرتها الذاتية في رواية قصص الأطفال، لكن هناك بعض الوسائل التي يمكن أن نستخدمها في سرد القصة ولها آثار طيبة في نفوس الأطفال لأنها : ــ تجذب انتباههم أثناء سرد القصة. ــ تستخدم كشخصيات لأحداث القصة. ــ تمثل عاملاً مساعداً ومثرياً للقصة. وبعض هذه الأساليب ذات جذور شعبية، وبعضها الآخر مستحدث. ومن هذه الوسائل : 1. سرد نص القصة مباشرة من كتاب : ويفضل أن تتم القراءة من كتاب كبير مزدان بالرسومات الملونة الواضحة. 2. الرواية الشفوية للقصة دون كتاب : وتنمي هذه الطريقة عند الأطفال القدرة على التركيز في الاستماع والإصغاء الجيد دون مساعدة الصور، وعلى المعلمة أن تحاول تقليد الأصوات وتمثيل الشخصيات والتنويع في نبرات الصوت لأن فهم الأطفال يتوقف على قدرتها في ذلك. 3. سرد القصة باستخدام الخيوط : تعتبر الخيوط واحدة من الوسائل القديمة التي استخدمها الإنسان للمعرفة قبل الكتابة، ويجب أن تكتسب الخيوط اسماً رمزياً، كما قد ترتبط الخيوط بأشكال النجوم والنباتات والأشياء الطبيعية. وعند استخدام الخيوط يجب أن يتم استخدام الأطوال المناسبة والخيوط ذات الألوان المختلفة لتمييز الشخصيات بسهولة. 4. سرد القصة باستخدام الأصابع : وهي طريقة تجعل الطفل يشارك باللعب بالأصابع في تشكيل يعبر عن مضمون القصة المروية خاصة لدى الأطفال الذين تتراوج أعمارهم ما بين سنتين وثلاث سنوات. وعادة ما يكون النص منغماً ذا إيقاع بسيط يساعد على تثبيت الألفاظ في ذاكرة الطفل. 5. توزيع أدوار شخصياتها : تروي المعلمة القصة، وتوزع أدوارها على الأطفال، ويقوم الأطفال بإعادة روايتها حسب تسلسل الأحداث في القصة. 6. سرد القصة باستخدام العرائس والمجسمات : وهي طريقة تستخدم فيها العرائس أو الدمى المصنوعة من القماش أو الخامات الفنية المختلفة، وتعبر عن شخصيات الحكاية المروية وهناك النماذج الجاهزة الصنع من البلاستيك للحيوانات أو الأشخاص التي يمكن استخدامها. 7. سرد القصة باستخدام الآلات الموسيقية : يمكن استخدام الآلات الموسيقية عند سرد القصة أو الموسيقى المسجلة لإضفاء متعة وإبهار لشكل السرد. 8. أسلوب الخيال والظل : وهي عبارة عن صندوق وعدد من الشخصيات التي يسلط عليها الضوء فتكبر وتعكس ظلاً معيناً ويمكن استخدام اليد بتكوين الشخصيات، إن هذه الطريقة محببة للأطفال وخاصة عند تحريك الشخصيات. 9. استخدام الوسائل التعليمية الحديثة : * اللوحة الوبرية : وتتم بتجهيز عدد من الصور المعبرة عن شخصيات القصة ولصقها حسب تسلسل القصة على اللوحة بعد تجهيزها بخلفية تناسب أحداث القصة. وهذا الأسلوب يساعد المبتدئين في سرد القصة على اكتساب مزيد من الثقة والأمان أثناء سرد القصة، ويبعد عنهم الإحساس بالخوف من نسيان جزء من القصة أو عدم انتباه الأطفال لهم. * ألبوم الصور : وتستخدم مجموعة متعاقبة من الصور تجمع في تسلسل يرتبط بتسلسل أحداث القصة. ويمكن رسم الصور باليد أو التقاط صور حقيقية تعبر عن أحداث القصة. * رسم القصة على مجموعة من اللوحات التي تجمع على شكل شريط كبير، يدور حول محور بشكل أسطوانة يمكن طيها وفردها ليتسنى عرض المشاهد المتعاقبة لأحداث القصة. يتم وضع شريط الصور بعد تثبيت طرفيه بمحورين داخل صندوق من الكرتون له فتحة أمام الأطفال ليشبه التلفزيون وبإدارة أحد المحاور يتم فرد الصور وعرضها أثناء سرد القصة. * الرسم أثناء سرد القصة : تقوم المعلمة برسم القصة أثناء سردها أو بدعوة رسام متمرس في يوم مفتوح للأطفال لرسم القصة أثناء سردها. مثل هذا النشاط الإبداعي المثير يدفع الأطفال لمحاكاة ورسم أشكال بسيطة أثناء فترة الرسم الحر. * أجهزة العرض الضوئية (الداتاشو) (البروجكتر) حيث تقوم المعلمة بتجهيز أحداث القصة وعرضها باستخدام هذه الأجهزة. * استخدام كتب التلوين : وذلك بتجميع صور من الكتب الخاصة بالتلوين وتأليف قصة تناسب تلك الصور، ثم القيام بتلوين القصة وإخراجها.
ثانياً : الأناشيد : تعتبر الأناشيد والتنغيم من أهم الفنون التي يستجيب لها الطفل في فترة مبكرة من حياته لأنها تساعد الأطفال على سرعة الحفظ، كما تشجع النغمات الإيقاعية الطفل المتلعثم في الكلام أثناء الأناشيد، ويميل الأطفال إلى التنغيم والإيقاع ويمتلكون ميلاً فطرياً لذلك، وقد أخذ النشيد طابعاً منهجياً حين دخل إلى كتب الأطفال بطريقة هادفة ومفيدة وموجهة لنفع الأطفال لتحقيق الفوائد التربوية المرجوة. وهكذا يساعد النشاط الموسيقي الجوانب الأخرى المعرفية والوجدانية والحركية، أي أنه ليس نشاطاً قائماً بذاته، وتشتمل الأناشيد على الغناء والتصفيق والألعاب الحركية المختلفة.
أهداف الأناشيد في رياض الأطفال : 1. تنمية حب التنغيم والإنشاد عند الطفل وتذوق الشعر. 2. تنمية قدرة كل طفل على استخدام صوته. 3. تهيئة الفرصة للأطفال للتعبير عن أنفسهم. 4. ترغيب الأطفال في اكتساب المهارات التعليمية عن طريق إنشاد الأنشودة. 5. المساهمة في تخليص الطفل من التمركز حول ذاته. 6. مساعدة الطفل على التكيف مع الظروف التي يمر بها. 7. تنمية الذوق والحس الأدبي لدى الأطفال وجعلهم يشعرون بالمعاني الجميلة ويتعودون سماع العبارات الأدبية المسجوعة. 8. صقل مواهب الأطفال وإبداعاتهم. 9. غرس الفضائل والقيم والاتجاهات السلوكية والدينية السليمة. 10. تدريبهم على النطق اللغوي السليم. 11. جلب البهجة والسرور والمرح إلى أنفسهم.
شروط اختيار النشيد للأطفال : 1. يحب الأطفال الأغاني الموزونة ذات النغم واللحن البسيط. 2. أن تناسب المرحلة العمرية التي يمر بها الطفل في الروضة. 3. أن تكون ملحنة ذاتياً أو سهلة التلحين. 4. اختيار الأغاني المرتبطة بأحداث وأشياء مألوفة. 5. اختيار الأغاني التي تتصل بالخبرات التي يتعلمها الأطفال. 6. أن تكون سهلة الألفاظ للحفظ والترديد. 7. أن تراعي انفعالات الأطفال الشخصية والنفسية. 8. التركيز على ميول الصغار واهتماماتهم المستمدة من حياتهم الخاصة. 9. التركيز على المبادئ التي تدعو إلى الإيمان والمحبة والصداقة وإلى كثير من المثل والقيم والاتجاهات الحسنة. 10. التركيز على المرح وما يبعث على الراحة والبهجة في النفوس.
أنواع الأناشيد : 1. النشيد الديني : وهو النشيد الذي يركز على تعلم الطفل العقيدة الإسلامية ومعرفة الخالق سبحانه والتعرف على صفات رسوله، وأركان الإسلام، ومن أمثلة أناشيد الأطفال الدينية : أنـا إنـسـان أنا إنسان لي عينـان أقرأ بهمـا في القرآن أنا إنسان لي أذنـان أسمع بهمـا كـل أذان أنا إنسان لي رجلان أمشي بهما في اطمئنان شكراً لله الرحمــن فالله يجازي من يشكـر
أهـلاً رمـضـان أهلاً وسهلاً يا رمضان شرفت يا شهر القرآن يـا أيـهـا النـائــم قـم وحــد الدائــم المسـلــم الصائــم فـي ليـله قــائــم والله يهديه الغفران
محمد نبينا محمد نبـينـا أمـه آمنـة أبوه عبـد الله ما مـا رآه جـده اللي ربـاه أبو طالب عمه كان يدافع عنـه السيدة حليمـة مرضعـة نبينـا ولد في مكـة مات في المدينة صلى الله عليه وسلم
الشجرة انظر لتلك الشجرة ذات الغصون النضره كيف نمت من حبة وكيف صارت شجره ذاك هــو اللـه الذي أنعمـه منهمـره ذو حكمة بالغــة وقــدرة مقـتــدره 2. النشيد الوطني : وهو النشيد الذي يحث الطفل على التعلق بأرضه ووطنه والانتماء إليه والدفاع عنه. 3. النشيد الاجتماعي : ويركز على تنمية الروح الاجتماعية عند الأطفال، وتعريفهم بآداب التعامل والحديث. 4. النشيد الترفيهي : ويسعى إلى إدخال البهجة والسرور إلى قلوب الأطفال. 5. النشيد الوصفي : ويركز على وصف الطبيعة ويربط الأطفال بما يحيط بهم من مظاهر طبيعية. 6. النشيد الحركي : يساهم في تنمية الثقة لدى الطفل وفي تقبله للآخرين وخروجه من التمركز حول نفسه ليتأقلم ويحب الآخرين.
فوائد الأغاني والأناشيد : 1. الناحية البدنية : يعتبر النشيد نوعاً من التدريب للجسم والعضلات الصوتية حيث ينمي المرونة والقوة والنشاط والحيوية. 2. الضبط والعمل داخل الروضة : ينمي النشيد عند الأطفال السير والخروج من الروضة وإلى الصفوف في نظام. 3. الناحية العقلية : ينمي الحس الإبداعي عند الأطفال ويعرفهم بما هو جدير بالتأمل والإعجاب بالإضافة إلى ما يحمله من أفكار جديدة. 4. الناحية الأخلاقية : عنصر النشيد من عناصر السمو الأخلاقي، يدفع إلى حب الحياة وحب الناس ويكسب الطفل السلوكيات الخلقية الحسنة والعادات والقيم الفاضلة. 5. الناحية اللغوية : يصقل النشيد لغة الطفل ويساعده عى النطق والأداء الصحيح ويزيد من قاموسه اللغوي والمعرفي. 6. الناحية النفسية : يعالج النشيد الخجل والانطواء والعزلة ويعطي الطفل الجرأة والقدرة على مشاركة الجماعة.
كيف تعلمين الأناشيد : 1. أن تستخدمي حركة الأيدي والأصابع. 2. قيامك بحفظ النشيد أولاً. 3. وزعي أدوات موسيقية بسيطة على الأطفال. 4. رددي مع الأطفال الأغنية من ثلاث إلى أربع مرات.
شروط نجاح الأناشيد : * اجتماع الأطفال في غرفة التعلم. * وجود مساعدة للمعلمة في التنظيم والإعداد. * خبرات الأطفال السابقة. * خبرات المعلمة ومهاراتها الفنية. * توفير الإمكانات المادية مثل الإكسسوارات والملابس ومسرح العرائس. * مراعاة خصائص نمو الطفل العقلية والنفسية والاجتماعية واللغوية. * التركيز على فكرة واحدة قدر الإمكان. * أن تكون قريبة من بيئة الطفل.
المعينات التربوية والأجهزة : * عرائس يد * مسرح العرائس. * جهاز تسجيل. * جهاز العرض العلوي. * جهاز التلفزيون. * أدوات وخامات مختلفة من البيئة. * صور لمناظر مختلفة. ________________________________________ المراجع
1. مرشد المعلمة برياض الأطفال : علي أحمد لبن. 2. فن رواية القصة وقراءتها للأطفال : د. كمال الدين حسين. 3. دليل المعلمة لمرحلة رياض الأطفال : د. هيفاء أبو غزالة، د. أحمد بلقيس، د. عبد الفتاح أبو معالي، أ. رباب القبج، أ. ليلى الصايغ. 4. مرشد مشرفات الحضانة ورياض الأطفال في العقيدة والسلوكيات الإسلامية : محمد كمال عبد الصمد. 5. التربية واستراتيجياتها في رياض الأطفال : د. علي الحبيب. 6. دليل البرامج والنشاطات لطفل ما قبل المدرسة : ساهرة النابلسي. ________________________________________ (*) موجهة رياض الأطفال بقطر.
ورقة عمل مقدمة إلى : ورشة العمل الأقليمية - "نحو استراتيجية إسلامية موحدة لرعاية الطفولة المبكرة"، المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة وجمعية الدعوة الإسلامية العالمية، في دولة الكويت في الفترة من 5 إلى 8 سبتمبر 2004م