|
110764501 زائر
من 1 محرم 1425
هـ
|
|
|
الدراسات والبحوث
|
تحضير الجو التعليمي - التدخل المبكر |
الكاتب : . |
القراء :
16424 |
التدخل المبكر الجزء الثاني : الفصل الأول : تحضير الجو التعليمي - التدخل المبكر -أهمية التدخل المبكر -أهمية مشاركة الأهل والمدرسة في برنامج النمو -كيف يتربى الإنسان ويتعلم -الغاية في تربية وتعليم المصابين بالتوحد -تحضير الجو التربوي والتعليمي -الأبعاد الثلاثية للعملية التربوية -تنظيم قاعة الدرس متعددة الأغراض -وضع الخطة والمنهاج التعليمي الفردي التدخل المبكر Early Intervention ما هو التدخل المبكر ؟ التدخل المبكر هو عملية تقديم الخدمات الطبية والتربوية والعلاجية الطبيعية والوظيفية والنطقية من خلال تصميم برامج تربوية فردية بالأطفال ذوي الحاجات الخاصة الذين هم في السنوات الست الأولى من أعمارهم . ويستخدم مصطلح التدخل المبكر بديلا عن مصطلح الوقاية الذي كان شائعا في الستينات والسبعينات وكان التصور في ذلك الوقت ان التربية التعويضية هي نظام يمكن من خلاله مساعدة الأطفال الذين ينمون في بيئة غير ملائمة على النجاح في المجتمع العادي ، وكان ينظر إلى هذه المساعدة على انها تقي او تمنع تأثير المتغيرات السلبية والتدخل المبكر هو مجموعة إجراءات منظمة تهدف إلى تشجيع أقصى نمو ممكن للأطفال دون عمر السادسة ذوي الاحتياجات الخاصة ، وتدعيم الكفاية الوظيفية لأسرهم . ومن ثم الهدف النهائي للتدخل المبكر وهو تطبيق استراتيجيات وقائية لتقليل نسبة حدوث الإعاقة أو درجة شدتها . مبررات ضرورة التدخل المبكر يوجد العديد من المبررات التي تدعو إلى ضرورة تقديم برامج التدخل المبكر لمساعدة الأطفال ذوي الحاجات الخاصة بطريقة أقرب ما تكون إلى العادية . وهذه المبررات ليست نابعة من مصادر عاطفية تجاه هؤلاء الأطفال ، كالعطف او الشفقة أو حتى الحب ، ولكنها تعتمد على نظريات النمو الانساني التي تحدد العوامل التي تيسر او تعوق نمو الأطفال ، وعلى البحوث الميدانية في مجالات مختلفة ، مثل خصائص هؤلاء الأطفال وتأثير الحرمان المبكر من الاستثارة ، أو الفوائد المباشرة لبرامج التدخل المبكر على الطفل والأسرة والمجتمع . ومن أهم المبررات للتدخل المبكر كما أوردها هانسون وبيترسون Hanson & Petrson 1987) هي : 1-التعلم المبكر أساس التعلم اللاحق: إذ تؤكد معظم نظريات النمو على العلاقة الوثيقة بين السنوات الأولى للعمر والنمو اللاحق ، فالوقت الذي يمر بين ميلاد الطفل والتحاقه بالمدرسة له دلاله خاصة في عملية النمو الإنساني حيث تتشكل أنماط التعلم والسلوك الأساسية التي تضع الأساس بكل مجالات النمو اللاحق . 2-مفهوم الفترات الحرجة : تشير نتائج الدراسات إلى وجود فترات حرجة أو حساسة للتعلم ، وتعتبر السنوات الأولى أهم مرحلة توجد بها الفترات الحرجة ، والفترة الحرجة هي الوقت الذي يجب ان تقدم فيه مثيرات معينة أو تحدث خبرات خاصة لكي يظهر نمط معين اكثر قابلية واستجابية لخبرات التعلم وتكون المثيرات البيئية أكثر قوة في إنتاج أنماط معينة للتعلم وبالتالي يحدث التعلم بصورة أكثر سرعة وسهولة . 3-مرونة الذكاء والسمات الإنسانية الأخرى: أن الذكاء وباقي الإمكانات الإنسانية الأخرى ليست ثابتة عند الميلاد ولكنها تتشكل إلى حد كبير بالمؤثرات البيئة ومن خلال عملية التعلم. فالعوامل البيئة هي قوى فاعلة في تشكيل طبيعة كل إنسان، وهي تضم الرعاية الجسمية والتغذية، وأساليب تربية الطفل، نوعية وكمية الاستثارة الموجودة، المناخ الانفعالي في المنزل والفرض التربوية المتاحة لتعلم الطفل. ومن أهم العوامل التي تؤثر على الطفل زيادة او نقصان على سبيل المثال هي: مستوى تعليم الوالدين، ومدى تشجيع التحصيل الدراسي توفير الخبرات التربوية داخل المنزل وخارجة، البيئة المعرفية في الأسرة. 4-تأثير الظروف المعوقة أو الخطرة على الطفل : ان الظروف المؤثرة على الطفل الصغير يمكن ان تعيق عملية النمو والتعلم إلى الدرجة التي قد يصبح فيها العجز الأصلي أكثر شدة ، أو قد تظهر لدى الطفل إعاقات ثانوية . فالعجز يمكن ان يعرقل عمليات التعلم العادية عن طريق إعاقة بعض الأساليب للتفاعل مع البيئة ومثالا على ذلك فإن ضعف التواصل والتفاعل الإجتماعي يعرقل عملية التعلم بشكل كبير عند الطفل التوحدي . 5-تأثير البيئة والخبرات الأولية على النمو : ان نوعية بيئة الطفل ونوعية خبراته الأولية لها تأثير كبير على النمو والتعلم ، وعلى قدرة الطفل على تحقيق واستغلال كل إمكاناته وقدراته . وتتحدد نوعية البيئة والخبرات بمدى توافر الاستثارة المتنوعة والمواقف المتجددة، وهي عامل يحتل أهمية خاصة لدى الأطفال المعاقين ، لأنها تساعد في تحديد إلى أي مدى سيتحول العجز إلى إعاقة والي أي مدى سيعطل عملية النمو العادي والي أي مدى يستطيع هؤلاء الأطفال الحصول على وسائل للقيام بالأنشطة التعليمية التي تتوافر عادة لأقرانهم العاديين . 6-نتائج التدخل المبكر : تستطيع برامج التدخل المبكر ان تحدث فرقا واضحا في التطور النمائي للأطفال الصغار ، وهي تفعل ذلك بدرجة أسرع من جهود العلاج المتأخر الذي يبدأ مع التحاق الطفل بالمدرسة ، كما انها تقلل من احتمالات ظهور إعاقات ثانوية عند الطفل ، وان تزيد فرص اكتساب المهارات النمائية التي تتأخر ولا يتعلمها الطفل . 7-احتياجات أسرة الطفل المعاق : تتساوى أهمية التدخل المبكر للطفل المعاق مع أهميته لأسرته بكامل أعضائها لأن العلاقة بين سلوك الطفل وسلوك الأهل علاقة دائرية فعندما يصبح الطفل اكثر استجابية وسهل القيادة فإن دور الأهل يصبح أقل عبئاً وفي المقابل تكون الأهل أكثر مهارة وثقة في كونهم معلمين ومربين. وكذلك لدى الأهل للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة العديد من الخدمات التي يمكن لبرامج التدخل المبكر تلبيتها ومنها، وبالتالي يزداد احتمال اكتساب الطفل للمهارات النهائية والتكيفية. أ- تقديم دعم للآباء خلال الفترة التي تكون مشاعرهم والضغوط حول عجز الطفل في أقصى درجاتها. ب- مساعدة الأهل في اكتساب المهارات اللازمة للتعامل مع الاحتياجات المتوقعة لطفلهم المعاق فالأهل قد لا يستطيعون القيام بشكل مناسب بوظيفة تربية طفل معاق بسبب جهلهم للتقنيات أو لوقوعهم تحت ضغوط كبيرة نتيجة الأعباء الكثيرة التي تتطلبها. الفوائد الاقتصادية والاجتماعية للتدخل المبكر : اذا كان التدخل المبكر يمكن ان يقلل من أعداد الأطفال الذين يحتاجون إلى خدمات التربية الخاصة في المدارس أو يقلل من هذه الخدمات ، وإذا كان اتخاذ الإجراءات الوقائية يمكن ان يقلل عدد الأشخاص الذين يهتمون بهذه الفئة نسبة للكلفة العالية للمربين والمختصين في هذا المجال . فإذا كان ذلك صحيحا فإن التدخل المبكر يستطيع توفي مبالغ طائلة يمكن استخدامها لتقديم المزيد من خدمات التربية الخاصة إلى المزيد من الأشخاص في المجتمع . أهمية مشاركة الأهل والمدرسة في برنامج النمو تنبع أهمية مشاركة الأهل للمدرسة في تنفيذ البرنامج التربوي لوجود عنصر مشترك بينهما ألا وهو الطفل (Rock Wepp 1977). يعتبر المنزل والمدرسة اثنان من أكثر المجالات المهمة لطفل الصغير فيما يقوم بأداء دوره الوظيفي فيهما حيث يقوم بقضاء معظم وقته في هذين المجالين ولكي تتم مساعدة الطفل وتقديم البيئة التعليمية المناسبة والأكثر فاعلية ، فيجب على المنزل والمدرسة ان يأخذا الدور المشترك معا في جلب المنفعة للطفل . فسوء التعاون والفهم ما بين القوانين وسيلة تساعد تماما على خلق الإحباط والقلق في تنمية الطفل ، فعندما يقوم الأهل بالمشاركة يفهم الطفل على ان والديه يعتنيان به تماما لكي يقوم هو الآخر بالمشاركة ، لذا على المدرسة ان تقوم بلم الوالدين مع الطفل وليس إبعادهم عن بعضهم البعض (Graford 1977) ويقول (sayler 1971) بأن المدرسة والمنزل حلقة متواصلة لديهم هدف مشترك وهو مساعدة الطفل على النمو، فإذا ظهر أي تناقض ما بين المنزل والمدرسة قد يؤدي ذلك إلى الإرباك والقلق لدى الطفل ومن ثم سيكون أقل قابلية للتعلم. فوائد التعاون بين الوالدين والمعلم لا شك بأن الكثير من الفوائد والحسنات كانت قد رصدت على يد الباحثين في موضوع الدور المشترك بين الأهل والمدرسة وتبين ان تلك الفوائد قد وزعت على جميع المشاركين في العملية التربوية كالتالي : أ- فوائد تعود على الطفل ب- فوائد تعود على الأهل ج- فوائد تعود على المعلم د- فوائد يمكن ان تجنيها المدرسة والمجتمع . أ- الفوائد التي تعود على الطفل : 1-ان التعاون بين الوالدين والمعلم له تأثير ايجابي على التحصيل العلمي والأكاديمي للطفل وزيادة فرص التجاوب في المدرسة فمشاركة الأهل تزيد من عدد الأشخاص الذين يعملون مباشرة في برنامج النمو الخاص بالطفل (Kroth & Scholls 1978) . 2-بما ان تدريب الاهل على التعامل مع الطفل يقربهم أكثر من طفلهم وبالتالي فإن سلوك الطفل ايضا قد يتغير بصورة إيجابية (Kelly) . 3-عندما يقوم الأهل والمعلمون باستخدام الأساليب التعليمية المماثلة ، لا شك ان ذلك سيزيد من اهتمام تعميم الطفل للمعرفة والمهارات التي تعلمها في المنزل والمدرسة ومن ثم يقوم بتطبيقها في المجتمعات الأخرى (Hymes 1974). 4- الأهل والمعلمون الذين يقومون بالعمل المنظم في طرق تعديل السلوك والمهمات المحددة يزيد من احتمال تعلم الطفل لها ويحميه من القلق والإرباك والإحباط ، وكما أنه يخفض من احتمالية وقوع الطفل ككبش فداء ما بين التناقض والاعتراض الذي يحصل عادة بين الأهل والمعلم . 5-ان اهتمام الاهل ومشاركتهم الإيجابية يؤدي إلى شعور الطفل بالأمل وقد قال (Auberbach 1968) يشعر الأطفال بفخر بأن يكون لآبائهم دور في تربيتهم . 6-ان التواصل المتكرر ما بين الأهل والمعلمين له مردود ايجابي في مناقشات إيجابية عن الطفل بدلا من التعارض والتناقض فيما بينهما والذي يؤدي لوقوع الأزمات والمشكلات. 7-إن التعاون ما بين الأهل والمعلم يتيح 24 ساعة يوميا و 365 يوما في السنة من المتابعة والفرص التي تساعد على نمو الطفل ، هذا البرنامج الشامل مطلوب بشكل أساسي وخاصة مع الأطفال الذين يعانون من إعاقات شديدة . ب- الفوائد التي تعود على الأهل : 1- ان المشكلة في تعليم الطفل تساعد على تحقيق مهامهم الاجتماعية و الأخلاقية في مساعدة الطفل على النمو الكامل بقدر الإمكان . 2- ان العمل مع المعلمين يساعد الوالدين على تغيير سلوكهم حسب ما يتطلب الأمر ، وتحسين القيمة التربوية الأسرية عن طريق التعرف على الأفكار والأنشطة المناسبة لطفلهم. 3-بالتعاون المتماسك يقوم الآباء بتقبل المعلمين على أساس حلفاء لهم في بذل المساعي لتنمية الطفل. 4-تعليم الوالدين يزيد من كفاءتهم في ان يكونوا معلمين أساسين في تعليم الطفل في المنزل ، فيتعلم الوالدين أساليب التعليم الفعالة وإدارة السلوك ومهارات التواصل الناجحة. 5-مشاركة الوالدين قد تخفض من حدة المشكلات الشخصية والأسرية المتعلقة بصعوبات تربية الطفل ذي الاحتياجات خاصة. 6-ينشأ لدى الوالدين تقديرا أفضل لطفلهم وما يتصف به من جوانب القوة والضعف عبر المشاركة مع المعلمين ومع عائلات اخرى لديهم نفس المشكلة . 7-يصل الوالدين إلى رؤية واضحة إلى ان المعلمين يمثلون المصدر الجاهز ، والمتوفر لمساعدتهم في حل المشكلات الجديدة التي قد تطرأ أثناء سنوات المدرسة للطفل ذي الاحتياجات الخاصة . ج- الفوائد التي تعود على المعلم : 1-ان المشاركة الوالدية تزيد من فهم المعلمين للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وظروف حياتهم ، كما ان المعلمين يكسبون معلومات مهمة عن المشاكل الشخصية الحالية للطفل والوضع الأسري والمنزلي تجاه هذا الطفل . 2-يتعلم المعلم كيف ينظر إلى الوالدين كأفراد يتصفون بالاحترام والفهم …وكما انهم قادرون على دعم جهود الآباء في المنزل ومن ثم تحسين الخبرة المدرسية للطفل ايضا . 3-يتلقى المعلمون الحوافز المعنوية وعبارات الشكر على جهودهم من الوالدين وبالتالي شعورهم بالفخر وبهويتهم . 4-تتيح مشاركة الوالدين فرص اكثر لعمل المعلمين مع الطفل لكي ينجح ، ويستطيع المعلمون ان يساهموا مع الوالدين في المسؤولية التعليمية وزيادة الفرص للتعليم الفردي ، ويكسب المعلمون من زيادة التماسك بين المنزل والمدرسة . 5-تأخذ مشاركة الوالدين منحى التواصل الإيجابي ما بين المعلم والوالدين وتخفض من التواصل السلبي أو سوء الفهم . د-الفوائد التي يمكن ان تجنيها المدرسة : 1-تكسب المدرسة من المجتمع الاعتراف بتفوق وامتياز البرنامج التربوي التعليمي . 2-العلاقات الإيجابية المبنية على أساس الثقة المتبادلة ما بين الوالدين والمدرسة تؤدي إلى انخفاض الاحتمالات الخاصة بالاحتجاجات المتبادلة . 3-يستطيع الوالدين ان يخدموا كوسائل دعم ومساندة لكسب الإعانات المادية والبشرية وجميع التسهيلات الضرورية واللازمة لتحسين الخدمات المقدمة للأطفال. 4-يستطيع الوالدين من خلال دورهم التكميلي لفريق عمل المعلمين ان يدعموا جهود المدرسة في توفير البرامج الفردية . 5-مشاركة الوالدين تؤدي إلى زيادة اعتبارات واهتمامات المدرسة بالطفل ذي الحاجات الخاصة . 6-يستطيع الوالدين المساهمة بأفكار مفيدة لإعداد وتحسين برامج التربية الخاصة والمدارس العامة . 7-يستطيع الوالدين تنسيق التعاون ما بين المدرسة والمؤسسات الأهلية ، والمؤسسات الحكومية في اعداد البرامج المناسبة للأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة . كما يمكنهم تجنيد وتوفير مصادر الدعم .
كيف يتربى الإنسان ويتعلم ؟ ان الإدراك لدى الإنسان ينطلق من الإحساس المادي لموضوع ما، وأما الواسطة للوصول إلى تلك الأحاسيس فيكون عبر الحواس وهي كما يلي : o حاسة اللمس : وهي الحاسة الأوسع مساحة والأكثر استغلال عند الإنسان منذ ساعات ولادته الأولى وهي التي تنقل له الإحساس بالخشن والناعم ، والرطب والجاف والمؤلم ، الحار والبارد ، القاسي والطري . o حاسة الشم والتذوق : وهما حاستان يمكن عن طريقهما الإحساس بالمذاق ، والروائح ، النكهات والتي لها علاقة مباشرة بالكثير من الأمور السلوكية والفكرية. o السمع : وهي المدخل الأساسي لجميع الاستقبالات الصوتية وتشكل عنصرا هاما في التمهيد للتعلم على النطق عن طريق تقليد الأصوات التي نسمعها ومنها نبدأ ببناء اللغة في طريقنا لتوليد عملية التواصل والتكيف والعبير . o البصر : وهي الحاسة الحاسمة بشكل قاسي لوصول المعلومات والصور والأشكال والألوان والخصائص وعندها قدرة هائلة على التنقل والتعرف والتمييز ولا يغيب عن بالنا ان عملية التطور والنمو والتراقي هي عملية غير محدودة عند الإنسان واكتساب المعرفة هي عملية فكرية تحليلية دائمة الحصول وعلى علاقة وثيقة بالواقع والبيئة المحيطة وليست عملية آلية أو ميكانيكية أو مجرد استجابات سطحية كما غيرها من الكائنات الحية . الغاية في تربية المصابين بالتوحد اذا جمعنا جميع آراء أصحاب المدارس الفلسفية التربوية لوجدنا ثلاثة من القواسم المشتركة وهي المراحل التي ينجزها الفرد في حياته والإنجازات المرتقب توقعها وظيفيا . 1-الاستقلالية التامة في تصريف شئون الحياة اليومية في السنوات الأولى من الحياة . 2-اجتياز المرحلة والبرامج المدرسية والنجاح فيها ببلوغ سن الرشد . 3-الولوج إلى الحياة العامة والشروع بالتفكير بالاستقلال المادي والحياة الفردية . ولكن إذا أردنا تحديد الغاية في تربية وتعليم المصابين بالتوحد سوف نضع هذه الأولويات نصب أعيننا . 1-الاستقلالية التامة تبدأ من ممارسة النشاطات الحيوية من طعام وشراب وارتداء وخلع الملابس والمحافظة على النظافة وما إلى ذلك ، يلي ذلك الاستقلالية في تناول وتحضير الشراب والطعام وكافة أعمال التدبير المنزلي والتزام آداب المائدة وسلوكيات الإضافة والاستضافة داخل وخارج المنزل . 2-إعداد البرامج لإكساب المصابين بالتوحد الحد الأقصى الممكن التي تتيحه إمكاناتهم في المجال الأكاديمي المدرسي والتركيز على ضرورة تزويدهم بمهارات القراءة والكتابة والرياضيات ، وذلك لمساعدته وتمكينه من قراءة الأسماء والعناوين اللوحات العامة وقوائم التبضع وما إلى ذلك والرياضيات ليتسنى له التصرف بالأموال التي بحوزته أو ترجمة قيمة الأموال إلى بضائع واحتساب الأوزان والوقت بالساعات والأيام والأشهر والمسافات البعيدة والقريبة وما إلى ذلك . 3-كل هذا بالإضافة إلى مساعدتهم على ان ينمو نموا متكاملا في جميع النواحي الجسمية والعقلية والوجدانية إلى أقصى حد تمكنهم منه قدراتهم واستعداداتهم ودرجة إعاقتهم . 4-تنمية الثقة بالنفس لديهم وإدراكهم ان نجاحهم بالحياة يتوقف إلى حد ما على فهمهم لأنفسهم ، وانهم قادرون على مواكبة مسيرة الحياة . 5-رعاية صحتهم النفسية عن طريق الأنشطة والألعاب التربوية التي تساعد على الشعور بالأمن وتنمية الثقة بالنفس . 6-مساعدتهم على تحقيق الاستقلال الاقتصادي ولو نسبيا بتأهيلهم مهنيا مناسبا . 7-تمكينهم من التكيف والتوافق الانفعالي والشخصي في الأسرة والمجتمع عن طريق توطيد العلاقة بين المدرسة والأهل . 8-تنمية الوعي الصحي لديهم وقاية وعلاجا واكتسابهم العادات الصحية السليمة وقواعد الأمن والسلامة . 9-تنمية القدرة على التعامل مع الآخرين عن طريق اشتراكهم في المواقف والخبرات الاجتماعية والمناسبات المتكررة . 10-مساعدتهم على استثمار أوقات فراغهم استثمارا قويما عن طريق برنامج من النشاطات المتنوعة .
تحضير الجو التربوي التعليمي لابد من تجهيز الجو التعليمي ماديا وتقنيا وبشريا بحيث يكون بالإمكان الاستجابة لحاجات التلميذ بحدها الأقصى . 1. المؤثرات وحيوية الجو التعليمي : من المفترض ان يكون المناخ والمحيط التعليمي (قاعات التدريب والتعليم) مجهزة ومؤهلة بشكل كاف بكل ما في شأنه استثارة اهتمام الطفل ودفعه بشكل طوعي للتعرف والعبث واللعب .. ونركز هنا على نوعية تلك المواد والألعاب التربوية وليس على كميتها ، فكثرة الألعاب دون مراعاة النوعية غالبا ما تؤدي إلى الضياع والغموض حيث ينتقل التلميذ من لعبة إلى أخرى بشكل دائم دونما انتباه او تركيز ليعاود الكرة ويمر على الألعاب مجددا دون اكتساب أي مهارة جديدة وقلة الألعاب ايضا لها سيئاتها وغالبا ما تدفع التلميذ إلى الملل والضجر دون ما نتيجة. أما تزويد الصف بالموارد والتجهيزات التربوية المناسبة وبطريقة هادفة ومدروسة فمن شأنه ان يجعل عملية التربية والتعليم متعة للمربي والتلميذ معا في آن واحد، إضافة إلى تزيين قاعة الصف بما يتناسب مع البرامج المقررة في تلك الفترة الزمنية وللوصول إلى أهداف فصلية وغايات سنوية مدرجة في منهاج التلميذ لتلبية حاجاته التربوية . 2. الاشتراك الفعال في عملية التربية : ذلك من شأنه ان يجعل التلميذ معنيا ومشاركا في ممارسة النشاطات بشكل تطبيقي وعملي مشدودا إلى متابعة النشاط وعلينا التركيز ان التربية والتعليم ليست مجرد تلقين شفهي وإرشادات بل هي ابعد من ذلك وخاصة المصابين بإعاقات عقلية إن التدريب العملي والتطبيقي في نشاطات هادفة تتكرس بنتيجتها تدريجيا شخصية ذلك التلميذ وتبدأ معلم الهوية الفردية بالظهور عبر إنجازات فردية . 3. الحرص على عملية الاكتشاف : على المربي أن يجعل فترات التربية والإعداد ممارسات مرنة متحركة وفعالة وذلك ضمن البرنامج المكرر فكثيرا ما يطرأ خلال الحصة التعليمية المكررة مواضيع جديدة وبعيدة كل البعد عن ما هو مقرر تمكن المربي ان يلجأ خلالها إلى تعريف التلميذ على أشياء أو مواضيع جديدة تغذي مخزونة في المعلومات . 4.الأسس التربوية المناسبة : أ. جعل المواد التربوية ووسائل الاكتشاف قريبة وسهلة المنال وميسرة الوصول اليها ، كالأدراج والأقلام والمفاتيح واللعب والصناديق وسوى ذلك في وسائل المشاركة بالنشاطات وخاصة لمحدودي القدرة على التحرك . ب. يتوجب إعداد المناخ التربوي التعليمي بحيث تكون عوامل التشتت محدودة فيصعب على التلاميذ التركيز ومتابعة الانتباه لاكتساب مهارات أو قدرات جديدة (وخاصة المشتتات السمعية والبصرية). ج. التعليم بالاكتشاف : وذلك يجعل عملية التعلم في البيئة المحيطة عن طريق التجربة وذلك ليتمكن التلميذ من اللمس والإحساس بطريق الصواب والخطأ وذلك بعد تكرار النشاط المطلوب ، وعلى المدرب ان يعير انتباه أكبر للإنجاز الناجح أكثر من اهتمامه وانتباهه إلى الإنجاز الخاطئ . د. غالبا ما يعجز التلميذ عن التفريق ما بين الحكم عليه شخصيا والحكم على عمل ما من إنجازه وكثيرا ما تصدر عن المربي ملاحظات مثل (سامي تلميذ سيئ لأنه كسر الراديو) والأجدى بالمربي التذكر بأن سلوك سامي كان سيئ وليس سامي غالبا ما يصاب أمثاله بدونية وإحباط إزاء ذلك . هـ. غالبا ما يترك التلميذ على سجيته بالتصرف بالمواد التربوية والألعاب المختلفة دون حدود زمنية ، التزاما بمقولة الاكتشاف وتوزيع الآفاق وهذا بدوره يعد تماديا مما يوجب إلزام التلميذ بضوابط تحدد المهمة المطلوب إنجازها والمواد المستعملة لهذا الإنجاز والمدة الزمنية المسموح العمل بها، ويحدد الضوابط بشكل واضح ومبسط وببطء (يمكن استعمال ساعة منبه) . و. مرونة البرمجة والحرص على ما يطرأ على التلميذ من عوامل تحوله دون متابعة للبرنامج المقرر، في حصة معينة مما يحتم على المربي ان يعدل البرنامج المكرر (في حال توتر التلميذ مثلا). ز. الحماسة : الحرص على تقديم البرامج التربوية باستثارة الحماسة والتشوق وذلك باستعمال الطرق والأساليب والأدوات والمواقف التي تثير اهتمام وانجذاب التلميذ . ح. اشراك التلميذ بوضع البرامج : يجدر اخذ رغبات وميول التلميذ في تنظيم وإعداد البرامج والنشاطات المقررة، بحيث يتمكن من الاستفادة من الحد الأقصى الممكن من تعرضه للبرامج التربوية والإعدادية. ط. يجدر بالمربي ان ينتقل من موضوع إلى آخر أو من شاط إلى آخر بسلاسة بحيث يستبق ما يمكن ان يصيب التلميذ من ملل أو ضجر وذلك باختلاقه فترات زمنية كهمزة وصل بين حصص التربية.
الأبعاد الثلاثية للعملية التربوية وتنظيم قاعة الدرس إن عمل المهتمين في مجال التربية الخاصة وبحثهم الدائم بالإضافة إلى خبرتهم الميدانية أفرزت أفكارا ونظريات تربوية أصبحت أساسا لعلوم التربية الحديثة ومما لا شك فيه ان هذه الحركة التربوية في مجال التربية الخاصة حررت الطفل المصاب بإعاقة وجعلته يتمتع بحق التفرد في برنامج تربوي يتناسب مع اختياراته وكفاءاته . وذلك عن طريق تقديم أنشطة وأساليب تربوية تجعل الطفل قادرا على معرفة مواطن الخطأ في أدائه ومن ثم العمل على تصحيحها مع مساعدة بسيطة من المدرس مهما استغرق ذلك الأداء من وقت. مع الاستعانة بالبيئة المحيطة بالطفل مما يؤدي إلى تشجيع الطفل لأخذ المبادرة في تنظيم دراسته إلى درجة الثقة بالنفس والاستقلال وقد وضعت مناهج دراسية تتناول التطبيقات العلمية وهذه النشاطات تتشابه إلى حد كبير مع الألعاب التي عادة ما يقوم بها الأطفال لكنها ألعاب من نوع خاص حيث يقوم الطفل باستعمال أدوات حقيقية لها استعمالات وظيفية حيوية ، ولكنها لا تتناسب مع حجمه ومع قدرته العضلية فالألعاب التي يلهو بها الطفل تصبح في هذه المناهج الفردية أنشطة للعناية الذاتية ، التنظيف ، الغسيل ، تحضير الطعام ، التواصل وحتى الأعمال المهنية والمهارات الأكاديمية. هذه الأنشطة تملأ عالمه الصغير فيحاول المدرس عرض النشاط وإعطائه التعليمات اللفظية بعدها يقوم بالمراقبة وبمساعدة الطفل على أدائه دوره إذا ما لزم ذلك ، وبتلك الطريقة يستطيع المدرس ان يتعرف على البنية المسلكية للطفل، ويتمكن من إدراك تفرد كل طفل بميوله ورغباته وحاجاته وقدراته باختلافه عن غيره بكثير من الأمور . وكل عملية دراسية بغض النظر عن موضوعها ، تعلم بأساليب حسية وحركية و إدراكية . فجميع الحواس تشترك معا في عملية إدراك الموضوع . 1. إدراك بصري وحركي لاكتشاف الحجم والشكل واللون وصلابة الموضوع المدرس . 2. إدراك سمعي وحركي لاختبار النغم والوقع الذي يتميز به موضوع الدرس. 3. إدراك بالشم والتذوق لمقارنة الروائح والنكهات التي يتميز بها موضوع الدرس .
إن الخبرة الحسية والحركية ترتبط ارتباطا وثيقا بأي عمل يمكن ان يؤديه الطفل ، إن التركيب الحرفي لكل كلمة ، وميزاتها التعبيرية وتحديد مكانها في سياق الجمل تشترك جميعها في التحسس اليدوي لموضوع تلك الكلمة الملموسة لتنعكس في إدراك مسموع ومفهوم مكتسب. أما بالنسبة للطفل المعاق فإنه يحتاج إلى أكثر من أبعاد ثلاثة للموضوع المراد معرفته . 1.البعد الأول يقوم المدرس بربط معنى الكلمة بالرمز المعبر عنها فعندما يريد المدرس ان يعلم التلميذ معرفة الألوان يقوم بعرض بقع ملونه ، حمراء وزرقاء … ويقول للطفل هذه البقعة زرقاء وهذه البقعة حمراء وهكذا . 2. البعد الثاني يقوم الطفل بعرض كفاءته بربط الرمز بالمعنى وذلك عندما ينتقي البقع الحمراء والزرقاء من عدة بقع ملونة بالأزرق والأحمر. فيقول المدرس ((ناولني أو اعطيني البقعة الزرقاء)) ((أو اعطني البقعة التي لونها احمر)) نلاحظ ان المدرس قد بسط او سهل على الطفل ربط الكلمات ، البقة التي لونها احمر بدلا من البقعة الحمراء . البعد الثالث : وذلك عندما يمكن للطفل التعبير عن الأشياء برموزها الصوتية بأسمائها . أما الطفل الذي لا يتمكن من النطق فبإمكانه الدلالة على اللون المشابه وذلك عند مطابقته لبقعتين من اللون نفسه .
تنظيم قاعة الدرس المتعددة الأغراض قاعة الدرس المتعددة الأغراض أو القاعة المهندسة المشابهة للبيئة الاصطناعية وهي عبارة عن مراكز لأنشطة مختلفة تؤدي إلى الانضباط والنظام داخل القاعة من المؤكد ان تلك المراكز الموزعة داخل القاعة والتي يكون النشاط قائما فيها طوال الوقت تفسح المجال للطفل ان يوزع وقته وقدرته ، تبعا لرغبته وتدريجيا يقتنع بضرورة الانضباط وتنظيم وتوزيع الوقت والجهد ، وتوزع مناطق العمل داخل القاعة على النحو التالي : 1. منطقة العمل الفردي وهو المركز التعليمي الرئيسي داخل القاعة يكون تعامل المدرس مع الطفل وجها لوجه فيه نوضح للطالب ما هو العمل المطلوب وكيفية البداية ، كيفية العمل المطلوب ، مفهوم النهاية وأخيرا إعطائه الحافز أو المعزز وهو الفعل الذي يعلمه السبب والنتيجة ويربط الفعل بالنتيجة كما يؤكد على مفهوم الانتهاء . في هذه المنطقة يتم تعليم أي مهارات جديدة للطالب مع الأخذ بعين الاعتبار ان أي مهارات جديدة للطالب يجب ان تتناسب مع جنسه وسنه وقدراته مع مراعاة انتباهه وتركيزه (الزمن). 2. منطقة العمل الاعتمادي : وهي المنطقة الثانية من حيث الأهلية داخل القاعة يعمل فيها الطالب دون أي تدخل من المدرس حيث ينفذ فيها الطفل الأنشطة التي تدرب عليها في منطقة العمل الفردي أو أي نشاط اكتسبه سابقا ويبرع فيه بطريقة يمكن ان تكون اعتماديا ودون أي تدخل من الآخرين . والهدف من وجود هذه المنطقة داخل القاعة هو اعتماد الطفل على نفسه في تنفيذ المهارات التي اكتسبها سابقا والتدريب المتواصل لهذه المهارات حتى لا ينساها وإعطائه ثقة اكبر بنفسه كونه يعمل معتمدا على نفسه وأخيرا ليتعود على مبدأ العمل . 3. منطقة اللعب المنظم : وهي منظمة مشابهة لمنطقة العمل الاعتمادي مع اختلاف في نوعية الأنشطة المعروضة ، وهي مخصصة للطلاب اللذين يمكن ان تظهر عليهم بعض السلوكيات السيئة إذا ما بقي لمدة معينة بدون عمل يشغله . 4. منطقة اللعب الحر وتعتبر هذه المنطقة محطة أو مفترق بين النشاط وآخر وفيها يفرق الطالب بين منطقة العمل الفردي والعمل الإعتمادي أو بين فترة العمل وبين باقي الأنشطة وأحيانا نعتبر هذه المنطقة كمركز للاستكشاف الحسي وخصوصا عند وجود أنواع متعددة من المواد الأولية للعمل اليدوي وذلك من أجل دفع الطفل إلى اكتشاف مزايا الأشياء بيديه . |
أطبع
الموضوع |
أرسل الموضوع لصديق
|
|
|
|
|