الإعاقات العقلية - الكشف المبكر عن الإعاقة العقلية
الكاتب : .
القراء :
29669
الإعاقات العقلية :
الإعاقة العقلية هي حالة انخفاض ملحوظ في الأداء العقلي العام يظهر في مرحلة النمو ويرافقه عجز في السلوك التكيفي . ويعتبر انخفاض الأداء العقلي العام ملحوظاً إذا كان بمقدار انحرافين معياريين عن المتوسط ( أي أن درجة الذكاء تقل عن 70 عند استخدام مقياس وكسلر أو 68 عند استخدام مقياس بينيه ) . أما العجز في السلوك التكيفي فهو يعني افتقار الفرد إلى الكفاية اللازمة لتحمل المسؤولية الاجتماعية والتمتع بالاستقلالية الشخصية المتوقعة لمن هم في فئته العمرية وفئته الاجتماعية / الثقافية .
واعتماداً على مدى الانخفاض في القدرات العقلية العامة تصنف الإعاقة العقلية إلى أربعة مستويات هي : 1. إعاقة عقلية بسيطة ( درجة ذكاء بين 55 - 70 ) . 2. إعاقة عقلية متوسطة ( درجة ذكاء بين 40 - 50 ) . 3. إعاقة عقلية شديدة ( درجة ذكاء بين 25 - 40 ) . 4. إعاقة عقلية شديدة جداً ( درجة ذكاء دون 25 ) .
وعلى الرغم من تباين خصائص الأفراد ذوي الإعاقة العقلية إلا أن هذه الإعاقة غالباً ما ثؤثر في مجالات النمو العقلي ، والجسمي / الحركي ، والانفعالي / الاجتماعي ، واللغوي ، والشخصي . فمن الناحية العقلية يعاني هؤلاء الأفراد كمجموعة يعانون من ضعف الانتباه والقابلية للتشتت ، وعدم الإفادة من التعلم العارض ، وضعف الذاكرة قصيرة المدى ، وضعف القدرة على التمييز من جهة والتعميم ونقل أثر التعلم من جهة أخرى ، وضعف القدرة على التفكير المجرد . ومن الناحية الجسمية / الحركية فالأشخاص المتخلفين عقلياً ، وإن كان نموهم يسير وفقاً للتسلسل الطبيعي ، إلا أن لديهم ضعفاً عاماً أو تأخراً من حيث سرعة النمو أو معدله .وقد يصاحب الإعاقة العقلية وبخاصة الشديدة والشديدة جداً تشوهات مختلفة في الرأس أو الوجه أو في أطراف الجسم . كذلك فهم يكونون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض ومظاهر الضعف المختلفة في الأجهزة العصبية والعضلية - العظمية وغيرها . وأما بالنسبة للنمو اللغوي فالإعاقة العقلية غالباً ما تؤثر سلباً على القدرة التواصلية للأفراد وتقود إلى ضعف أو تأخر لغوي وكلامي . فلغتهم تتطور ببطء وتتسم بعدم النضج وكلامهم غالباً ما يكون مضطرباً من حيث الانسياب / الطلاقة أو النطق أو الصوت . وفي حالات الإعاقة العقلية الشديدة والشديدة جداً فقد لا تتطور القدرات الكلامية .
الكشف المبكر عن الإعاقة العقلية من الصعوبة بمكان الكشف المبكر عن التخلف العقلي ما لم تكن الحالة من المستوى الشديد . وعلى أي حال ، يمكن وصف أهم العلامات المبكرة للتخلف العقلي على النحو التالي : 1- التأخر اللغوي الملحوظ . 2- ضعف الانتباه . 3- التأخر الملحوظ في النمو الحركي . 4- بطء معدل التعلم والنمو . 5- التأخر الملحوظ في التطور الاجتماعي . 6- الحاجة إلى التكرار والإعادة بشكل مفرط . 7- عدم نقل أثر التعلم وضعف القدرة على التعميم . وأخيراً فإن للإعاقة العقلية تأثيرات متباينة على مظاهر النمو الشخصي والاجتماعي / الانفعالي . ومن أهم تلك التأثيرات تدني مستوى الدافعية ومفهوم الذات ، وتوقع الفشل والإخفاق ، والانسحاب الاجتماعي ، والسلوكيات النمطية ، والعديد من الاستجابات الانفعالية والاجتماعية غير التكيفية .
أما أسباب التخلف العقلي فهي ما زالت غير معروفة في حوالي 75% من الحالات بالرغم من أن الدراسات والبحوث العلمية التي أجريت في العقود الماضية وجدت علاقات ارتباطية بين أكثر من مائتي متغير والتخلف العقلي . ومهما يكن الأمر ، فقد دأب الباحثون على تسمية التخلف العقلي الذي يعرف له سبب عضوي بالتخلف العقلي العيادي وتسمية التخلف الذي لا يعرف له سبب عضوي بالتخلف العقلي الثقافي - الأسري ( البيئي ) .