المطلب الثالث : واقع التربية الخاصة في المملكة : احتلت التربية الخاصة في هـذا العصر مكانة عالية نتيجة لاهتمام الباحثين وعلماء التربية والنفس والطب وغيرهم في مجالاتها المتعددة وأصبح الأطفال غير العاديين يمثلون موقعاً متقدماً في الأولويات الاجتماعية والتعليمية . لقد حققت التربية الخاصة انفراجاً لذوي الحاجات الخاصة لما تقدمه لهم من عون ومساعدة يستطيعون بها التغلب على مختلف التحديات التي تواجههم ومع هذه الأهمية للتربية الخاصة، فإن الواحد منا ليلاحظ جوانب ضعف في هذه الخدمة في المملكة، يمكن إجمالها في النقاط التالية : 1- حداثة الخدمات : تعتبر خدمة ذوي الحاجات الخاصة حديثة العهد في الوطن العربي عموماً والمملكة بصفة خاصة إذ لم يتم النهوض الحقيقي والتطور النوعي والكمي لها إلا بعد إعلان السنة الدولية للمعوقين في أوائل الثمانينات أي قبل حوالي 25 سنة ، وكانت الخدمة في أغلب هذه الفترة موجهة نحو المكفوفين والصم . إلا أنه في الفترة الراهنة أخذت هذه الخدمة في السير الحثيث نحو تطورها . 2-القصور في شمول الخدمات : إن الملاحظ على هذه الخدمات القصور في كل الجوانب فهي لا تشمل الجنسين، بل مقتصرة على خدمة الذكور غالباً فيما يتوفر منها، وأيضاً لا تشمل جميع الفئات العمرية أو جميع الصعوبات التي تواجه هذه الفئة بل هي تتناول قطاعاً محدوداً من المحتاجين لها . وكذلك فإن برامجها لا تشمل غالباً إلا ذي الإعاقة البسيطة أو المتوسطة، أما المعاقون بدرجة شديدة فهم أقل حظاً في خدماتها . 3- الخدمات في المناطق النائية : إن خدمة ذوي الحاجات الخاصة لم تصـل لكل فرد بل ترتكز - مع قلتها - في المدن الكبيرة، أما القرى والمحافظات فإن نصيبها قد لا يذكر . 4- القطاع الأهلي والخدمات : لم يساهم القطاع الأهلي في برامج التربية الخاصة، ولعل السبب هو عدم إعطائه فرصة العمل من قبل الجهات المعينة بوزارة التربية والتعليم . 5- المجتمع والخدمات : لقد لوحظ عدم وجود دور فعال للقطاع التطوعي المجتمعي تجاه خدمة ذوي الحاجات الخاصة، فالقطاع التطوعي ليس له وجود على الساحة ولم يلعب دوراً مهماً في هذا المجال . ولعل إسناد برامج الخدمة الخاصة لوزارة التربية والتعليم هو السبب الرئيسي في عدم تمكن القطاع التطوعي من المشاركة في البرامج لهذه الفئة . 6- النقص في المؤهلين في التربية الخاصة : تعاني التربية الخاصة من النقص الكبير في عدد المؤهلين في برامجها وكذا المهنيين، سواء على مستوى التخطيط أو التنفيذ . 7- التعليم والتربية الخاصة : يلاحظ أن برامج التربية الخاصة تخلو منها مناهج التعليم العام أو الجامعي، بل إن التخصص لا يتوفر في الوقت الحاضر في أكثر الجامعات والكلية العلمية . 8- التربية الخاصة والإعلام : لم يسلط الإعلام بكل أطيافه بقدر كافٍ الضوء على برامج التربية الخاصة إلا النزر اليسير جداً، مع أنه يعتبر حلقة وصل بين المهمتين ببرامج التربية وأبناء الوطن . 9- التواصل مع مكاتب التربية الخاصة : تفتقد مكاتب التربية الخاصة الموجودة في وزارة التربية والتعليم التواصل مع المجتمع، ولهذا ليس للمنتسبين لها اتصالات أو ندوات أو برامج مكثفة في النوادي الثقافية توضح دور التربية الخاصة في خدمة المحتاجين لها وتشرح وتوضح برامجها واهتمامها تجاههم . 10- التربية الخاصة والخدمة الطبية : إن الملاحظ وجود نقص في التخصصات الطبية التي تعنى لذوي الاحتياجات الخاصة، وأيضاً عدم وجود مستشفيات خاصة بهم، أو أقسام داخل المستشفيات العامة تهتم بهذه الفئة .