تأثير الإعاقة السمعية على تقدير الذات والقلق الأجتماعى لدى الطفل ضعيف السمع يذكر هينجلر وآخرون Henggeler, et al ( 1995 ) إن اكتشاف الإعاقة السمعية لدى الطفل يعد بمثابة صدمة للوالدين وما يترتب على ذلك من ردود فعل انفعالية من قبيل القلق والغضب والشعور بالذنب والعجز وتتزايد هذة الانفعالات مع نمو الطفل, وعلاوة على هذة الضغوط الانفعالية فلدى الوالدين ضغوط أخرى ذات أهمية أيضاً فالعناية بالطفل المعاق سمعياً ربما تتطلب أشرافاً مكثفاً, واهتماما طبياً خاصاً, وتكاليف مالية باهظة, واندماجا قوياً في تعليم الطفل, والوالدان لا يمتلكان سوى وقت وطاقة قليلة يكرسانها من أجل حاجاتهما وحاجات أفراد أسرتهما الآخرين 0 ( Henggeler, et al, 1995: 211 ) كما يشير كل من كالدرون وجرينبرج Calderon & Greenberg ( 1999 ) إلى أن أكشاف الإعاقة السمعية لدى الطفل يجلب كثيراً من الضغوط والتحديات النفسية والبيئية لوالدية وأسرتة, فيواجة الوالدان ضغوطاً وتحديات عديدة منها تعلم طرق جديدة للتواصل, والأندماج بشكل أكبر في صنع القرارات التعليمية, وزيادة الاتصال بالأخصائيين في مجالات عديدة, وشراء واستخدام وسائل دعم تكنولوجية, وعندما ينضج الطفل, فإن الأسر لا تستمر فقط في جهودها من أجل تحقيق الحاجات المناسبة لطفلها, بل أيضاً تواجهها مواقف جديدة تتناولها وتضع لها حلولاً 0 ( Calderon & Greenberg, 1999: 8 ) معنى هذا أن أعاقة الطفل أو اكتشافها في الأسرة يعد بمثابة موقف ( حدث ) ضاغط يؤدى إلى تغيير في الأدوار والتوقعات الأسرية, وما يصاحب ذلك من ردود فعل انفعالية لفقدان الوالدين لأمال وطموحات مرتبطة بميلاد الطفل 0
ويؤكد لازاروس Lazarus أن أحداث الطفولة غير السارة التي تتضمن الرفض, والنكران, يؤديان إلى شعور بعدم الأمن, وتوقع الخطر, مما يؤدى إلى حالة من القلق المستمر, وبشكل أكثر تفصيلاً, فإن أحداث الحياة الضاغطة في الطفولة المتمثلة في الرفض والنكران تجعل الفرد يشعر بعدم الأمن, وانخفاض في قيم الذات, مما يجعل الفرد ينظر للعالم على أنة مكان غير آمن, ويتوقع منه الشر والمخاطر, وهذا يؤثر في تقديره وإدراكة لمصادر تلك الأحداث الضاغطة ويقلل من قدراتة في مواجهة تلك الأحداث وهذا ينعكس علية بالإحساس بالقلق ( Lazarus, 1966: 21 ). وتؤكد نتائج دراسة " سيد عجاج " وجود علاقة ارتباطية بين إدراك الأطفال للضغوط الوالدية, وارتفاع مستوى القلق لديهم كإدراك الأبناء للرفض الوالدى, أو عدم فهم مشاعر الطفل, وضعف الألفة, والثقة بينهم, وهذا يجعل الأبناء يشعرون بعدم الأمن, والقلق( سيد عجاج,1992 ) كما أوضحت بعض الدراسات أن ضعاف السمع أقل توازناً في انفعالاتهم, وأكثر انطواء عن سواهم من العاديين ( محمد حسين, 1986: 91 ) 0 ويذهب بات هفس Pat Hughes ( 1998 ) بأن الإعاقة السمعية تؤدى إلى عدم الاستجابة الكافية للمحفزات الاجتماعية واللغوية والسمعية, مما يعوق نمو الطفل الإجتماعى والعاطفي ويعرقل قدرته للتكيف العائلي ( Pat Hughes, 1998: 3 ) 0 ويشير بول وجاكسون Paul & Jackson ( 1993 ) أن من أهم آثار الإعاقة السمعية الافتقار إلى الوعي ( إدراك ) هاديات أو الحوار مما يسبب صعوبة في الإدراك الصحيح لمحتوى الحوار, فيعانى الطفل من صعوبة في متابعة الحوار السريع مع أقرانة مما يؤثر سلباً على التنشئة الاجتماعية ومفهوم الذات ( Paul & Jackson, 1993: 91 ) 0 كما تؤثر الاتجاهات السالبة من جانب الكبار والأقران على تقدير الذات لدى الطفل المعوق, فقد يفسر الآخرون سلوك هؤلاء الأطفال على أنه يدل على اللامبالاة Attentive أو إنه سماع أنتقائى Selective Hearing ( Ross, 1990: 315 ).و نظراً لأن اتجاهات الكبار والأقران سالبة نحو هؤلاء الأطفال فإنهم قد يدركون هؤلاء الأطفال باعتبارهم ذوى قدرة أقل على التعلم وذلك على أساس أنهم يستخدمون معينات سمعية على الإصغاء Listening ويترتب على ذلك كلة تأثير سلبي على تقدير الذات ( Smith & Dowdy , 1995 : 3 ) 0 وعليه فإن المعاقين سمعياً يحاولون تجنب مواقف التفاعل الأجتماعى ويميلون إلى العزلة نتيجة لإحساسهم بعدم المشاركة أو الانتماء إلى الأطفال الآخرين( يوسف القريوتى وآخرون , 1995 : 153 ) 0 ويتفق ذلك مع ما يذكره عبد المطلب القريطى ( 2001 ) بأن الإعاقة السمعية تؤدى إلى إعاقة النمو الإجتماعى للطفل حيث تحد من مشاركاتة وتفاعلاته مع الآخرين واندماجه في المجتمع مما يؤثر على توافقه الإجتماعى, وعلى مدى اكتسابه المهارات الإجتماعية الضرورية واللازمة لحياته في المجتمع, ويضيف عبد المطلب القريطى بأن الإعاقة السمعية تؤدى أيضاً إلى إعاقة النمو الأنفعالى والعاطفي للطفل ( عبد المطلب القريطى , 2001 : 311 ) 0 فضلاً عن ذلك يرى كل من أحمد يونس ومصري حنوره ( 1990 ) أن من أهم آثار الإعاقة السمعية ضعف أو انعدام القدرة على التخاطب اللفظى ( أحمد يونس ومصرى حنورة , 1990 : 19 ) وهكذا يتضح التأثير السلبي للإعاقة السمعية على الطفل, فالطفل السليم يتضمن الرغبة لمواجهة البيئة, يتضمن ذلك المحيط الأجتماعى, ( مستوى عالي ), يميل إلى أن يكون نشيط وأجتماعى, ومهيمن, بينما الطفل المعوق ( الأنطوائى ), ( منخفض ), يميل إلى أن يكون هادى, حذر, وسلبي, وغير أجتماعى(Clark & Mineka,1994 : 103 ) 0 |