تحيط عظام الجمجمة بالمخ ، وبما أنها صلبة فإن هناك سائل يسمى السائل النخاعي يحيط بالمخ لحمايته ، وهذا السائل يدور في التجاويف الداخلية للمخ بالإضافة إلى دورته حول المخ وداخل الحبل الشوكي ، وبالإضافة إلى الحماية ، فإن هذا السائل يعمل كوسيط ناقل للمواد المغذية للمخ والمواد التي يتخلص منها ، وهذا السائل يستخلص من الدم ، وينتج بمعدل يومي يتراوح بين 50 – 500 ملي لتر حسب العمر ، كما أنه يمتص من خلال خلايا خاصة بنفس المعدل.
ما هو الاستسقاء ؟ هو أتساع تجويف البطين الدماغي ، لعدم التوافق بين إنتاج السائل النخاعي وامتصاصه .
ما هي دورة السائل النخاعي ؟ يفرز السائل النخاعي من الضفيرة المشيمية Choroid plexus الموجودة في الجزء الداخلي من البطين الدماغي الخارجي وسطح البطين الثالث والرابع ، ويأخذ السائل دورته داخل الدماغ من البطين الثالث ثم البطين الرابع ومن خلال فتحة لوسكا وماجندي Lusaka & Magandi إلى المنطقة تحت العنكبوتية Subarachroid ، حيث يمتص عن طريق الحبيبات والزغيبات العنكبوتية . تبلغ كمية السائل النخاعي في الكبار 135 مليمتر ، ويبلغ الإنتاج اليومي نصف لتر ، ويكون الضغط العام للسائل 100 ملليمتر من الماء . في حال انغلاق الطريق الذي يسلكه ( منطقة أو فتحة) ، فإن المنطقة السابقة للانغلاق سوف تتوسع ويكبر حجمها ( اتساع الأبطنة ) ، مما يؤثر على الدماغ والألياف العصبية.
كيف يحدث الاستسقاء في الصلب المشقوق ؟ في حالة الصلب المشقوق ، تحدث العيوب والتغييرات في مرحلة متقدمة من الحمل ، فهناك الكيس المائي خارج المنطقة ، وقد يكون الحبل الشوكي خارج المنطقة أيضاً ، وغالباً يكون هناك تحرك للحبل الشوكي إلى الأسفل ( Arnold Chiari malformation )، ومن ثم يتحرك المخ والمخيخ إلى الأسفل كذلك ، وهكذا ينغلق الطريق في فتحة لوساكا وماجندي Luska & Magandi وعليه يكون هناك توسع لجميع الأبطنة السابقة له ( الجانبي ، الثالث ، الرابع ) ، وهذه الزيادة في التوسع تستمر حتى يجد السائل النخاعي مخرجا له ، وحيث أن الانسداد دائم ، فيجب إيجاد مخرج صناعي له وهو العملية الجراحية التوصيلية والمسماة بالقسطرة الدماغية Shunt .
ما هي نسبة حدوث الاستسقاء ؟ في حالة الصلب المشقوق ( التورم السحائي النخاعي ) فان النسبة تصل إلى 90% من الحالات ، ويكون الانسداد في قاعدة الدماغ ، أي أن جميع الأبطنه تتوسع.
ما هي العلامات المرضية للاستسقاء ؟ تختلف العلامات المرضية للاستسقاء حسب المرحلة العمرية ، وفي الأطفال حديثي الولادة تكون عظام الجمجمة غير ملتئمة ، ومع أتساع الأبطنة تضغط على الدماغ وتزيد حجمه ، ومن ثم تزيد من حجم الرأس ، ويمكن إيجاز العلامات المرضية كما يلي : زيادة محيط الرأس. زيادة حجم النافوخ الأمامي والخلفي . جلد الجمجمة يكون رقيقا ويمكن مشاهدة الأوعية الدموية من خلالها . انحراف سواد العينين إلى أسفل معطية صورة غروب الشمس البكاء بشكل حاد ومستمر. ضمور عصب العين.
التشخيص : يعتمد التشخيص على الفحص السريري ، ومعرفة الحالة المصاحبة ، بالإضافة إلى بعض الفحوصات الإشعاعية مثل : الأشعة العادية : وتعطي صورة سطح النحاس المضروب وهي غير تشخيصي. الأشعة المقطعية : وتعطي صور واضحة عن الحالة ومكان الانسداد. الأشعة الصوتية : وتعطي صورة عن تطور حجم البطين وتستخدم في المتابعة. مقياس الضغط داخل الأبطنة الدماغية.
ماهي الجراحة اللازمة؟ لوجود انسداد في طريق الدورة الدماغية للسائل ، فان إيجاد مخرج لهذا السائل مهم جداً ، وحيث أنه لا يمكن التدخل لعلاج الانسداد الموجود ، فإن إيجاد مخرج آخر لتقليل الضغط داخل الدماغ مهم ، حيث يقوم جراح الأعصاب بعمل توصيل بين الأبطنة والخارج لتسهيل خروج السائل يقوم الجراح بإدخال أنبوبة في البطين الجانبي ، وتخرج من عظمة الجمجمة ، وهناك يمكن وضع صمام للتحكم في كمية السائل المتحرك معتمداً على توازن الضغط داخل البطين ، ومن هذا الصمام وتحت الجلد تكون هناك أنبوبة متصلة عبر الرقبة والصدر لتنتهي في البطن ، حيث يصل السائل النخاعي الزائد ويمتص من خلال الغشاء البريتوني ، عادة تكون الأنبوبة الموصلة طويلة ، وتكون الزيادة في منطقة البطن ، فهكذا لا نحتاج إلى تغيير الأنبوبة مع نمو الطفل.
هل هناك مشاكل للتوصيلة ؟ عادة تقوم التوصيلة يعملها خير قيام ، ولكن هناك مشاكل يجب الانتباه لها مثل : الانسداد : لأي سبب مما يستدعي تغييرها الالتهابات : مما يستدعي إلى العلاج المركز وقد يحتاج الأمر إلى إزالة القسطرة خلال مدة العلاج ثم تركيبها مرة أخري.