|
110523795 زائر
من 1 محرم 1425
هـ
|
|
|
متلازمة داون
|
المقدرات اللغويـة |
الكاتب : د.عبدالله الصبي |
القراء :
19710 |
المقدرات اللغويـة
الإنسان هو الوحيد من المخلوقات الذي حباه الله بهذه القدرة المميزة، واللغة والكلام أداة تعبير واتصال وتواصل مع الآخرين، أداة تعبر عن الذكاء والسلوك، وهذه القدرات اللغوية مرتبطة مع نمو الطفل العقلي وتحتاج إلى صقل وتدريب لترفع من مستواها ومن ثم ترفع من مستوى الذكاء .
كيف تظهر المقدرة اللغوية ؟
المقدرة اللغوية كامنة في الإنسان، ولكي يكتمل ظهورها فإنها تحتاج إلى أعضاء سليمة وتدريب سليم، فالأعضاء هي الأذنين وأعصاب السمع والدماغ واللسان، فالطفل الذي لا يسمع لا يتكلم، وكذلك المصاب في أعصابه أو دماغه (المتخلف فكريا ).
وعندما نقول أنها كامنة لنؤكد أهمية التدريب والتعليم، وأهمية احتكاك الطفل مع المجتمع، فالطفل المولود في الغابة ( كما في الحكايات ) تظهر عليه لغة من دربه وعلمه ، عبارة عن أصوات غير معروفة أو مفهومة.
كيف ننمي القدرات اللغوية ؟
الطفل الطبيعي في الأسابيع الأولى بعد الولادة لا يستطيع السمع أو أن يسمع الأصوات العالية فقط، ففي هذه المرحلة يبدأ بالتعبير عن احتياجاته بالصراخ والبكاء، ومع نهاية الشهر الثالث من العمر يبدأ بإخراج أصوات مميزة من الحنجرة، ثم يتطور الأمر فيبدأ بالتعبير عن شعوره بأصوات مميزة تدل علي الرضي (النغنغة ) وأخري عن الألم ( البكاء)، وابتداء من الشهر السابع تبدأ الكلمات الواضحة والمميزة في الظهور مثل ( بابا، ماما )، وتزداد في الشهر التاسع لتكون هذه الكلمات مصحوبة بالإشارة ( باي باي ، تعالي )، وفي هذه المرحلة تبدأ أهمية التعليم والتدريب ، فمع الحب والحنان وقيام الوالدين بإعطاء طفلهم الوقت اللازم والحديث معه ، وتكرار الكلمات البسيطة وترسيخها في ذهنه، يزداد البناء وتتطور المهارات والقدرات اللغوية.
ومن الشهر التاسع والعاشر يبدأ الطفل في معرفة الكلمات التي يسمعها وقد لا يستطيع ترديدها، يستجيب للمتكلم أو يلتفت له عند سماع صوته، ويتطور الأمر في السنة الثانية من العمر ليزيد محصول الكلمات الواضحة والمفهومة ويستطيع الربط بينهما، وأن يعبّر عن نفسه لغوياً ويطلب من أمه الأشياء ويعبر عن نفسه بالكلام والحركة معاً.
هل تأخر اللغة يعني التخلف الفكري ؟
تأخر اللغة لا يعني التخلف الفكري، ولكن التخلف الفكري ممكن أن يؤدي إلى تخلف اللغة، كما أن التأخر اللغوي قد يؤثر على معرفة وجود التخلف الفكري ودرجته، فالقدرات اللغوية لا تعني الكلام فقط ولكن تعني أسلوب ومنهج للتواصل مع الآخرين، وطريقة للتعبير عن النفس وقدراتها الفكرية.
مسببات التأخر اللغوي ؟
هناك مشاكل لدى طفل المتلازمة تحد من نمو القدرات اللغوية نوجزها كما يلي :
• ضعف السمع
• تكرار التهاب الأذن الوسطي
• نقص التوتر ( ارتخاء العضلات والأربطة )
• التخلف الفكري بدرجاته المتفاوتة
• صغر حجم الفم وكبر حجم اللسان.
من هنا تبرز أهمية المتابعة والعلاج في وقت مبكر، فقياس السمع دورياً وعلاج التهاب الأذن الوسطى هي الخطوة الأولى، واستخدام الأجهزة المساعدة لضعف السمع، يتبعها العلاج المتخصص في عيادة النطق والتخاطب.
ما هو دور الأسرة في علاج مشاكل اللغة ؟
دور الأسرة مهم في علاج مشاكل اللغة والتأخر اللغوي، فالبناء يكون بوضعه في المجتمع وعدم عزله عنه لأنه المدرسة الكبرى، كما يحتاج إلى مضاعفة الرعاية والحنان، ومحاولة التحدث معه وتكرار ذلك، وقد يحتاج إلى وقت أطول من غيره في التدريب، وهنا لا بد من تذكير الوالدين بقيمة الصبر فكلما أزداد التدريب والتعليم كلما تحسن الوضع النفسي " اللغوي " ومن ثم تتحسن القدرات الفكرية والتعبيرية، ولا بد أن نشير أن لكل مرحلة عمريه قدراتها، وقد يكون طفل المتلازمة متخلف عنها قليلاً أو كثيراً، ولكن مع الصبر يمكن تقليل الفجوة والوصول إلى مرحلة أفضل.
أطفال متلازمة داون والقدرات اللغوية :
ليس هناك مشاكل لغوية خاصة لدى الأطفال المصابين بمتلازمة داون، ولكن لوحظ لديهم أن لغة الفهم لديهم أعلى من لغة التعبير، ولغة الفهم هي القدرة على فهم وإدراك ما يقال لهم، أما لغة التعبير فهي القدرة على التعبير عن أنفسهم بالكلام أو الحركة، وفي لغة التعبير لوحظ أنه يسهل عليهم اكتساب مفردات جديدة اكثر من استطاعتهم ربط هذه المفردات والكلمات لتكوين جملة صحيحة من ناحية القواعد، كما قد يعاني البعض منهم من صعوبة ترتيب الكلمات في الجملة الواحدة وبشكل صحيح أو لديهم صعوبة في إخراج الكلمة أو النطق بالكلمة بشكل واضح ، فبعض أطفال متلازمة داون لدية القدرة للتحدث مع الغير باستخدام جمل قصيرة ومحدودة المفردات(الكلمات) وقد يستطيع غيرهم الحديث واستخدام جمل طويلة وبها مفردات متعددة.
ما هو البرنامج العلاجي ؟
يجب تصميم البرامج العلاجي بشكل فردي مبني على قدرات الطفل ومهاراته اللغوية، ومن المهم إشراك العائلة في ذلك، ويستطيع أخصائي علاج النطق والتخاطب إرشاد وتطوير لغة التواصل والتخاطب لدى الطفل، كما يجب أن تمارس هذه اللغة و تدعم وتعلم كجزء من الحياة اليومية، وكما يتعلم الطفل الأكل والشرب والعناية اليومية بالنفس.
أن قدرات الطفل الاستيعابية ( ما يقال له، فهمه وإدراكه ) أعلى من قدرته على التعبير من خلال النطق والتحدث, ومع ذلك فإن علاج النطق يركز على اللغتين سوياً الاستيعاب والتعبير، ولكل مرحلة عمرية أسلوب وطريقة للوصول إلى الهدف، وليس هنا المكان للشرح عنها، ولكن نوجز البعض منها:
• التنشيط الحسي: ويستخدم هذا الأسلوب في الرضع ، ويتم ذلك عن طريق تنمية المهارات السمعية والبصرية والحسية
• التخاطب الكامل عن طريق استعمال الإشارة والنطق معا
• تنمية المفردات الغوية
• مهارات التخاطب العملية
• زيادة الذّاكرة السّمعيّة
• اتّباع الأوامر و الإرشادات
• التواصل باستعمال لوحات التخاطب
• التواصل باستعمال الكمبيوتر
متى يبدأ البرنامج العلاجي للغة والتخاطب ؟
يعتقد الكثيرون أن التدريب يتم في المدرسة وعند بلوغ السادسة من العمر، ولكن الحقيقة أن التعلم يبدأ من اليوم الأول للحياة، ففي كل يوم هناك مكتسبات لغوية وحركية، ومن المهم هنا أن ننصح الوالدين كما نلفت انتباه الطاقم الطبي لأهمية التدخل المبكر في هذا الموضوع، فالبرنامج الحسي يبدأ من المرحلة الأولى بعد الولادة، فالتدريب يتم للوالدين عن كيفية البرنامج وطريقة القيام به، أما برنامج اللغة والتخاطب فيبدأ بعد السنة الثانية من العمر.
|
أطبع
الموضوع |
أرسل الموضوع لصديق
|
|
|
|
|