الدمج وأهميته في إعداد المجتمع نفسياً وتهيئته لقبول ذوي الاحتياجات الخاصة
الكاتب : سعود ناصر السياري
القراء :
20614
الدمج وأهميته في إعداد المجتمع نفسياً وتهيئته لقبول ذوي الحاجات الخاصة
والبعد عن رودود الفعل السلبية تجاههم
وسوف يكون هذا العامل السابع فيه شيء من الإسهاب لأهميته وسوف يكون استعراض هذا العامل على النحو التالي:
تعريف الدمج: هي عملية تهدف إلى توفير الخدمات التعليمية لذوي الاحتياجات الخاصة بجانب أقرانهم الأسوياء من خلال الأنظمة التعليمية العامة. تعريف هيجارتي للدمح: الدمج يعني تعليم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس العادية بحيث يتم تزويدهم ببيئة طبيعية تضم أطفالاً أسوياء وبذلك يتخلصون من عزلتهم من المجتمع. تعريف تيرنل للدمح: الدمج هو التكامل الاجتماعي والتعليمي للأطفال المعوقين، والأطفال غير المعوقين في الصفوف العادية ولجزء من اليوم الدراسي على الأقل. تعريف كوفمان للدمح: الدمج هو التكامل الاجتماعي والتعليمي المؤقت للأطفال المعوقين مع أقرانهم الأطفال الأسوياء (التلاميذ) وذلك بالاعتماد على التخطيط التربوي المستمر وبناء البرامج التي تأخذ بعين الاعتبار الفروق الفردية وتوضيح مسؤوليات العاملين في مجال التربية الخاصة أو التربية العادية لكل من المديرين والمعلمين المساندين.
مفهوم الدمج يعتبر مفهوم الدمج كفلسفة حديثة في التربة الخاصة مصطلحاً ظهر نتيجة وجود المؤسسات الخاصة والداخلية التي قيدت الطفل المعاق، وعزلته عن مجتمعه فأصبح يعيش غريب في وسط مجتمعه وبين أهله، وبالتالي ظهر مفهوم الدمج وذلك للتحرر من تلك المؤسسات، والمقصود من الدمج هو التكامل والتطبيع والإدماج للأطفال المعاقين مع الأطفال الأسوياء في المدرسة العادية وهناك أربعة أنواع من التكامل التي يتم من خلاله تطبيق الدمج: التكامل المكاني: وضع الأطفال المعاقين في فصول ملحقة بمدرسة عادية (هذا ما هو يطبق حالياً في كل برامج التربية الخاصة بالمملكة). التكامل الوظيفي: إشراك المعاقين مع الأطفال الأسوياء في استخدام الموارد المتاحة في العملية التربوية والتعليمية في المدرسة. التكامل الاجتماعي: يشير إلى إشراك الأطفال مع التلاميذ الأسوياء في الأنشطة غير المنهجية مثل: طابور الصباح -الإذاعة الصباحية- الزيارات والرحلات- الحفلات المدرسية- وفي بعض الأحيان في مادتي التربية الفنية والرياضية ويعتبر التكامل الاجتماعي أكثر الطرق نجاحاً. التكامل المجتمعي: يشير إلى إتاحة الفرصة للمعاقين للحياة في مجتمعهم بعد التخرج من المدرسة حتى تضمن لهم حق العمل والاعتماد على النفس.
أثر الدمج على المعاق للدمج أثر على نفسه المعاق من خلال دمجه في المدرسة العادية ويكون الأثر في جانبين: الأثر النفسي والأثر الاجتماعي: أولاً: الأثر النفسي: للدمج أثره الإيجابي في غالب الأحيان على نفسية الطفل المعاق، فهو يؤدي إلى أن الطفل يقدر ذاته (مفهومه لذاته) ويحس بوجوده كذلك الدمج يجنبه تكرار الفشل في بعض التصرفات الفردية، حيث يتقمص أو يقلد زميله السوي في رودود بعض الأفعال أو السلوكيات الإيجابية، وينتج عن ذلك توافق نفسي واجتماعي أي متكيف مع نفسه وشعوره بأنه سوي مثله مثل أقرانه الأسوياء في المدرسة، أي أنه ليس غريباً في مجتمعه كذلك يتعلم ويكتسب من زيله السوي اللغة أو نطق بعض الكلمات الصعبة من خلال تفاعله معه، كذلك يتعلم القدرة على الحوار. ولذا للدمج أثره النفسي حيث يكسب الطفل المعاق قدرة على تكوين علاقات شخصية وقدرة على الحوار ولو بشكل بسيط. أيضاً المنافسة من خلال الألعاب الجماعية التنافسية. وللدمج أثره على نفسية والدي وأفراد أسرة الطفل المعاق، بأن يخفف من معاناتهم ويريحهم نفسياً بأن ابنهم يدرس ضمن الأطفال الأسوياء الذي يؤثرون إيجابياً في نفسيته وسلوكه، كذلك الارتياح النفسي على أسرة الطفل المعاق بأنه يدرس في مدارس التعليم العام وليس في مدارس خاصة بالمعاقين هذا الارتياح النفسي للأسرة ينعكس إيجابياً في تقبل ابنهم، والاهتمام والمتابعة الدائمة له، وكذلك الارتياح النفسي للأسرة في نطاق المجتمع بأن المحيط الاجتماعي للأسرة لا يرون بأن هذا الطفل معاق إعاقة شديدة وبالتالي تكون النظرة له ولأسرته إيجابية مما يخفف من معاناة الأسرة. ثانياً: الأثر الاجتماعي للدمج: للدمج أثره الاجتماعي على الطفل المعاق ذلك من خلال تكوينه علاقات مع أقرانه الأسوياء وتفاعله معهم ضمن مجتمع المدرسة وبالتالي يعمم ذلك على المجتمع الخارجي والمجتمع ككل أي أنه يحس ويقدر ذاته وأنه ضمن هذا المجتمع، كذلك الدمج يؤدي إلى التوافق النفسي والاجتماعي، وحين يقدر ذاته سيكون صداقات مع أقرانه الأسوياء حتماً سوف يتوافق اجتماعياً وقد يلتقي مع أحد من زملائه الأسوياء خارج إطار المدرسة، وقد يكون في الشارع أو الحي السكني الواحد، مما يؤدي إلى أن الطفل السوي يتقبل هذا الطفل غير العادي ويبني معه علاقة اجتماعية جيدة، نتيجة لمروره بتجربة سابقة في التعامل مع هذا الطفل ضمن إطار المدرسة كذلك للدمج أثره على أسرة الطفل المعاق، حيث تنظر إلى أن ابنها يدرس ضمن الأطفال الأسوياء في مدرسة عادية وقد يذهب مع شقيقه السوي أو مع أبناء جيرانه إلى نفس المدرسة ويؤدي هذا إلى تخفيف معاناة الأسرة نتيجة لوجود طفل معاق وارتياحها من أن الدمج يؤدي إلى التطبيع والتكامل الاجتماعي بين ابنهم وأقرانه الأسوياء. ويرى الباحث (عبد السلام العامر) ومن خلال خبرتي في تعليم الأطفال المعاقين عقلياً في معهد التربية الفكرية كان بعض الطلاب يلقي على بعض الأسئلة الصعبة وذات مرة سأل أحد الطلاب لماذا أدرس في هذا المعهد وأخواني يذهبون مع والدي لمدرسة أخرى ؟ إني أريد أن أذهب مع إخواني وأدرس معهم. من خلال هذا الإحساس لهذا الطفل المعاق عقلياً، يدرك أنه في معزل عن المجتمع الذي يعيش فيه وأقربهم لذلك إخوانه الذي لا يشاركونه العملية التعليمية في بيئتها الطبيعية ولذا أسلوب الدمج، سوف يقضي على هذا الشعور لدى الطفل المعاق بأنه يتعلم في بيئته الطبيعية وضمن أفراد مجتمعه وليس بمعزل عنه وأنه يتقلى تعليمه مع إخوانه وأبناء الحي ضمن إطار المدرسة على الرغم من أنه في فصول مدمجة ولكن ذلك يخفف حدة الشعور لديه بأن هذا المجتمع يشعر ويحس به ويثبت كيانه وشخصيته بأن جعله يدرس في هذه المدرسة العادية وضمن أقرانه الأسوياء.