يرى الدكتور ناصر الموسى أن الدمج التربوي يمكن تحقيقه في أي مستوى من المستويات الدراسية من مرحلة ما قبل المدرسة إلى المرحلة الثانوية، ويرى أنه يجب على معلم الفصل العادي أن يدرك ويكون مسئولاً عن الأطفال المعاقين في فصله حيث يلائم بين طرق التدريس والمحتوى والمنهج بالتعاون مع معلم التربية الخاصة الذي يقوم بتعليم الأطفال المعاقين بعض الوقت في غرفة المصادر وتعاون وتنسيق بين معلم التربية الخاصة والمعلم العادي، من خلال طرق التقييم والتقارير الشهرية والواجبات اليومية وحاجات كل طفل وكذلك المشورة للبرنامج المساند للمدرسة العادية قبول الطلاب المعوقين في البرنامج المساند (برنامج التعليم الخاص ) وحاجاتهم لهذا البرنامج.
دور المعلمين والطلاب في نجاح عملية الدمج: لمعلمي المدرسة العادية دورهم في نجاح عملية الدمج ويعتبرون أحد الركائز الأساسية لنجاح عملية الدمج حيث بتقبلهم الإيجابي يؤثرون إيجابياً على تلاميذهم في الصف من حيث زيادة دافعيتهم للتعاون والتفاعل مع أقرانهم المعاقين ويقومون أيضاً بدور تربوي مع هؤلاء الطلاب بالتوجيه والمتابعة وقد يبادرون إلى إحضار وقبول طلاب الفئات الخاصة إلى الصف الذي يدرس فيه ومتى كان دور المعلمين إيجابياً بقبولهم لهؤلاء الأطفال المعاقين عقلياً فإن عملية الدمج سوف يكتب لها النجاح ويكون دوره مكملاً لدور معلم التربية الخاصة في التطبيع والتكامل بين الطالب السوي وذوي الحالة الخاصة. أما الطلاب الأسوياء فلهم دور مهم أيضاً ويستند على توجيهات وقبول المعلمين لهذه الفئة ومتى كان اتجاه المعلمين إيجابياً سوف يؤثرون إيجاباً على الطلاب الأسوياء بالنصح والإرشاد وزيادة دافعيتهم للتكامل مع أقرانهم المعاقين فالطالب قد يحط من عزيمة الطفل المعاق أو يجعله يرفض المدرسة إذا كان هناك نظرة سلبية تجاهه أو سخرية وتهكم عليه أو حتى عدوانية كل هذه الأفعال والسلوكيات سوف تؤدي إلى نفور وتباعد ما بين الطفل السوي وذوي الاحتياجات الخاصة وقبل الدمج يحتاج الطلاب إلى التوعية العامة بالمعاقين وأهمية التعايش معهم والعطف عليهم ومساعدتهم والمبادرة للتفاعل معهم كل هذا إذا كان المعلمون وإدارة المدرسة ذوي إتجاه إيجابي نحو هذه الفئة المدمجة في المدرسة ولله الحمد نحن مجتمع عربي مسلم قائم على أساس المودة والرحمة لن نعاني ونضع احتمالات كبيرة لفشل عملية الدمج فبإذن الله سوف يكون نجاح عملية الدمج حليفنا ولمعلمي واخصائيي التربية الخاصة في المدرسة دور في عملية التقارب والتفاعل فيما بين الأطفال الأسوياء والمعاقين.
دور إدارة المدرسة في نجاح عملية الدمج: من العوامل والركائز الأساسية لنجاح عملية الدمج هو الدور الإيجابي لقبول المعاقين من قبل إدارة المدرسة فإذا كان دور مدير المدرسة إيجابياً سوف ينعكس أثر ذلك على عموم الطلاب في المدرسة، سواء الطلاب الأسوياء أو المعاقين المدمجين في المدرسة وسوف يؤثر في العملية التعليمية والتربوية في المدرسة لصالح عموم الطلاب وحيث يكون دور المدير ومساعديه إيجابياً سوف يدعمان عملية الدمج من خلال زيادة التكامل الاجتماعي فيما بين التلاميذ المعاقين والأسوياء وكذلك زيادة التكامل التعليمي في بعض الحصص الدراسية مثل حصة التربية الرياضية والفنية ومن الممكن حصة القرآن الكريم وبعض الدروس العملية التطبيقية لمواد التربية الإسلامية مثل كيفية الوضوء والصلاة للطلاب المعاقين عقلياً وسمعياً أما الطلاب المعاقين بصرياً فهم يدمجون اكاديمياً في أغلب المواد وخاصة التي تعتمد على الاستماع.
قد يرفض بعض مديري المدارس فكرة الدمج أو قبول طلاب معاقين وقد تكون مبرراتهم هو زيادة عدد الطلاب في المدرسة وكذلك المعلمين أو خوفهم على الطلاب الأسوياء أو على الطلاب المعاقين وقد تكون تلك المبررات قبل مع رفتهم لصفات وسلوكيات الطلاب المعاقين أي أن الفكرة عنهم غير واضحة أو مكتملة، وقد يكون للحوافز المادة دور في تغير اتجاههم أو قد يكون للبعد الإنساني أو القيم الدينية دور في قبول هؤلاء الطلاب المعاقين. لذا لنجد أن حجر الزاوية في نجاح عملية الدمج هو مدير المدرسة إذا كان اتجاهه إيجابياً نحو الطلاب المعاقين سوف تنجح عملية الدمج (بالتعاون مع معلمي واخصائيي التربية الخاصة) وذلك لتأثيره في العملية التعليمية والتربوية داخل المدرسة، أما إذا كان دور مدير المدرسة سلبياً سوف ينعكس أثر ذلك سلباً على عملية الدمج والطلاب المعاقين.
دور الأنشطة غير المنهجية في نجاح عملية الدمج (الكامل الاجتماعي): تعتبر الأنشطة غير المنهجية من أهم الركائز الأساسية لتفاعل وادماج الطلاب المعاقين مع أقرانهم الأسوياء حيث أن تطبيع (ادماج) الطلاب المعاقين مع أقرانهم الأسوياء من خلال الأنشطة غير المنهجية يؤدي إلى التكامل الاجتماعي والتفاعل فيما بينهما فلذا يعتبر النشاط غير المنهجي الموجه وسيلة في غاية الأهمية حيث يلتقي الطالب السوي والمعاق خارج الصف ويتحدثنا مع بعضهما البعض أو يلعبان مع بعضهما من خلال المسرح (الحفل الثقافي، الألعاب...) أو من خلال الرحلات أو الزيارات أو المنافسات في الألعاب الرياضية. ولذا نجاح التكامل الاجتماعي ما بين الطلاب بالأسوياء والمعاقين من خلال الأنشطة غير المنهجية وذلك لكونها بعيدة عن التقيد بغرفة الصف وفيها مجال الترفيه واللعب والطفل يأخذ حريته في الكلام والحركة وبالتالي تزداد فرصة التفاعل والاندماج فيما بين الطلاب الأسوياء والمعاقين.