ثانياً: مرض السكر فى مصر حجم انتشار مرض السكر فى مصر
إن المعلومات عن مرض السكر فى مصر فى الفترة قبل 1986 جاءت من دراسات أجريت على المرضى المترددين على المستشفيات فقط ، وبالتإلى فإن هناك نقص فى المعايير التى يقوم عليها التشخيص ومنذ ذلك الحين حتى الآن فإن الدراسات المختصة بإنتشار المرض أصبحت تجرى بطريقة منتظمة على جميع السكان وعلى أسس ، ومعايير متماثلة. هذا ، وقد أجريت سلسلة من الأبحاث الشاملة فى إحدى عشر منطقة من جمهورية مصر العربية نذكر منها ما يلى: درس (حامد وآخرون ، 1986) انتشار المرض فى مدينة دمنهور ، دراسة (أبو هيكل وآخرون ، 1987) عن انتشار المرض فى الصحراء الغربية ، ودراسة (خميس وآخرون 1987) عن حجم الانتشار فى مدينة الاسكندرية ، ودرس (الشاعر ، 1987) انتشار المرضى فى محافظة الغربية ، وبحث (القصاص ، 1989) انتشار المرضى فى كفر الشيخ ودرس (حجاج ، 1990) انتشار المرضى فى الصحراء الشرقية والبحر الأحمر ، وبحث (سيد أحمد ، 1989) مدى انتشار المرضى فى محافظة الدقهلية ، درس (عبد الرازق وآخرون ، 1989) انتشار المرضى فى القليوبية ، (إبراهيم ، 1992) درس طبيعة وحجم انتشار المرضى فى الاسماعيلية ودرس (كامل ، 1989) مدى انتشار المرضى بين المجموعات الأكثر عرضه للأصابة High risk group وأخيراً الدراسة الشاملة التى أجراها (عرب ، 1991) عن حجم وطبيعة انتشار المرض فى جمهورية مصر العربية.
وقد اشتمل النظام المتبع فى إجراء هذه الأبحاث على دراسة لخمسة الآف فرد فوق سن العاشرة من سكان (الريف ، الحضر ، البدو) مع أختيار عشوائى بنسبة 10% من كل منهم ليجرى عليهم اختبار السكر فى الدم ، وكانت معايير الحكم على وجود المرض هو من زادت نسبته عن 200 ملجم لكل 1كجم من الجسم فقد اعتبر هؤلاء من مرضى السكر. ومن 140-200 ملجم لكل 1كجم هم مرضى يعانون من تعطل معدلات حرق السكر. وقد تم تقدير انتشار المرض فى مصر كلها أخذين فى الأعتبار التوزيع الجغرافى للسكان والبناء الهرمى لهم وقُدر متوسط انتشار المرض فى مصر بحوإلى 4.3% ولكن هذه النسبة تأثرت بإختلاف المناطق الجغرافية فكانت بين سكان الحضر 5.7% وبين سكان الريف 4.1% وحوإلى 1.5% بين سكان المناطق الرعوية والبدو. ولوحظ أثناء إجراء هذه الدراسات أن هناك بعض القرى التى تخلو من المرض (على سبيل المثال قرية الجارة فى الصحراء الغربية). وأشارت الدراسات المسحية التى أجريت على الأعمار الأصغر سناً كأطفال المدارس إلى معدلات انتشار متنوعة فكان معدل الأنتشار 0.01% بين طلاب المدارس الاعدادية ، 0.06% بين طلاب المدارس الابتدائية ، 0.014% بين طلاب المدارس الثانوية بمتوسط 0.04% فى التوزيع الكلى لـ 602535 نسمة تحت سن 20 عام وتوافق هذا مع حقيقة أن النمط الأول Type I هو الأكثر أنتشاراً فى هذا السن.
وحديثاً أجريت دراسات لبيان مدى إنتشار النمط الأول Type I من مرضى السكر بين الأولاد صغار السن وأشارت التقارير لوجود 8.3 مريض بين كل 1000 مريض من الحضر ، 6.7 من كل 1000 مريض من أطفال الريف وقد وجد أن انتشار النمط الأول Type I غالباً ما يكون فى سن 12: 14 عام بالاضافة إلى أن هناك نزعة لتطور المرض فى المراحل العمرية الأصغر من العمرين وبالرغم من ذلك فإن أعلى معدلات الانتشار فى المجتمع المصرى تكون فى الأعمار المتقدمة وتكون عامة فى العقدين الخامس ، والسادس. (مرسى عرب Arab. M ، 1992 : 335)
العوامل الاجتماعية ، الاقتصادية المؤثرة على مرض السكر: ويشمل تأثير هذه العوامل البناء الهرمى للسكان ، والتوزيع السكانى ، ونظام المعيشة ، والعادات بالإضافة إلى درجة انتشار الأمية ، المعتقدات الدينية وأثرها بالأضافة إلى الكثافة السكانية حيث يوجد فى مصر معدلات زيادة سكانية عالية مع محدودية الموارد الطبيعية مما ينتج عنه انخفاض الدخل القومى فى البلاد. وكان هناك أيضاً أثر سلبى لارتفاع معدلات الأمية فى مصر على توفير الرعاية اللازمة لمرضى السكر وخاصة البرامج المعدة لتوعية المرضى. هذا بالاضافة إلى ما للدين من أثر فى انتشار المرضى أو الحد من انتشاره فالغالبية العظمى من سكان مصر مسلمين حيث ينص الاسلام على بعض السلوكيات الصحية السليمة مثل قصر تناول الطعام على ما يلبى احتياجات الجسم دون افراط والتشجيع على ممارسة الرياضة والنظافة والصلوات خمس مرات فى اليوم تتضمن تمرينات رياضية وتسبق بالوضوء والصوم خلال شهر رمضان. وقد درست هذه العوامل فى تأثيرها على الخلايا الكربوهيدراتية. ودرست أيضاً تكلفة المرض فى مصر من الناحية الاقتصادية والتى تعتبر من أرخص التكاليف مقارنة بدول أخرى. فالتكلفة بواسطة العوامل الكميائية 1.12 دولار ، بواسطة الأنسولين 2.44 دولار ، بواسطة الاشعاع وتحليل البول 2.90 دولار شهرياً والتحاليل المعملية تتكلف 22.20 دولار فى العالم. أما تكلفة الطبيب الماهر 9: 60 دولار فى العالم. (المرجع السابق : 336)