الخلاصة : عالجت هذه الورقة موضوع صعوبات التعلـّم ، وذلك من خلال تقسيم هذا البحث إلى عدد من الفصول ، الذي حاولنا من خلالها أن نبين وجهة نظرنا في هذا الموضوع ، من خلال المدخل إلى صعوبات التعلـّم ، ثم نظرة عامة على ذوي صعوبات التعلـّم ، وكيف نستطيع التعرف عليهم من خلال المظاهر العامة التي يكونون عليها ، وفي الفصل الثالث والذي توسعنا فيه بشكل كبير ، وهو فصل تشخيص ذوي صعوبات التعلـّم والأساليب المتبعة في هذا التشخيص ، أما الفصل الرابع فتناولنا فيه تلك الاستراتيجيات والأساليب التعليمية التي من الممكن أن نستخدمها مع أفراد هذه الفئة من الطلاب والأبناء ، ثم بعد ذلك حديثنا عن مفاهيم دائما ّ ما ترتبط بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة - بشكل عام - وذوي صعوبات التعلـّم - بشكل خاص - ، وأخيرا ً كانت نظرتنا الشديدة التفاؤل لدور الوالدين والمعلمين مع هذه الفئة الخاصة من الأبناء والطلاب ، ومن ثم حوار عام مع الأفاضل الأساتذة القائمين على تعليم هؤلاء الأبناء للدور الكبير جدا ً المنوط بهم وار شادات عامة تساعدنا وتساعدهم على أداء مهماتنا بشكل مفيد لهؤلاء الأبناء .
وقد خلصنا في هذا الموضوع إلى عدد من النقاط ، وهي : o الطلبة الذين يعانون من صعوبات في التعلم ، هم في الأساس مجموعة غير متجانسة من الطلبة ، ولا يتشابهون تماماً ، فليس هناك عرض واحد ، وإنما مجموعة من الأعراض ، وهذه الأعراض أو الخصائص قد تظهر بصور مختلفة ، عند الطلبة المتخلفين ، بمعنى أنه ليس من الضروري أن تظهر جميع هذه الصعوبات والخصائص ، في طالب واحد ، وإنما قد يظهر جزء منها في طالب ، وجزء منها في طالب آخر ؛ o هذه الصعوبات والخصائص ـ التي تمت الإشارة إليها سابقا ـ هي أخطاء شائعة جداُ في المراحل المبكرة ، من عمر الطفل العادي ، وبالتالي فإنها تعد طبيعية في ذلك العمر ، وما يميز وجودها لدى الطلبة ذوي الصعوبات التعلمية هو أنها تستمر لديهم حتى سن متقدمة ، إذا لم تعالج ؛ o كلما كان التدخل والعلاج التربوي مبكراً أكثر ، كان ذلك أفضل ، هذه قاعدة صحيحة تماماً ، في العمل مع ذوي صعوبات التعلم ؛ o مصطلح صعوبات التعلم يختلف عن مفهوم التأخر الدراسي ، أو بطء التعلم ، إذ على الرغم من أن السمة الغالبة على الطلبة الذين يعانون صعوبات في التعلم هي التأخر الدراسي ، إلا أن المتأخرين دراسياً قد لا يعانون بالضرورة من صعوبات في التعلم ، فأسباب التأخر الدراسي كثيرة ، وأحد هذه الأسباب هو صعوبات التعلم ؛ o ما يميز الطلبة الذين يعانون صعوبات في التعلم هو التباين الواضح لديهم ، بين مستوى تحصيلهم الدراسي الفعلي ، واستعداداتهم وقدراتهم العقلية الكامنة ؛ o يجب اتباع أكثر من أسلوب من أساليب التشخيص للوصول للنتيجة المرجوة ، وهي التشخيص الدقيق للطفل / الطالب والحكم على مستواه بأفضل وأدق طريقة ممكنة ؛ o يجب أن تتوافر خصائص معينة للعملية التعليمية الخاصة بهؤلاء الطلبة ، من حيث النظام المدرسي ، المنهج ، المعلم ، غرفة الدرس ، أسلوب التدريس ، الوسائل والأنشطة ، إلى غيرها من الحاجات التي تتطلبها العملية التعليمية لهؤلاء الطلاب من هذه الفئة الخاصة ، فئة ذوي صعوبات التعلـّم ؛ o هناك تفاوت في تقدير نسبة انتشار صعوبات التعليم ، ولكن أفضل التقديرات تشير إلى أن هناك ما بين 1 ـ 3 % من طلبة المدارس يعانون من مثل هذه الصعوبات التعليمية ، علما بأن انتشار هذه الصعوبات بين الذكور ، أكثر من انتشارها بين الإناث ؛ o وأخيراً فإن الطالب ذا الصعوبات التعليمية طالب ذكي ، ويعرف أنه يخطئ فيصاب بالإحباط ، ولأنه يعيش في بيئة لا تفهم جيداً نفسه مبعداً عما يدور حوله / مع قلة الفرص المتاحة للتقدم ، وبناءً عليه هو أحوج ما يكون إلى الإرشاد ، والرعاية النفسية والتفهم .