حياة الإنسان وحدة واحدة وعملية نمو تصدر من داخله ولا تفرض من خارجه . وهذا النمو يحدث على نحو مستمر مع التقدم فى العمر حتى يقف الفرد عند مرحلة معينة عندها يصل إلى التكوين النهائى . وعملية النمو متصلة ومن هنا فأن تقسيم حياة الفرد إلى مراحل فيه قدر من التعسف ومن الصعب مهما حاولنا أن نتوصل إلى تقسيم دقيق إلى أن نميز بين نهاية مرحلة وبداية المرحلة التى تليها لأنهما متدخلتان . وللتقسيم إلى مراحل فائدتان أحداهما نظرية وهى توضيح هذه المراحل وتبسيط هذا العلم ، والثانية عملية ومن هنا فإن التقسيم كلما تمشى مع الواقع كلما كان أفضل .
لقد تعرضنا لعدد من النظريات التى تناولت مراحل النمو النفسى والاجتماعي والمعرفى، ويتلخص هنا أنماط سلوك الأطفال والمراهقين ذات المغزى والأهمية للمعلمين ، ولقد قسمت إلى : o سنى رياض الأطفال وما قبل المدرسة o الصفوف الابتدائية o الصفوف الإعدادية والثانوية . وتناولنا فى كل قسم الخصائص الجسمية والاجتماعية والانفعالية والمعرفية مع بيان بعض المضامين التربوية لها . وعلى الرغم من أنك قد تدرس صفاً معينا فى مستوى من هذه المستويات إلا أنه من الضرورى أن تدرس هذه الخصائص جميعاً لأنك ستجد فى نفس الصف تلاميذ ذو أعمار مختلفة ، كما أن جوانب سلوك التلاميذ الأكبر تتأثر بالخبرات السابقة . ونحن نلاحظ أن سلوك الأطفال فى الحياة اليومية يتغير من شهر إلى شهر فى السنوات الأولى من حياتهم ، ثم من سنة إلى سنة فى طفولتهم المتأخرة ونحن نتوقع من طفل فى الثالثة من عمره أساليب سلوك تختلف عما نتوقع من أخيه فى السابعة من عمره سواء أكان ذلك فى تعبيره عن انفعاله أو تفكيره أو فى تفاعله مع الآخرين ونحن نستهدف من دراسة مراحل النمو فهمهما لنرتب على هذا الفهم التنبؤ بما سيكون عليه سلوك الفرد مستقبلاً ، أى أننا نستهدف دراسة نمو السلوك الانسانى لتحديد أحسن الشروط البيئية الممكنة التى تؤدى إلى أحسن نمو ممكن ولتيسير اكتساب أساليب التكيف الاجتماعي السوى . وقد تغريك قراءة بعض الأطفال فى الصف الذى تقوم على تدريسه بإغفال قراءة خصائص الأطفال فى الصفوف ، غير أنه ينبغى عليك أن تعرض عن هذا وذلك لأن الخصائص التى تناقشها فى مستوى معين قد تؤثر فى مستويات أخرى كثيرة أو فى جميع المستويات الأخرى ومعرفتك باستمرارية النمو يزيد من فهمك له ، وحتى لو حدث فى هذا القسم قدر من الضعف ، وأن النمو ليس مطرداً بالدرجة التى تجعل تعميما معينا ينطبق وبصدق على الأطفال فى فترة ثلاث سنوات بعينها ولا يصدق عليهم قبيل هذه المرحلة ولا بعدها ، أى أن كثيراً من الخصائص والسمات تتداخل فى المستويات العمرية وتتكرر وذلك بسبب كبر مدى الفروق الفردية . هذا فضلاً على أن بعض جوانب السلوك عند الأطفال الأكبر تتأثر بالخبرات السابقة وأنه حتى لو تمت مناقشة نمط من السلوك عند مستوى أعتبر فيه هذا النمط ذا مغزى خاص ، فإنه قد يكون هاماً عند أى مستوى عمرى --- فأساليب التنشئة التسلطية أو المتسامحة لها مضامينها وتأثيرها فى جميع المستويات العمرية ، وأخيراً فإننا نفيد حين نحاول فهم العملية الكلية الشاملة للنمو .