أهميته النفسية : للغذاء أهميته النفسية ، وذلك لأنه الدعامة الأولى التى تقوم عليها علاقة الطفل بأمه . إذ الأم هى المصدر الأول الذى يمتص منه الطفل غذاءه . ثم تتطور هذه العلاقة بعد ذلك على علاقات نفسية واجتماعية ويتأثر الطفل فى ميوله إلى بعض ألوان الطعام أو فى عزوفه عن البعض الآخر وكراهيته لها بالعادات الغذائية التى تسيطر على جو أسرته ، وبالمجتمع الذى يحيا فيه ، وبالثقافة التى تهيمن على نشأته الأولى وعلى مراحل نموه ، وهكذا تؤثر الفروق النفسية الاجتماعية العنصرية الدينية الجغرافية على اتجاهات الطفل نحو الألوان المختلفة للغذاء . وعلى تعصبه النفسى ، فالطفل الصغير والأنسان البدائى يترددان طويلاً قبل أن يمدا أيديهما إلى طعام لم يتعودا عليه ولم يريا عشيرتهما وذويهما يأكلانه من قبل .
وظائفه : يتأثر نمو الفرد بنوع وكمية غذائه ، وتتلخص وظائف هذا الغذاء فى تزويد الجسم بالطاقة التى يحتاج إليها للقيام بنشاطه ، سواء كان هذا النشاط داخلياً أم خارجياً ، بدنياً أم نفسياً ، وفى إصلاح الخلايا التالفة وإعادة بنائها ، وفى تكوين خلايا جديدة ، وفى زيادة مناعة الجسم ضد بعض الأمراض ووقايته منها . هذا وتختلف أهمية كل وظيفة من هذه الوظائف تبعاً لأختلاف وتباين عمر الفرد ووزنه ، وطبيعة العمل الذى يقوم به وبذلك يختلف غذاء الكهل . ويختلف أيضاً غذاء الأفراد الذين يقومون بأعمال بدنية شاقة عن غذاء الذين يقومون بأعمال عقلية فكرية عن غذاء الذين حيون بأنفعالهم فى جو عاطفى قلق . ولقد تواترت نتائج التجارب التى قام بها العلماء على أن أهم الموارد الغذائية التى يحتاج إليها الفرد فى نموه وفى محافظته على استمرار حياته ونشاطه وهى المواد الدهنية ، والسكرية والنشوية ، والزلالية ، وبعض الأملاح المعدنية ، والفيتامينات ، والماء . ويعتمد الجسم على المواد الدهنية والسكرية والنشوية فى تزويده بالطاقة التى تساعد على حفظ درجة حرارته ، وعلى تادية وظائفه المختلفة . ويتعمد على المواد الزلالية فى تجدي بناء الخلايا الت تلفت . وفى بناء خلايا أخرى جديدة ، فمثلاً الخلايا التى تتكون منها الكرات الدموية الحمراء تتلف كل شهر تقريبا وتتحلل للترك الميدان لكرات أخرى جدية قوية . هذا وللأملاح المعدنية أهميتها البالغة فى تكوين بعض الخلايا . فتكوين العظام يعتمد على الأغذية التى تحتوى على الحديد، هذا، وتتلخص أهمية الفيتامينات فى أنها تساعد النمو بوجه عام، وتحول بين الفرد وبين الإصابة ببعض الأمراض كالكساح أو ضعف قوة الإبصار. أما الماء فهو الوسط الذى تحدث فيه التفاعلات والعمليات الكيميائية الحيوية كالهضم مثلا ، وغيره من العمليات الأخرى .
الاتزان الغذائى : يخضع النمو فى جوهره إلى اتزان وتناسق المواد الغذائية المختلفة فى تأثيرها العام والخاص على الجسم الإنسانى . فالإفراط فى الاعتماد على نوع خاص من هذه المواد يؤدى إلى اختلال هذا الاتزان ، وبذلك يضار الفرد إذ يسلك به النمو مسالك شاذة غريبة ، فالمغالاة فى الاعتماد على الأغذية الفسفورية يؤثر تأثيراً ضاراً على الأغذية التى تحتوى على الكالسيوم والمغالاة فى الاعتماد على الأخيرة يؤثر أيضا تأثيراً ضاراً على الأولى . واعتدال الفرد فى غذائه بحيث يعطى لكل عنصر من هذين العنصرين نصيبه الصحيح من الأهمية يؤدى الجسم إلى الإفادة من كليهما ، والإكثار من المواد الدهنية يعطل عملية امتصاص القدر الكافى من الكالسيوم وخير للفرد أن يعتمد فى غذائه على أنواع مختلفة من أن يقتصر على أنواع قليلة محدودة . وهكذا تتصل هذه المواد الغذائية من قريب وبعيد ، وتظل تمتد بآثارها المختلفة حتى تعيمن على حيوية الجسم ، فتنشىء لنفسها بذلك شبكة غذائية متعادلة القوى متزنة الأثر . ومثلها فى ذلك مثل الهرمونات فى تعادلها وإتزانها . هذا وتتصل الأغذية اتصالاً مباشراً بتلك الهرمونات ، فنقص اليود مثلاً من المواد الغذائية يؤثر على هرمون الغدة الدرقية ( الثيروكسين ) .وبذلك ينمو الفرد فى إطار ضيق محدود من الاتزان الغذائى والغدى .