حاول الإنسان منذ القدم تفسير الظواهر والأحداث التي تحيط به فى الإطار البيئي (الاجتماعي والثقافي) الذي يعيش فيه، واستمد تصوراته المعرفية والثقافية حول الصحة والمرض من مصادر ثقافية وصار هذا الرصيد الاعتقادى يؤدي وظائف عديدة فى مواجهة الأمراض والأوبئة والإعاقات الحسية والعقلية فى القطاعات المجتمعية المختلفة (الريفية والبدوية والحضرية) , والواقع أن التقدم العلمي الراهن وانتشار الوعي الصحي وتقدم العلوم الطبية المختلفة لم يقض تماماً على هذا الرصيد الاعتقادى، فلا تزال قطاعات عريضة من المجتمع تستمد تصوراتها ومفاهيمها وتفسيراتها المختلفة للمرض وللإعاقة من هذا التراث الثقافي المتنوع وبهذا المعني نجد أن الصحة والمرض حقائق ثقافية واجتماعية كما هي حقائق طبية ( ).