مقدمة انطلاقاً من الدور المحوري الذي يضطلع به المعلم في أي نظام تربوي، وإيماناً بمركزية التأثير الذي يحدثه المعلم المؤهل على نوعية التعليم ومستواه، فإن الدول على اختلاف فلسفاتها وأهدافها ونظمها الاجتماعية والاقتصادية تولي مهنة التعليم والارتقاء بالمعلمين كل اهتمامها وعنايتها، كما تتيح لهم فرص النمو المهني المستمر وتيسر لهم الظروف لتحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية من منظور أن نوعية التعليم ومدى تحقيق الأهداف التربوية ومستويات الأداء عند الطلاب يقررها مستوى المعلمين ومقدار الفعالية والكفاية التي يتصفون بها في أثناء تأدية رسالتهم التربوية، بالإضافة إلى أن المعلم يعد في أي نظام تعليمي أكثر العناصر كلفة - من الناحية المادية- في المدخلات التعليمية وأكبرها حجماً بعد التلاميذ من حيث العدد، والحاجة إليه لا تزال قائمة وماسة، ولذلك فقد ظهر الاهتمام بتدريب المعلمين في جميع بلاد العالم ومن ضمنها الدول العربية التي بذلت الكثير في سبيل الارتقاء بمستوى المعلم، فعقدت الندوات والمؤتمرات وألفت الكتب وأجرت البحوث لمناقشة المعلم وسبل تطويره واختيار الأنظمة الصالحة لذلك، والتي تستجيب لمتطلبات وسياسية التعليم في تلك الدول (مكتب التربية العربي لدول الخليج، 1986). إن الإنسان في هذا العصر يتعرض إلى كم هائل من المعلومات ، التي ازداد الاعتماد عليها حتى أصبحت عاملاً رئيساً في إدارة جميع القطاعات المختلفة (الهاجري،1422). ومن أهم هذه القطاعات القطاع التعليمي الذي يعاني من قصور واضح في توظيف المعلوماتية في التعليم. ولتلافي هذا القصور لابد من تنفيذ مشروع شامل لتطوير نظم المعلومات في التعليم والذي يتطلب أموراً كثيرة منها توفير قوى عاملة مدربة على مستويات مختلفة، فهناك حاجة إلى تطوير كفاءات للتشغيل وللصيانة وكذلك كفاءات المعلمين والمشرفين (مازي وآخرون، 1413). فقد ورد في تقرير (بنتوت) أن أضخم عقبة أمام استخدام أجهزة الحاسب الآلي بشكل فعّال في الفصول المدرسية تتمثل في التدريب غير الكافي للمعلمين .â وبناءاً على ما سبق نجد أن الكثير من الإدارات التعليمية في الوطن العربي قامت بعقد الملتقيات والورش التدريبية لتدريب المشرفين التربويين والمشرفات التربويات في جهاز الوزارة والمناطق التعليمية على مجالات متعددة من استخدامات التقنية في مصادر التعلم، وحوسبة مختبرات العلوم. وتقوم إدارات التربية والتعليم في جميع مناطق المملكة العربية السعودية - مثلاً- بتدريب المعلمين والمعلمات ومحو أميتهم في الحاسب الآلي وتدريبهم على دمج التقنية في التعليم ، إضافة إلى إعداد مدربين لتدريب المعلمين في المناطق التعليمية المختلفة.â وما ذلك إلا لأن عملية التخطيط والتطوير في العملية التعليمية لا يمكن أن تتحول إلى واقع تربوي ملموس إلا عن طريق المعلمين، الذين يحولون الخطط النظرية إلى سلوكيات صفية وممارسات تعليمية، ولهذا فإن تدريب جميع المعلمين في أثناء الخدمة تدريباً يتلاءم مع أهداف توظيف المعلوماتية في التعليم ويتزامن معها أمر ضروري لتحقيق أهداف التطوير (الحارثي،1419).