ملخص البحث. أشار العديد من الدراسات التي أجريت في أمريكا الشمالية وأوروبا إلى تأخر القدرات القرائية لدى المعاقين سمعياً مقارنة بالعاديين. كذلك وجدت تلك الدراسات أن هناك عوامل أخرى قد تتداخل مع الإعاقة السمعية من شأنها أيضاً أن تؤثر على القدرات القرائية. وبالنظر إلى ندرة الدراسات التي أجريت على البيئة العربية لمعرفة تأثير الإعاقة السمعية على القدرات القرائية، ولما كان هناك اختلافً في طبيعة تركيبات اللغة العربية عن اللغة الإنجليزية بالإضافة إلى اختلاف البيئة العربية عن البيئة الغربية، تأتي هذه الدراسة كمحاولة أولى لتقويم مستوى مهارات القراءة الصامتة لدى عينة من الطلاب ضعاف السمع مقارنة بالطلاب العاديين بمدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية، وذلك لمعرفة مدى الارتباط بين الإعاقة السمعية ومستوى القدرات القرائية، وكذلك اختبار العلاقة بين القدرات القرائية وبعض العوامل الخاصة بالطالب وأسرته. تم اختيار عينة الطلاب ضعيفي السمع من الصف السادس الإبتدائي والصف الثالث المتوسط بمعاهد الأمل للصم للبنين بمدينة الرياض، وكانت درجة ضعف السمع لدى هذه المجموعة تتراوح بين متوسطة وشديدة، وكانت أعمار أفراد العينة تتراوح بين 11-20 عاماً. أما العينة الضابطة من العاديين فقد تكونت من طلاب من نفس المستوى الدراسي تم اختيارهم من مدارس تمثل مناطق جغرافية مختلفة بمدينة الرياض، ممن لا توجد لديهم أي إعاقات ظاهرة، وكانت أعمارهم تتراواح بين 11-18 عاماً. أشارت النتائج إلى أن هناك فروقاً دالة إحصائياً في درجات المهارات القرائية المختلفة بين ضعاف السمع والعاديين. كذلك أظهرت النتائج أن طول مدة سنوات الدراسة يؤدي إلى التقدم في مستوى غالبية المهارات القرائية التي تم تقويمها لدى عينة ضعاف السمع. وأخيراً أشارت النتائج إلى أن مستوى القدرات القرائية لدى ضعاف السمع مقارنة بالعاديين في الدراسة الحالية، لا يختلف عما أفادت به دراسات تم إجراؤها في المجتمعات الغربية، مما قد يعني أن ضعف السمع هو أحد العوامل الرئيسة في تدني مستوى القدرات القرائية.