الفروق التجهيزية في الانتباه الانتقائي والموزع و مكونات الذاكرة العاملة لدي الأطفال المتخلفين عقليا والعاديين مدخل تشخيصي د/ منير حسن جمال أستاذ علم النفس التربوى المساعد كلية التربية بالعريش د/ السيد كامل الشربينى منصور مدرس علم النفس التربوى (تربية خاصة) كلية التربية بالعريش
لتحميل الدراسة - البحث كاملاًPDF- - أضغط على هذا الرابط مـقـدمــة: لقيت مشكلة تشخيص التخلف العقلي اهتماما كبيرا من علماء الطب وعلم النفس والاجتماع ورجال التربية ، لأن الحكم علي الطفل بالتخلف العقلي يؤثر تأثيراً كبيراً علي مستقبله ، فبناءا علي كلمتين يصدرهما أخصائي التشـخيص " تخلف عقلي " يتحدد مصير إنسان ومستقبله ومكانته الاجتماعية ، ونوع تعليمه وتأهيله وتشغيله. (كمال مرسي ،1996، 37) ولهذا يتطلب الأمر تضافر الجهود التي تحمل في طياتها مداخل متعددة تعني بتنقيح أساليب التشخيص المتبعة حالياً ، مع البحث عن أساليب جديدة متنوعة ، والتي من بينها استخدام الحاسب الآلي في قياس الأداء علي مهام عمليات تجهيز المعلومات ( الانتباه ، الذاكرة العاملة ، الذاكرة طويلة الأمد) لدي الأطفال العاديين والسعي الحثيث لإيجاد تطبيقات مماثلة علي الأطفال المتخلفين عقليا. و يرتبط ذلك بما يعانيه الأطفال المتخلفون عقليا من قصور واضح في قدرتهم علي تجهيز المعلومات عند مقارنتهم بأقرانهم العاديين المناظرين لهم في العمر الزمني : فهم يبدون تدنيا واضحا في قدرتهم علي الانتباه والتركيز لفترة طويلة ، كما أن لديهم قابلية عالية للتشتت ، ولديهم قصور في القدرة علي التذكر قصير وطويل الأمد. وتوصل كل من Sovner, 1991) & ( Lowryإلي وجود اضطرابات مصاحبة لحالة التخلف العقلي من بينها اضطرابات في عملية الانتباه تؤثر علي عملية الاتصال غير اللفظي وخاصة عندما يتعرض لموضوعات متنوعة لا يستطيع أن يصل لمستوي مقبول.( Lowry & Sovner 1991,1055 ) والانتباه يمثل دورا هاما كعملية معرفية قبل إدراكية، وهى المدخل الذي تتم فيه تحديد هوية المعلومات و تنقيتها قبل دخولها إلى عالم الذاكرة، بحيث تسمح للمعلومات المطلوبة أن تمر، وتمنع المعلومات غير المطلوبة، بل وتجعل الفرد في حالة يقظة للتعامل مع الموقف ، ولا تقطع تواصله بالموقف ، كما تتميز بعض أنواعها بالقدرة على توزيع السعة الانتباهية لموضوعات مختلفة.( منير جمال ، 2004 ,415-417) وهناك من يرى تأثير التدني الواضح في عمليات الانتباه في قدرة الأفراد علي حل المشكلات التي تعترضهمSmith ,et al.,1993, 45)). وقد أظهرت نتائج بعض الدراسات السابقة عن وجود قصور في الانتباه لدي الأطفال المتخلفين عقليا ، فتشير دراسة Odekirk ( 1999 ) إلي أن الأفراد المتخلفين عقلياً يعانون من تأخر واضح في قدرتهم علي انتقاء المثير المستهدف من بين مجموعة من المثيرات المشتتة ، إلا أنهم يمكنهم معالجة المعلومات بطريقة أفضل عندما يرتكز الاختيار علي أساس التماثل بين المثيرات. وأما دراسة Fabio & Cossutta (2001 ) فقد أشارت نتائجها إلي أن المتخلفين عقلياً يظهرون قصور في قدرتهم علي ترميز العمليات عند قيامهم بعملية الانتباه الانتقائي. وفي هذا توصل كل من (1991 Sovner, & Lowry ) إلي وجود اضطرابات مصاحبة لحالة التخلف العقلي من بينها اضطرابات في عملية الانتباه تؤثر علي عملية الاتصال غير اللفظي وخاصة عندما يتعرض لموضوعات متنوعة لا يستطيع أن يصل فيها إلي مستوي مقبول. ( Lowry & Sovner 1991,1055 ) وأما الذاكرة العاملة فهي منوطة بفترة التخزين القصيرة والمؤقتة، والتي تعمل في نفس الوقت على تنشيط المعلومات المتوفرة في الذاكرة طويلة الأمد، بحيث تستدعى هذه المعلومات ، وتقوم بتجهيزها لمواجهة موقف جديد أو صعب. وهى تمثل العملية الأكثر أهمية بالنسبة لعمل الذاكرة تتخطى بها الفهم السلبي لدور الذاكرة كمخزن للمعلومات ، فتجهيز المعلومات يعمل على أن تستخدم المعلومات بشكل يساعد على حل الأمور الصعبة أو الجديدة. وكما أن لها دور حيوي في الأداء من حيث الضبط والتنظيم والاحتفاظ النشط للمعلومات ، كما أنها هامة في الأنشطة المعرفية المعقدة التي تحدث يوميا. وأسفرت نتائج الدراسات السابقة عن وجود قصور في بعض مكونات الذاكرة العاملة لدي الأطفال المتخلفين عقليا مقارنة بالعاديين المناظرين لهم في العمر الزمني . فقد أشارت نتائج دراسة Rosenquist,2001) ) إلي وجود خلل في المخزن الصوتي لدي الأطفال المتخلفين عقليا عندما يقومون بأداء مهام التشابه الصوتي ، وفي التكرار غير الصوتي عندما يقومون بأداء مهام طول الكلمة ، وعلي النقيض من ذلك يؤدون بصورة مماثلة لما نجده لدي العاديين في مهام التشابه البصري ، ومن غير المتوقع أن تكون المهام التي تتطلب الاحتفاظ البصري معاقة علي النحو الذي نجده في المهام التي تتطلب التكرار الصوتي ، كما تشير النتائج إلي وجود استقلال لمكونات الذاكرة العاملة للأفراد المتخلفين عقلياً مماثل لما نجده لدي العاديين. وأما دراسة2001) ( Numminen , et al .,فتدل نتائجها علي أن المتخلفين عقلياً بمتلازمة داون اتسم أداءهم بالبطء , ويظهرون صعوبات في المهام التي تتطلب التكرار الصوتي Phonological loop و لا توجد فروق بين العاديين و الأفراد بمتلازمة داون في المهام الأخرى للذاكرة العاملة ، كما لا توجد دلائل تشير إلي وجود قصور نوعي في مكون الضبط التنفيذي للذاكرة العاملة. وأسفرت نتائج دراسة شيري وآخرون ( Cherry , et al ., 2002 ) إلي أن الراشدين المتخلفين عقلياً يظهرون تقدماً ملحوظاً في قدرتهم علي الاستدعاء والتعرف من خلال تمتعهم بذاكرة تصويرية جيدة . وأظهرت نتائج دراسة(2002 Numminen & Service,) إلي أن المتخلفين عقلياً يتسم أداءهم بالتفوق في مهام الذاكرة العاملة التي تتضمن مهام لفظية ، وبصرية - مكانية ، أما أداء الراشدين المتخلفين عقلياً فكان أداءهم أفضل في المهام التي تتطلب المعرفة والمهارة. وقد أسفرت نتائج دراسة 2003 ) ( Rosenquist , et al., إلي أن المتخلفين عقلياً لديهم صعوبات نوعية في مكون التكرار الصوتي مقارنة بالعاديين ، ولا توجد فروق دالة إحصائيا بين مجموعتي المتخلفين عقلياً والعاديين في قدرتهم علي تخزين المعلومات التي تدخل إلي مخزن التكرار الصوتي من خلال المهام القائمة علي تأثير التشابه الصوتي ، وفي تخزين المعلومات البصرية التي تدخل إلي مخزن اللوحة البصرية -المكانية من خلال مهام التشابه البصري. وتوضح نتائج دراسة ,2004) (Sewing إلي أن المتخلفين عقلياً بمتلازمة داون يكون مدي ذاكرة الجمل لديهم قصيرة مقارنة بأقرانهم العاديين المناظرين لهم في العمر العقلي . وأما الأداء علي مهام الذاكرة طويلة الأمد لدي الأفراد المتخلفين عقليا تعتبر أفضل من الأداء علي مهام الذاكرة قصيرة الأمد ( الذاكرة العاملة) ،فهم يظهرون قصور ملموس في قدرتهم علي استدعاء المعلومات التي تحدث في ثوان أو دقائق ، ويبدون تحسنا ملموس في قدرتهم علي استدعاء المعلومات التي تكرر تعاملهم معها لفترة زمنية طويلة. وفي هذا الصدد تشير نتائج دراسة (Wyatt & Conners 1998) إلي أن الأطفال العاديين يتفوقون في الأداء علي مهام الذاكرة الصريحة من الأطفال المتخلفين عقليا ، ولا توجد فروق دالة إحصائيا بين المجموعتين في الأداء علي مهام الذاكرة الضمنية. وتشير نتائج دراسة ( Carlesimo , et al., 1997) إلي أن الأفراد العاديين يتفوقون في أدائهم علي مهام الذاكرة طويلة الأمد من الأطفال المتخلفين عقليا والأفراد بمتلازمة داون ، في مهام التجهيز اللفظي للذاكرة الصريحة ، فالأفراد المتخلفون عقليا وأقرانهم بمتلازمة داون يعانون من قصور في قدرتهم علي تنظيم المواد المعروضة عليهم لفظيا تبعا لبنائها التصنيفي
|