برامج تعليمية وتقنية تلبي احتياجات ذوي الإعاقة تحقيق / أمل آل علي وحول مدى فعالية البرنامج التعليمي التقني في تنمية المهارات الحسابية و الارتقاء بمستوى ذوي الإعاقة تقول الأستاذة وفاء حمد عبد الله الصالح: ِإن التعرف على حاجات واهتمامات الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة أمر مهم للمربين أو التربويين، ولمصممي تكنولوجيا المعلومات، وللمؤسسات التربوية؛ وذلك لتأمين عدم تخلف ذوي الاحتياجات الخاصة عن ركب ثورة التكنولوجيا، وخاصَّة المعاقين منهم بصريًّا؛ كما أن فهم احتياجاتهم ووضعهم يفـيد كثيرًا فـي توجيه السياسات المستقبلية فـيما يتعلق باستخدام الحاسب أو تكنولوجيا الحاسب لذوي الاحتياجات الخاصة، وبالأخص أصحاب الإعاقة البصرية، كما أن الأنظمة التعليمية الحديثة التي تعتمد على التكنولوجيا توجد بها عوائق كثيرة أمام ذوي الاحتياجات الخاصة؛ إذ تستخدم التكنولوجيا أكثر فأكثر فـي المناهج الدراسية، لكن الطلاب المكفوفـين والمعاقين بصريّاً يواجهون صعوبات أو تحديات ناشئة عن كون هذه التكنولوجيا موجهة أصلاً للمبصرين داخل أو خارج المدرسة، على الرغم من أنها تحل كثيرًا من مشاكل المكفوفـين. وقد خدمت الثورة التكنولوجية التي نعيشها المعاقين بصريًّا بشكل كبير جدًّا من جوانب متعددة ومختلفة، تتمثل فـي توفـير الاستقلالية فـي القراءة والكتابة، وعدم الاعتماد الكلي على الغير، والحفاظ على خصوصيات الكفـيف، بالإضافة إلى استغلال الإنترنت فـي التواصل محليًّا وعالميًّا، وكسر حاجز الانغلاق والعزلة على المجتمع، وليس ذلك فحسب بل أوجدت فرصًا للعمل تناسب إمكانات الكفـيف فـي استخدام الحاسب الآلي؛ الأمر الذي أسهم فـي توجيه أفكار القائمين على السياسات التعليمية فـي التغيير الشامل لأسلوب تعليم المعوقين وما هو متاح أمامهم من تخصصات. ونتيجة للتقدم التكنولوجي فـي مجال تعليم الطلاب المعوقين بصريًّا، ظهرت التقنيات التكنولوجية التي قدمت فرصًا كبيرة لهم على المستويين التعليمي والمهني، وأصبحت ركيزة أساسية فـي عملية التعليم والتعلم. وتعوض التكنولوجيا التعليمية الطلاب المعوقين بصريًّا عن العجز الذي يسببه فقدهم لحاسة البصر إلى حد ما، وإن عدم تدريبهم على استخدام هذه التكنولوجيا يشكل عائقًا إضافـيًّا فـي إمكانية الوصول إلى المعلومات؛ ولذلك فمن المهم تدريبهم على كيفـية التعامل مع التقنيات التكنولوجية والاستفادة التعليمية منها على الوجه المطلوب، ويأتي هذا من خلال الدور الذي يمارسه المتخصص فـي تكنولوجيا التعليم بمعاهد وبرامج العوق البصري ؛ فـيهيئ الطلاب والمعلمين على تقبل التكنولوجيا التعليمية و التأهيلية ، ويدرِّبهم على كيفـية استخدامها بما يضمن تحقيق الأهداف التعليمية وتتحدد فكرة موضوع الدراسة في تركيزها على مواصفات البرامج التعليمية الموجهة للمعاقين بصريًّا من حيث مداخل وأساليب التصميم والوسائط المستخدمة، ومحاولة التوصل إلى نموذج تتم فـي ضوئه عمليات التصميم، ويتواكب مع خصائص الفئة المستهدفة ومتطلباتها، كما ترتبط الدراسة أيضًا بتصميم برنامج تعليمي حاسوبي وفقاً لمواصفات النموذج المشار إليه، وقياس فاعلية هذا البرنامج التعليمي. وقد أقتصر تصميم البرنامج التعليمي الحاسوبي على تصميم وحدة تعليمية لتعلم الطباعة على الحاسب ووحدة تعليمية لتعلم بعض مهارات معالجة النصوص. وتم قياس فاعلية البرنامج التعليمي الحاسوبي المقترح على التحصيل المعرفـي، وتنمية المهارات الحاسوبية ، للتلميذات المعاقات بصريّاً بمعهد النور؟"وأسفرت نتائج الدراسة عن ووجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الأداء القبلي والبعدى للتلميذات المعاقات بصريا في الاختبار التحصيلى المعرفي للبرنامج التعليمي الحاسوبي لوحدة تعلم الطباعة ووحدة معالجة النصوص لصالح الاختبار البعدي ، كما توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الأداء القبلي والبعدى للتلميذات المعاقات بصريا في بطاقة ملاحظة الأداء المهاري للبرنامج التعليمي الحاسوبي لوحدة تعلم الطباعة ووحدة معالجة النصوص لصالح الاختبار البعدي، وبناء على هذه النتائج قد يسهم البرنامج التعليمي الحاسوبي الذي تقترحه الدراسة فـي تطوير إستراتيجيات تدريس مقرر الحاسب الآلي وتقنية المعلومات للمرحلة المتوسطة لذوي الإعاقة البصرية ،كما تسهم هذه الدراسة فـي أُطُر الاستفادة من تطبيقات تقنيات التعليم فـي مجال تعليم الفئات من ذوي الاحتياجات الخاصة بصفة عامة، وتعليم المعاقين بصريّاً بصفة خاصة؛ وذلك من خلال استثمار وتوظيف بعض الإستراتيجيات التعليمية والمستحدثات التكنولوجية الملائمة فـي تعليم تلك الفئات.