السمع والتخاطب الصرع والتشنج الشلل الدماغي العوق الفكري التوحد وطيف التوحد متلازمة داون الصلب المشقوق وعيوب العامود الفقري
الاستشارات
الإعاقة دوت نت دليل الخليج لذوي الاحتياجات الخاصة مقالات مجلات ندوات وؤتمرات المكتبة العلمية

صحة الوليد - الأطفال حديثي
الولادة

صحة الطفل

أمراض الأطفال

المشاكل السلوكية

مشاكل النوم

الـربـو

الحساسية

أمراض الدم

التدخل المبـكـــر

الشفة الارنبية وشق الحنك

السكري لدى الأطفال

فرط الحركة وقلة النشاط

التبول الليلي اللاإرادي

صعوبات التعلم

العوق الحركي- الاعاقة الحركية

العوق البصري - الإعاقة البصرية

الدمج التربوي

المتلازمات

الإرشاد الأسري ونقل الخبر

امراض الروماتيزم

أمراض الغدد



اشتراك انسحاب


110522459 زائر
من 1 محرم 1425 هـ

البحث في الموقع
 

المكتبة العلمية
الاستشارات
اتصل بنا

سجل الزوار

الدراسات والبحوث

نحو إدماج فعال للعب التربوي في منظومة التعليم

الكاتب : حميد بن خيبش

القراء : 31337

نحو إدماج فعال للعب التربوي في منظومة التعليم

 
حميد بن خيبش
 
 لايمكن الحديث عن الطفرة النوعية التي تعرفها مناهج التعليم ببلادنا دون الحديث عن بيداغوجيا الكفايات التي تعد جوهر هذه الطفرة, و ملمحا أساسيا من ملامح إصلاح نظام التربية و التكوين .
هذه البيداغوجيا التي شكلت قطيعة مع النزعة التقليدية السلطوية المهيمنة على الفعل التربوي منذ عقود , وتجاوزا ذكيا  لبيداغوجيا التدريس بالأهداف المغرقة في نزعتها السلوكية . و مكمن الجدة و المغايرة في هذه البيداغوجيا هو تفعيلها لفلسفة و مضامين الميثاق الوطني للتربية و التكوين , و المتمثلة أساسا في :" جعل المتعلم بوجه عام , و الطفل على الأخص , في قلب الاهتمام و التفكير و الفعل خلال العملية التربوية التكوينية ..."(1) , و ذلك بتبني " نهج تربوي نشيط , يجاوز التلقي السلبي و العمل الفردي إلى التعلم الذاتي , و القدرة على الحوار و المشاركة في الاجتهاد الجماعي"(2) . إلا أن ترسانة الصيغ و المقاربات البيداغوجية لا تكفي وحدها لتفعيل و أجرأة هذه المضامين ما لم تصاحبها قراءة رصينة لشخصية الطفل بكل أبعادها الحركية و النفسية و الاجتماعية , و القدرة على توجيه إمكاناته و قدراته و ميولاته التلقائية بشكل يخدم مسار تعلمه.
               
المــحــــــــــــور الاول
اللـعــب

تقول الدكتورة سوزانا ميلر أخصائية علم نفس الطفل" لقد ظلت كلمة "لعب" زمنا طويلا تعبيرا يشبه سلة المهملات اللغوية التي نلقي فيها بكل سلوك اختياري , و لكن لا يبدو له أي استعمال واضح من الناحية البيولوجية أو الاجتماعية"(3) .
و بالفعل فإن العديد من الآباء و الأمهات بل حتى المربين يخفقون في فهم ماهية اللعب و ضرورته الحيوية بالنسبة للطفل, إذ يعدونه سلوكا فارغا من أي محتوى وظيفي , و عائقا أمام التحصيل الدراسي , و قد غاب عنهم أنه أول بوابة يلجها الطفل لاكتشاف نفسه أولا , ثم استكشاف العالم.
إنه موقف يبدو غريبا إذا قورن بلحظة الاعتراف بالقيمة العملية للعب, والتي ترجع إلى زمن أفلاطون و أرسطو, حيث نادى الأول في كتابه " القوانين" بتوزيع تفاحات على الأطفال لمساعدتهم على تعلم الحساب, و منح  أدوات بناء مصغرة لمن يتوقع أن يكونوا بنائين في المستقبل, بينما دعا الثاني إلى تشجيع الأطفال على اللعب بما سيكون عليهم أن يفعلوه بشكل جدي حين يصيروا راشدين.! ;    كما أن العديد من الدراسات و الأبحاث التربوية و النفسية أجمعت على اعتبار اللعب ضرورة بيولوجية , و نشاطا أساسيا لتكوين شخصية الطفل ,بل يذهب بعض خبراء التربية إلى أنه وسيلة التعلم الوحيدة خلال الخمس سنوات الأولى.
لكن قبل المضي في تبيان فوائد اللعب و آثاره على نمو الطفل , لا بد من إضاءة أولية لماهية اللعب و طبيعته و خصائصه , بالإضافة إلى الحيز الذي يشغله في أهم النظريات و المقاربات السيكولوجية.
 
1) ماهية اللعب:
    لغـــة:
     جاء في لسان العرب لابن منظور: اللعب ضد الجد, و يقال لكل من عمل عملا لا يجدي عليه نفعا : إنما أنت لاعب, و يقال: رجل لعبة أي كثير اللعب , و الشطرنج لعبة , و النرد لعبة, و كل ملعوب به فهو لعبة لأنه اسم.
    اصطلاحا:
    تتعدد تعريفات اللعب و تتباين بالنظر إلى الإطار المرجعي الذي يستند إليه كل باحث في   رصده لهذا السلوك.كما أن جلها  إنما هي وصف للعب و ليست تعريفا له, مما يجعل  تقديم مفهوم موحد صعبا للغاية. لذا أكتفي بإيراد نماذج توضح هذا التباين:
Weiny Comin        - تعريف ويني كامين:
        اللعب هو أي نشاط يمارسه الطفل دون أية ضغوط عليه من البيئة المحيطة به و المتمثلة في بيئته العائلية و الاجتماعية, و البيئة الطبيعية.    
      Percy       - تعريف بيرس:
          اللعب هو كل نشاط يقوم به الفرد لمجرد النشاط دون أدنى اعتبار للنتائج التي قد تنتج عنه بحيث يمكن الفرد الكف عنه أو الاسترسال فيه بمحض إرادته.
       Good       - تعريف قاموس التربية لمؤلفه جود:
          اللعب نشاط موجه أو غير موجه يقوم به الأطفال من أجل تحقيق المتعة و التسلية , و يستغله الكبار عادة ليسهم في تكوين سلوكهم و شخصياتهم بأبعادها المختلفة العقلية و الجسمية و                الوجدانية.
    Huzinga     - تعريف هوزنجا:
        اللعب هو كل أنواع النشاط الحر الذي يؤدى بوعي تام خارج الحياة العادية باعتباره نشاطا غير جاد  وغير مرتبط بالاهتمامات المادية .وهو مقتصر على حدود الملاءمة , و ينفذ وفق قواعد مضبوطة.
     Jean Piaget     - تعريف جون بياجيه:
        اللعب عملية تمثل تعمل على تحويل المعلومات الواردة لتلائم حاجات الفرد.فاللعب والتقليد  والمحاكاة جزء لا يتجزأ من عملية النماء العقلي و الذكاء .
 
2)خصائص اللعب:
   رغم كثرة تعريفات اللعب و تباينها لارتباطها بتوجهات كل باحث ,إلا أن هناك اتفاقا حول     خصائصه و سماته.
يجمل الدكتور محمد محمود الحيلة سمات اللعب الأساسية فيما يلي:
-هو نشاط لا إجبار و غير ملزم للمشاركين فيه, و قد يكون بتوجيه من الكبار أو بغير توجيه كما في الألعاب الشعبية.
- تعد المتعة و السرور جزءا رئيسيا و هدفا يحققه اللاعبون من خلال اللعب و غالبا ما ينتهي إلى التعلم .
- من خلال اللعب يمكننا استغلال الطاقة الذهنية و الحركية للاعب في آن واحد.
- يرتبط اللعب بالدوافع الداخلية الذاتية للطفل , حيث أنه يتطلب السرعة و الخفة و الانتباه وتفتح الذهن.                   
-اللعب مطلب أساسي لنمو الطفل و تلبية احتياجاته المتطورة و تعليمه التفكير .
-اللعب عملية تمثل , أي أن الطفل يتعلم باللعب , و حتى يكون اللعب فعالا لابد للطفل من تمثله.                                                
-اللعب مطلب أساسي لإثارة تفكير الأطفال, و توسيع مجال تخيلاتهم, و بناء التصورات الذهنية للأشياء  (4)
 
أما" ف.بيتش" فقد أورد خصائص اللعب كما يلي:
  * اللعب يحمل عنصرا انفعاليا.
  * يميز الكائن الأقل نضجا عن الكائن الأكثر نضجا.
  * لا تكون له نتائج بيولوجية مباشرة تؤثر في وجود الفرد أو النوع.
  * أشكاله متنوعة و عديدة.
  * يعتمد استمراره و تنوعه على مستوى التطور الذي وصل إليه الكائن (5)
 
في حين يحدد الكاتب الفرنسي "كيلوا" سمات اللعب كما يلي:
  * اللعب مستقل و يجري في حدود زمان و مكان محددين و متفق عليهما.
  * غير أكيد, أي لا يمكن التنبؤ بخط سيره و تقدمه, أو نتائجه.وتترك حرية و مدى ممارسة
     الحيلة فيه لمهارة اللاعبين و خبراتهم.
  * يخضع لقواعد أو قوانين معينة أو إلى اتفاقات أو أعراف تتخطى القواعد المتبعة, وتحل محلها بصورة مؤقتة.
  * إيهامي أو خيالي, أي أن اللاعب يدرك تماما أن الأمر لايعدو كونه بديلا للواقع.           
      وعلى العموم يمكن حصر خصائص اللعب في ثلاث سمات رئيسية : 1) دوافعه داخلية2) يحقق متعة للطفل3) مرن و متحرر من أية قواعد تفرض عليه .
 
3)العوامل المؤثرة في اللعب:
      أثبتت الدراسات الميدانية وجود عوامل مؤثرة تتحكم في لعب الأطفال, وتمنحه أشكالا وأنماطا متباينة. ومن بين هذه العوامل:
     أ) العامل الجسدي:
       فالطفل الذي يعاني من تغذية ورعاية صحية ناقصتين يبدي اهتماما أقل باللعب, كما أن ضعف التناسق الحركي يعيق الطفل عن ممارسة ألعاب تتطلب النضج العصبي والعضلي.
    ب) العامل العقلي:
       يرتبط الإقبال على اللعب كذلك بمستوى ذكاء الطفل و نباهته, فالأطفال الأكثر ذكاء سرعان ما يغيرون أسلوب لعبهم فيرتقون من اللعب الحسي إلى الذي يتضمن عنصرالخيال و المحاكاة بينما لا يظهر هذا التطور على من هم أقل ذكاء.
    ج) عامل الجنس:
       فقد لوحظ في معظم المجتمعات أن هناك فروقا واضحة بين لعب الصبيان و لعب البنات , ففي لعب الصبيان هناك ميل أكبر نحواللعب الذي يرمزإلى القوة والسيطرة ,بينما يكون لعب البنات أقل حركة .
    د) عامل البيئة:
       يؤثر عامل المكان على لعب الأطفال بشكل كبير بحيث تختلف أنماط اللعب باختلاف بيئة الطفل" ساحلية, صناعية, ريفية, صحراوية, غنية , فقيرة...".
 
  4) آثار اللعب و فوائده:
  إن أول ما يمنحه اللعب للطفل هو فرصة الانفلات من قيود واقعه المادي, يقول الدكتور محمد عماد الدين إسماعيل" إن اللعب إنما يهيء للطفل فرصة فريدة للتحرر من الواقع المليء بالالتزامات و القيود, و الإحباط و القواعد و الأوامر و النواهي, لكي يعيش أحداثا كان يرغب في أن تحدث له و لكنها لم تحدث, أو يعدل من أحداث وقعت له بشكل معين و كان يرغب في أن تحدث له بشكل آخر إنه انطلاقة يحل بها الطفل, ولو وقتيا , التناقض القائم بينه و بين الكبار المحيطين به , ليس هذا فحسب , بل إنه انطلاقة أيضا للتحرر من قيود القوانين الطبيعية التي قد تحول بينه و بين التجريب, و استخدام الوسائل دون ضرورة للربط بينها و بين الغايات أو النتائج. إنه باختصار فرصة للطفل كي يتصرف بحرية دون التقيد بقوانين الواقع المادي أو الاجتماعي ."(6)

أما بقية الفوا ئد فإنها تتوزع على كافة نواحي نمو الطفل و يمكن إجمالها على الشكل الآتي:
   أ) من الناحية الجسمية:
    يحقق اللعب للطفل نموا جسميا سليما من خلال تقوية العضلات , و تصريف الطاقة الزائدة , و تنمية المهارات الحركية , و إحداث التكامل الضروري بين وظائف الجسم الحركية و الانفعالية و العقلية.
  ب) من الناحية العقلية:
    اللعب سلوك مهم لتحقيق النضج العقلي, و تنمية التفكير الإبداعي عند الطفل لما  يتيحه من إمكانيات الخيال و التخمين و الاستكشاف و التساؤل.
  ج) من الناحية النفسية:
    يمكن اللعب الطفل من السيطرة على قلقه , و مخاوفه , و الصراعات النفسية التي تعتمل بداخله,فهو مجال للتنفيس عن الانفعالات التي تنجم غالبا عن القيود التي يفرضها  عليه    عالم "الكبار " .
   د) من الناحية الخلقية:
    يسهم اللعب في تكوين النظام الأخلاقي و المعنوي للطفل من خلال تعويده على معاييرالسلوك الأخلاقية كالصدق , والأمانة, وضبط النفس, والاجتهاد, و تقدير الآخر, و احترام مبدأ الاختلاف , و الإحساس بشعور الآخرين ...إلخ.
  ه) من الناحية الاجتماعية:
    يكسب اللعب الطفل قيما و مهارات ضرورية للنمو الاجتماعي السليم, كتعلم النظام, وإدراك أهمية العمل الجماعي , و تقدير المصلحة العامة,  وتعرف أنماط السلوك الاجتماعي الملائمة لكل موقف.
  و) من الناحية التربوية:
          يذكي اللعب رغبة الطفل في التعلم , كما ييسر انخراطه بسهولة في المسار التعليمي شرط أن يكون موجها من لدن الفاعل التربوي. و سأعمل على بسط فوائد اللعب من الجانب التربوي بشكل أكثر تفصيلا في المحور الثاني من هذا البحث.
   
خـلاصـة:
    إن اللعب عامل مهم جدا في نماء الطفل  و تعلمه, فهو يتصل اتصالا مباشرا بحياته, بل إنه يشكل محتوى حياته و تفاعله مع بيئته, إذ يمكن الطفل من اكتساب معرفة شخصية لا تضاهيها المعرفة المجردة التي يحصلها عن طريق السرد و الإلقاء .
 
    5) النظريات المختلفة في تفسير اللعب:
   رغم أن ظاهرة اللعب شغلت حيزا مهما من تفكير عدد من العلماء و الباحثين على مر الأزمنة , إلا أن الصياغات الأولى لنظرية في اللعب لم تولد إلا في النصف الأخير من القرن التاسع عشر على يد الشاعر الألماني "شيلر" ثم من بعده الفيلسوف الإنجليزي "هربرت سبنسر" من خلال ما يعرف بنظرية الطاقة الزائدة.
  أ) اللعب في نظرية الطاقة الزائدة:
     اللعب من وجهة نظر "سبنسر" نشاط مهمته تصريف الطاقة الزائدة. فالحيوان إذا توفرت لديه طاقة زائدة عن حاجته في العمل يتخلص منها في اللعب , وهو ما ينطبق على الأطفال الذين لا ينشغلون في طفولتهم بأي عمل مما يولد لديهم طاقة زائدة تصرف في اللعب .
 لكن رغم أن هذا التفسير فيه جانب من الصواب إلى حد ما , إلا أنه لم يتناول حقائق اللعب كما ينبغي , فليس اللعب مقصورا على الأطفال بل هو مظهر سلوكي لدى الكبار أيضا.يقول فولكييه:" لا يزول اللعب بزوال الطفولة, فالراشد نفسه لا يمكن أن يقوم بفاعلية هائلةإلا إذا اشتغل و كأنه يلعب". أضف إلى ذلك تجاهل سبنسر وأتباعه للدور المركزي للعب في عملية النمو, وإمكانية تدخل عوامل عدة لتوجيه هذه الطاقة و توظيفها لصالح الإنسان.
  ب) اللعب في النظرية الإعدادية:
     يقارب "كارل غروس" مؤسس نظرية الإعداد للحياة المستقبلية اللعب على أساس بيولوجي محض, فهو بالنسبة للكائن الحي مجرد تمرين للأعضاء حتى يمكن السيطرة عليها و استعمالها استعمالا حرا في المستقبل . فمطاردة صغار القطط لخيط الصوف ما هو إلا تدرب على مطاردة الفريسة بقصد الحصول على الطعام, كما أن تناطح الحملان هو تمرين للدفاع عن النفس في المستقبل.
و نفس الشيء ينطبق على الطفل, فميل البنات إلى اللعب بالعرائس مثلا ما هو إلا استعداد شعوري للعب دور الأمومة.
لقد لاقت هذه النظرية قبولا من لدن عدد كبير من العلماء لأنها تجاوزت بذكاء موقف نظرية "سبنسر", فلو كان الأمر مجرد تخلص من الطاقة الزائدة لجاءت حركات الحيوانات عشوائية و متشابهة .إلاأن تطبيقها على الإنسان يقتضي الأخذ بعين الاعتبار الفارق بين حياة الانسان الغنية بالتفاعلات و المؤثرات المختلفة, وحياة الحيوان البسيطة و المحدودة .
   ج) اللعب في النظرية التلخيصية: 
      اللعب من وجهة نظر" ستانلي هول" صاحب هذه النظرية هو مجرد تلخيص لسائر النشاطات المختلفة التي مر بها الجنس البشري عبر القرون و الأجيال, وليس تدريبا على نشاط مستقبلي , أو لمواجهة متغيرات الحياة.
فألعاب القفز و التسلق و الصيد هي في الواقع امتداد لا شعوري لأنشطة الإنسان القديم كماأن اللعب الجماعي للأطفال ما هو إلا تمثل لنشأة الجماعات الأولى في حياة الإنسان.
وإذا كان "ستانلي" قد بنى موقفه هذا على نظرية "لا مارك" القائلة بالانتقال الوراثي للصفات المكتسبة , فإن الدراسات الحديثة في علم الوراثة لم تعثر على ما يؤيد هذا الطرح, مما أدى إلى إلغاء نظرية ستانلي.
    د) اللعب في نظرية التحليل النفسي:
      يفسر رائدها" سيجموند فرويد" اللعب باعتباره إسقاطا للرغبات و لإعادة تمثيل الصراعات و الأحداث المؤلمة للسيطرة عليها , فلعب الأطفال لا يحدث بالصدفة بل تتحكم فيه مشاعر و انفعالات سواء كان الطفل على وعي بها أم لم يكن.
وإذا كان الطفل يميز اللعب من الواقع فهو يوظف أشياء من الواقع ليخلق عالمه الخاص به الذي يمكنه من الاحتفاء بالخبرات السارة التي تجلب المتعة, فالبنت مثلا تمارس على عرائسها تلك السلطة التي تحرم منها في عالم الواقع.
 كما أن اللعب يساعد من خفض حالات التوتر و القلق وهو ما دفع فرويد إلى توظيفه كطريقة علاجية للأطفال المضطربين نفسيا.
غير أن المقاربة العلاجية و التنفيسية لا تكفي لتفسير اللعب إذ هناك وظائف أخرى لم يلتفت إليها رواد التحليل النفسي آنذاك.
    ه) نظرية النمو الجسمي:
      يرى العالم "كارت" رائد هذه النظرية أن اللعب يساعد على نمو الأعضاء خاصة الجهاز العصبي و المخ.فالحركات التي يؤديها الأطفال تسيطر على تنفيذها المراكز المخية مما يساعد على تكوين الأغشية الذهنية التي تكسو معظم الألياف العصبية , وبالتالي تمكين المخ من العمل بشكل أفضل.
   خلاصـة:
    إذا ألقينا نظرة فاحصة على هذه النظريات سنخلص إلى أن بعضها يكمل بعضا , كما أنها تتفق حول حقيقة واحد مفادها أن اللعب يقوم في أساسه على الحاجات الغريزية و البيولوجية للطفل , أما رغباته فتنضج مع نموه و تظهر من خلال ألعابه بغض النظر عن أسلوب تربيته, و مكان عيشه, و من يقوم على تربيته.
 
 6) أنـواع اللـعـب:
     يرتبط تنوع الألعاب من حيث شكلها و مضمونها و طريقة أدائها بخصائص المرحلة العمرية , كما يرتبط بالظروف الاجتماعية و الثقافية المحيطة بالطفل.و يمكن حصر أهم أنواع اللعب كما يلي:
 أ) اللعب التلقائي:   
شكل أولي من أشكال اللعب , يمتاز بالتلقائية و عدم التقيد بأية قواعد أو مبادئ منظمة.يكون فرديا و حركاته بسيطة تنحصر في مد و ثني الذراعين, و تحريك الأصابع , ولمس الأشياء , و يميل خلاله الطفل إلى رمي و تدمير ما تقع عليه يداه بسبب نقص الاتزان الحركي.
  ب) اللعب التمثيلي:
    يسمى كذلك لعبا رمزيا و إيهاميا , و يتسم بتقمص شخصيات الكبار و سلوكاتهم, فتصبح الدمية أما أو أبا , و تصبح العصا حصانا. وأهم ميزات هذا اللعب أنه ينمي مقدرة الطفل التخييلية و الإبداعية من خلال اجتهاد الطفل في إضفاء مسحة الواقعية على لعبه, متأثرا في ذلك بالوسط الذي يعيش فيه.
  ج) اللعب التركيبي و الإنشائي:
      يهيمن هذا النوع من اللعب على المرحلة المتأخرة من الطفولة (9-12سنة) و يتسم بكونه أقل إيهامية و أكثر بنائية, و يتضح من خلال الألعاب المنزلية " بناء منزل, تشييد سكة قطار..." حيث يضع الطفل خطة للعب , و يسمي عناصر اللعبة .و لهذا اللعب دور مهم في تنمية مهارات لها علاقة بالتفكير العلمي كالمقارنة و التنبؤ و الملاحظة و التحليل و التصنيف , كما ينمي مفاهيم أساسية في الرياضيات كالمساحة و الطول والتسلسل و الأعداد.
   د) اللعب الفني:
     جزء من اللعب التركيبي , لكنه يمتاز بأنه نشاط تعبيري فني يتيح للطفل فرصة التعبير عن مشاعره , و يمنحه الثقة بقدراته, و ينمي فيه خصيصة التذوق الجمالي.
   ه) اللعب الترويحي و الرياضي:
      يمارسه الطفل ابتداء من عامه الثاني, وهو عبارة عن ألعاب بسيطة توصف غالبا ب:
"ألعاب الأم" لأن الطفل يلعبها في الغالب مع أمه , ثم مع أولاد الجيران.
وهذا اللعب ذو قيمة كبيرة في التنشئة الاجتماعية, فمن خلاله يتجاوز الطفل أنانيته, و ينمي حسه الاجتماعي من خلال المشاركة و التعاون و احترام الآخر و الاندماج في المجموعة و التدرب على الأخذ و العطاء.
   و) اللعب الثقافي:
      تشمل سلسلة الأنشطة التي تتيح للطفل إمكانية التثقيف , و اكتساب المعلومات و الخبرات, وأهمها برامج الأطفال الإذاعية و التلفزية , ومسرح الطفل, وبعض ألعاب الفيديو و الحاسوب.
   خـلاصـة:
    إن الكم الهائل من الأبحاث والتجارب والدراسات التي تناولت موضوع اللعب تجمع على أنه محدد رئيسي لشخصية الطفل, ونشاط لازم لنموه و تكوينه على المستوى الحركي و النفسي و الاجتماعي, ووسيط فعال بينه و بين العالم الخارجي.
ومظهر سلوكي بهذه الأهمية يقتضي استثماره تربويا على أوسع نطاق ممكن , من خلال توجيهه , وإكسابه قيمة تربوية حتى يكون مدخلا وظيفيا لمسار تعلمي فعا ل.
 
المحـــــــــور الثــاني:
اللعـــب التربوي
                               
 يقول الإمام الغزالي رحمه الله :  (( إن دخول مملكة الأطفال لن يكون إلا من خلال السماح لهم باللعب , وإن منعناهم عنه فسنرهقهم في التعلم , وسنميت قلوبهم الصغيرة , ونبطئ ذكاءهم , وننغص عليهم العيش, حتى يطلبوا منه الخلاص!!)).
    لعل واقع المدرسة المغربية يعكس بجلاء هذه المقولة , فرغم التطور الذي تعرفه مناهج التدريس و طرائقه ببلادنا لا زال الأداء التعليمي داخل الفصل يراوح مكانه منذ عقود ! فأغلب العاملين في حقل التدريس متمسكون بممارسة تدريسية قائمة على التلقين و الحشو والإلقاء واعتبار المتعلم قطعة إسفنج عليها امتصاص ماء المعرفة دون مشاركة عملية.
 لذا فإن نشوء قناعة بقدرة  الطفل على اكتساب التعلمات خارج الأسلوب السلطوي المعهود يعد خطوة أولى نحو تحديث الممارسة التعليمية , وجعلها أكثر انفتاحا على حاجيات الطفل و رغباته.
و أكاد أجزم بأن الإدماج الفعال للعب في مسار التعلم سيكون له عظيم الأثر في إحداث التغيير المطلوب, لأنه يمثل أسلوبا فاعلا لإطلاق القدرات الكامنة للطفل واكتشافها ورعايتها و توجيهها , وهو بذلك يعد صمام الأمان , ومؤسسة تربوية حقيقية تعمل تلقائيا قبل المدرسة و بعدها.
و خير دليل على ما أوردته, هو ما يحدث الآن في المشهد التربوي بالولايات المتحدة الأمريكية. فقد أصدرت الإدارة الأمريكية قانون " لا طفل يخفق دراسيا " , وشنت حملة وطنية واسعة للرفع من مستوى التعليم بعد أن تبين ضعفه, وجرت محاولات حثيثة لاجتذاب المتعلمين الذين بدؤوا يفرون من المدارس ! , ووجد المدرسون انفسهم أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن يجتهدوا و يرتقوا بتدريسهم و ذلك بأن يجعلوا الدرس أكثر مرحا و إثارة و جاذبية , وإما أن يفقدوا متعلميهم إلى الأبد.
فغدت الألعاب في المنهج الأمريكي تبدأ منذ اليوم الأول من التمدرس, وتعرف ب: الآيس      وتلعب أدوارا مختلفة مثل تلك التي تقدم للدرس, أو تقرب فكرة معينة,Ice Breakerبريكر
أو تستخدم لمراجعة الدرس, أولاستغلال وقت الحصة الباقي بما ينفع, أو لتدخل قليلا من الاسترخاء على جو الحصة.
  سيقول قائل بان مدرستنا المغربية لا تخلو في الوقت الحاضر من توظيف للعب التربوي     وتمركز حول رغبات المتعلم , لكن الأمر لا يعدو كونه اجتهادا فرديا يفتقر إلى التأصيل النظري. فاللعب التربوي أسلوب يتطلب تطبيقه العملي الاستناد إلى ثروة من الأبحاث و الدراسات الأكاديمية ,كما يتطلب إدارة تربوية منفتحة , ومرنة تسمح بالتجريب التربوي , وتنمي روح الإبداع و التساؤل و البحث و الاكتشاف لدى المدرس و التلميذ على حد سواء.
 
1) إطلالة تاريخية:
    يرجع تاريخ الألعاب التربوية إلى القرن السادس قبل الميلاد حين ابتكر سكان شبه القارة الهندية لعبة "الشطرنج" , ثم تطورت اللعبة فيما بعد لتستخدم في وضع و تطوير الخطط الحربية , حين استبدل القادة البروسيون قطع هذه اللعبة بالجنود و الدبابات و الضباط خلال الحرب العالمية الثانية, وأصبحت لوحة اللعب خريطة أو تصميما لمعركة !
بعد الحرب, ومع ظهور الحاسوب, بدأ رجال الإدارة و الأعمال و الاقتصاد يستعملون الألعاب لتوضيح العمليات التي تحدث في هذه المجالات للعاملين بغرض إنجاز العمل بسرعة و دقة متناهية. و اتسع المجال بعد ذلك ليتم إدماج الألعاب التربوية في مساقات العلوم السياسية لطلبة الدراسات العليا في نهاية الخمسينات من القرن الماضي, و في مجال التدريب و التعليم المهني .
أما في التعليم , فإن ظهور الألعاب التربوية ارتبط عضويا بظهور المدارس , حيث كان المدرسون يوظفون اللعب الإيهامي كتمثيل الأدوار المسرحية و تقمص الشخصيات من الواقع في حصصهم الدراسية , ولم يتم الاهتمام باللعب التربوي كأسلوب تعليمي إلا في الستينات  من القرن الماضي , حيث أجريت بحوث عديدة حول أهمية هذا الأسلوب و أثره في تحقيق تعلم جيد.
 
2) تعريف اللعب التربوي:
   يعرف اللعب التربوي ,أو أسلوب التعلم باللعب , بأنه استغلال أنشطة اللعب في اكتساب المعرفة و تقريب مباديء العلم للأطفال و توسيع آفاقهم المعرفية . إنه " لون من النشاط الجدي أو العقلي يستخدم كمتعة بهدف معرفي يؤدي إلى الكسب و التطور و الاكتشاف"(7)      وهو كذلك" مقطع من الحياة الواقعية تتم فيه عادة المباراة بين شخصين أو مجموعتين أو أكثر بناء على قواعد موضوعة سلفا من أجل تحقيق أهداف معينة , وأهم عنصر فيه هو عنصر المنافسة"(8) .
من خلال هذه التعريفات يمكن القول بأن إكساب اللعب قيمة تربوية يقتضي توافر ثلاثة شروط:
   - ممارسته وفق قواعد محددة.
   - تضمينه محتوى تعليمي معين.
   - توفر عنصري المتعة و التسلية.
 
3) آثار و فوائد اللعب التربوي:
   خلصت العديد من الدراسات التي أجريت حول آثار اللعب في الرفع من مستوى التحصيل الدراسي إلى أن الألعاب التعليمية متى أحسن تخطيطها و تنظيمها و الإشراف عليها فإنها تؤسس مدخلا وظيفيا لمسار تعلمي فعال يتجاوز بكثير سلبيات نمط التعلم التقليدي .
 ومن آثار أسلوب التعلم باللعب:
  - تيسير اندماج المحتوى التعليمي في عقول المتعلمين بفضل مخاطبته لأكثر من حاسة .
  - استثارة الجانب الانفعالي" متعة, حماس, ترقب, إثارة...".
  - تنمية القدرة التعبيرية لدى المتعلم.
  - تقوية مهارة حل المشكلات و صنع القرارات و لو على مستوى بسيط.
  - تنمية التفكير الإبداعي و الابتكاري.
  - تنمية مهارة ربط المحسوس بالمجرد.
  - كسر حاجز الخجل لدى فئة عريضة من المتعلمين .
  - تعزيز الانتماء للجماعة.
  - تعلم احترام القواعد و القوانين و الالتزام بها.
و نظرا لما يحدثه اللعب التربوي من تغيير في سلوك المتعلم فإن العديد من الباحثين دعوا إلى ضرورة إدماجه وفق مقاييس و شروط محددة تجنبا لأي انفلات قد يولد نتائج عكسية.
 
4) شروط توظيف اللعب التربوي:
   إن بناء الدرس وفق أسلوب التعلم باللعب يقتضي مراعاة مقاييس محددة في اللعبة التربوية المختارة:
   أ) أن يكون لها هدف تعليمي محدد و في نفس الوقت مثيرة و ممتعة.
  ب) قواعدها سهلة وواضحة.
  ج) مناسبة لخبرات و قدرات و ميول المتعلمين.
   د) مستمدة من بيئتهم و محيطهم.
 
وحتى تتوافر هذه المقاييس لا بد من دراية مسبقة لدى المدرس بالخطوات الواجب اتباعها لتصميم و استخدام أية لعبة تربوية, وهو ما قام به الدكتور محمد محمود الحيلة في كتابه "الألعاب التربوية و تقنيات إنتاجها" على الشكل الآتي :
  1) تحديد الهدف العام للعبة:
     لأن ذلك يساعد على اختيار محتوى اللعبة و أدواتها و أسلوب تقديمها بشكل يلائم استعدادات المتعلم و دوافعه و قدراته, كما يساعد على تحديد خطوات سير اللعبة مما يمكن من بلوغ الأهداف المتوخاة بأقل جهد و في أقصر وقت.
  2) تحديد خصائص الفئة المستهدفة:
     أي مراعاة الخصائص الفسيولوجية و الاجتماعية و التربوية/المعرفية للمتعلمين , بالإضافة إلى مراعاة خبراتهم السابقة.
  3) تحليل المحتوى التعليمي الذي تنطلق منه اللعبة:
     يتم تحليل المحتوى التعليمي ( الدرس) من جميع جوانبه " مفاهيم, حقائق, إجراءات, مهارات..." من أجل توضيحها في اللعبة.
   4) تحديد النتائج المتوقع من المتعلمين بلوغها:
     و ذلك من خلال وصف تفصيلي لما يتوقع من المتعلم تحصيله أو القيام به بعد اللعبة .
   5) تحديد الاسترتيجية المستعملة في اللعب:
     و يقتضي ذلك مراعاة حجم المجموعة , وتحديد عدد المشاركين , و تحديد الزمن الملائم لممارسة اللعبة في ضوء قواعد محددة.
   6) وضع مخطط للعبة و تجريبه قبل المرور إلى التنفيذ:
      ويتطلب ذلك إخراج اللعبة في شكل فني بحيث تكون أداة لإثارة دافعية المتعلم للعب ومن ثم للتعلم, كما يتوجب أن تكون الرسالة التي تحملها اللعبة مثيرة للتفكير و ليست ملقنة للمعلومات.
     و بعد الانتهاء من الإعداد, لا بد من تجريبها على عينة من المتعلمين للحصول على تغذية راجعة فورية تفيد في تعديل قوانين اللعبة مثلا, و لتحديد التكلفة الزمنية بدقة وهو ما يخلص اللعبة من العفوية و الارتجال أثناء التنفيذ.
   7) تنظيم البيئة الصفية و تنفيذ اللعبة:
      و يشمل ذلك إعداد الفصل بشكل يتناسب مع استراتيجية اللعبة, ثم إجراؤها مع الحرص على الإشراف المستمر دون التدخل المباشر.
    8) التقويم و المتابعة:
      و ذلك ضمانا لفعالية اللعبة في تحقيق الهدف المحدد, وزيادة فاعلية التعلم(9) .
 إن هذه المقاييس و الشروط هي ما يمنح اللعب قيمته التربوية, ويمكنه من إحداث التأثير الجيد على سلوك المتعلم, كما يعين المدرس على إدارة الموقف التعليمي إدارة ذكية تقوم على التوجيه المشوق نحو الهدف المطلوب
 
5) أنواع الألعاب التربوية:
 يمكن حصر أهم الألعاب التربوية في الأصناف التالية:
   أ) ألعاب المجسمات: كالدمى, و أشكال الحيوانات, و العرائس, و الآلات, وأدوات الزينة...
  ب) الألعاب الحركية: كألعاب الرمي, و القذف, و التركيب, و السباق, و التوازن, و التأرجح, و ألعاب الكرة...
  ج) ألعاب الذكاء: كالألغاز, و حل المشكلات, و الكلمات المتقاطعة...
  د) الألعاب الغنائية: كالأناشيد, و الغناء التمثيلي...
  ه) الألعاب التمثيلية: كتقمص الشخصيات, و التمثيل المسرحي, و الميم, واللوحة التعبيرية.
 
6) ألعاب الفيديو والحاسوب:
  يثير الاكتساح المهول لألعاب الفيديو و الحاسوب مخاوف كثير من المهتمين بالطفولة و التربية لعدة أسباب منها:
  - صدور هذه الألعاب عن بيئة تخالف بيئة الطفل المسلم دينيا و أخلاقيا و سلوكيا.
  - غفلة الأسرة و الأجهزة الرقابية .
  - سهولة انتشارها و تداولها بفضل القرصنة و نسخ و تعديل الأشرطة.
فهذه الألعاب التي أسرت عقول الصغار في شتى أنحاء العالم ينحصر محتواها العام في الحروب و المعارك القتالية, و الرياضات بشتى أنواعها, و تعليم الموسيقى و الرقص.
و من المفارقات في هذا الباب أن الدول المنتجة و المصدرة لهذه الألعاب أحدثت أجهزة رقابية خاصة- كهيئة تقييم البرامج الترفيهية بأمريكا - مهمتها مراقبة محتوى كل لعبة , و مدى ملاءمته للفئة العمرية المستهدفة, وسن عقوبات في حق المروجين للألعاب المحرضة على العنف و الإباحية, كما أن الرأي العام بدوره يساهم في هذه الرقابة من خلال رفع دعاوى قضائية على الشركات المنتجة لبعض الألعاب المنحرفة!.
أما في البلدان العربية و الإسلامية فإن الوضع غير مطمئن بتاتا, فقد  بلغ الإدمان على هذه الألعاب حدا خطيرا , حيث خلفت آثارا صحية و نفسية تنذر بميلاد أجيال مشوهة !
  وهو ما حذا بخبراء التربية  إلى المناداة بضرورة تهذيب هذه الألعاب وتوجيهها لخدمة المسار التعليمي للطفل و الراشد على السواء. حيث صدر بالولايات المتحدة الأمريكية كتاب بعنوان: "كيف تساعد ألعاب الكمبيوتر في تعليم الأطفال"(2006) وهو عبارة عن دراسة مبنية على عشرسنوات من البحث في التكنولوجيا و علم الألعاب يدعو من خلالها" ديفيد شيفر"أستاذ التربية بجامعة ويسكونسن الأمريكية إلى توظيف التكنولوجيا الجديدة لإعداد الناشئة للتعلم و التفكير و الحياة في عالم متطور و معقد من خلال ما يسميه ب" الألعاب الابستيمية"
-أي المعرفية- وهي عبارة عن ألعاب يدخل الطفل من خلالها في عالم افتراضي شبيه بالواقع, ويؤدي مهمات تتطلب مهارات عقلية كالتحليل و التركيب و الاستقصاء و حل المشكلات.
 التي تطوعت "Initiative Serious Games"I.S.G نفس المبادرة سعت إليها منظمة
 لتوفير ألعاب تعنى بتقديم المعارف, و غرس القيم و الأخلاق الحميدة.
إلا أن المؤيدين لهذه البدائل يعترفون بصعوبة إدماج هذه الألعاب في المساقات التعليمية , لأن المدرسة بصيغتها الحالية غير مؤهلة لتبنيها, وهو ما يجعل التجديد القادم للتربية في عصر العولمة الرقمية يتحقق خارج أسوار المدرسة التقليدية!
  خــلاصـة:
 إن صمود المدرسة في عالم متغير ومعقد , و استمرارها في أداء وظيفتها كحارسة للقيم , و مسؤولة عن تشكيل هوية الطفل رهين بقدرتها على الاستقطاب و الاحتواء , و التكيف بصورة جذرية مع الطفرة التكنولوجية.
لذا فإن التغيير المنشود لا يتطلب تعديلا في المناهج و الطرائق بقدر ما يتطلب قناعة راسخة بمحورية الطفل , و بضرورة تصميم المواقف التعليمية بما يناسب حاجاته و تطلعاته.
إن الدعوة إلى الإدماج الفعال لأسلوب التعلم باللعب خطوة أولى نحو الاستثمار الجيد لقدرات و طاقات أطفالنا مما يعزز ثقتهم بجدوى التعلم في فضاء يوشك أن يتداعى تحت قصف العولمة!!
 
المحــــــــــور الثالـث:
نماذج من الألعاب التربوية

آثرت في هذا المحور تقديم نماذج لألعاب تربوية قابلة للتحوير و التعديل بحيث تناسب كل المستويات التعليمية , إذ بإمكان المدرس أن يلائمها مع طبيعة الفصل الذي يدرسه, و محتوى النشاط التعليمي الذي يسعى إلى تلقينه:
1) البحث عن الكلمة الضائعة:
       تنفذ هذه اللعبة من خلال لوحة بها مجموعة من الحروف, يحدد المعلم الكلمات , ويقوم التلميذ بالبحث عنها بين الحروف أفقيا و رأسيا
 ( مثال):
            ر....س....و....م
            ك....ل....ع....ب
            ت...و....ج....د
            ب....ك....م....ك
           ي....ص....و....م
2)الثمار الناضجة:
       يعرض المدرس لوحة رسمت عليها شجرة من أشجار الفاكهة, ثم يضع بطاقات الكلمات على الشجرة كتب عليها مثلا كلمات معرفة ب"ال" الشمسية و أخرى معرفة ب"ال" القمرية, و يشكل فريقين من التلاميذ , يجمع الفريق الأول الكلمات الشمسية , و الآخر الكلمات القمرية, والفائز من يجمع كل الكلمات في أسرع وقت.
3) طاحونة الأسئلة:
      يختار المعلم تلميذا , ويعلق خلف ظهره صورة لآلة أو حيوان أو أي شيء آخر دون تعريفه بها, ثم يطلب منه التجول بين الصفوف وطرح أسئلة على زملائه توصله إلى معرفة ماهية الشيء المعلق خلف ظهره, والفائز من يتعرف على محتوى الصورة بسرعة.
4) الملك و الحراس:
    للتمييز مثلا بين أنواع المد الثلاثة, يصنع المدرس ثلاثة تيجان, ثم يضعهم على رؤوس ثلاثة من التلاميذ. التاج الأول كتب عليه" المد بالألف" و على الثاني "المد بالواو" و على الثالث" المد بالياء". ثم يخرج مجموعة من اللتلاميذ يحملون بطاقات عليها كلمات متضمنة لأحرف المد المذكورة .
ينادي كل ملك "حراسه" ممن يحملون الكلمات المطابقة لما كتب على تاجه, و من يجمع حراسه أولا يكون هو الفائز.
5) القاموس المصور:
    يحضر التلاميذ دفاتر فارغة, و تقسم بعدد حروف الهجاء. عند تعلم مفردة جديدة, يقوم التلاميذ بكتابة الكلمة في المكان المناسب لترتيبها في القاموس مع شرح بسيط ورسم معبر.
يوظف هذا القاموس كمرجع للتلاميذ في تعلم و تذكر المفردات , كما يفيد في تعلم مهارة استخدام القاموس
بالإضافة إلى أن ربط الكتابة بالرسم يعمل على تثبيت الصورة في مخيلة الطفل.
6) الكلمة السرية:
    يوزع المدرس على مجموعات الفصل أوراقا رسم على كل منها عمودان , في كل عمود28 خانة.
يكتب التلاميذ في العمود الأول حروف الهجاء مرتبة , و في العمود الثاني تكتب الأرقام مرتبة من 1 إلى 28 , ثم يقدم للتلاميذ مجموعة من الأرقام, و على كل مجموعة أن تجد الحرف المقابل لكل رقم, وترتب الحروف للحصول على الكلمات المطلوب إيجادها والفائز هو الأسرع.
7)  سباق الحروف:
   يشترك في هذه اللعبة تلميذان أو مجموعتان من التلاميذ.
يكتب التلميذ الأول كلمة , وعلى الثاني تكوين كلمة تبدأ بالحرف الأخير من الكلمة المقدمة, مثال:
(( كتاب......بحر.......رمل......لسان.......نرد...إلخ)) و الفائز في هذه اللعبة من يتمكن من تقديم أكبر عدد من الكلمات بعد انقضاء الوقت المخصص . هذه اللعبة تسهم في إثراء معجم التلميذو تدريبه على التحليل و التركيب.
8) ساعي البريد:
    يخرج من الصف تلميذ يحمل في يده حقيبة صغيرة و ينادي:" أنا ساعي البريد..جئت إليكم من بعيد..أحمل رسائل من البلد الحبيب" , ثم يوزع على مجموعات الصف بطاقات تتضمن مهمات محددة مثل:
(( توظيف مفردات في جمل مفيدة, تحويل أعداد إلى كتابات جمعية, تحديد نوع كلمات معينة...إلخ)) .
9) لعبة الدودة:
    يرسم المدرس على السبورة عدة دوائر تمثل دودة منفصلة الأجزاء, وفي الأمام يرسم وجها حزينا.
داخل الدوائر يكتب كلمات أو حروفا أو أرقاما مبعثرة, و يطلب من التلاميذ ترتيبها, عند تقديم الإجابة الصحيحة يغير ملامح الحزن على وجه الدودة لتبدو مبتسمة.
10) الرجل الخائف و المنطاد:
     تشبه هذه اللعبة لعبة المشنقة الشهيرة. يبدأ المعلم برسم رجل خائف متعلق بمنطاد ذي خيوط متعددة (حوالي 8 أو10 ) على موج مرتفع. ويرسم في البحر قرشا مفترسا  يميل شكله للظرافة. يسأل المعلم التلاميذ عن حيوان مثلا يعتبر مثالا للصبر والتحمل يعيش في الصحراء ويقوم برسم خطوط بعدد حروف الكلمة المرادة ويطلب منهم اقتراح حروف أو كلمة. كلما اقترح التلاميذ حرفا سليما كتبه على الخط المناسب وإذا كانت المحاولة خاطئة فإنه يمسح خطا من خطوط المنطاد التي يتعلق بهاالرجل الخائف. إذا اقترح التلاميذ كلمة وكانت صحيحة فإنه يمسح أسنان القرش وإذ! ا كانت الكلمة خاطئة يرسم ملامح مضحكة على وجه الرجل الخائف ويمسح جميع الخيوط ليقع الرجل فريسة للقرش. اللعبة مناسبة للمرادفات والأضداد وأجزاء الجسم وأسماء البلدان والحيوانات وغيرها

  خـاتمـة:
إن الإنسان بطبيعته مفطور على حب المرح الذي يعد اللعب أحد مصادره لأن " بداخل كل منا طفل يتوق للعب " كما يقول "نيتشه" , ورغم أنه نشاط لا يرجى من ورائه سوى تحقيق المتعة  إلا أن التاريخ يؤكد لنا أن الألعاب , ولأكثر من مرة , قادت البشرية إلى اكتشافات تقنية و علمية مدهشة !.
أما في النسق التعليمي , فإنه الصيغة المثلى لتلقين المعارف و المهارات  وتمرير القيم , ولا أدل على ذلك من الرضى و القبول الذي حظيت به البدائل التعليمية الجديدة في عدد من دول العالم , والتي انبنت في مجملها على اللعب التربوي كوسيط وحيد للتعلم (( التعليم بالترفيه, التعليم بالمرح, المدارس الحرة...إلخ)).
 وهو ما يدفعنا إلى القول بأن كل خطوة نحو تحديث العمل التربوي في بلادنا لا بد أن تؤمن بقدرة الطفل على تأمين حاجته من المعرفة و المهارة و السلوك بمفرده , بعيدا عن  أية قيود أو ضغوط نفسية , وذلك من خلال  استثمار ذكي لعنصر الإمتاع الذي يوفره اللعب.
إنني من خلال هذا البحث المتواضع لاأدعي الإلمام بكل عناصر الموضوع, فلا زالت آثار اللعب و تجلياته كسلوك إنساني تشغل بال العديد من الدارسين , وتحثهم على  إضاءته من مختلف الزوايا . وإنما كان القصد هو الدعوة إلى ضرورة تعديل مسار التعليم ببلادنا بما يؤمن لأجيال المستقبل تنشئة اجتماعية سليمة , ويحصنها ضد الذوبان في هوية الآخر  وقيمه ! .
فأحمد الله إن أصبت, وأعتذر إن أخطأت , و ما توفيقي إلا بالله, عليه توكلت , وإليه أنيب.                                 
  
  الهوامش و الإحالات:
(1): الميثاق الوطني للتربية و التكوين, ص:10
(2): نفس المرجع, ص:11
(3): سوزانا ميلر, سيكولوجية اللعب, ص:5
(4): محمد محمود الحيلة, الألعاب التربوية و تقنيات إنتاجها.
(5): شاكر عبد الحميد, التفضيل الجمالي,ص: 223
(6): محمد عماد الدين إسماعيل, الاطفال مرآة المجتمع, ص:283.
(8): أنور طاهر رضا, التشبيهات و الألعاب التربوية, ص:131
(9): محمد محمود الحيلة, المرجع أعلاه.
    
 المراجــع:
- سوزانا ميلر , سيكولوجية اللعب, عالم المعرفة, عدد120,دجنبر 1987
- محمد محمود الحيلة, الألعاب التربوية و تقنيات إنتاجها2006, دراسة مأخوذة من الأنترنيت
- شاكر عبد الحميد, التفضيل الجمالي , عالم المعرفة, عدد267, مارس2001
- علي راجح بركات, نظرية بياجيه البنائية, دراسة مأخوذة من الأنترنيت.
- محمد عماد الدين إسماعيل, الأطفال مرآة المجتمع, عالم المعرفة, عدد99, مارس1986
- أنور طاهر رضا, التشبيهات و الألعاب التربوية, دراسة مأخوذة من الأنترنيت
-www.gulf.kids.com                                                                      
-www.dafatir.com                                                                       

 

 أطبع الموضوع أرسل الموضوع لصديق

فهرس الموضوعات

البصمة الوراثية

علم نفس النمو

بحث في صعوبات التعلم

فعالية الألعاب الكمبيوترية في تحصيل معسري القراءة ( الدسلكسيين )

إستخدام الحاسوب في تعليم الأطفال ذوي صعوبات التعلم

برنامج لتعديل بعض الخصائص النفسية لدى المراهقين مرضى السكر

بحث - إعداد المجتمع نفسياً وتهيئته لقبول ذوي الحاجات

دليل التغذية السليمة لمرضى الفشل الكلوى

بحث - الدمج التربوي

دراسة - علاقة تقدير الذات بالقلق الأجتماعى لدى الأطفال ضعاف السمع

ثنائي اللغة/ثنائي الثقافة -تربية وتعليم الصم

برامج التدخل المبكر

الشلل الدماغي

تدريس وتدريب التلاميذ المتخلفين عقلياً

تنمية بعض المهارات الحسية لدى الأطفال المعاقين بصرياً

سيكولوجية اللعب عند الأطفال

المشكلات التي تواجه التربية الخاصة وسبل التغلب عليها مع دراسة صعوبة التعلم عند التلاميذ

مسرحة مناهج الصم

التدخل المبكر للأطفال المعاقين عقلياً – بحث

الأطفال ذوو الحاجات الخاصة وأسرهم

إعاقـة التوحـد المعلـوم المجهـول - خصائص التوحد - طرق التدخل والعلاج

النمو العضوي والعقلي في مرحلة الرضاعة

الجينوم البشري والامراض النفسية والعقلية

الخدمات المساندة لذوي الإعاقة البصرية - المجالات والأدوار

إضطرابات النطق واللغة لدى المعاقين عقلياً

التهاب الكبد – تليف الكبد

تنمية العضلات الدقيقة في اليد

مهارات المربي

الفتور مظاهره ، وأسبابه ، وعلاجه

الطفولة مشاكل وحلول

من أحكام المرض والمرضى

الجوانب الروحية للتداوي

التربية الفنية وتنمية الممارسات المهارية للفئات الخاصة

الموهبة والموهوبون

التوجيه والإرشاد للمعاقين بصرياً

كيف تحوّل الحصة المدرسية إلى متعة من خلال توظيف التقنيات الحديثة

طرق البحث في التربية الخاصة

ملخصات بحوث - 1

العلاج الاسري

أثر الإعاقة على الفرد ومدى تكيفه معها

أثر دمج المعاقين عقلياً في المدارس العادية

مفهوم تأهيل المعاقين

البحوث السببية المقارنة في مناهج بحث علم النفس والتربية

العلاقات الأخوية لأطفال متلازمة داون من منظور الأباء والأمهات والإخوة

تكنولوجيا التعليم

الأطفال التوحديين - تعميم مواقف طرح السؤال

مدرسة المستقبل أهدافها واحتياجاتها الفراغية

الرضا الوظيفي لدى معلمي التربية الخاصة ومعلمي التعليم العام

مقياس بيركس لتقدير السلوك

العلاج السلوكي

التربية في ظل المتغيرات الجديدة

النشاط الزائد وتشتت الانتباه واضطراب السلوك القهري

نظرية بیاجیه البنائیة في النمو المعرفي

نظريات التعلم السلوكیة

كيف تكسب الناس ؟

نحو نفس مطمئنة واثقة

العقـــــــوق( تخلِّي الأبناء عن الوالدين )

أحكام جراحة التجميل

كتب العلوم والتربية الصحية للتلاميذ المعاقين فكريا

أساليب التوجيه والإرشاد

في بيتنا مشكلة

اضطرا بات الطفولة التحلليه Childhood Disintegrative Disorder

تنمية إتجاهات المجتمع نحو المعاقين بصريا

البصمة الوراثية وقضايا النسب الشرعي

الآداب الشرعية في المعاشرة الزوجية

إعاقة الطفل العقلية كإحدى عوامل الخطورة المحركة لإيقاع الإساءة عليه

الضغوط الأسرية لدى أمهات الأطفال المعاقين عقلياً

قائمة سمات شخصية الموهوبين

واقع الصم العربي

دور المرشد الطلابي مع ذوي الاحتياجات الخاصة

الصحة والمرض

مرحلة الطفولة المبكرة

سيكولوجية المعاق بصريا

الوراثة والأمراض الوراثية

برنامج بورتيج - البرنامج المنزلي للتدخل المبكر لتثقيف أمهات الأطفال المعوقين

ظاهرة الاعتداء علي المدرسين

أساليب الكشف عن الموهوبين

تنمية مهارات القراءة عند الأطفال

إعاقة الطفل العقلية كإحدى عوامل الخطورة المحركة لإيقاع الإساءة عليه

علم الشخصیة

برمجيات المعاقين بصريا واستخدامها في المكتبات

اتجاهات الباحثين العرب نحو الأرشيف المفتوح والدوريات المتاحة مجاناً من خلال شبكة الإنترنت

التوجيه والإرشاد النفسي للمعاقين بصريا

مشاكل المراهقين من ذوى الاحتياجات الخاصة

أدوات البحث العلمي

ألأساس البايولوجي للنمو الانساني

معايير شروط الموضوعية والصدق والثبات في البحث الكيفي

الانحراف العاطفي

التعلم ونظرياته

مرحلة الطفولة المبكرة

تجارب عربية في رعاية الموهوبين

الشخصية السيكوباتية

الوسائل التقنية المساندة لذوي صعوبات التعلم

بعض المتغيرات المعرفية لأطفال الروضة ذوي قصور المهارات قبل الأكاديمية كمؤشر لصعوبات التعلم

البدانة

الخصائص الديموجرافية والإقتصادية والإجتماعية لضعاف البصر والمكفوفين

الضغوط النفسية لدى المعلمين وحاجاتهم الإرشادية

قوانيين المعوقين في الدول العربية

أسلوب المعاملة الوالدية ومفهوم الذات

نظرة المجتمع للإعاقة في الأردن

الاتجاهات الحديثة في تدريس الرياضيات للفئات ذوي الاحتياجات الخاصة

خصائص الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة في الجامعة الأردنية

إرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة

تمكين غرف المصادر فى علاج صعوبات التعلم

تقويم مهارات معلمات رياض الأطفال

مهام المرشد الطلابي

النمو النفس- اجتماعي

الروابط والتعلق لدي الأطفال ضحايا سوء المعاملة والإهمال

الانتباه والذاكرة العاملة لدى عينات مختلفة من ذوي صعوبات التعلم وذوي فرط النشاط الزائد والعاديين

تأثير برامج الأولمبياد الخاص (التقليدية والمدمجة) على مفهوم الذات لدى التلاميذ ذوي التخلف العقلي بال

التجربة القطرية في رعاية الموهبة والإبداع والتفوق

التعليم المستند إلى نتائج البحث العلمي للطلبة ذوي صعوبات التعلم

تقييم الرعاية لنـزلاء دور التربية الاجتماعية

مؤشرات الذكاء المتعدد

الأسس النفسية للتربية البدنية والرياضة

مبادئ التعليم التفاعلي

صعوبات التعلم هل هي حقاً إعاقة أم فقط صعوبة ؟

الإساءة الانفعالية القضية المهملة

تشخيص التوحد بين أطفال متلازمة داون

دور الإعلام في دمج المعاقين ذهنياً

التوحد - دليل معلم الطفولة المبكرة

اضطرابات اللغة والنطق وسبل علاجها

برامج الاسراع للموهوبين

دور منظمات المجتمع المدني في مساندة ورعاية المعاقين ذهنيا

العلاج بالفنون الإبداعية والتعبيرية

الوقف والبحث العلمي كاستثمار

تمكين غرف المصادر في علاج صعوبات التعلم

مشكلات تقويم التحصيل الدراسى

مدي وتداعيات إساءة معاملة الأطفال

مهارة الفهم القرائي لدى تلميذات صعوبات التعلم

برنامج الكشف المبكر لنقص هرمون الغدة الدرقية في حديثي الولادة

التربية الجنسية لذوى الإعاقة العقلية

تشخيص المشكلات النفسية الاجتماعية وعلاجها

أثر الإعاقة السمعية على الخصائص النفسية ـ السلوكية للأفراد

فعالية برنامج صعوبات التعلم المطبق في مدارس تعليم البنات بالمملكة

الإعاقــات العقليــة - الأنماط .. التشخيص.. التدخل المبكر

الصعوبات التي تواجه الخدمة النفسية

وضعية الإساءة الانفعالية ضمن صيغ سوء المعاملة الأخرى

مقدار معلومات الوعي بما وراء الذاكرة لدى التلاميذ ذوي صعوبات التعلم

نظرية الذكاءات المتعددة بعد مرور عشرين سنة

تصميم وحدة تعليمية وفق المنحنى النظامي

الاتجاهات الاصطلاحية في الإعاقات النمائية

رؤية حول دمج المعاقين ذهنياً بالمجتمع المحلي

مستوى معرفة معلمي الصفوف العادية لصعوبات التعلم

التشخيص الفونولوجي لكلام الأطفال المعاقين ذهنيًا

الاكتشاف المبكر للمعاق

الاكتشاف الموجه في تنمية مهارات القراءة الصامتة

نحو استراتيجية إعلامية لرعاية المعاقين ذهنياً

تصميم برامج الحاسوب الذكية لذوي صعوبات التعلم

مدى ممارسة أولياء الأمور للمهارات المسبقة في القراءة والكتابة مع أطفالهم

دمج المعاقين ذهنيا بين العقبات والطموحات

البعد الأخلاقي والاجتماعي لمشكلة صعوبات التعلم

بحث أنثروبولوجى عن المعاقين ذهنياً -الإعاقة والتنمية المستدامة

دليل مستخدمي مقياس الأعمار والمراحل (ASQ)

بعض المتغيرات الشخصية المتعلقة بالإساءة للطفل

دور الفنون في تأهيل المعاقين ذهنياً

ااكتشاف وتنمية اهتمامات وقدرات طلاب المرحلة المتوسطة من طلاب صعوبات التعلم

التفاؤل والتشاؤم - عرض لدراسات عربية

نحو تطوير العمل الإبداعي

ما الإساءة الانفعالية؟

بعض أخطائنا في التربية

التأهيل بالفن التشكيلي

صناعة الذات

التربية الجنسية للأطفال والمراهقين ذوي الاحتياجات الخاصة

أدب الطفل

تطوير برامج الطفولة المبكرة

خصائص النمو في مرحلة الطفولة المبكرة

مقياس التفاؤل غير الواقعي

ظاهرة زواج الأقارب وأثرها في الإعاقة الذهنية

الحماية القانونية للأطفال مواجهة بالمتغيرات الاجتماعية والاقتصادية

فاعلية التدخل المبكر في خفض وعلاج اضطرابات التخاطب والنطق والكلام

التأهيل النفسي والاجتماعي والصحي للمعاق ذهنياً

مشكلات الطفولة العربية وسبل مواجهتها من المنظور الإسلامي

الخصائص المعرفية والانفعالية لذوي الاحتياجات الخاصة

دراسة تحليلية - شلل دماغي مع تخلف عقلي

تدخلات جديدة في القصور السمعي

إعداد أطفالنا للمستقبل

دور مؤسسات المجتمع لدعم قضايا رعاية وتأهيل ذوى الاحتياجات الخاصة

حق الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة في الحصول على كافة الخدمات التأهيلية والتدريبية والتعليمية

التمكين الاجتماعي لذوي الاحتياجات الخاصة

تأهيل - علاج أطفال التوحد من خلال الفن التشكيلي

دَورُ الإعلام فِي رعايةِ المُعَاقِين ذِهنِيّاً

اضطراب بعض المهارات الأساسية وعلاقتها بالسلوك التوافقي لأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة

الهدية كشكل من أشكال العلاقات الاجتماعية

قضايا الطفولة في الإعلام

العلاج الأسري

الذكاء الوجداني وتأثيره على التوافق والرضا عن الحياة والإنجاز الأكاديمي لدى الأطفال

نحو إدماج فعال للعب التربوي في منظومة التعليم

نموذج متعدد الأبعاد للعمل مع أسر التلاميذ ذوى الاحتياجات الخاصة

القيمة التنبؤية لتحديد وتشخيص صعوبات التعلم

الإعلام آلية فاعلة لرعاية وتدريب وتأهيل المعاقين ذهنياً

الطلاب الموهوبون ذوو صعوبات التعلم

الإنترنت في التعليم مشروع المدرسة الإلكترونية

المهارات الحياتية والنفسية والحركية لدي الأطفال المعاقين ذهنياً

التدريس والتقويم الجامعي

التعلق كمظهر من مظاهر نمو الشخصية

تعليم الآباء تعليم أطفالهم السلوك الاجتماعي الإيجابي

صعوبات إستخدام الإنترنت في تدريس العلوم

علم النفس الإيجابي، الوقاية الإيجابية، والعلاج النفسي الإيجابي

رعاية وتربية الأطفال بمرحلة الطفولة المبكرة

مقياس التوجه نحو الحياة

الخطوات الفعلية لتشغيل برنامج إبصار والتعامل معه

مرض الصرع

نظرية كولبرج في النمو الاخلاقي

الطريق إلى المرونة النفسية

مؤشرات الذكاء المتعدد - دراسة مقارنة لدى عينة من التلاميذ ذوي صعوبات التعلم والعاديين والمتفوقين درا

الموهبة والتفوق

قياس وتقييم النمو العقلي والمعرفي برياض الاطفال

البعد الصحي لثقافة الطفل وإدماج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع

حقوق الطفل من وجه نظر الإسلام

فاعلية استخدام تقنية فلاتر كرماجين في تحسين القدرات القرائية للمصابين بالديسلكسيا

الإعاقة الانفعالية

دراسة تطوير مقياس العلاقة الإرشادية

أهمية تدريب طفل الروضة على مهارات التفكير العلمي

الاحتراق النفسي وعلاقته بمرونة الأنا

اضطراب الضغط الحاد Acute Stress Disorder

دور إدراة التربية الخاصة في تفعيل القوانين والتشريعات

الوظيفة التنفيذية واضطرابات التواصل الاجتماعي

مصادر ضغوط العمل التنظيمية لدى المشرفات الإداريات

رؤية مستقبلية لإعداد معلم ذوى الاحتياجات

برنامج مقترح لتنمية مهارات التواصل غير اللفظي لدى أطفال التوحد

الاستطلاع لدى أطفالنا - لماذا وكيف ومتى؟؟

تطوير برنامج إرشادي لمعالجة سلوك العنف في المدارس

كيف نربي أولادنا؟ وما هو واجب الآباء والأبناء؟

الأداء العقلي المعرفي لدى فاقدات السمع والعاديات

الأحتراق النفسي لدى المعلمين العاملين مع الطلبة ذوي صعوبات التعلم في غرف المصادر

برمجة مقياس التوافق النفسي

مظاهر الصحة النفسية لذوي الاحتياجات الخاصة

برنامج علاجي في خفض الاضطرابات اللغوية

رعاية الموهوبين الواقع والمأمول

معالجة اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة والأمراض المصاحبة

برنامج إرشادي لمعالجة سلوك العنف عند الأطفال

الكشف والتعرف على التفوق والموهبة

دور التكنولوجيا في تعليم الكتابة للطلاب ذوي صعوبات التعــلم

اختبار الكفايات الأساسية للمعلمين

دراسة للصدق العاملي لمقياس الاتجاهات نحو دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة

أساليب التوجيه والإرشاد النفسي المدرسي

تقييم وتشخيص الاضطرابات السلوكية

فاعلية التدريب على المراقبة الذاتية في مستوى الانتباه لدى الأطفال الذين لديهم قصور فيه

ما هي أسباب هجر القراءة خاصة لدى الأطفال الصغار؟

الخصائص الشخصية لدى المراهقين المعاقين بصريا في مراكز الإقامة الداخلية والنهارية والمراهقين المبصرين

رياضة المعاقين

أداء التدريسي الجامعي بين الواقع والطموح

اضطراب وظائف المكونات الشعورية للذاكرة العاملة

سمات التدريسي الجامعي من وجهة نظر طلبته

الخيارات التربوية لرعاية الموهوبين

نموذج تربوي لتقديم الخدمات المسا نده لطلاب التعليم العام

فعالية برنامج تعليمي حاسوبي في تنمية بعض المهارات الحاسوبية لدى التلميذات المعاقات بصرياً

تقييم البرامج الناطقة التي يستخدمها المكفوفين في العالم العربي

تجربة نادي الحاسب الآلي في تدريب المكفوفين

الإرشاد المدرسي كأسلوب حديث في تقييم خدمات ذوي الإعاقة

الاتجاهات الحديثة في التغذية العلاجية للاشخاص ذوي الاعاقة

أهمية الاجلاس السليم ودور المعالج الوظيفي

تقييم خدمات الدعم الجامعي لمساندة الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة ودمجهم في المجتمع الأكاديمي

التواصل والنمو الاجتماعي لدي الأطفال الصم

مواقع الجمعيات الخيرية الخليجية على الأنترنت دراسة تقويمية

مدي فاعلية برنامج للتدخل المبكر في تنمية اللغة التعبيرية والاستقبالية لأطفال متلازمة داون

العلاج الطبيعي المكثف للأطفال المصابين بنقص النمو

الاضطرابات اللغوية وعلاقتها بصعوبات التعلم لدى الأطفال

تطبيق اختبار المصفوفات المتتابعة الملونة على الأطفال الصم وذوي الاعاقة العقلية

العلاج النفسي التخاطبي لصور التلعثم لدى ذوي صعوبات التعلم

عناصر التقييم النفسي التربوي في التربية الخاصة

مهارات القياس لغير العاديين

اتجاهات الإعلاميين السعوديين نحو ذوي الاحتياجات الخاصة

العوامل الأسرية والمدرسية والمجتمعية المنبئة بجودة الحياة لدى الأطفال ذوي صعوبات التعلم بمحافظة بني

تطبيقات التحليل البعدي في مجال التربية الخاصة

تعليم السلوك الاجتماعي لذوي الاعاقات الذهنية والتوحد

سياسات رعاية العاقين جسديا وحسيا من منظور الحياة المستقلة

الفروق التجهيزية في الانتباه الانتقائي والموزع

مهارات القراءة عند الطلبة ذوي الاعاقة السمعية الملتحقين بمراكز التربية الخاصة والمدمجين في التعليم ا

اتجاهات معلمين الصفوف الثلاثة الأولى نحو دمج الطلبة المعاقين مع الطلبة العاديين في الصفوف الثلاثة ال

مقياس وسكلر للذكاء – النسخة الاماراتية

التدخل الطبي المبكر وأثره على الاعاقة

صعوبات التعلم مع الإعاقة السمعية

الخدمات ذات العلاقة بالاعاقة – سلطنة عمان

الانشطة اللاصفية وعلاقتها ببعض الأضطرابات النفسية لدى التلاميذ المعاقين في مدارس الدمج

فعالية العلاج بالموسيقى للأطفال التوحديين

الأدوار الحضارية للمعلم ودواعي التجديد في فلسفة التعليم

خدمات التوجيه والحركة

التدخل النفس – حركي مع الاطفال المصابين بالشلل الدماغي

الرضا الأسري عن مستوى الخدمات المقدمة لذوي الاحتياجات الخاصة في معاهد وبرامج التربية الخاصة

وضعية الذكاء الاجتماعي في إطار منظومة الشخصية الإنسانية

مستوى أداء الموظفين ذوي الإعاقة السمعية في أماكن العمل

المدرسة الإلكترونية : مدرسة المستقبل

دور طبيب الأطفال في برنامج التدخل المبكر

تعزيز الانتماء للجماعة وعلاقته بزيادة قدرة ذوي الاحتياجات الخاصة على تحدي الاعاقة

استخدام طريقة تحفيز اليد المصابة لدى الأطفال المصابين بالشلل الدماغي

القدرات القرائية لدى عينة من ضعاف السمع

فاعلية برامج وخدمات العلاج الطبيعي

الإساءة الجنسية للأطفال الصم: استراتيجيات الوقاية

الإساءة الجنسية لذوي الإعاقة العقلية

مركز مصادر تعلُّم لذوي الإعاقة الفكرية القابلين للتعلُّم

العمل التطوعي وسبل تحفيز أبناؤنا نحوه

البيئة التعليمية المناسبة لذوي العوق الحركي

المعلوماتية والفئات الخاصة

علم النفس التربوي

المعلوماتية وتدريب المعلمين

الكشف عن الموهوبين متدني التحصيل الدراسي

البرامج التدريبية اللازمة لمعلمي التربية الخاصة

التطور التاريخي للإرشاد المهني

الأهداف السلوكية ودورها في العملية التربوية

الوسم أو التسمية : من يريد أن يطلق عليه مسمي متخلف

صورة سعودية لمقياس أيزنك المعدل للشخصية

الإنترنت في التعليم

دليل منهاج عمل الأخصائي الاجتماعي بالمدارس

خصائص الأطفال مضطربي الانتباه مفرطي الانتباه

تربية العولمة وعولمة التربية:رؤية استراتيجية تربوية في زمن العولمة

تجربة مراكز الأطفال والفتيات بإمارة الشارقة

إستخدامات تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات لخدمة المعاقين

التعـرف والتنقــل للمكفوفين

الكفايات التدريسية اللازمة لمعلمات مرحلة ما قبل المدرسة

المعتقدات الثقافيةً السائدة حول الإعاقة العقلية

الفحص الطبي قبل الزواج ومدى مشروعيته

عسر القراءة Dyslexia

المشروع الوطني لتدريب وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة

البرامج التربوية للأطفال المضطربين لغويا من ذوي الاحتياجات الخاصة

المعلوماتية والتعليم... الرؤية

آساليب التعامل مع السلوك غير الملائم في صفوف الدمج

اختبار مهارات التعرف في اللغة العربية:

المهارات الحياتية وتأهيل المعاقين

دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في مدارس التعليم العام في مدينة الرياض

فعالية برنامج إرشادي في تحسين التوافق النفسي لدى الأمهات المسيئة لأطفالهن المعاقين عقليا

تقويم كفاءة العاملين في مجال القياس والتقويم بالمملكة العربية السعودية

تقييم مراكز المعاقين بولاية الخرطوم

التجديد فى فلسفة التربية العربية

التكنولوجيا ومدرسة المستقبل " الواقع والمأمول "

القيم النفسية والعوامل الخمس الكبرى في الشخصية

المعلوماتية والمتعلمون

الطفل المسلم مابين الموروث الحضاري وخطر عولمة العصر

الخيارات التربوية لرعاية الموهوبين

الإجراءات التعليمية المستخدمة في تدريس ذوي الإعاقات الشديدة "دراسة نظرية"

دراسة الكفايات اللازمة لمعلمي الأطفال المعوقين سمعيا

التقنية ومدرسة المستقبل : خرافات وحقائق

اضطراب وظائف المكونات الشعورية للذاكرة العاملة

التدخل العلاجي لاضطرابات الانتباه فرط النشاط

الاحتراق النفسي لدى المعلمين العاملين في معاهد التربية الفكرية

طبيعة ما وراء المعرفة The Nature of Metacognition


[   من نحن ? |  سياسة الخصوصية | منتدى أطفال الخليج (جديد) | الصفحة الرئيسية ]

خدمة الخلاصات تاريخ آخر تحديث: 1/4/2022

أطفال الخليج ذوي الإحتياجات الخاصة

جميع الحقوق محفوظة