لا يكفي أن تزوّد المتربّي بالمعارف والسلوكيّات الحسنة، وإنما لابد من تحوير شخصيته، وجعلها مستقرةً نفسياً، بعيداً عن الشذوذات الحادّة والمفاجئة، وبعيداًً عن ردود الفعل، وبعيداً عن الالتواءات النفسيّة المعقدة. الاستقرار النفسي يعني الإنتاج والعطاء؛ إنّك لا تستطيع أن تخاطب عقول الناس ومعدة كلّ منهم فارغة، فكيف عندما تكون أفئدتهم هائمة وغير مستقرة؟!. من أبرز ما تستطيع أن تقوم به في سبيل بثّ الاستقرار النفسي أن تشغل المتربّي بالهموم الكبار، وأن تخرجه من عالمه الضيّق الذي يعيش فيه، أمّا إذا حاولت أن تعالج كلّ همّ شخصي صغير عنده فربما اضطررت أن تتنازل أنت عن همومك الكبيرة!. احرص على أن تُنَمّي ثقة المتربّي بنفسه، فهي عامل مهمٌّ في سبيل تحقيق نفسيّة مستقرة، أمّا إذا عجزت فلا أقل من أن تُنَمّي ثقة المتربّي بك أنت، فالناس عندما لا يجدون من صفاتهم الشخصية ما يستندون إليه، فإنهم يبحثون فيمن حولهم ليجدوا عنده ما فقدوه في أنفسهم. تمثّل نفسيّة المتربّي الوعاء أو الزجاجة التي إذا كُسِرَت أولم تستقر لم يستقر فيها كل ما تقوم بوضعه فيه وتربّيه عليه من أهدافك التربوية والدعوية. لا شيء يزعج المتربّي مثل ألا يستطيع تحديد شخصيّة من يقوم بتوجيهه وتربيته، إنّه عندئذٍ يُتَوَقّع منه أيّ شيء مهما كان شاذّاً، مما يفقده الأمان! فاستقرار المربّي واتزانه سمة مهمّة، تنعكس إيجابياتها وسلبياتها على استقرار المتربّي أيضاً. كلما استطعت أن تطرق وتحوّر وتعدّل في نفسية المتربّي كلما ساعدك ذلك في نثر بذورك في هذه الأرض التي حرثتها سابقاً، لا تغتر كثيراً بالمكاسب الخارجية الظاهرة عند المتربّي؛ ذلك أنّ أيّ تغيّرات خارجيّة ظاهرة لا تستند إلى تغيّرات داخليّة باطنة، فإنّها مهيأة للانهيار في أيّ لحظة!. ركّز على أصول الأخلاق في النفس. قال ثوثو: "مقابل كل ألف ركلة على أوراق الشجر، هناك ضربة واحدة علىالجذور".