المقدمة: من الحق الذي لا يغفله الباحث الحالي هو أن بعض المصلحين عبر تاريخ الإنسانية كان لهم رغبة صادقة في إصلاح حال المعوقين، فبذلوا الجهد لتحقيق هذه الرغبة وإن لم تأت النتيجة محققة لرغبات المعوقين، إلا أنه على يد مربي البشرية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بزغ نور الدين الإسلامي على الدنيا منذ أكثر من أربعة عشر قرنا، حيث انتشر العدل والتراحم والمساواة فلقي المعوقين الرعاية وحسن المعاملة، ولم يغفل الخلفاء الراشدون، والتابعون ، وتابع التابعون رضوان الله عليهم هذا الجانب من بعده، فاعترفوا بأهمية رعاية المعوقين وخطورة إهمالهم وأقروا حقوقا للفرد المعاق شملت مختلف جوانب حياته، ليشعر بإنسانيته كأي إنسان وكل إليه وظيفة الاستخلاف في الأرض لعمارتها، فأصبح للمنهج الإسلامي منحى متميز في أسلوبه وطريقته يرتكز على أصول وقواعد تتسم بالتناسق والكمال فلا تتخلله فجوة، ولا يتسرب إليه نقص.
وبناء على هذه الأسس والثوابت التي لا يؤثر فيها تغير أو تحوير سواء عوامل الزمن أو اختلاف الظروف أو تنوع البيئات، مهما تبدلت أوضاع البشر واتسعت أمامهم آفاق العلم والمعرفة شأن ما عرفت البشرية من أفكار ونظريات، في رعاية المعوقين، في كل زمان ومكان بهذه الروح الحية المتجددة، التي يجد أي مجتمع بشري في كل عصر وحين في عطائها الزاخر ما يحل مشكلاته ويرضيه في سمو فذ وواقعية نادرة.وقد أهتم علماء الأمة الإسلامية بالمكفوفين، فوجدنا البخاري رحمه الله يفرد بابا في صحيحه يسميه باب شهادة الأعمى، وأمره، ونكاحه وإنكاحه، ومبايعته وقبوله وغيره.
على هذا الأساس تبلورت حديثا - كما أسلفنا - عدة أسس تشكل مجتمعه المنطلقات الأساسية التي تنطلق منها الخدمات المساندة في مجال الإعاقة البصرية. حيث أثبتت التجارب والبحوث أن المعوقين بصريا- مهما اختلفت درجة إعاقتهم- لديهم قدرات تجعلهم قادرين على الاندماج في الحياة العامة، وهذا يدعونا إلى الاهتمام بما يقدرون عليه فالتربية الخاصة بمفهومها الصحيح ليست متقوقعة بين جدران الفصول أو ساكنة داخل أسوار المدرسة بل هي أبعد من ذلك، فهي تعني العملية الشاملة التي تهدف إلى تنمية الطالب في شتى جوانب النمو المختلفة، مستخدمة في ذلك الوسائل المساعدة والمعينات التي تمكن المعاقين بصريا من تنمية قدراتهم وإمكانياتهم بما يتلاءم مع استعداداتهم وتنمية وتدريب حواسهم للاستفادة منها في إكسابهم الخبرات المتنوعة والمعارف المختلفة وتوفير الاستقرار والرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية التي تساعدهم على التكيف مع المجتمع الذي يعيشون فيه.
إذن "هناك حاجة ماسة لمزاوجة التربية الخاصة وأساليبها المختلفة بمفهوم الخدمات المساندة بقصد زيادة فاعلية التعلم لدى الأطفال المعوقين بالإضافة إلى رفع مستوى تلبية احتياجاتهم المختلفة، كما تبدو الحاجة أيضا إلى الخدمات المساندة أكثر ضرورة إذا عرفنا أن العجز يظهر بصورة بالغة وهذا بدوره يتطلب وجود برامج خاصة مدعومة بخدمات مساندة تلبي الاحتياجات المتنوعة في طبيعتها ومستواها." الوابلي ويمكن اعتبار طبيعة ومدى الخدمات المساندة المقدمة للطالب المعاق بصريا على أنها أنشطة علاجية ، وذلك عندما يتم تقرير ضروريتها ومناسبتها له ، اعتمادا على المعلومات المقدمة من التقييم التربوي.