في الولايات المتحدة ومنذ الستينات اعتبر السلوك المنحرف عند الصغار مرضاً و عدد ضحاياه من الصبيان يزيد بما يقرب من تسعة امثال ضحاياه من البنات اما في بريطانيا فيعتبر الاطفال صغار السن من المشاكسين على انهم اشقياء او مضطربون اوهم تعليمياً اقل من السويين ويضعونهم في مدارس خاصة، وصفات هؤلاء الاطفال انهم يبدون نشاطاً مفرطاً في حجرة الدراسة وكثيراً ما يقاطعون المدرس وهم لا يتحملون الفشل على نحو حسن ولا يركزون جيداً ورغم انهم يبدون على درجة كافية من الذكاء الا انهم لا يتمكنون من مواد دراستهم 0 هؤلاء الاطفال يعانون من مرض سمي (متلازمة الطفل ذي النشاط المفرط ) hyperactive أي أن لديهم مخاً معيناً بيولوجياً ، ولما كان هذا العيب لم يمكن أن يرى بأدق الميكروسكوبات فقد بدل تسمية المرض من كونه ( عطب خفيف بالمخ ) ( خ و ط م ) وهو مصطلح شاع أستعماله .
أن مشاكل هذا الطفل شخصت على أنها ذات طبيعة بيولوجية وطبية أن أنحرافاتهم تظهر نفسها بأمتزاج درجات متباينة من الخلل والأدراك والتصور واللغة والذاكرة والتحكم في الأنتباه أو الواقع أو الوظيفة الحركية ، أما عدد هؤلاء ضمن هذا التشخيص في المدارس الأمريكية فقد بلغ ( …,..6 تلميذ ) ، وحينما درس الأطباء والعلماء عن وجود عطب عصبي فأنهم لم يستطيعوا العثور على أي علامات ( متينة ) أنما وجدوا علامات ( هشة ) يمكن وصفها بالخرق والافتقار إلى المريض والطفل ذي المظهر المضحك …الخ ويعالج هؤلاء الأطفال بمادة تشبه الامفيتامين وهو دواء الريتالين ( الفبنبدات المثيلية ) ، حيث يجعل الأطفال أقل قلقاً في كراسيهم بالمدرسة .
لقد درس هذا المرض في محاولة للبرهنة على وجود أساس وراثي له ومن هنا كان دخول الجينات في الأعتبار الوراثي لهذا المرض وهكذا درست أحصائياً فوجد أن الوالدين أنفسهم يمكن وصفهم بالنشاط المفرط في طفولتهم ، ورأى الباحثون أن عدداً أكبر من والدي ذوي النشاط المفرط وعماتهم وأعمامهم أو خالاتهم وأخوالهم كانوا هم أنفسهم ذوي نشاط مفرط ، وهكذا قرر الباحثون أن النتائج تشير إلى أن اصابة الطفل بمتلازمة النشاط المفرط تمرر من حين لآخر وقد التقت هذه النتائج مع التشخيص الذي ذكر أن أمراض الذكاء أو الصرع أو الانحلال الخلقي تنتشر بين عائلات الأطفال ذوي النشاط المفرط ، وقد ظهر عام 1971 مطبوعات في مجلة تحمل أسم ( الطب النفسي البيولوجي ) أنه لوحظ أن حالات أدمان الكحول بين الوالدين تكاد كلها في الذكور بينما كانت كل حالات كراهية المجتمع من الذكور أيضاً فأن كل حالات الهستيريا كانت بين الإناث ، وفي دراسة على خمسين صبياً شخصوا على أنها حالات نشاط مفرط في عيادة لعائلات قوات مشاة البحرية مع أطفال كمجموعة ضابطة تم قرارهم مقدماً على أن عائلاتهم ليس بها حالات نشاط مفرط فكانت النتائج وتوافقة مع الاحصاءات السابقة حيث كانت نسبة حالات أدمان الكحول وكراهية المجتمع والهستيريا المشخصة عند والدي حالات النشاط المفرط أكثر كثيراً مما عند والدي المجموعة الضابطة ، وهكذا تم التوصل إلى نتيجة مفادها أن حالات النشاط المفرط تتواجد أكثر بين أقارب ذوي النشاط المفرط وبعد دراسة كل العوامل البيئية لمثل هذا الحالات تبين أنه ( لا يمكن أقامة نظرية بيئية محض عن انتقال الإصابة بهذه الحالة.