المطلب الخامس : مفهوم التلاميذ ذووا صعوبات التعلم (1 ) : تعتبر دراسة التلاميذ ذوي صعوبات التعلم حديثة العهد مقارنة بغيرها من ذوي الحاجات الخاصة ، وقد استخدم مصطلح ذوي الصعوبات التعليمية عالمياً من مدة لا تزيد عن ثلاثين عاماً . أما في الوطن العربي فهو يعتبر حديثاً نسبياً ولذا لا توجد خدمات متوفرة بشكل كبير لهؤلاء . إن مفهوم صعوبات التعلم يشير إلى أن هؤلاء التلاميذ مع ما يتوفر فيهم من نسبة ذكاء تساوي العاديين أو تفوق أحياناً إلا أنهم يُظهرون تدني في مستواهم التعليمي يقل عن مستوى زملائهم العاديين، وأنهم غير قادرين لمواكبة أقرانهم في التقدم الأكاديمي نظراً للقصور في التعبير اللفظي أو الشرود الذهني أو غير ذلك .
تحديد المفهوم ولذا انصب تحديد المفهوم على هذه الأسباب: فـقد عرفه كيرك عام ( 1963م ) بالآتي: يشير مفهوم صعوبات التعلم إلى تأخر أو اضطراب أو تخلف في واحدة أو أكثر من عمليات الكلام أو اللغة ، القراءة، التهجئة، الكتابة، أو العمليات الحسابية، نتيجة لخلل وظيفي في الدماغ أو اضطراب عاطفي أو مشكلات سلوكية ويستثنى من ذلك الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم الناتجة عن حرمان حسي أو تخلف عقلي أو حرمان ثقافي . وفي عام ( 1968م ) وضعت اللجنة الوطنية الاستشارية للمعوقين في المكتب الأمريكي للتربية تعريفاً يستند على تعريف كيرك . وفي عام (1975م ) اعتمد تعريف اللجنة والذي تضمنه القانون الأمريكي لتعليم المعوقين رقم 94- 192 وتعديلاته اللاحقة له في سنة (1990م ) والذي يتضمن على أن ذوي الصعوبات الخاصة في التعليم هم " أولئك الأطفال الذين يعانون من قصور في واحدة أو أكثر من العلميات النفسية الأساسية التي تدخل في فهم أو استخدام اللغة المنطوقة أو المكتوبة وتظهر على نحو قصور في الإصغاء أو التكفير أو النطق أو القراءة أو الكتابة، أو التهجئة أو العمليات الحسابية، ويتضمن هذا المصطلح أيضاً حالات التلف الدماغي والاضطرابات في الإدراك، والخلل الوظيفي في الدماغ وعسر القراءة أو حبسة الكلام، ولا يشمل الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم يمكن أن تعزى للتخلف العقلي، أو لتدني المستوى الثقافي ولاجتماعي أو للصعوبات البصرية أو السمعية أو الحركية أو الانفعالية . وفي عام ( 1981م ) عرفت اللجنة الوطنية المشتركة لصعوبات التعليم بأن " صعوبات التعلم ميدان شامل يرجع إلى مجموعة متباينة من الاضطرابات التي تتمثل في صعوبات واضحة في اكتساب أو استخدام القدرة على الاستماع، أو الكلام، أو القراءة ، أو الكتابة، أو العمليات الحسابية . وأنت تلاحظ أن بعض المهتمين بهذه الفئة ترجع حالتهم إلى أسباب عضوية وهو الخلل العصبي أو تلف الدماغ مما يؤدي إلى تشتت الانتباه لديهم وعدم تركز المعلومات، لكن يرى بعض العاملين في مجال صعوبات التعلم أن افتراض الخلل عند هؤلاء في الجهاز العصبي سابق لأوانه حيث إن نتائج الدراسة لا زالت متعارضة . في حين يرجعها التربويون إلى عدم نمو القدرة العقلية بطريقة منتظمة . لكنهم يجمعون على أن هذه الحالة ليست نتيجة للتخلف العقلي أو الإعاقة الحسية أو اضطرابات سلوكية أو نتيجة للحرمان الثقافي أو القصور في الخدمة التعليمية.
المقصود بصعوبات التعلم ولهذا يمكن إجمال اتجاه المختصين في تحديد المقصود بصعوبات التعلم في النقاط التالية : 1- تكون صعوبة التعلم جلية في أداء الفرد في واحدة أو أكثر من المهارات التعليمية الأساسية، " كالقراءة والكتابة والحساب " . 2- لا يشترط في صعوبة التعلم أن تكون ناتجة عن التخلف العقلي، أو الإعاقة الحسية أو الاضطرابات السلوكية . 3 - صعوبة التعلم ليست ناتجة عن الحرمان الثقافي أو القصور في الخدمات التعليمية. أي أنه عبارة عن انخفاض واضح في التحصيل الدراسي للتلميذ، بمعنى أنهم يَشْكون من تدني مستواهم العلمي عن بقية زملائهم، فهم لا يستطيعون بوضعهم مجاراة متطلبات المدرسة العادية، مع ما يتمتعون به من قدرات عقلية لا يستهان بها .
( 1) راجع : صعوبات التعلم لجمال مثقال ص: 13 وما بعدها ، صعوبات التعلم لعدس ص: 37، الفئات الحائرة ص: 37، تعليم الأطفال ذوي الحاجات الخاصة ص: 203، المدخل إلى التربية الخاصة ص: 225 .