تقـديم : الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: إن من حق كل إنسان أن يعيش في هذه الحياة بأمن وسلام لتحقق إرادة الله عز وجل من وجوده على هذه الأرض . إن فلسفة الحياة في الإسلام قائمة على هذا المبدأ، إذ أعلنها رسول الله r لما دخل مكة فاتحاً (( من دخل دار أبي سفيان فهو آمن )) ( 1). ورسخها في خاتمة حياته فأعلنها صريحة مدوية في المؤتمر العام في حجة الوداع، والكل ينظر إليه ويسمعه (( لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض )) ( 2) . كل هذا ليتفرغ الفرد لعمارة هذه الأرض والاستفادة من خيراتها، لا أنه يشغل نفسه بالهدم والتدمير والقتل وإفساد الحرث والنسل … ولما كانت هذه الحياة لا تخلو من المآسي والمصائب… كان السعي لتخليصها من ذلك سبيلاً قويماً وعملاً نبيلاً . ومن هذه البلايا ما يتعرض له الفرد من أمراض مختلفة كالإعاقة والعمى وعدم القدرة على الحركة …الخ . إن الإسلام بشمولية نظمه وتشريعاته لم يغفل من وضع نظام عام لهؤلاء يتماشى مع ما هم فيه من عجز وقصور …فأعلن بوضوح أنه: â $tBur $2ں@yèy_ ِ/ن3ّ‹n=tو 'خû بûïدd‰9$# ô`دB 8ltچym ل ( 3) . ومن هذا المنطلق قام بإسقاط بعض التكاليف التي يعجز هؤلاء عن أدائها، أو تورث مشقة عند فعلها، فأسقط الحج عن غير المستطيع â !ur 'n?tم ؤ¨$¨Z9$# گkدm دMّڈt7ّ9$# ا`tB tي$sـtGَ™$# دmّ‹s9خ) Wx‹خ6y™ ل ( 4)، وأباح الفـطور في نـهار رمضان للمريض â `yJsù ڑc%x. Nن3ZدB $³زƒحگ£D ÷rr& 4'n?tم 9چxےy™ ×o£‰دèsù ô`دiB BQ$ƒr& tچyzé& ل ( 5) . وأجاز الصلاة قاعداً عند العجز عن القيام،كما في حديث عمران بن الحصين - رضي الله عنه - قال: قال لي رسول الله r : (( صلِّ قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تسطع فعلى جَنْبٍ )) ( 6) . ودرس الفقهاء أحكام أهل الأعذار ( 6). لقد قام العلماء الأوائل بإيجاد الحلول المناسبة من الشريعة الإسلامية لكل ما واجههم من حوادث ومشكلات .
إذن ما هو الواجب على المسلمين اليوم ؟ إن على المسلمين إعادة دراسة نصوص دينهم، وخاصة الاجتماعية منها وتأطيرها بما يخدم المجتمعات الإنسانية ويضع الحلول الناجحة لحل مشكلاتها المختلفة خدمة لدين الله عزّ وجل . إن فئة ذوي الحاجات الخاصة بكل أطيافها تعتبر وضعاً استثنائياً بين أفراد المجتمع إذ تحتاج أسلوباً معينا للتعامل معها، وإيجاد البرامج الكفـيلة التي تساعدها على تلاشي أو تقليل معاناتها إن الوصول إلى هذا المطلب النبيل يتطلب من المختصين العمل الدؤوب والسريع لتحقيق ذلك ؛ ولقد لاقت هذه الفئة اهتماماً لا يستهان به من قبل المهتمين، سواء في المجال التشريعي أو الإنساني أو الأخلاقي، وذلك ليتمكنوا من التكيف مع محيطهم الاجتماعي، وتطوير قدراتهم ومهاراتهم وإمدادهم بالأجهزة التي تعوض قدراتهم وتكيفهم للوصول إلى أقصى قدر ممكن من المشاركة مع أبناء مجتمعهم في الحياة العلمية والعملية . إن إيجاد هذا القدر من المشاركة يتطلب تكاتفاً وتعاونا من جميع إفراد المجتمع، سواء الحكومية منها والأهلية لينتج لنا عملاً متكاملاً يُسد به ما قد يتولد من ثغرات عند التطبيق الفعلي لهذه البرامج . لهذا أحببت المساهمة بهذه الورقة في تسليط الضوء على المشكلات التي تواجه هذه الفئة وسبل التغلب عليها مع دراسة (( صعوبة التعلم عند التلاميذ )) . وفي ختام هذا التقديم فإني أتقدم بالشكر لسعادة الدكتورة / راوية بنت أحمد الظّهار ، الأستاذ المشارك في قسم الدراسات الإسلامية ( تخصص فقه ) ووكيلة عمادة الدراسات العليا، في كلية التربية والعلوم الإنسانية ، جامعة طيبة بالمدينة المنورة، على تزويدي بالمراجع المختلفة التي استفدت منها في خدمة هذا البحث .
*************** ( 1) رواه مسلم 12/128- 133 مع النووي، كتاب الجهاد، باب فتح مكة . (2 ) رواه البخاري 1/262، 3/671 مع الفتح، كتاب العلم، باب الإنصات للعلماء، كتاب الحج، باب الخطبة أيام منى ، ومسلم 2/55-56 مع النووي، كتاب الإيمان ، باب بيان معنى قول النبي r : (( لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض )) . من حديث جرير بن عبد الله ، وابن عباس، وابن عمر رضي الله عنهم . ( 3) سورة الحج، الآية، 78 . ( 4) سورة آل عمران، الآية 97 . (5 ) سورة البقرة الآية، 184 . ( 6) رواه البخاري 2/684 مع الفتح، كتاب تقصير الصلاة، باب إذا لم يُطق قاعداً صلّى على جنب.