نتائج الدراسة : نتائج الفرض الأول : توجد علاقة ارتباطية سالبة بين تقدير الذات والقلق الأجتماعى لدى الأطفال ضعاف السمع من الجنسين 0 وللتحقق من صحة هذا الفرض استخدم الباحث معاملات الارتباط بين تقدير الذات والقلق الاجتماعي , ويتضح ذلك في الجدول التالي :
جدول رقم ( 10 ) يوضح العلاقة الارتباطية بين تقدير الذات والقلق الاجتماعي لدى الأطفال الذكور والإناث والعينة الكلية العينة ---- معامل الارتباط ---- مستوى الدلالة ذكور - 648 , 0 01 , 0 إناث - 546 , 0 01 , 0 العينة الكلية - 544 , 0 01 , 0 يتضح من الجدول رقم ( 10 ) أنة يوجد ارتباط سالب بين كل من تقدير الذات والقلق الاجتماعي لدى الأطفال ذكور وإناث والعينة الكلية , وأعلى نسبة للارتباط عند الذكور مما يدل على أنهم أقل قلقا من الاناث0 نتائج الفرض الثاني : توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الذكور والإناث على متغير القلق الأجتماعى, وذلك لصالح الإناث 0 وللتحقق من صحة هذا الفرض استخدم الباحث دلالة الفروق بين الجنسين عن طريق النسبة التائية , ويتضح ذلك في الجدول التالي :
جدول رقم (11 ) يوضح المتوسطات والانحرافات المعيارية وقيمة " ت " لدلالة الفروق بين الجنسين على القلق الاجتماعي العينة ---- م ---- ع ----- قيمة ت ---- مستوى الدلالة ذكور 6 , 15 6 , 4 71 , 4 دالة عند 01 , 0 إناث 7 , 18 07 , 5 يتضح من الجدول رقم ( 11 ) أنة يوجد فروق ذات دلالة إحصائية بين درجات كل من الذكور والإناث على القلق الاجتماعي وهذة الفروق لصالح الإناث حيث أنهم أكثر قلقا من الذكور 0 نتائج الفرض الثالث : توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الذكور والإناث على متغير تقدير الذات, وذلك لصالح الذكور 0 وللتحقق من صحة هذا الفرض استخدم الباحث دلالة الفروق بين الجنسين عن طريق النسبة التائية , ويتضح ذلك في الجدول التالي :
جدول رقم ( 12 ) يوضح المتوسطات والانحرافات المعيارية وقيمة " ت " لدلالة الفروق بين الجنسين على تقدير الذات العينة ---- م ---- ع ----- قيمة ت ---- مستوى الدلالة ذكور 22 , 21 6 , 3 71 , 3 دالة عند 01 , 0 إناث 4 , 19 85 , 3
يتضح من الجدول رقم ( 12 ) أنة يوجد فروق ذات دلالة إحصائية بين درجات كل من الذكور والإناث على تقدير الذات وهذة الفروق لصالح الذكور حيث أنهم أكثر تقديرا لذواتهم من الإناث 0
تفسير النتائج ومناقشتها : أسفرت نتائج الدراسة الحالية عن وجود علاقة ارتباطية سالبة ما بين تقدير الذات والقلق الاجتماعي , لدى الذكور والإناث , ويرجع ذلك في رأى الباحث إلى أن الإعاقة السمعية لدى الطفل تحد إلى درجة كبيرة من الفرص المتاحة أمامة للتفاعل الأجتماعى والمشاركة في أنشطة المجتمع أسوة ببقية الأفراد ( يوسف القريوتى وآخرون , 1998 : 153 ), كما أن الشعور بالنقص الناشىءعن هذا الحرمان يجعل الطفل المعوق يشعر بعدم الأمن وعدم الكفاية وعدم الثقة , مما يجعلة يبالغ في تقدير المواقف التي يمر بها فيما بعد , وينظر إليها على أنها تشكل ضغوطا بالنسبة لة , ويشعر بعدم القدرة على مواجهتها , مما يجعلة يشعر بقلق مستمر ( Beck , 1972 : 343 ) 0 كما أشار كلارك وآخرون Clark , Beck & Brown ( 1989) , إلى أن خبرات الطفولة المؤلمة والتي تتسم بعدم الشعور بالأمن والتهديد تجعل الفرد يكون صيغة سلبية إجمالية عن الذات Negative self schema تظهر في تركيزة انتقائيا وتخيلة , وترديدة للأفكار التي تتضمن توقعا للمخاطر والتهديد , مما يجعلة يحرف كل الخبرات التى يمر بها في اتجاة التوقع المستمر للخطر , فيصبح الخوف من خطر كامن في الموقف , أو خطر قادم من المستقبل , وهذا التوقع المستمر للخطر يتدخل في تقييم الفرد للمواقف المثيرة للقلق تقييما موضوعيا , فهو يبالغ في تقدير الخطر الكامن في الموقف , وفى نفس الوقت يقلل من قدرتة على مواجهة هذا الخطر , مما يجعلة في حالة قلق مستمر 0 ( Clark , Beck & Brown , 1989 : 25 ) ويتفق سبيلبرجرSpielberger , مع ما أكدة بيك على أن الظروف الضاغطة في علاقة الطفل بوالدية ( كالحرمان من الحب , والنبذ , وعدم التقبل ) , تجعل الطفل يشعر بعدم الأمن وعدم الثقة مع انخفاض في تقدير الذات , مما يؤثر على ادراكة للأحداث التي يمر بها , فهو يبالغ في تقدير المواقف وينظر إليها على اعتبار أنها مهددة لذاتة , مما يجعلة في حالة قلق مستمر , وحالة القلق المستمر هذة تجعلة أيضا يبالغ في تقدير المواقف ويستشعر خطرا مستمرا منها , وفى نفس الوقت يقلل من قدرتة على مواجهتها ( سبيلرجر وآخرون , مترجم , 1984 : 33 - 34 ) 0 كذلك أوضحت دراسة كل من مايرز Myers ( 2000 ) وجرشام Gresham ( 1998 ) أن القلق يرتبط بتقدير الذات , فالأفراد القلقين لابد وأنهم يعانون من تقدير ذات سلبي , ومن ثم لديهم الاستعدادات السلوكية لعدم التوافق , أما الأفراد الذين لديهم تقدير ذات ايجابي فتنمو لديهم الاستعدادات السلوكية للتوافق ومن ثم فهم يتمتعون بتقدير ذات مرتفع 0 فالعلاقة بين تقدير الذات والقلق الأجتماعى علاقة عكسية بمعنى أنة كلما أرتفع القلق إلى الحد الذى يدرك فية الفرد تهديدا لذاتة انخفض تقدير الذات , وكلما انخفض القلق إلى المستوى الطبيعي زاد تقدير الذات كذلك أيدت النتائج وجود فروق دالة إحصائيا بين درجات الذكور والإناث على متغير القلق الاجتماعي , وذلك لصالح الإناث , وتؤيد هذة النتيجة دراسة جاكسون Gackson ( 1994 ) التي توصلت إلى وجود فرق دال بين الذكور والإناث على متغير القلق لصالح الإناث 0 ويرجع ذلك في رأى الباحث أن الفتاة تعانى من الصراع في ثقافتنا أكثر من الولد خاصة فيما يتعلق بدورها ومركزها الاجتماعي فيما بعد هل ستقوم بدورها التقليدي كأنثى أم كزوجة وأم , كذلك ظروف ثقافتنا تجعل من الصعب على الولد الإفصاح عن قلقة لأن يدرك ذلك على أنة انتقاصا لرجولتة أما البنت فلا تواجهها هذة المشكلة فتصرح بقلقها دون أن تشعر بانتقاص مركزها كأنثى , كل هذة العوامل وغيرها من أساليب التنشئة تجعل البنت أكثر قلقا عن الولد 0 ومن ناحية أخرى فقد كشفت نتائج الدراسة عن وجود فروق دالة إحصائيا بين درجات الذكور والإناث على متغير تقدير الذات , وذلك لصالح الذكور , وتؤيد هذة النتيجة دراسة ستكورد Stockard ( 1991 ) التي توصلت أن المستويات الأدنى من تقدير الذات وجدت عند الإناث أكثر من الذكور 0 ويوضح رشاد موسى ( 1990 ) أن المجتمع بما فية من وكالات التنشئة الاجتماعية وعادات وتقاليد فرض على الرجل أن يكون الآمر الناهي , وعلى المرأة أن تكون التابعة المطيعة( رشاد موسى , 1990 : 108 ) 0 واستنادا إلى نتائج الدراسة الحالية يقدم الباحث مجموعة من التوصيات التربوية على النحو التالي : 1- حث الآباء والأمهات على استخدام أساليب المعاملة الوالدية السوية في تنشئة أطفالهم بوجة عام وأطفالهم ضعاف السمع بوجة خاص 0 2- الاهتمام بتبصير الآباء والأمهات بأهمية وضرورة دمج أطفالهم في المناقشات الأسرية , وإتاحة الفرصة لهم للتعبير عن آرائهم 0 3- ضرورة توفير المعينات السمعية لضعاف السمع التي تساعدهم على الحفاظ على البقايا السمعية لديهم , والتواصل مع المحيطين بهم 0 4- الاهتمام بتزويد المعاق سمعيا بمعلومات عن فقدان السمع وحقيقتة وكيفية التخفيف من آثارة 0 5- الاهتمام بمساعدة المعاق سمعيا على تقبل إعاقتة والاندماج في المجتمع والتغلب على النظرة الخاطئة من المحيطين بة تجاهة 0 6- ضرورة دمج الأطفال ضعاف السمع في المدارس العادية بتجهيز فصول خاصة لهم تسمح بالاستفادة من البقايا السمعية لديهم 0 7- يجب إعداد المحيطين بالمعاق سمعيا إعداداً تربويا وثقافيا لتقبل الإعاقة , ومعرفة الأسلوب الأفضل للتعامل معة 0 8- يجب أن يتوافر فيمن يقومون بالتدريس للمعاقين سمعيا المقدرة على العطاء , وتفهم إعاقتهم , والصبر, والميل إلى العمل في هذا المجال 0
|