|
110530446 زائر
من 1 محرم 1425
هـ
|
|
|
الشلل الدماغي
|
المقدرات اللغويـة |
الكاتب : د.عبدالله الصبي |
القراء :
23443 |
المقدرات اللغويـة
الإنسان هو الوحيد من المخلوقات الذي حباه الله بهذه القدرة المميزة ، واللغة والكلام أداة تعبير واتصال بالآخرين ، أداة تعبر عن الذكاء والسلوك ، وهذه القدرات اللغوية مرتبطة مع نمو الطفل العقلي والحركي ، وتحتاج الى صقل وتدريب لترفع من مستواها ، ومن ثم ترفع من مستوى الذكاء . الكلام Speech واللغة Language كثيراً ما يستعملان كمترادفين، ولكن يجب التمييز بينهما، فالكلام تعني أستعمال الكلمات واللغة تدل على التعبير عن الأفكار بالكلمات، ولتقييمه فهناك مرتكزان أساسين هما : o السن التي يبدأ فيها فيها الطفل بنطق الكلمات o والسن التي يجمع هذه الكلمات مكوناً منها جملاً مفيدة . وتأخر الكلام لا يمكن أن يعتبر بحد ذاته دليلاً على وجود تخلف فكري ، ولكنه أحدى طرق التواصل التي يمكن عن طريقها تقييم الذكاء . الشلل الدماغي والقدرات اللغوية ؟ هناك مشاكل لدى المصابين بالشلل الدماغي تحد من نمو القدرات اللغوية نوجزها كما يلي : o ضعف السمع ( التوصيلي ، العصبي ) o تكرار التهاب الأذن الوسطي o نقص التواتر او زيادته مع عدم توازن الحركة في الفم والحجاب الحاجز، الأحبال الصوتية o التخلف الفكري بدرجاته المتفاوتة المشاكل السمعية : تبلغ نسبة الأعاقة السمعية 15-25% من الحالات، وخصوصاً المصابين بالشلل الكنعي لإرتباطه بالحصبة الالماني وعدم توافق فصيلة الدم o نقص السمع الحسي العصبي ( 10% ) o نقص السمع التوصيلي ( التهابات الأذن الوسطى ) مشاكل النطق والكلام : الكلام يحتاج إلى تناسق في حركة مجموعة من عضلات الفم واللسان، والطفل المصاب بالشلل الدماغي تتأثر لديه العضلات الحركية التي تتحكم بالأطراف (اليدين والرجلين) وكذلك عضلات الرقبة والجذع وعضلات الفم واللسان، والتي تؤثر على طريقة تحريك الرأس والوجه والفم، لذلك نلاحظ صعوبة الكلام والنطق، ومن أهم المشاكل الناتجة: o عسر الكلام: وهو اضطراب ناتج عن عدم القدرة على ضبط الحركات العضلية للفم واللسان o صعوبة النطق وعدم معرفة ما يقوله الطفل المصاب نتيجة فقد طبقة الصوت أو فقد التفاوت في شدة الصوت o نلاحظ المجهود الكبير الذي يقوم به للنطق ببعض الكلمات البسيطة وذلك لعدم قدرته على التنسيق في تحريك الشفاة واللسان وصعوبة التحكم في التنفس وقوته لخروج الصوت ( الأحبال الصوتية ) o قد يكون الكلام بوتيرة بطيئة وتلفظ غير واضح ، وقد تكون الكلمات متداخلة o وجود تغير في قسمات الوجه عند الكلام قد يعتبرها البعض مضحكة o البعض يتكلم من أنفه ( لخروج الهواء بكثرة من الأنف ) o تأخر الكلام : لوجود مشاكل سمعية، صعوبة حركة عضلات الفم، تأخر النمو المعرفي. o الحبسة: وهو عدم القدرة على النطق. التقييم والعلاج : سيقوم أخصائي السمعيات بتقييم حالة الطفل وإجراء الأختبارات اللازمة كقياس السمع (حسب عمر الطفل ) ومن ثم معرفة نوع الإعاقة السمعية ( نقص السمع العصبي أو التوصيلي ) ومن ثم التوصية بإستخدام السّماعات اللازمة عند الإحتياج لها. o يعمل أخصائي النطق والتحادث على معرفة وتحديد طبعية المشاكل اللغوية وقدرات الطفل الكلامية ومن ثم بناء مهارات وخبرات جديدة o محاولة السيطرة على الصعوبات التي يواجهها ليكون كلامه واضحاً ومفهوماً o بناء الخبرات اللغوية بزيادة حصيلته منها وتدريبه على الجمل المفيدة السهلة ، بإستخدام الأساليب العلاجية لتنمية المهارات اللغوية الإستقبالية والتعبيرية o العلاج الكلامي عن طريق الإسترخاء الكلامي والتمرينات الإيقاعية في الكلام، والتدرج من الكلمات والمواقف السهلة إلى الصعبة . o تدريب اللسان والشفاه والحلق ( مع الإستعانة بمرآة ) o تمرينات البلع والمضغ ( لتقوية عضلات الجهاز الكلامي ) وتمرينات التنفس . o إستخدام طرق تنظيم سرعة الكلام ( التروي والتأني ) والنطق المضغي وتمرينات الحروف الساكنة والحروف المتحركة o غير القادرين على الكلام يمكن تدريبهم على لغة الإشارة ، وإستخدام الكمبيوتر والصّور ، لتكون أسلوباً للتواصل مع المجتمع من حوله. كيف تظهر المقدرة اللغوية ؟ المقدرة اللغوية كامنة في الإنسان ، ولكي يكتمل ظهورها فإنها تحتاج الى أعضاء سليمة وتدريب سليم ، فالأعضاء هي الأذنين وأعصاب السمع والدماغ ، وعضلات الفم واللسان ، فالطفل الذي لا يسمع لا يتكلم ، وكذلك المصاب في أعصابه أو دماغه . وعندما نقول أنها كامنة ، لنؤكد أهمية التدريب والتعليم، وأهمية إحتكاك الطفل مع المجتمع، فالطفل المولود في الغابة ( كما في الحكايات ) تظهر عليه لغة من دربه وعلمه، عبارة عن أصوات غير معروفة أو مفهومة. كيف نتكلم ونخرج الأصوات ؟ الكلام من أهم طرق التواصل التي يتميز بها الإنسان من دون خلق الله جميعاً ، ولكي نقوم بالكلام نحتاج إلى عمل الكثير من العضلات وتوازنها ، فعضلة الحجاب الحاجز تتحكم في قوة الهواء الخارجة ومن ثم في قوة الصوت ، والأحبال الصوتية تتحكم في حدة الصوت، وعضلات الفم واللسان تتحكم في نوع الصوت ، والطفل المصاب بالشلل الدماغي لديه عطب في الأعصاب التي تتحكم في الصوت ومن ثم الكلام، وقد يجد الطفل صعوبة كبرى في الكلام ونوعه، وقد نلاحظ أنه يتكلم بطريقة صعبة قد يضحك منها الكثيرون . فالبعض منهم لديه صعوبة في النطق كالتلعثم وما يسمى رثة الكلام Dysarthia او لديهم خلل في إختيار وتتابع الكلام وهو ما يسمى خرق الكلام Apraxia ، والتي تظهر على شكل صعوبة في إختيار مواقع الأصوات والمقاطع والجمل، والكلام التشنجي والعيوب الصوتية، والسرعة الزائدة في الكلام، وقد يصاحب الكلام حركات لا إراديه مثل حركة الوجه والرأس وحتى الجسم كله . كيف ننمي القدرات اللغوية ؟ في الأسابيع الأولى بعد الولادة لا يستطيع الطفل السمع أو أن يسمع الأصوات العالية فقط ، ففي هذه المرحلة يبدأ بالتعبير عن إحتياجاته بالصراخ والبكاء، ومع نهاية الشهر الثالث من العمر يبدأ بإخراج أصوات مميزة من الحنجرة، ثم يتطور الأمر فيبدأ بالتعبير عن شعوره بأصوات مميزة تدل علي الرضي (النغنغة ) وأخري عن الألم، وإبتداء من الشهر السابع تبدأ الكلمات الواضحة والمميزة في الظهور مثل ( بابا، ماما ) تزداد في الشهر التاسع لتكون هذه الكلمات مصحوبة بالإشارة ( باي باي - تعالي )، وفي هذه المرحلة تبدأ أهمية التعليم والتدريب، فمع الحب والحنان وقيام الوالدين بإعطاء طفلهم الوقت اللازم والحديث معه، وتكرار الكلمات البسيطة وترسيخها في ذهنه، يزداد البناء وتتطور المهارات والقدرات اللغوية. من الشهر التاسع والعاشر يبدأ الطفل في معرفة الكلمات التي يسمعها، وقد لا يستطيع ترديدها، يستجيب للمتكلم أو يلتفت له عند سماع صوته، يفهم أكثر مما يتكلم. يتطور الأمر في السنة الثانية من العمر ليزيد محصول الكلمات الواضحة والمفهومة ويستطيع الربط بينهما، وأن يعبّر عن نفسه لغوياً ويطلب من أمه الأشياء ويعبر عن نفسه بالكلام والحركة معاً، يعرف الأشياء بأسمها، ويستخدم كلمة واحدة ولكن كلمات كثيرة، ومع نهاية السنة الثانية يبدأ بربط كلمتين مع بعظهما البعض، كما يردد بعض الكلمات، وفي السنة الثالثة يزيد مخزونه من الكلمات إلى مائتي كلمة، ويستخدم ثلاث كلمات للتعبير، يسمى أجزاء جسمه، وفي نهايتها يفهم الآخرون ما يقوله، وفي السنة الرابعة يفهم ويعبر عن ما حوله، ويتكلم بكلام مفهوم، يسأل ويجيب على الأسئلة ، كما يمكنه سرد قصة قصيرة. |
أطبع
الموضوع |
أرسل الموضوع لصديق
|
|
|
|
|