|
110546886 زائر
من 1 محرم 1425
هـ
|
|
|
العوق الحركي- الاعاقة الحركية
|
التهاب مفاصل الأطفال التلقائي x2 |
الكاتب : منظمة أمراض روماتزم الأطفال العالمية |
القراء :
7353 |
التهاب مفاصل الأطفال التلقائي JUVENILE IDIOPATHIC ARTHRITIS ما هو هذا المرض؟ التهاب مفاصل الأطفال التلقائي مرض مزمن يمتاز بالتهاب المفصل المستمر. وعلامات التهاب المفصل هي ألم ، تورم و قصور الحركة. وهذا الالتهاب غير معروف السبب، ويوصف بالشبابي (الصبياني) وتكون بداية الأعراض قبل سن السادسة عشر من العمر. ما المقصود بالمزمن؟ يطلق على المرض كلمة مزمن متى كان العلاج المناسب لا يؤدي إلى الشفاء العاجل ولكن تحسن في الأعراض والتحاليل. وهذا يعنى أنه حتى يتم التشخيص فإنه من المستحيل القول إلى متى سيبقي الطفل يعاني من هذا المرض. ما مدى انتشار هذا المرض؟ إن هذا المرض نادر الحدوث ففي كل مائة ألف طفل يصاب 80- 90 طفل بهذا المرض. ما هي أسباب هذا المرض؟ يمتاز الجهاز المناعي لدينا بقدرته على محاربة الالتهابات الخمجية (البكتيرية والفيروسية) ولكي يقوم بهذه المهمة فلابد من التمييز بين ما هو غريب وضار وما هو حميد وجزء الجسم، ومن المعتقد أن التهاب المفاصل المزمنة إنما هو نتاج لاستجابات غير طبيعية من الجهاز المناعي وذلك لأسباب غير معروفة فجزء منها يعود إلى عدم القدرة على التمييز بين الغريب والضار وما هو جزء من مكونات الجسم السليم . وبالتالي فإن هذه الاستجابات الغير منضبطة من الجهاز المناعي تهاجم مكونات المفاصل، لهذا السبب فإن أمراض مثل التهاب مفاصل الأطفال التلقائي يطلق عليه "مرض ذاتي المناعة" ويقصد بذلك أن الجهاز المناعي يهاجم أجراء الجسم الصحيح. هل هذا المرض وراثي؟ لا يعد التهاب مفاصل الأطفال التلقائي مرضا وراثياً حيث أنه لا ينتقل مباشرة من الأبوين إلى أطفالهم ومع ذلك فإن هناك بعض العوامل الوراثية والتي يحتاج جزء كبير منها للدراسة والبحث وربما تزيد من فرص الإصابة بهذا المرض إلا أنه من المتفق عليه في المحيط العلمي أن هذا المرض متعدد العوامل وهذا يعنى أنه نتيجة اتحاد وتوافق الاستعداد الوراثي والتعرض لعوامل بيئية مثل الالتهابات الخمجية وحتى في حالة وجود الاستعداد الوراثي فإنه يندر وجود طفلين مصابين في نفس العائلة. كيف يتم تشخيصه؟ يشخص الأطباء مرض التهاب مفاصل الأطفال التلقائي عندما تكون بداية المرض قبل سن السادسة عشرة من العمر وحينما يستمر التهاب المفصل أكثر من 6 أسابيع - ولذلك لاستبعاد التهابات المفاصل الوقتية والتي ربما تنتج من التهابات فيروسية- وتكون الأسباب غير معروفة - وهذا يعنى أن جميع الأمراض التي ربما تسبب التهاب المفاصل تكون قد استبعدت- وبمعنى آخر فإن التهاب مفاصل الأطفال التلقائي يشمل جميع أشكال التهابات المفاصل المستمرة مجهولة السبب وتحدث في مرحلة الطفولة، ولالتهاب مفاصل الأطفال التلقائي أشكال مختلفة تم تحديدها - سيأتي ذكرها- وعلى ذلك فإن تشخيص التهاب مفاصل الأطفال التلقائي يعتمد على وجود التهاب المفاصل المستمر وكذلك استبعاد أي مرض أخر عن طريق التاريخ الطبي والفحص والسريري والتحاليل المخبرية. ما الذي يحدث للمفاصل؟ في الحالة الطبيعية يكون المفصل مبطنا بغشاء رقيق ويحتوى على كمية من السوائل وعند حدوث الالتهاب يصبح هذا الغشاء ثخينا وممتلئا بالخلايا الالتهابية وكذلك فإن السوائل تزيد بقدر كبير مما يؤدي إلى تورم المفصل وألم بالإضافة إلى قصور في حركة المفصل. ومن العلامات البارزة لالتهاب المفصل ما يسمى بتيبس المفصل والذي يحدث بعد راحة طويلة وأكثر ما تحدث هذه الظاهرة في الصباح وتسمى - التيبس الصباحي وغالباً ما يحاول الطفل تقليل الألم بجعل المفصل في وضع متوسط بين الثني والمد وهذا الوضع يدعي بالوضع المسكن والذي يقصد به المحافظة على تقليل الألم. وإذا لم يعالج التهاب المفصل بشكل مناسب فإن ذلك المفصل سيلحق به الضرر بإحدى صورتين: o الغشاء المبطن للفصل سيصبح ثخينا جدا ً- ويتكون ما يسمى باللحمة- وعن طريق إطلاق مواد مختلفة - يحدث تأكل في الغضاريف والعظم. o نتيجة لإبقاء المفصل في حالة الوضع المسكن فإن ذلك يحدث نوع من ضمور للعضلات و جذب للعضلات و الأنسجة الضامة مما يؤدي إلى تشوه في المفصل. هل هناك أنواع مختلفة من هذا المرض؟ هناك عدة أنواع من التهاب مفاصل الأطفال التلقائي، ويمكن التمييز بينها اعتماداً على وجود الأعراض الشاملة كالحرارة والطفح والتهاب التأمور - الغشاء المحيط بالقلب- في التهاب مفاصل الأطفال التلقائي الشامل وأيضا اعتمادا على عدد المفاصل المتأثرة أما الالتهاب التلقائي كثير المفاصل أو قليل المفاصل، واصطلاحاً فإن هذه الأنواع المختلفة تحدد وفقاً للأعراض التي تظهر خلال الستة شهور الأولي من المرض. النوع الأول: التهاب المفاصل التلقائي الشامل Systemic JIA : يميز هذا النوع بالإضافة إلى التهاب المفاصل وجود الأعراض الشاملة -ويقصد بذلك أن عدة أعضاء في الجسم تكون متأثرة، ومن أبرز الأعراض الشاملة: o ارتفاع درجة الحرارة والتي غالباً ما تتزامن مع طفح جلدي أحمر يظهر خلال نوبات الحرارة. o ألم العضلات o تضخم الكبد والطحال والغدد الليمفاوية o التهاب الغشاء المحيط بالقلب (التأمور) والرئتين. o وفي هذا النوع عادة تتأثر عدة مفاصل (خمسة مفاصل فأكثر) وقد يظهر التهاب المفاصل مع بداية المرض أو بعد بدايته بقليل . o هذا النوع ربما يصيب الأطفال في أي مرحلة عمرية. o في حوالي نصف الأطفال المصابين تتحسن هذه الأعراض الشاملة بينما يبقي التهاب المفاصل هو الأهم، وفي نسبة قليلة من الأطفال تستمر هذه الأعراض مع التهاب المفاصل o هذا النوع يمثل حوالي 10% من التهاب مفاصل الأطفال التلقائي.
النوع الثاني: التهاب المفاصل المتعدد التلقائي Polyarticular JIA : يمتاز هذا النوع وفي خلال الستة أشهر الأولي من بداية المرض: o بتأثر خمسة مفاصل فأكثر o لا يعاني الطفل من الأعراض الشاملة السابقة الذكر. o وجود بعض الأجسام المضادة في الدم والتي تعرف بـ( عامل الرثياني ) يساعد في التميز بين نوعين من هذا الالتهاب: عامل الرثياني الإيجابي وعامل الرثياني السلبي.
1. التهاب المفاصل المتعدد التلقائي ذو العامل الرثياني الإيجابي RF positive polyarticular JIA : o هذا النوع نادر في الأطفال ويمثل أقل من 5% من التهاب مفاصل الأطفال التلقائي o يشابه التهاب المفاصل الرثياني لدي البالغين. o في الغالب يسبب التهابات متناظرة في المفاصل يبدأ عادة بالمفاصل الصغيرة لليدين ثم يشمل المفاصل الأخرى. o أكثر ما يكون في الإناث بعد سن العاشرة من العمر وغالباً يكون التهابا شديدا. 2. التهاب المفاصل المتعدد التلقائي ذو العامل الرثياني السلبي RF negative polyarticular JIA : o ويمثل ما يقارب من 15-20% من التهاب مفاصل الأطفال التلقائي o هذا النوع إلى حد ما مركب من عدة أمراض o قد يحدث في أي مرحلة عمرية. o وبناء على تركيبة المرض المعقدة إلى حد ما -- فإن التكهن بعاقبة المرض تكون متفاوتة. النوع الثالث: التهاب مفاصل الأطفال التلقائي محدود العدد Oligoarticular JIA : يمتاز هذا النوع وفي خلال الستة أشهر الأولي من بداية المرض: o بتأثر أقل من خمسة مفاصل o بغياب أي من الأعراض الشاملة o وهو يصيب المفاصل الكبيرة مثل الركبة والكاحل. o وهو بطبيعته غير متناظر وفي بعض الأحيان يتأثر مفصل واحد فقط ويسمى هذا النوع الالتهاب أحادي المفصل. o في بعض الحالات يلاحظ أن عدد المفاصل المتأثرة تزداد بعد الستة الأشهر الأولي للمرض إلى خمسة مفاصل أكثر ويدعى هذا النوع التهاب المفاصل محدود العدد الممتد. o عادة ما يبدأ قبل السنة السادسة من العمر وأكثر ما يصيب الإناث. o ومع العلاج المناسب فإن عاقبة هذا المرض جيدة ولكن في الأطفال الذين ربما يزيد عدد المفاصل المتأثرة مع مرور الوقت فإن التكهن بعاقبة المرض تكون متفاوتة. o ونسبة من المصابين بهذا المرض قد تظهر عليهم مضاعفات خطيرة في العين وهي التهاب الجزء الأمامي من العنبية (التهاب العنبية ) وهي غشاء رقيق يغلف العين ويحتوي الأوعية الدموية. وحيث أن الجزء الأمامي من العنبية يتكون من القرص والجسم الهدبي فإن هذه المضاعفات تسمى بالتهاب العنبية المزمن أو التهاب القزحية والجسم الهدبي المزمن وفي حالة أن التهاب العنبية لم يكتشف ومن ثم لم يعالج فإنه قد يؤدى إلى ضرر جسيم جداً للعين.إن الكشف المبكر لهذا الالتهاب في غاية الأهمية وذلك لأن الأبوين والطبيب المعالج قد لا يلحظوا أي علامة للالتهاب فالعين لا تحمر والطفل لا يشتكي من اعتلال في الأبصار. ولذلك من الأهمية بمكان أن يتم فحص الأطفال بشكل دوري كل 3 أشهر من قبل أخصائي طب العيون وذلك باستخدام جهاز المصباح الثقبي . o التهاب مفاصل الأطفال التلقائي محدد العدد هو من أكثر الأنواع شيوعاً (50% من جميع الحالات) وفي حالة وجود أجسام مضادة (ANA) و التهاب العنبية فإن هذا النوع لا يصيب إلا الأطفال دون البالغين. التهاب المفاصل الصدفي Psoriatic arthritis : ويمتاز هذا النوع بوجود التهاب المفاصل والصدفية أو بعض من صفات مرض الصدفية ،والصدفية مرض جلدي يظهر بشكل لطخ قشرية وأكثر ما يكون على المرفقين والركبتين. وتأثر الجلد ربما يسبق أو يلحق التهاب المفاصل، إن هذا النوع من الالتهاب على درجة من التعقيد في أوصافه السريرية و كذلك التكهن بعاقبته. التهاب المفاصل المتزامن مع التهاب الأوتار Arthritis associated with enthesitis : وأكثر الأعراض انتشاراً هو التهاب المفاصل الأحادي والذي يصيب المفاصل الكبيرة للأطراف السفلية ويتزامن معه التهاب الأوتار ويقصد بذلك نقاط التقاء الأوتار بالعظم وأكثر ما يكون في القدم خلف وأسفل العقب، وفي بعض الأحيان يتزامن مع هذا الالتهاب التهاب أخر حاد في العين -العنبية- وهذا الالتهاب بخلاف الالتهاب المصاحب للالتهاب التلقائي المحدود العدد حيث أن العين قد تحمر وتدمع مع زيادة في الحساسية للضوء. وأحد التحاليل المخبرية المهمة يكون إيجابيا في كثير من هؤلاء المرضى ويسمي HLA-B27، وتجدر الإشارة إن هذا المرض يصيب الذكور أكثر من الإناث و عادة تبدأ الأعراض بعد السن السابعة من العمر، ونهج هذا المرض متفاوت ففي بعض المرضى تهدأ الأعراض بينما في الآخرين يستمر نشاط المرض مما يؤثر على المفاصل المحورية (العمود الفقري) وكذلك المفصل العجزي الحرقفي - مفصل في اسفل الظهر ،هذا النوع من الالتهابات أكثر ما تكون في البالغين حيث أنها تؤثر على العمود الفقري. ما هي أسباب التهاب القزحية والجسم الهدبي المزمن .وهل لها أي علاقة بالتهاب المفاصل؟ كما سبق الحديث عن التهاب المفاصل فإن التهاب العين يحدث بسبب ردة فعل الجهاز المناعي الغير منضبطة لأجزاء العين إلا أن آلية هذا الالتهاب غير معروفة حتى الآن، هذه الأعراض -المضاعفات- أكثر ما تشاهد لدى المصابين بالتهاب المفاصل التلقائي محدود العدد وعادة ما يكونوا صغار في السن والأجسام المضادة (ANA) إيجابية، وتبقي الأسباب التي تربط التهاب المفاصل بالتهاب العين غير معروفة ولكن من المهم تذكر أن التهاب المفاصل والتهاب القزحية والجسم الهدبي ربما يسلكان نهجا مستقلا - بمعنى أن التزامن الوقتي ليس ضرورياً وبناء على ذلك فإن الفحص الدوري للعين يجب أن يستمر حتى في حالة تحسن التهاب المفاصل ويجب التذكير بأن نهج التهاب القزحية والجسم الهدبي ينشط على فترات متكررة وليس له علاقة بنشاط التهاب المفاصل لكن عادة التهاب القزحية يتبع التهاب المفاصل أو ربما يكتشف في نفس الوقت ونادراً قد يسبق التهاب المفاصل، وحقيقة أن هذه الحالات يؤسف لها كثيرا حيث أن المرضى لا يشتكون من أي عرض ولا يكتشف هذا المرض في مراحله الأولي إلا حينما تظهر بعض المضاعفات كالغبش في الرؤية. هل التهاب المفاصل لدي الأطفال يختلف عنه في البالغين؟ في الأغلب نعم، فالالتهاب المتعدد المفاصل المتزامن ذو العامل الريثاني الإيجابي يشكل 70% من التهاب المفاصل لدى البالغين بينما هو في الأطفال يمثل أقل 5% من الحالات. والتهاب المفاصل التلقائي محدد العدد يمثل حوالي 50% من الحالات لدى الأطفال بينما مثل هذا الالتهاب لا يشاهد عند البالغين أما التهاب المفاصل الشامل فهو يكاد يكون خاصا بالأطفال ونادراً ما يصيب البالغين. ما أنواع الفحوصات التي يحتاج إليها المريض؟ عند تشخيص المرض فإن بعض الفحوصات تكون مفيدة وذلك للتعرف على نوع الالتهاب وكذلك للتعرف على المرضي الذين هم عرض للإصابة ببعض المضاعفات كالتهاب القزحية والجسم الهدبي. o العامل الريثاني Rheumatoid factor : هو عبارة عن جسم مضاد ذاتي ويكون إيجابيا ومرتفعا في حالات الالتهاب المتعدد المفاصل التلقائي الذي يكافئ التهاب المفاصل الرثياني عند البالغين . o الأجسام المضادة للنواة (ANA) وأكثر ما تكون لدى الأطفال الصغار المصابين بالتهاب المفاصل التلقائي المحدود العدد، وهذا الفحص يساعد على التعرف على الأطفال الذين هم عرضة للالتهاب القزحية والجسم الهدبي المزمن وبالتالي فهم يحتاجون لفحص العين الدوري. o عامل HLA-B27 هذا الفحص يكون إيجابياً فيما يقارب 80% من المرضى الذين يعانون من التهاب المفاصل المتزامن مع التهاب الأوتار وهو أقل من ذلك بكثيرة في الأصحاء حيث أن نسبة ما تقارب5-8% فقط. o وهناك تحاليل و فحوصات أخري مفيدة في تقييم الالتهابات بشكل عام ومتابعة نشاط المرض ومن ذلك سرعة ترسيب كريات الدم الحمراء إلا أن التقييم والمتابعة تؤخذ من الأوصاف السريرية أكثر منها من الفحوصات المخبرية. o وبناءً على الأدوية المستخدمة فإن المريض قد يحتاج إلى فحوصات دورية مثل تعداد كريات الدم ،وظائف الكبد والكلي وغيرها لتفادي الآثار الجانبية للأدوية. كذلك الأشعة الدورية فإنها مفيدة في تقييم تطور الحالة المرضية ومن ثم يعدل البرنامج الدوائي. كيف يمكن علاج هذا الالتهاب؟ لا يوجد علاج معين للشفاء من هذا الالتهاب فالهدف من العلاج هو السماح للأطفال المصابين بمزاولة حياة طبيعة ومنع حدوث ضرر للمفاصل أو عضو أخر حالما يحدث الشفاء التلقائي من هذا المرض والذي يحدث في كثير من الحالات إلا أن وقت ذلك متفاوت ويصعب التكهن به، والعلاج في الأساس يعتمد على أدوية تثبط الالتهاب الشامل وكذلك التهاب المفاصل وعلى برامج إعادة التأهيل للمحافظة على وظيفة المفاصل ومنع أي تشوهات لها. طريقة العلاج فيه شئ من التعقيد ولذلك تحتاج إلي التفاهم والتنسيق بين عدة تخصصات وتشمل أخصائي روماتيزم الأطفال ، جراحة العظام وأخصائي العلاج الطبيعي والمهني وأخصائي العيون.
o المركبات المضادة للالتهاب غير الكورتزونية Non-steroidal anti-inflammatory drugs هي عبارة عن مجموعة أدوية مضادة للالتهابات وكذلك خافضة للحرارة، وهي بالأساس تعالج الأعراض الناجمة من الالتهاب و أكثر هذه الأدوية شيوعاً: نابروكسين ، اندوميثاسين والايبوبروفين أما الأسبرين وإن كان منها وهو رخيص وفعال إلا أن استخدامه الآن أصبح قليلا جداً بسبب كثرة الآثار الجانبية، وهذه الأدوية سابقة الذكر يتحملها الأطفال أكثر من البالغين حيث أن البالغين يعانون من آلم المعدة أكثر من الأطفال، إن تعاطي أكثر من علاج من هذه المجموعة لا ينصح به أبداً وربما يكون أحدها فعالا والأخر ليس كذلك ولكن يجب التذكير أن أثر هذه الأدوية غالباً يظهر بعد عدة أسابيع من تعاطيها. o حقن المفصل: وهذه الطريقة تستخدم عندما يتأثر مفصل واحد أو عدد محدود من المفاصل ويخشى أن تحدث مضاعفات للالتهاب ويحقن المفصل عادة بالكورتزون ذي المفعول الطويل والذي قد يستمر تأثيره عدة أشهر. وتجدر الإشارة إلا أن هذه المادة تبقي في المفصل ونسبة وصولها إلى الدورة الدموية ضئيل جداً وهي بذلك قليلة الآثار الجانبية. أدوية المستوى الثاني: وهي مجموعة من الأدوية تعطي وتوصف لمن يعانون من التهاب المفاصل الأخذة في التقدم أو قليلة التحسن رغم علاجها بالأدوية المضادة للالتهاب غير الكورتزونية وحقن المفاصل، وهذا النوع من الأدوية يضاف إلى ما سبق من الأدوية الذي يجب أن يستمر استخدامها مجتمعة، وأما الآثار العلاجية لهذه المجموعة من الأدوية فربما يظهر بعد عدة أسابيع إلى شهر. o الخيار الأول من هذه المجموعة هو المثيوتريكسيت (Methotrexate ) وهو علاج فعال في غالبية المرضى فهو مضاد للالتهاب كما أنه بطريقة غير معروفة قد يحدث إيقاف لنشاط المرض وعادة الأطفال يستسيغونه إلا أن الاضطرابات المعدية وارتفاع إنزيمات الكبد ربما تكون أكثر الآثار الجانبية حدوثاً ولذلك يجب متابعة هذا الدواء بالفحص الدوري لإنزيمات الكبد والتحاليل الأخرى، ولا بد من الإشارة إلى أن تعاطي حمض الفوليك يقلل مثل هذه الآثار الجانبية بشكل كبير o الخيار الأخر هو مركبات السلازوبيرين: (Salazopyrine ) هي ذات جدوى في علاج التهاب المفاصل التلقائي إلا أن كثير من المرضى لا يستسيغها مثل الميثوتريكسيت. o خيارات أخرى مثل السايكلوسبورين وليفلونمايد cyclosporin or leflunomide تستخدم في علاج التهاب المفاصل إلا أنه لا توجد دراسات مناسبة تقيم فاعلية هذه الأدوية في علاج التهاب المفاصل التلقائي لدى الأطفال، لكن السيلكوبورين يعتبر فعالا في علاج أحد مضاعفات التهاب المفاصل التلقائي والذي يظهر بصورة التهاب عنيف وغير منضبط مما يؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات. o العلاج البيلوجي : في السنوات الأخيرة ظهرت مجموعة من الأدوية تدعي Anti-TNF وهي عبارة عن أجسام مضادة لإلغاء وظائف بعض المستقبلات والتي تعتبر وسائط في عملية الالتهاب. o وهذه الأدوية قد تستخدم بمفردها أو بالإضافة إلى الأدوية الأخرى مثل المثيوتركسيت وتعتبر علاجا فاعلا لكثير من المرضى. o تمتاز هذه الأدوية بسرعة تأثيرها وقلة الآثار الجانبية إلا أن المتابعة طويلة الأجل ضرورية لمعرفة ما إذا كان لها آثار جانبية تحدث بعد فترات طويلة وكغيرها من الأدوية فإن استخدامها يجب أن يتم تحت إشراف مختص في هذا المجال خاصة وأنها باهظة الثمن.
o مركبات الكورتزون: تعتبر الأكثر فاعلية في علاج الالتهاب ولكن يحد من استخدامها الكثير من الآثار الجانبية المهمة مثل هشاشة العظم وتأخر النمو، أن هذه الأدوية نافعة في علاج الأعراض الشاملة وخاصة التي لا تستجيب للأدوية الأخرى وكذلك المضاعفات الخطيرة للمرض نفسه وأيضاً فهي مهمة في السيطرة على حدة المرض إلى أن يظهر تأثير الأدوية الأخرى. في حالات التهاب القزحية والجسم الهدبي فإن الكورتزون يستخدم كقطرة للعين أما إذا كان الالتهاب شديدا فإن الكورتزون ربما يعطى أما عن طريقة الفم أو حقن ما حول مقلة العين. o التدخل الجراحي: في بعض الحالات يحتاج جراح العظام التدخل في ترخيه الأوتار والأربطة حول المفصل في حالة وجود انقباض مستمر في المفصل وربما تحتاج بعض المفاصل المتأثرة جداً للاستبدال بمفاصل صناعية لكون الغضاريف متآكلة ولفشل المفصل التام. o إعادة التأهيل: يعتبر إعادة التأهيل جزءا مهما من العلاج فهو يتكون من تمارين مناسبة. وفي بعض الحالات فان ارتداء الدعائم والجبائر لمنع أي تشوهات قد تلحق المفصل قد يكون مفيدا ومثل هذه التمارين يجب أن تبدأ في مرحلة مبكرة وأن تمارس بشكل روتيني للمحافظة على المدى الحركي ولبناء قوة العضلات لمنع وتصحيح أي تشوهات. ما هي الآثار الجانبية الرئيسية للعلاج؟ الأودية المستخدمة في علاج التهاب المفاصل التلقائي عادة ما تكون مستساغة لكثير من الأطفال إلا أن ألم المعدة يعتبر الأثر الجانبي الأكثر للمركبات المضادة للالتهاب غير الكورتزونية ولذلك يجب أن تؤخذ بعد الأكل ومع ذلك فهي في الأطفال أقل حدوثاً منها في البالغين، وكذلك فإن هذه الأدوية نادراً تسبب ارتفاعا في إنزيمات الكبد، إما الميثوتركسيت فهو مستساغ بدرجة عالية ومع ذلك فإن الغثيان والاستفراغ ليست مستغربة ولابد من الإشارة إلى أن فحوصات الدم الدورية ضرورية جداً للكشف عن أي آثار جانبية قد تحصل مثل ارتفاع إنزيمات الكبد التي عادة ما تعود إلى طبيعتها بمجرد إيقاف الدواء أو تقليل الجرعة، وكما ذكر سابقا فإن تعاطي حامض الفوليك يقلل من الآثار بدرجة كبيرة، أما فرط الحساسية من الميثيوتركسيت فقد يحدث ولكنه نادر جداً أما مركبات السلازوبرين فإن أكثر الآثار الجانبية لها هي الطفح الجلدي ، ألم المعدة و ارتفاع أنزيمات الكبد وانخفاض في عدد كريات الدم البيضاء ولهذه الأسباب فإن فحوصات الدم الدورية تعتبر ضرورية وفي حالة استخدام الأدوية الحديثة Anti-TNF فإن المتابعة المستمرة ضرورية جداً بالرغم أن المرضى يتقبلون هذه الأدوية بشكل جيد. إن استخدام الكورتزون بجرعات عالية قد يحدث عدة أثار جانبية فهي تسبب هشاشة العظم وتأخر في النمو. ومن المشاهد أن هذه الأدوية تفتح الشهية مما يسبب السمنة ولذلك فمن المهم إرشاد والأطفال إلى تجنب المأكولات ذات السعرات الحرارية العالية. ما هي المدة التي يستمر فيها العلاج؟ سيستمر العلاج ما استمر المرض. أن مدة المرض يصعب التكهن بطولها ولكن في غالبية الحالات فإن المرض يستمر من بضع إلى عدة سنوات ومن ثم ينتهي ولكن من المهم التذكير أن نهج التهاب المفاصل التلقائي لدى الأطفال يمتاز بهدأة المرض ومن ثم نشاطه وذلك بصورة دورية. وهذا بلا شك يحتاج إلى تعديل العلاج بما يناسب ولكن إيقاف العلاج بصورة تامة يجب إلا يكون إلا بعد مضي فترة طويلة من هدأه المرض هل يجب فحص العين دوريا؟ وما هي الفترة الزمنية التي يجب خلالها فحص العين؟ المرضى الذين لديهم أجسام مضادة يحتاجون إلى فحص العين كل 3 أشهر أما المرضى المصابون بالتهاب القزحية والجسم الهدبي فيحتاجون إلى فحص أكثر تكرار بناءاً على شدة الالتهاب. والملاحظ أن خطورة الالتهاب تقل مع مضي الوقت إلا أن هذا الالتهاب قد يظهر بعد عدة سنوات من بداية التهاب المفاصل ولذلك فمن المهم فحص العين لعدة سنوات حتى في حالة تحسن واختفاء التهاب المفاصل، وتجدر الإشارة إلى أن التهاب القزحية والجسم الهدبي المصاحب للالتهاب المفاصل والأوتار له أعراض (احمرار العين عدم تحمل الضوء) ولذلك فلا داعي لفحص العين بشكل دوري للكشف المبكر عن مثل هذا الالتهاب. ما هو المآل المتوقع لالتهاب المفاصل على المدى البعيد؟ مآل التهاب المفاصل التلقائي يعتمد على شدة ونوع هذا الالتهاب بالإضافة إلى كفاءة العلاج ومن المشاهد تحسن في مآل هذه الالتهابات في ضوء التحسن الطارئ في طريقة العلاج خلال الأعوام العشرة الماضية، ومع ذلك فإن التهاب المفاصل التلقائي الشامل متفاوت في مآل المرض. ففي حين أن نصف المرضى تكون لديهم علامات الالتهاب ظاهرة فإن المرض يمتاز بالنشاط الدوري وعلى العموم فان المآل لهذا الالتهاب جيد حيث أنه في كثير من الأحيان يهدأ المرض ذاتياً. ولكن في النصف الآخر فإن المرض يمتاز باستمرار التهاب المفاصل بينما الأعراض الشاملة الأخرى تستمر لعدة سنوات وقد يؤدي ذلك إلى تأثر المفاصل بشكل دائم وفي نسبة قليلة من المرضى فإن التهاب المفاصل وكذلك الأعراض الشاملة الأخرى تستمر برغم تعاطي الأدوية وهذه الفئة ربما تمثل أسوء العواقب حيث تصاب كثير من المفاصل بالتشوهات والتأثر الدائم ويحتاج المريض لكثير من الأدوية وتظهر مضاعفات كثيرة أما التهاب المفاصل المتعدد التلقائي ذو العامل الريثاني الإيجابي فإن يحمل نهجا مستفحلا حيث يؤدي إلى تدمير المفاصل. أما الالتهاب المتعدد ذو العامل الريثاني السلبي فإن له عاقبة أفضل من سابقه إذ أن ما يقارب من 25% من المرضى تتأثر مفاصلهم بشكل دائم . أما التهاب المفاصل المحدود العدد فإن عاقبته جيدة خاصة إذا كان عدد المفاصل محدودا أما إذا زاد عدد المفاصل المتأثرة بمرور الوقت فربما يحمل نفس مال الالتهاب المتعدد ذو العامل الريثاني السلبي. إن كثير من مرضى الالتهاب المفاصل الصدفي لهم نفس نهج التهاب المفاصل المحدود العدد ولكن في بعض الحالات فإن عدة مفاصل تتأثر بمرور والوقت. أما الأطفال الذين يعانون من التهاب المفاصل والأوتار فإن لهم نهج متفاوت ففي حين أن بعض المرضى يتحسن نجد أن المرض في البعض الأخر يستفحل ويشمل المفصل العجزي الحرقفي. ومع ذلك فإنه لا يوجد علامات سريرية أو مخبرية يمكن أن تتوقع بشكل دقيق من المريض الذي ستكون له عاقبة سيئة و ذلك في بداية المرض. ماذا عن التهاب القزحية والجسم الهدبي؟ لو لم يتم علاج هذا الالتهاب فإن له عواقب وخيمة ومنها الماء الأبيض والعمي ولكن في حالة علاجه في المراحل المبكرة فإن يستجيب بشكل جيد ولذلك فإن التشخيص المبكر مهم للغاية . هل التطعيمات مسموح بها؟ إذا كان المريض سيتعاطى الأدوية المثبطة للمناعة مثل الكورتزون , الميثوتركسيت أوAnti-TNF وغيرها فإن بعض التطعيمات مثل الحصبة الألمانية، الحصبة النكاف، شلل الأطفال والدرن يجب تأخيرها لاحتمال خطر الإصابة بهذه الالتهابات نظراً لقلة المناعة. بينما هناك تطعيمات أخري مثل الكزاز والدفتيريا والوبائي الكبدي، والهيموفلس، والتهاب السحايا وغيرها فلا مانع من إعطاءها إلا أن هناك احتمال عدم فاعلية مثل هذه التطعيمات لقلة المناعة. هل للتغذية تأثير في نهج المرض؟ لا يوجد دليل على أن للتغذية تأثيرات في نهج المرض ولكن يجب أن يكون غذاء الطفل متوازنا خاصة في حالة الطفل الذي يتعاطي الكورتزون حيث أن شهيته تكون مفتوحة أكثر. هل للمناخ أثر في نهج المرض؟ لا يوجد دليل على أن للمناخ تأثير في نهج المرض. هل الرياضة مسموح بها؟ أن ممارسة الرياضة من الأنشطة الأساسية في حياة الطفل اليومية ومن الأهداف الأساسية في علاج التهاب المفاصل أن يمارس الطفل حياته بشكل طبيعي بقدر المستطاع ولذلك فان التوجه العام السماح للطفل بممارسة الرياضة واللعب ومن المؤكد أنه سيتوقف عن اللعب إذا ما آلمته مفاصلة وعلى الرغم أن إجهاد المفصل الملتهب قد يؤثر عليه إلا أن الأثر النفسي الناتج عن منع الطفل من ممارسة اللعب أكبر من هذا التأثير المتوقع ولذلك فإن الخيار الأفضل أن يشجع الطفل نفسياً على التكيف مع مرضه وأن يمارس ما يناسبه من نشاطات خاصة التي لا يكون فيها احتكاك مع الآخرين كالسباحة وركوب الدراجة. هل باستطاعة المريض حضور المدرسة بانتظام؟ من الأهمية بمكان حضور الطفل المدرسة بانتظام ولا شك أن هناك عدة عوامل قد تعيق الذهاب للمدرسة مثل صعوبة المشي ,الألم والتيبس ولذلك يجب أن يكون المدرس على علم بحالة الطفل واحتياجاته من حيث كيفية الجلوس والحركة والكتابة وممارسة الرياضة. إن المدرسة للطفل بمنزلة العمل للبالغ فهي المكان التي يتعلم فيها الطفل أن يكون مستقلا وغير معتمد على أحد فعلي الأبوين والمدرسين أن يبذلوا ما في وسعهم ليمارس الطفل النشاطات المدرسية بطريقة طبيعية ليحقق النجاح الأكاديمي والتواصل مع الأصدقاء وينال التقدير والاحترام من الجميع. هل سيكون للطفل حياة البالغين الطبيعية؟ هذا أحد الأهداف الرئيسية للعلاج وكثير من الأطفال يحققون ذلك ولا شك أن علاج التهاب المفاصل التلقائي قد تحسن كثيرا خلال العشر سنوات الماضية وممن المتوقع توفر أدوية فاعلة خلال المستقبل القريب. إن ازدواجية العلاج الدوائي وإعادة التأهيل قادرة على منع تأثر المفاصل في كثير من المرضى ومن الأمور الهامة جداً التي ينبغي التنبه لها الأثر النفسي على المريض والعائلة حيث أن هذا المرض المزمن يعد تحدياً صعبا لجميع أفراد العائلة وكلما كان المرض شديدا كان التعايش معه أصعب ومن الواضح أن الطفل سيجد صعوبة في التأقلم مع المرض إذا كان الأبوان لم يفعلوا ذلك وقد يسرف الأبوان في ذلك فيتولد عند الأبوين نوع من الحماية المفرطة للطفل. إن التفكير الإيجابي من الأبوين في العناية بالطفل وتشجيعه ليصبح مستقلا ومعتمدا على نفسه في كثير من الأشياء سيساعده في التغلب على كثير من الصعوبات التي يواجهها وهذا النوع من الدعم يجب أن يبذل من قبل الفريق المعالج كذلك. المصدر: منظمة أمراض روماتزم الأطفال العالمية PRINTO و الهيئة ألا وربيه لأمراض روماتزم الأطفال PRES
|
أطبع
الموضوع |
أرسل الموضوع لصديق
|
|
|
|
|