|
110541176 زائر
من 1 محرم 1425
هـ
|
|
|
صعوبات التعلم
|
التخلف الدراسي.. وإذا كانت أسبابه مرضية؟ |
الكاتب : ترجمة - جليلة كمال |
القراء :
16247 |
التخلف الدراسي.. وإذا كانت أسبابه مرضية؟ إعداد وترجمة - جليلة كمال هناك اصابات يتعرض اليها الطفل، قد ترهن مستقبله، وتعصف بحياته الدراسية، وبآمال والديه اذا لم يتم الانتباه اليها ومجابهتها بما يلزم في الوقت المناسب. اهم هذه الحالات المرضية تتمثل في (عسر القراءة والفهم). تعرف الفيدرالية الدولية لطب الاعصاب - عسر القراءة والفهم - بأنه اضطراب يتمثل في صعوبة تعلم القراءة والفهم رغم استفادة صاحبها من تعليم نظامي، وتوفره على الذكاء اللازم او نشأته في وسط سوي- ثقافي جيد ومتوازن - حسب التعريف نفسه فان هذا الاضطراب يمس واحدا من عشرة اطفال. عسر القراءة والفهم يعني اذا صعوبة مع الكلمات، اي انه مجموعة من الاضطرابات المستديمة في التعلم خلال التعليم الاساسي للغة المكتوبة عند الطفل والذي يتمتع بذكاء وقدرات سمعية وبصرية وعاطفية طبيعية. يوضح اخصائيو تقويم السمع والنطق ان اعراض هذه "الحالة المرضية" تظهر عادة في السنة الاولى من التمرس، اي مع بداية تعلم القراءة والكتابة، وقد تسبقها عند بعض الاطفال اضطرابات في النطق، وبهذا الصدد بينت بعض الدراسات ان تأخر الكلام عند الطفل إلى غاية اربع سنوات غالبا مايكون مؤشرا على انه سيعاني لاحقا من "عسر القراءة والفهم" لكن العيوب الاكثر ترددا تظهر عند محاولة فك وفهم اللغة المكتوبة، لذا قلما يتم اكتشافها قبل بداية التمدرس، حيث يظهر الطفل صعوبات اكثر من زملائه الصغار في القراءة والفهم، ويرتكب اخطاء لا يرتكبها الآخرون ويكرر عادة نفس الاخطاء، ويرى بعض الباحثون ان "عسر القراءة والفهم" هو وليد ظاهرة بيولوجية مرتبطة بالحالة البنوية للجهاز العصبي، تحدث خللا في القنوات التي تؤمن تلقي ومعالجة المعلومات اللغوية. ولان هذه القنوات معقدة جدا ولغة الانسان تتطلب من الدماغ القيام بعدة وظائف، فإن الاضطرابات الناتجة عن "عسر القراءة والفهم" تكون على مستويين: 1- اضطرابات مرتبطة بالقراءة. 2- اضطرابات في الوظائف التي تمكن من تحصيل واستعمال اللغة كالذاكرة، الانتباه، المنطق ومفهومي الزمان والمكان.. الكشف عن عسر القراءة والفهم عند الاطفال.. يشرح اخصائيو تقويم السمع والنطق، ان هناك عدة فرضيات حول العوامل المسببة في حالة "عسر القراءة والفهم" عند الطفل، فهناك من يرجع السبب إلى عوامل عاطفية ونفسية، وهناك بعض الباحثين الذين يفسرون الحالة بوجود اختلالات في مخ الطفل الذي تظهر عنده الحالة تميزه عن باقي الاطفال. والكشف عن (عسر القراءة والفهم) عند الطفل يمكن ان يقوم به الوالدان او المدرسون قبل الالتجاء إلى المتخصصين. وكلما تم الكشف مبكرا كلما كان ذلك اريح للطفل وللوالدين، لانه سيجنب الطفل متاعب كثيرة ناتجة عن تراكم حالات التأخر الدراسي، وما يسببه ذلك من آثار سلبية على نفسية الطفل، لذا يجب على الآباء والمدرسين بصفة خاصة ان ينتبهوا إلى الطريقة التي يقرأ بها الطفل بعض الكلمات ويكتبها، فاذا لاحظوا مثلا انه يكتب في الاتجاه المعاكس للاتجاه الصحيح (كأن يكتب من اليسار إلى اليمين في حالة اللغة العربية)، او يقرأ الكلمات بطريقة خاطئة او يخلط بين بعض الحروف كـ (ع/غ)، (ح، ج، خ)، (ب/ن) في اللغة العربية او في اللغة الانجليزية بين (t/d) او (ch/j) او (v-f).... او يقرأ كلمة بكلمة اخرى، متقاربة فيها في المعنى (اسد/نمر) او اذا استمر الطفل في الخلط بين يمينه ويساره.. في هذه الحالة على الآباء ان يبادروا إلى القيام بالاختبارات والفحوصات الضرورية عند الاخصائيين للتأكد من ما اذا كان الطفل يعاني من مشكل (عسر القراءة والفهم). ثلاثة انواع من الفحوصات يخضع لها الطفل.. o الفحص عند الاخصائي في تقويم السمع والنطق، يقوم هذا المختص باختبار اللغة الشفوية للطفل لتقييم قدراته على الفهم والتعبير بعفوية وبشكل موحد، ويحدد التأخر او الصعوبات في النطق، كما يخضعه لاختبارات في القراءة تمكنه من تحليل سرعة فك الحروف لديه وكمية ونوع الاخطاء المرتكبة، وبالنسبة للاطفال الذين لم يبدأوا بعد في تعلم القراءة والكتابة تعوض النصوص المكتوبة بصور تدفع الطفل إلى الكلام وبالتسالي يتمكن الاخصائي من تقييم لغته ومدى استيعابه لمفهومي الزمان والمكان.. هذا النوع من الفحص يمكن اذا من تحديد الطريقة الملائمة للتقويم ابتداء من السنة الثالثة من عمر الطفل. o الفحص السريري يقوم به اختصاصي في طب الاطفال، الذي يقيم المستوى العام لنمو الطفل ابتداء من الظروف التي مرّت فيها فترة الحمل عند الام، مرورا بالسوابق الصحية العائلية، ومساره الدراسي إلى قدراته على السمع والتركيز. o الفحص السيكولوجي - العصبي هذا الفحص لا يتم الا في حالة "عسر القراءة والفهم" الحادة، ويجري الفحص في مصحة استشفائية مختصة في الاعصاب وعلم النفس ويهدف إلى تقييم مجموع القدرات الفكرية للطفل. تقويم عسر القراءة والفهم o تتم عملية تقويم عسر القراءة الفهم عند مختص في تقويم السمع والنطق الذي يقوم بملاءمة تقنيات التعلم اللغوي للطفل وهو ينطلق في ذلك من امكانية الطفل ومستواه في الفهم. o مدة التقويم تختلف من حالة إلى اخرى، فقد لا تتطلب سوى بعض الحصص القليلة او قد تدوم عدة سنوات. o تتوزع عادة حصص التقويم على حصتين في الاسبوع وتدوم كل حصة ???? دقيقة. تتخلل مدة التقويم اختبارات منتظمة لمعرفة ما اذا كانت الطريقة المتبعة في التقويم مجدية ام يجب اعادة النظر فيها. o قد يترتب عن عسر القراءة والفهم عند الطفل اضطرابات عاطفية، ورغم انها لا تؤثر على الاضطرابات اللغوية، فانه يتعين تتبعها، وذلك بتشجيع الطفل على ممارسة الرياضة كالرقص والكاراتيه... والانشطة الترفيهية لانها تساهم إلى حد كبير في توازن الطفل. o ما يجب ان يفهمه الآباء هو ان عسر القراءة والفهم عند الطفل لا يعني انه اقل ذكاء او انه لا يرغب في الدراسة، بل انه يعاني من حالة تحتاج إلى التقويم والمتابعة، وتكون نتيجة التقويم عند الاخصائيين ذات مفعول ونتيجة ايجابية في اغلب الحالات تمكن الطفل من التخلص من المشكل ومتابعة دراسته بشكل طبيعي. جريدة الأيام - ملحق الأسرة
|
أطبع
الموضوع |
أرسل الموضوع لصديق
|
|
|
|
|