|
110736976 زائر
من 1 محرم 1425
هـ
|
|
|
السكري لدى الأطفال
|
المضاعفات |
الكاتب : الدكتور/ عبدالله الصبي |
القراء :
36645 |
المضاعفات Complications ذا كان للسكري العديد من الأعراض، فأغلبها قليل الخطورة، ولكن المشكلة الرئيسة هي المشاكل والمضاعفات التي تحصل على المدى البعيد، فالسكري مرض ينخر في أجزاء الجسم وأجهزته المتنوعة ببطء شديد، وبدون أن ينتبه المريض لما يجري له من أحداث وتغيرات، يتغلغل فيها كسريان الماء في الرمال، وعلى مدى الأيام والسنين تسرق منه صحته وعافيته، لذلك يسميه البعض بسارق الصحة. الأطفال المصابون بالسكري نادراً ما تحدث لهم مضاعفات خطيرة مزمنة، ولكن يحدث لهم المضاعفات الحادة، ولكن حالة السكري حالة مزمنة لا يرجى الشفاء منها، ويحمل الطفل المرض لمرحلة الشباب والشيخوخة، لذى فقد تحصل هذه المضاعفات بعد عمر طويل. المضاعفات الحادة: o نوبات انخفاض مستوى السكر في الدم تحدث نوبات انخفاض السكر في الدم عندما يصل مستوى أقل من الحد الطبيعي، ويكثر حدوث هذه النوبات لدى الأشخاص الذين يستخدمون العلاج المركز بالأنسولين، كما يحصل لدى جميع مرضى النوع الأول للسكري بنسب مختلفة o نوبات حماض السكر الكيتوني Diabetic Ketoacidosis تحدث نتيجة لارتفاع مستوى السكر في الدم، نتيجة عدم المواظبة في أخذ العلاج بالأنسولين، وتعتبر من أهم المضاعفات الحادة للنوع الأول من السكري والتي قد تؤدي للوفاة لا قدر الله، وتبلغ نسبة حدوثها 30-80 حالة لكل 10.000 مريض بالسكري، وتزيد النسبة في المراهقين أكثر من الأعمار الأخرى نتيجة عدم مواظبتهم على العلاج، ويصيب الأولاد والبنات بنفس النسبة تقريباً o ضعف النظر غالباً ما تحدث هذه الحالة عند تشخيص الحالة وبدأ العلاج، فيلاحظ على الطفل عدم وضوح الرؤية، وهي حالة مؤقتة ناتجة عن الانخفاض المفاجيء في مستوى السكر وتأثر عدسة العين بذلك، ولا تحتاج لعلاج فسوف تزول تلقائياً خلال أسابيع قليلة. المضاعفات المزمنة o المضاعفات القلبية o ارتفاع ضغط الدم o اعتلال الأعصاب o اعتلال الشبكية والبصر o اعتلال الكلي والفشل الكلوي o زيادة الإصابة بالالتهابات o المشاكل النفسية o الإعاقة عند حدوث المضاعفات فإنه لا يمكن السيطرة عليها بسهولة، وتؤثر على حياة المريض اليومية، وقد تسبب له الإعاقة، لذلك تبرز أهمية الوقاية، والوقاية تكون بالقدرة على التحكم في مستوى السكر في الدم ثابت وقريب للمستوى الطبيعي من خلال أساليب العلاج المناسبة، فقد أثبتت الدراسات أن المحافظة على مستوى منخفض وثابت لسكر الدم يساعد على عدم حدوث المضاعفات أو تأجيل حدوثها لمدة أطول. كيف يؤدى السكري للمضاعفات ؟ تتركز المضاعفات في تأثير السكري على الأوعية الدموية والأعصاب الطرفية، ولا يعرف بشكل مؤكد كيفية حدوث تلك التأثيرات، ولكن الأوعية الدموية والأعصاب تصل وتؤثر في جميع أنسجة الجسم، ومن ثم فإن عطبها يؤثر في كل مكان، فعطب وتلف الأوعية الدموية الكبيرة يؤدى إلى مضاعفات في القلب ( وخصوصاً الأشخاص الذين لديهم قابلية لحدوثها ) ، كما تؤدي لارتفاع ضغط الدم، وعطب الأوعية الدموية الصغيرة يؤثر على الكلى والعين، أما اعتلال الأعصاب الطرفية فيؤثر بشكل واضح على الأطراف وخصوصاً القدمين. كيف يمكن منع المضاعفات وعلاجها لدى المصابين بالنوع الأول للسكري مرضى السكري الذين يتحكمون في مستوى السكر في الدم قريب للمستوى الطبيعي، ويقومون بزيارة الطبيب بشكل دوري منتظم، كما يقومون بالتصرف وتغيير جرعة الأنسولين حسب حاجتهم ونشاطهم ، تحدث لهم المضاعفات بنسبة أقل من غيرهم، ومع ذلك فيجب أن يعيش مرضى السكري على حياة طبيعية ما أمكن ذلك، ومن مشاكل التحكم الصارم في مستوى السكر في الدم عن طريق الأنسولين هو زيادة الوزن وقد يكون مصحوباً بارتفاع ضغط الدم. الوقاية وعلاج الإصابة بالالتهابات: جميع المرضى المصابين بالسكري لديهم قابلية أعلى من غيرهم للإصابة بالالتهابات الفيروسية والبكتيرية، وتكمن الخطورة في نقص الأحاسيس لدى المريض بوجود تلك الالتهابات،لذلك ينصح بإعطاء تطعيمات إضافية للوقاية ومنها: o لقاح المكورات الرئوية Pneumococcal vaccine ويعطى مرة واحدة في العمر لفعاليته الدائمة ، وعادة ما يعطى بعد عمر السنتين o لقاح الأنفلونزا : الأنفلونزا مرض فيروسي معدي ، ينتقل عن طريق الرذاذ المتطاير من الفم والأنف، ويحصل كموجات من الوباء كل شتاء ، ولكن تركيبته تتغير بين عام وآخر ، وقد يكون التغير كبيراً فيحدث أعراضاً مرضية شديدة، لذلك تقوم المراكز الطبية بالتعرف على المرض مع بداية الشتاء ثم القيام بتصنيع اللقاح المناسب، لذلك يحتاج المريض لجرعة سنوية مع بداية الشتاء. o علاج حالات الالتهاب : يجب على مرضى السكري الاهتمام بأنفسهم، بالابتعاد عن مصادر الأمراض، وعند حصول أي التهابات مراجعة الطبيب والاهتمام بالعلاج وعدم إهمال الحالة.
المضاعفات القلبية عند حدوث السكري يحدث تسارع في تصلب الشرايين، وهذه العملية تحدث نتيجة ترسب بقع صفراء من الدهون ( الكوليسترول ) ومواد أخرى على السطح الداخلي للأوعية الدموية، هذه البقع تكون على شكل طبقات، ومع تزايدها تؤدي إلى ضيق الأوعية الدموية ومن ثم ضعف سريان الدم داخلها، كما تحدث تصلباً فيها ، كما قد تنتهي بالانسداد الكامل لها، وهو ما يؤدي لمشاكل قلبية متعددة، كما أن ارتفاع ضغط الدم يؤدي لها، وقد أثبتت الدراسات أن السكري هو السبب الرئيسي في حدوث: o السكتة القلبية o الذبحة الصدرية ومشاكل الشريان التاجي o الوفاة الوقاية وعلاج المضاعفات القلبية : المصابين بالسكري لديهم نسبة خطورة عالية لحدوث الأمراض القلبية، وهناك دراسات عديدة تشير إلى أن التحكم في مستوى ثابت للسكر في الدم يقلل من المشاكل القلبية، ويعتمد العلاج والوقاية : o التحكم في نسبة الكوليسترول في الدم : هناك دراسات تشير إلى أن استخدام الأدوية المخفضة للدهون (الكوليسترول ) لدى مرضى السكري حتى لو كان مستوى الكوليسترول طبيعياً أو أن نسبة السكر منخفضة تقلل المشاكل القلبية. o ينصح بمراقبة مستوى ضغط الدم بشكل دوري وأخذ العلاج اللازم عند بداية إرتفاعة. o أخذ جرعة صغيرة يومياً من الأسبرين (أسبرين الأطفال ) قد تقي من الأمراض القلبية.
ارتفاع ضغط الدم من أكثر المشاكل حدوثاً في النوع الأول للسكري هو حدوث ارتفاع في ضغط الدم، والسبب الرئيسي لحدوثه هو حدوث اعتلال في الكلى ، كما ترسب الكوليسترول ومن ثم تصلب الشرايين، مما يؤدي لزيادة حدوث النوبات القلبية والسكتة الدماغية. الوقاية وعلاج ارتفاع ضغط الدم : تشير بعض الدراسات أن التحكم في القراءة العالية لضغط الدم Systolic blood pressure في مرضى السكري يمكن أن يقي من الكثير من المشاكل ( عادة ما تكون الملاحظة والعلاج للقراءة المنخفضة لضغط الدم Diastolic blood pressure )، والمستوى الطبيعي لضغط الدم هو 120/ 80 ملي لتر زئبقي، وقد أثبتت بعض الدراسات أن استخدام الأدوية المخفضة للضغط لدى مرضى السكري بدون وجود ارتفاع في ضغط الدم يمكن أن يقي من تدهور حالة الكلى كما الأمراض القلبية
اعتلال الكلي والفشل الكلوي Nephropathy يحدث اعتلال الكلى في حوالي ثلث المرضى بالنوع الأول للسكري، وتعتبر من الأسباب الرئيسة للوفاة، وتزداد خطورتها في حالة تزامنها مع وجود مشاكل قلبية ( الشريان التاجي )، ارتفاع ضغط الدم، أو مشاكل في الجهاز البولي ( تكرر الالتهابات )، وتتركز الأعراض الأولية في ما يلي : o تورم الأطراف وخصوصاً القدمين o الإجهاد السريع o شحوب الجلد الوقاية وعلاج اعتلال الكلي : مشاكل الكلى والفشل الكلوي من المضاعفات الخطيرة للسكري، ولقد أثبتت الدراسات وجود علاقة وثيقة بين التحكم في مستوى ثابت للسكر في الدم ( من خلال إجراء تحليل السكر في الهيموجلوبين Hemoglobin A1C ) وبين اعتلال الكلى، كما أن التحكم في مستوى ضغط الدم يمنع الاعتلال السريع والمطرد للكلى.
اعتلال الأعصاب Neuropathy للسكري مضاعفات على كافة أجهزة الجسم وخاصة في حالة عدم ضبط في مستوى سكري الدم وذلك حسب ما بينت الدراسات التي أجريت على النوع الأول ( سكري الأطفال) والنوع الثاني(سكري البالغين)، وقد لا تكون واضحة وجلية في النوع الأول، ومن أكثر الأجهزة تأثراً بمضاعفات السكري هو الجهاز العصبي، وتحدث بطريقة متدرجة وبدرجة طفيفة كسريان الماء في القش، بحيث لا يلاحظها المريض سوى بعد استفحالها، مما يؤثر سلباً على حياة الانسان. كيف يؤثر السكري على الجهاز العصبي؟ تأثيرات السكري على الأعصاب كثيرة الحدوث بعد سن الخامسة والعشرين، فإرتفاع السكر في الدم لفترة طويلة ينتج عنه تكون مواد سمية وضارة على الاعصاب، كما يؤدي إلى تأثر الأوعية الدموية الصغيرة التي تغذي هذه الأعصاب، فتؤدي إلى نقص التروية، كل ذلك يؤدي إلى تلف الأعصاب. الأعراض المرضية لاعتلال الأعصاب: الأعصاب والأوعية الدموية تغذي جميع أجزاء الجسم، وفي حالة السكري فإن الاعتلال عادة ما يؤثر عليهما سوياً، ويؤثر على جميع أجزاء الجسم بدرجة متفاوتة، وعليه تكون الأعراض مختلفة من شخص لآخرحسب الجزء من الجسم المتأثر ودرجة الاصابة، وعليه تكون الاعراض الظاهرة كما يلي: 1. الدماغ : نقص في الذاكرة والتفكير وتحليل الأمور، كما زيادة احتمالية الاصابة بأنفجار الأوعية الدموية في الدماغ. 2. الأعصاب الحسية : اعتلال الأعصاب يعنى نقص الإحساس في الأعصاب الطرفية، وتلك التغيرات تحدث في جميع أجزاء الجسم وإن كانت أكثر وضوحاً في الأطراف وخصوصاً القدمين، إذا كانت الأعراض في الأطراف، فإنها عادة تبدأ وتلاحظ في أصابع اليدين والقدمين، ثم تمتد لتغطي كامل اليد والقدم بما يشبهه القفاز والشراب، وبعد ذلك يمتد إلى جميع أجزاء الجسم، وكيفية حدوث اعتلال الأعصاب غير واضح، وتتركز الأعراض المرضية في درجة الإصابة ومنها: o يفقد الإحساس في تلك المنطقة بالحرارة والبرودة o عدم الإحساس بالضربات البسيطة والقوية o عدم الإحساس بحدوث الجروح والنزف o الإحساس بالضعف والتنميل o الإحساس بالألم الشديد بدون وجود مسببات ( أو درجة الألم )، كلسع الإبر أو شعور بحرارة غير طبيعية أو أحيانا" يشعر الإنسان كأنه يسير على الحجارة o نقص الإحساس بموقع القدم وهذا يؤدي إلى المشي بشكل غير طبيعي حيث يضطر المصاب إلى السير والقدمين مبتعدين عن بعض وهو ينظر للأرض التي يسير عليها 3. القدم السكرية : من أهم مضاعفات هذا النوع من الإعتلال هو حدوث القدم السكرية نتيجة لضعف الإحساس بالأقدام وبالتالي لتراجع الإحساس بالألم وهو يعتبر إحساس يقي القدم من الإصابات، تزداد المشكلة في مرضى السكري عند تواجد ضعف الدورة الدموية مع نقص الأحاسيس الطرفية، فالإصابات والتجرثم البسيط ( الالتهابات بالفيروسات والميكروبات) عادة ما يقوم الجسم بالتغلب عليها من خلال المضادات الذاتية وكريات الدم البيضاء، ولكن ضعف وصول الدم لتلك المنطقة يعطى الميكروبات الفرصة للتكاثر وهدم الأنسجة التي يتواجد بها، مع عدم إحساس المريض بأي أعراض حسية تنبهه، ويستمر التجرثم حتى يصل إلى الأنسجة العميقة، مما يجعل العلاج أصعب، وقد تصل الحالة إلى درجة كبيرة وهي ما يسمى بالقدم المتفحمة، مما قد يستدعي بتر القدم للسيطرة على الحالة، وقد أظهرت الدراسات أن السكري هو السبب الرئيسي في نصف حالات بتر الأطراف في أمريكا. 4. الأعصاب الحركية : ينتج عنها ضمور بالعضلات أو عدم القدرة على تحريك القدم، فإصابة الأعصاب الحركية تؤدي إلى ضمور العضلات الصغيرة في اليدين والقدمين وهذا يؤدي إلى أوضاع غير طبيعية للقدمين مما يزيد من إحتمال حدوث الإصابات للقدم وحدوث القرح على مناطق الضغط على الأنسجة. 5. الجهاز العصبي الذاتي : وهذا الجهاز وظيفته السيطرة على الأجهزة المختلفة في الجسم كالجهاز الدوري والقلب، الجهاز الهضمي، التنفسي، التناسلي، واصابته قد تؤدي إلى: o عدم القدرة على التحكم في ضغط الدم ، تسارع في ضربات القلب حتى أثناء الراحة ثم يؤدي إلى ثبات نظم القلب حتى مع حدوث الإنفعال الجسدي أو النفسي o في حال وجود مشاكل قلبية فإن وجود اعتلال الأعصاب قد يخفي العلامات الرئيسة للذبحة الصدرية، ومن علاماتها التي يجب أن يحتاط لها المريض الإجهاد المفاجئ، العرق الشديد، صعوبة التنفس، الغثيان والتطريش o إصابة الجهاز الهضمي يؤدي إلى شعور بإمتلاء المعدة حتى بعد تناول كمية قليلة من الطعام أو التقيء، يؤدي إلى إمساك أو حالات إسهال شديدة ومفاجئة خاصة بعد الأكل o عدم القدرة في التحكم في البول والبراز o إصابة الجهاز التناسلي يؤدي إلى العنة عند الرجال أي ضعف قدرة الإنتصاب نتيجة نقص تروية القضيب أثناء الإنتصاب وكذلك مشاكل في القذف أما عند النساء فيؤدي ذلك إلى حدوث جفاف المهبل وألم أثناء الجماع التشخيص : يتم التشخيص بوجود اعتلال في الاعصاب من خلال السيرة الذاتية للمريض، وهي معرفة وجود أي أعراض للشكوى، ثم يقوم الطبيب بطرح العديد من الاسئلة التي قد توضح وجود أي من هذه المشاكل، يتبعه الفحص السريري، وقد يحتاج الأمر لأجراء بعض الفحوص الأخرى. الوقاية وعلاج اعتلال الأعصاب : هناك دراسات عديدة تشير إلى أن التحكم في مستوى ثابت للسكر في الدم يؤجل حدوث اعتلال الأعصاب ويجعل حدوثها يتم ببطء وعلى مدى طويل، ولكن يجب الانتباه إلى أن التحكم الشديد في مستوى السكر في الدم المصحوب بنوبات انخفاض السكر قد يؤدي إلى عطب الأعصاب، وليس هناك أدوية تقوم بحماية الأعصاب من التلف والعطب، وهناك أبحاث عديدة في هذا المجال، ولكن هناك أدوية تستخدم لعلاج الألم العصبي وتنميل القدمين، وأدوية أخرى للتشنج
اعتلال الشبكية ومشاكل العيون Retinopathy المصابين بالسكري لديهم قابلية أعلى من غيرهم لحدوث مشاكل في العينين أكثر من غيرهم، ومن أهم المشاكل: o التهابات متكررة بالجفون تظهر على شكل إحمرار بالعين أو دمامل o عتامـة بعدسـة العيـن وهو ما يعرف بالماء الأبيض Cataract o الماء الأزرق ( الجلو كوما ) Glaucoma o اعتلال الشبكية اعتلال الشبكية الشبكية هي الغشاء الذي يغطي قاع العين، وتتكون من مجموعة من الأعصاب الطرفية ، مسئولة عن نقل الأحاسيس البصرية والتي تصل قاع العين عن طريق الضوء، وبذلك يستطيع الإنسان رؤية الأشياء. جميع المصابين بالنوع الأول للسكري يصابون باعتلال الشبكية في مرحلة من مراحل عمرهم وبدرجة متفاوتة معتمدة على مقدار التحكم في مستوى ثابت ومنخفض للسكر في الدم، ولقد وجد أنه بعد السنة السابعة من الإصابة بالسكري تكون الشبكية قد تأثرت بدرجة معينة في نصف الحالات تقريباً، وتزيد نسبة الإصابة والتغيرات لتصل إلى 90% من الحالات بعد 14 سنة من الإصابة، ويعتبر السكري بأنواعه هو السبب في حدوث عشرين ألف حالة جديدة من العمى سنوياً في أمريكا، كما يعتبر هو السبب الرئيسي لحدوث العمى في البالغين. تتركز أسباب اعتلال الشبكية في وجود عيوب في الأوعية الدموية التي تغذي المنطقة، ففي البداية يكون هناك ضعف في جدار الأوعية الدموية يؤدي إلى سهولة تمزقها ومن ثم خروج الدم إلى المنطقة المحيطة، هذا الدم يتم إمتصاصة ولكن تتبقى منه بعض المكونات، وإذا حصل انسداد في الأوعية الدموية الصغيرة فإن ذلك يؤدي إلى توقف سريان الدم لتلك المنطقة، وبذلك لا تحصل المنطقة على الغذاء الكافي ، مما يؤدي إلى ضمورها، وبذلك تتكون منطقة بيضاء، وهي علامة أولية لحصول انفصال الشبكية. إذا كانت التأثيرات والمشاكل في المنطقة المركزية للشبكية، فإن السوائل تتجمع ويحدث انتفاخ وتورم نتيجة للاستسقاء، وهو ما يؤدي لعدم القدرة على التركيز (الغشاوة ) ومن ثم فقد القدرة البصرية. في الحالات الأشد خطورة ، تتكون هناك أوعية دموية جديدة ، أو تتضخم الأوعية الدموية نتيجة لضعف جدارها، هذا التضخم يضغط على الأعصاب الطرفية في الشبكية، كما قد يكون هناك نمو الأوعية الدموية داخلها مع حدوث النزيف، وهو ما يؤدي لانفصال الشبكية Retinal detachment ، وهو ما يؤدي إلى نقص كبير في القدرة البصرية والعمى لا قدر الله. ليس هناك علامات تحذيرية معينة تنبئ ببداية حدوث اعتلال العين أو الشبكية، ولكن الإحساس بوجود وميض الضوء أو تغير القوة البصرية قد تكون من العلامات التحذيرية. الوقاية وعلاج اعتلال الشبكية والبصر : أثبتت الدراسات إلى أن التحكم في مستوى ثابت للسكر في الدم يؤجل حدوث اعتلال الشبكية ويجعل حدوثها يتم ببطء وعلى مدى طويل، كما أن التحكم في مستوى ضغط الدم والسيطرة على نسبة الدهون ( الكوليسترول )يجدي في عدم حدوث اعتلال الشبكية. يحتاج مرضى السكري مراجعة طبيب العيون بشكل دوري مرة واحدة كل عام ، حيث يقوم بالكشف على قاع العين واكتشاف مشاكل الشبكية في بداياتها، فقد يحتاج الأمر إلى التدخل، فقد يكون هناك نزيف أو توسع في الأوعية الدموية، ويكون التدخل الجراحي عن طريق الجراحة بأشعة الليزر Laser photocoagulation ، وإجراء الجراحة في وجود الماء الأبيض أو الماء الأزرق.
القدم السكرية (Diabetic Foot) نسمع كثيراً عن القدم السكرية، وهي إصابة القدم لدى المصابين بالسكري، ونلاحظ تركيز القائمين على الخدمة الصحية عليها، وقد لا يدرك الكثير من المصابين بالسكري أهمية الموضوع، فقد أظهرت الدراسات أن تقرحات القدم ( القدم السكرية ) من أهم أسباب دخول مرضى السكري للمستشفى، كما أظهرت الدراسات أيضاً أن أكثر من نصف حالات بتر القدم ( غير الناتجة من الحوادث ) سببها القدم السكرية، لذى تتضح أهمية العناية بالقدمين من مبدأ الوقاية خير من العلاج. ما هي أسباب حدوث القدم السكرية؟ تحدث تقرحات القدم ( القدم السكرية ) أكثر من غيرها من أجزاء الجسم نتيجة للأسباب التالية: o إعتلال الأوعية الدموية الدقيقة والكبيرة، والتي تؤدي إلى نقص مرور الدم إلى الأجزاء الطرفية في القدم، وعند حدوث التهابات فيها فإن كمية الدم بما تحمله من مضادات للألتهاب تقل، ومن ثم تأخير شفائها. o إعتلال الأعصاب الطرفية يؤدي إلى نقص الإحساس، ومن ثم نقص الحماية وزيادة التعرض للإصابات والجروح والحروق o القدم من أكثر الأعضاء استخداماً ومن أكثرها تعرضاً للإصابة كيفية العناية بالقدمين ؟ الوقاية خير من العلاج، وحيث أن الإصابة بالقدم السكرية من أكثر مضاعفات المرض حدوثاً، لذى يجب على المريض العناية بالقدمين لكي يتجنب تلك المضاعفات، وننصح بما يلي: o غسل القدمين مرة واحدة يومياً بأستخدام الماء الدافيء والصابون، والأبتعاد عن الماء الساخن لما قد يسببه من حروق لنقص الاحساس في القدم. o تجفيف القدمين وخاصة مابين الأصابع لمنع تكون الالتهابات الفطرية. o استخدام كريم مرطب للجلد ثلاث مرات أسبوعياً لمنع تشقق الجلد. o قم بفحص القدم يومياً مع ملاحظة وجود تشقق أو بثور، وعدم التهاون مع أي تغيرات تحدث في القدم، بل يجب مراجعة الطبيب في أقرب فرصة. o لا تمشي حافي القدمين أبداً o استخدام الجوارب القطنية ، واستبدالها يومياً o يجب أستخدام الحذاء المناسب المريح o يفضل عدم استخدام النعال أو الصندل o تجنب أستخدام الحذاء عالي الكعب أو الحذاء الضيق o يمنع لبس الشراب أو أي ملابس ضيقة تعيق وصول الدم للقدم o قص الأظافر مرة واحدة أسبوعياً، ويكون القص بشكل مستقيم وعرضي o عدم حك الزوائد الجلدية o إزالة ما يسمى بمسمار القدم ( زائدة لحمية ) أو الأجزاء المتصلبة من الجلد ( الحساءة) بنعومة وخفة، وأن يكون مقلم الأظافر ذي أطراف قصيرة وناعمة، لعدم الجلد المجاور لها.
من الذي يجب أن يقوم بفحص القدم؟ مسئولية المريض نفسه الكشف على القدم يومياً ما هو دور الطاقم الطبي؟ يقوم الطبيب بفحص القدم عند كل زيارة، ويساعده في ذلك الممرضة المتخصصة، وفي بعض المراكز هناك متخصص للقدم السكرية Podiatrist، يساعد على الكشف والتوجيه، كما يقوم البعض بتقليم الأظافر بالطريقة المطلوبة، وعند وجود أي مشاكل مثل مسامير القدم ( كالوسس Calluses) أو الجروح فيقوم الطبيب بتحويلها للجراح المختص. هناك حرارة وألم في القدم تمنعني من النوم، ما هي ؟ وماذا أعمل؟ تلك الآلام سببها التهاب الأعصاب الطرفية في القدم، مما يؤدي لحدوث الحرارة والألم بها، وتحدث نتيجة أرتفاع السكر في الدم وعدم الانتظام في العلاج، والعلاج هنا هو تنظيم العلاج وقد يستغرق تخفيف حدة الألم عدة أسابيع، ويمكن أستخدام بعض الأدوية المخففة للألم في تلك الفترة ، ولكن يجب التذكير مرة أخرى أن العلاج الرئيسي هو تنظيم العلاج والتحكم في مستوى السكر في الدم. علاج مشاكل القدم : مشاكل القدم كثيرة الحدوث لدى مرضى السكري، فالقدم نستخدمها في الحركة بشكل كبير مما يعرضها للإصابة، وعندما يكون هناك عطب في الأعصاب ونقص الأحاسيس الطرفية يقل إحساس المريض بالإصابة، ومع وجود نقص في سريان الدم إلى الأطراف يجعل الإصابة تستفحل والالتهاب يزداد لنقص المقاومة الذاتية التي تصل عن طريق الدم، كل ذلك يجعل العناية اليومية بالقدم ذات أهمية قصوى، هذه العناية قد تمنع الإصابة واحتمالية البتر في أكثر من نصف الحالات ( 45-85 %)، ومع كل الاحتياطات فإن مشاكل القدم متكررة بدرجات متفاوتة، معتمدة على الكثير من العوامل، وعند حدوث التهاب في القدم فيجب عدم إهماله والمسارعة لتلقي العلاج والحرص عليه، فقد يحتاج المريض إلى : o استخدام المضادات الحيوية الموضعية o استخدام المضادات الحيوية عن طريق الفم o قد يحتاج المريض دخول المستشفى لتلقي العلاج بالمضادات الحيوية عن طريق الوريد o استخدام منشطات بناء الخلايا الجديدة ( لم تستخدم بشكل واسع حتى الآن ) مثل Dermagraft, Apligraf o قد تحتاج القدم المتفحمة إلى علاج طويل، فالغالبية ( ثلث الحالات ) تلتئم بعد عشرين أسبوعاً، والبعض يحتاج إلى عدم الحركة حيث يتم وضعها في الجبس، وبعض الحالات تحتاج إلى البتر.
السكري – الفم والأسنان أمراض الفم والأسنان تظهر بطريقة غير ثابتة، ونادراً ما نراها لدى الأطفال مرضى النوع الأول من السكري، ولكن نراها في البالغين، وتحدث نتيجة للتغيرات والقصور التي تحدث في الدورة الدموية للثة والأسنان. ما هي أسباب حدوث مشاكل الفم والأسنان؟ o التغيرات التي تحدث في الأوعية الدموية الدقيقة مؤدية إلى قصور الدورة الدموية باللثة والأسنان o القصور في وظائف كريات الدم البيضاء التي تقاوم البكتيريا والفطريات المشاكل التي تحدث في الأغشية المخاطية للفم: o رائحة الفم الحادة o إلتهاب حواف الشفاه مما يؤدي للجفاف والتشققات o الشعور بالحرقة في الفم واللسان الناتج عن إعتلال الأعصاب الطرفية o نقص إفرازات الغدد اللعابية المؤدي إلى ظهور الألتهابات الفطرية خصوصاً في وجود التركيبات الصناعية ما هي المشاكل التي تحدث في اللثة والأسنان؟ o زيادة حدوث تسوس الأسنان o تلف واسع للنسيج اللثوي o ألتهابات متكررة للثة والأسنان o جيوب وخراجات في اللثة o تضخــم اللثــة النـزفــــــي o فقدان سريع لعضمة الفكين طرق الوقاية o المحافظة على تركيز سكر الدم تحت السيطرة التامة o فحص الأسنان دوريا كل ستة أشهر o إزالة أية رواسب جيرية حول الأسنان o المحافظة على نظافة الفم والأسنان بعد كل وجبة رئيسية وقبل النوم o تعلم الطرق الخاصة في تنظيف الأسنان بواسطة أخصائي اللثة o تجنب إستخدام المواد الصلبة كالأعواد الخشبية في تنظيف الأسنان o أخبار طبيب الأسنان عن الإصابة بمرض السكري عند المراجعة وذلك من أجل القيام بالعناية الكافية سواءا العلاجية أو الوقائية o سرعة زيارة الطبيب عند حدوث مشاكل في الأسنان |
أطبع
الموضوع |
أرسل الموضوع لصديق
|
|
|
|
|