|
110523741 زائر
من 1 محرم 1425
هـ
|
|
|
الـربـو
|
الربــو والحساسية |
الكاتب : د.عبدالله الصبي |
القراء :
16936 |
الربــو والحساسية تعريف كلمة حساسية في حياتنا اليومية متغيراً جداً حسب الحالة التي نتكلم عنها، فعندما نتكلم عن سلوك أحد الأشخاص ونقول أنه حساس فنعني بذلك أنه شديد التأثر، كما نسمع كثيراً هذه الأيام عن الحساسية فهذا يحك وهذا يدمع، وهؤلاء لديهم ضيق في التنفس، والناس يقولون: حساسية. فما هي تلك الحساسية ؟ هل هو مرض ؟ هل هو معدي ؟ ما هي أعراضها ؟ أسئلة كثيرة تطرح وخصوصاً إذا كان لدى هذه العائلة طفل مصاب. الحساسية حالة مرضية وليس مرضاً بحد ذاته، فقد تعرفون طفلاً لديه ربو أو حساسية معينة، وقد يكون هذا الطفل هو طفلكم، وهناك كلمات كثيرة مستخدمة للتعبير عن الحساسية ومنها: " الربو عند وجود تحسس في الشعب الهوائية " حمى القفر( القش Hay fever ) عند وجود تحسس أنفي " الشّري Hives والنملة عند وجود تحسس جلدي ( الإكزيما Eczema )، وغيرها. في الحقيقة فإن أعداداً كبيرة من الأطفال لديهم نوع من أنواع التحسس وبدرجات متفاوتة، هذه الحساسية قد تظهر بعلامات بسيطة مثل العطس والحكة، ولكن هذه الحساسية قد تكون خطرة، وقد تؤدي إلى الوفاة لا قدر الله. سواء كانت الحساسية بسيطة أو خطرة فبالا مكان التحكم فيها ومنعها، وكلما زادت معرفتكم عن الحالة وأسبابها، علاماتها المرضية وعلاجها، كلما استطعتم التعامل معها، لينعكس ذلك على صحة طفلكم لكي يعيش بحالة طبيعية. ما هو التحسس ( الحساسية ) ؟ وسائل الدفاع في الجسم قد تتعرف على بعض الأشياء والمواد التي تدخل أو تلامس الجسم مثل حبوب اللقاح ( وغيرها من المحسسات والمهيجات ) وتعتبرها مؤذية، فتقوم وسائل الدفاع بمحاولة التخلص منها، فهي أسلوب دفاعي من الجسم موجه للحماية ضد الأجسام والأشياء الغريبة بهدف جعل البيئة الداخلية متوازنة وسليمة، وهذا الأسلوب الدفاعي عادة ما يكون غير محسوس أو ملاحظ ويختلف من شخص لآخر، ولكن عندما يكون التفاعل غير طبيعي تظهر الأعراض المرضية وهو ما يسمى يسمى بالتحسس ( الحساسية )، وتختلف هذه الأعراض حسب نوع المحسس والجهاز المتأثر. هل الحساسية مرض وراثي ؟ بعض الأطفال لديهم وسائل دفاع طبيعية قوية مما يجعلهم متحسسين ، وهذا التحسس عادة ما يكون متوارثاً في العائلة ( وليس عدوى ) ، وكمثال على ذلك إذا كان لدى أحد الوالدين تحسس أنفي موسمي فإن أطفاله تكون لديهم القابلية ( 50 % ) لحدوث الحالة ، وتزيد هذه النسبة لتصل إلى 70 % عندما يكون لدى كلا الوالدين هذا التحسس . متى تبدأ الحساسية في الظهور في الأطفال؟ قد تظهر بعض علامات التحسس منذ الولادة لبعض المواد الغذائية مثل حليب الأبقار( الحليب الصناعي ) ، وفي أطفال آخرون تظهر العلامات في سن المراهقة ، وفي الغالب فإن أعراض الربو وحمى القفر Hay fever تظهر في السنوات الأولى من العمر ، كما أن بعض الأطفال الذين تظهر عليهم أعراض الإكزيما الشديدة (النملة) أو التهاب الجلد في مرحلة الطفولة المبكرة قد يصيبهم حمى القفر والربو في مرحلة لاحقة من العمر ، ومع ذلك فإن أغلب المشاكل المرضية للحساسية تختفي مع التقدم في العمر. هل يمكن أن يكون لدى الطفل أكثر من نوع من الحساسية ؟ نعم ، يمكن أن يكون لدى الطفل أكثر من نوع من الحساسية ، وقد يظهر أحد الأنواع في مرحلة عمرية ثم يختفي ليظهر نوع آخر . ما هي العوامل التي تؤدي إلى التحسس ؟ عوامل متعددة تلعب دوراً في حدوث الحالة الربوية وظهور الأعراض ، وقد لا تكون الأسباب واضحة وتحتاج إلى ملاحظة الوالدين للتعرف على الظروف المحيطة بالطفل قبل حدوث الأزمة الربوية ، وإجمالاً فإن العوامل التي تؤدي إلى التحسس يمكن حصرها بالتالي : " العامل الو راثي : وهو عامل يحدد مدى استجابة أعضاء الجسم واستعداد الجهاز المناعي للجسم للتعامل مع الأجسام الغريبة ( المحسسات ). " العامل البيئي ( المحسسات ) : وهي مواد وأشياء موجودة في الطبيعة ( أو مصنعه ) بتركيزات مختلفة. " العامل الداخلي: وهي مهيجات من داخل الجسم نفسه. " المواد المحسسة قد تؤدي إلى التحسس بدون عوامل وراثية، ولكن العامل الو راثي لا يؤدي إلى تحسس بدون وجود محسسات كعامل فاعل مساعد. كيف تؤدي الحساسية إلى ظهور الربو ؟ عند دخول مادة غريبة وضارة للجسم فإن أجهزة الدفاع في محاولة للقضاء عليه والتخلص تقوم بالعديد من العمليات والتفاعلات الجسمية الكثيرة ومنها القيام بإنتاج أجسام مضادة تسمى أمينوغلوبيولن Immunoglobulin E الذي بتفاعله مع المادة الغريبة يؤدي إلى استثارة الخلايا الجسمية Eosinophil لإفراز مواد كيماوية متعددة وأحدها الهستامين Histamine، هذه المواد تؤدي إلى التأثير على الأغشية المصابة مما يسهل خروج السوائل واحتقان الأغشية وتضخمها كما أتساع الأوردة الدموية. ففي حال كان التفاعل في الجهاز التنفسي يتأثر الغشاء المخاطي المبطن للشعيرات الهوائية حيث تزيد كمية السوائل المرشحة والإفرازات مع احتقان هذه الأغشية مما يؤدي إلى ضيق مجرى الهواء، مما ينتج عنه من صعوبة في التنفس وصفير، وتسمى الحالة بالربو. ما هي المواد المحسسة Allergen ؟ هي المواد التي تجعل الجهاز المناعي في الجسم يتفاعل معها عند تعرضه لها مما يؤدي إلى الأعراض، وقد يتأثر المريض من أحدها أو أكثر من واحد منها في نفس الوقت، وهذه المواد قد تكون مستنشقة أو مأكولة أو عند ملامستها للجلد، ومن أكثر هذه المواد شيوعاً: " حبوب اللقاح " الفطريات Mold " عثة الغبار المنزلي House dust mite " بقايا الحيوانات وفروها ولعابها ( القطط، الكلاب، الأرانب، الخيل، وغيرها ) " المواد الكيماوية والمنظفات المنزلية، العطور وأدوات التجميل " الأدوية ( الأسبرين) ما هي المواد المهــيجــة ؟ هي مواد متنوعة لا تؤدي إلى الحساسية ولكن تؤدي إلى تهيج الأغشية المخاطية المبطنة للشعيبات الهوائية، مما يسهل حصول الأزمة الربوية، والأمثلة كثيرة ومنها: " الالتهابات الفيروسية " السجائر: بوجود الطفل في مكان واحد مع المدخنيين في المنزل أو السيارة. " دخان الحطب والغاز " عوادم السيارات " البخور " الروائح النفّاذة مثل العطور " الدهانات والبوية " الطبخ وخاصة القلي والشوي. " الغبار " التغيرات الجوية مثل تغير الحرارة ( الخروج من جو بارد إلى جو حار أو العكس ) كيف تحدث أعراض الحساسية ؟ كما قلنا فالحساسية عبارة عن رد فعل وأسلوب دفاعي ( غير طبيعي ) من الجسم موجه للحماية ضد الأجسام والأشياء الغريبة بهدف التخلص منها، ولكن عند ظهور أعراض معينة فأنه يسمى بالتحسس( الحساسية ) ، وتختلف هذه الأعراض حسب نوع المحسس والجهاز المتأثر، وعادة ما يكون موضعياً ، ولكن قد يكون منتشراً في منطقة كبرى معتمداً على درجة الإصابة ، ويمكن لإيجاز ما يحدث في النقاط التالية : " احتقان الخلايا في الجزء المصاب " توسع الأوعية الدموية الصغيرة " إفراز سائل أرتشاحي في الأنسجة المحيطة " تقلص وانقباض العضلات الملساء في المنطقة المتأثرة ما هي أعراض التحسس ؟ تختلف الأعراض حسب نوع المحسس والجهاز المتأثر، كما طريقة ودرجة التفاعل بين الأجسام الغريبة ( المحسسات ، المهيجات ) ووسائل الدفاع الجسمية ، فقد يكون التعبير عن هذا التفاعل بسيطاً ومؤقتاً ، وقد يكون شديداً ، كما تعتمد الأعراض على الجهاز المتأثر، ومن أمثلة هذه الأجهزة : " تحسس الجهاز التنفسي: الربو، حيث يحدث ضيق لمجرى الهواء مع صعوبة في التنفس. " الجهاز التنفسي العلوي: حمى القفر Hay fever والتحسس الأنفي Allergic rhinitis وهو تحسس الغشاء المخاطي للأنف " التحسس الجلدي: النملة ( الأكزيما Eczema )، الشّري Hives ( الأرتكاريا )، التهاب الجلد التلامسي Contact dermatitis ( تحسس وظهور بثور جلدية نتيجة التلامس مع بعض المواد الكيماوية وغيرها). " تحسس العينين ( الرمد الربيعي ): حيث يحدث احتقان للعينين مع وجود إفرازات دمعية. " تحسس الجهاز الهضمي: ويؤدي إلى حدوث مغص وإسهال، كما قد يؤدي إلى أعراض جلدية وتنفسية. كيفية تشخيص الحالات التحسسية ؟ تشخيص الحساسية يكون مبنياً على وجود ارتباط واضح بين ظهور الأعراض وتعرض الجسم لمواد معينة، وهي المواد المحسسة ( المحرضة، المهيجة )، وإذا لم يوجد هذا الارتباط فمن المؤكد أن الحالة ليست من أمراض الحساسية، وحيث أن المحسسات والمهيجات كثيرة فإن إعطاء القصة المرضية للطبيب هي العامل الرئيسي للتشخيص. هل تؤدي الحساسية من الأدويـة إلى الربو ؟ تؤدي الحساسية للأدوية إلى الحصول على أزمة ربوية في 25% من البالغين، وتختلف الأسباب من شخص لآخر، ومن أهم أسباب حساسية الأدوية: ( الأسبرين، السلفا، بعض أدوية الضغط والقلب مثل: B Blocker ) وهي تؤدي إلى حالة ربوية سواء كانت مأكولة أو مستنشقة أو على شكل حقن. هل تؤدي الحساسية من الأغذيــة إلى الربو ؟ قد يكون لدى بعض الأطفال حساسية معينة لأحد الأغذية مما يؤدي إلى حصول أزمة ربوية، وعادة ما تكون هناك أعراض أخرى مثل حدوث الطفح الجلدي كما حدوث القيء والإسهال، ومن أشهر الأغذية التي تؤدي إلى التحسس: الحليب، البيض، الشكولاته، الموز، السمك هل يمكن القضاء على الحساسية؟ إذا عرف السبب بطل العجب، كما أنه عند معرفتنا لسبب التحسس يمكن القضاء عليه بالابتعاد عنه، ولكن لا يوجد دواء يمكن به منع التحسس وإزالته. هل نستطيع منع حدوث الحساسية ؟ إذا كنتم تعرفون أن طفلكم لديه حساسية معينة فيمكنكم المحاولة على منع حدوثها بإتباع الإرشادات التالية: " إغلاق النوافذ خلال موسم حبوب اللقاح ( الربيع ) وخصوصاً الأوقات التي تهب فيها الرياح بما تحمله من غبار وحبوب اللقاح، وفي الصباح الباكر حيث تكون كمية حبوب اللقاح عالية جداً " الحرص على نظافة المنزل وجفافه للتقليل من الفطريات وغبار عثة المنزل. " جعل المنزل خالياً من الحيوانات الأليفة ونباتات الزينة الداخلية. " الابتعاد عن الأغذية والمواد الأخرى المعروفة أنها تسبب تحسس لطفلك. " منع التدخين داخل المنزل وفي السيارة وقرب طفلك. العلاج بالأدوية، هل هو مطلوب لعلاج حساسية الأطفال ؟ هناك الكثير من الأدوية لعلاج الحساسية والربو، بعضها بدون وصفة طبية مثل مضادات الهستامين ومهبطات الاحتقان لعلاج بعض الأعراض المرضية خصوصاً الحكة والعطس وسيلان الأنف، ولكن لهما بعض الآثار الجانبية، فمضادات الهستامين قد تؤدي إلى الدوخة لذلك فإن بعضها لا ينصح باستخدامه للأطفال، ومهبطات الاحتقان قد تجعل طفلك سريع الاهتياج أو مفرط الحركة، لذلك يجب استشارة الطبيب قبل استخدام الدواء وقراءة الإرشادات المدونة مع الدواء، كما أن هناك أدوية معينة لكل حالة، كموسعات الشعب الهوائية في حالة الربو، وإذا فشلت هذه الأدوية على إزالة الأعراض أو ظهرت آثار جانبية أو أثرت على النشاط اليومي للطفل في المنزل أو المدرسة فيجب مراجعة الطبيب فقد يستدعي الأمر تغيير العلاج أو تغيير الجرعة. هل هناك أدوية تعالج الحساسية كالربو مثلاً نهائيا ؟ لا توجد أدوية تعالج وتمنع التحسس ومنها الربو نهائياً، ولكن بعض الأطباء يستخدمون الكورتيزون بجرعات عالية تشفي المريض من أزمته ولكن لا تقضي على المرض نهائياً متى يحتاج طفلي مراجعة متخصص في أمراض الحساسية ؟ في بعض الحالات لا يكفي العلاج الموصوف لإزالة الأعراض، أو أن تظهر الآثار الجانبية للعلاج، لذلك فقد يقترح عليكم طبيب الأطفال بزيارة متخصص في الحساسية الذي سيقوم بطرح مجموعة من الأسئلة والكشف الطبي على طفلكم، وقد يستدعي الأمر إجراء بعض الفحوص المخبرية لمعرفة المادة المحسسة ( المسببة ) ومن ثم إعطاء الإرشادات والعلاج اللازم. ما هي اختبارات الحساسية ؟ يقوم الطبيب عند الاحتياج بإجراء بعض التحاليل والاختبارات، ومنها تحليل الدم لمعرفة كمية المضادات Immunoglobulin E ، كما قد يقوم المتخصص بالحساسية باختبار لمعرفة نوع المحسس ، وذلك من خلال غرس كمية صغيرة من المحسسات تحت الجلد في منطقة اليد أو الظهر ( عشرة إلى عشرين نوع ) وقراءة النتيجة مباشرة ، فالمنقطة التي يحصل لها تفاعل واحمرار تعتبر مادة محسسة ، وقد يكون هناك مجوعة موجبة ، ولكن لا يعني أن المسبب أحدها ، فقد يكون المسبب مادة لم يجرى لها الاختبار ، فهذا الاختبار يساعد الطبيب على التشخيص ولا تعطي التشخيص الكامل. ما هي حقنة الحساسية ؟ قد يقوم أخصائي الحساسية عند معرفته للمادة المسببة بإعطاء طفلكم حقنة الحساسية ، وهذه الحقنة تحتوي على كمية صغيرة من حبوب اللقاح أو الفطريات أو غبار عثة المنزل ( المادة المحسسة ) ، وتزداد هذه الكمية تدريجياً لكي تقلل من تحسس الجسم لها أو تزيله ، وهكذا تقل الأعراض عند تعرض الطفل لهذه المادة ، ولكن يجب أن نتذكر أن هذه الحقنة غير مجدية في حالات التحسس الغذائي كما أن أعداد قليلة من الأطفال يحتاجون إلى هذا النوع من العلاج. |
أطبع
الموضوع |
أرسل الموضوع لصديق
|
|
|
|
|