|
110523887 زائر
من 1 محرم 1425
هـ
|
|
|
الـربـو
|
تمـــهيـــد |
الكاتب : د.عبدالله الصبي |
القراء :
9580 |
تمـــهيـــد
عرف الربو منذ زمن بعيد فهو ليس من أمراض العصر كما يشاع وإن كان التلوث البيئي قد أنتشر بشكل كبير في كل أنحاء العالم مما أدى إلى زيادة نسبة حدوثه وانتشاره في كل المجتمعات. كلمة الربو Bronchial Asthma كلمة رومانية تعني --- النفس القصير، والربو عرفه الرومان كحالة مرضية ولكن لم يعرفوا أسبابه وطرق علاجه ، وعلى مر العصور كان الربو حالة مؤلمة للمريض تحد من قدراته وتؤثر على نفسيته ، وإذا كان الطفل هو المصاب فإن عائلته تكون تحت ضغوط متعددة من خلال آلام الطفل ومحاولة الأهل لتخفيف الألم . تطور علم المناعة --- الحساسية : مع بداية القرن التاسع عشر تطورت العلوم والأبحاث الطبية بشكل عام ، وكانت أبحاث علم المناعة هي الطريق إلى تطور التقنية والأبحاث وخروج علم الحساسية إلى الوجود في القرن العشرين ، ومن خلال هذا العالم الكبير تتضح قدرة الله تعالى ، مما مكن العلماء من معرفة النزر اليسير مما يجري في جسم الإنسان من تفاعلات غير ظاهره وهي المناعة والحساسية، كل ذلك أدى إلى معرفة بعض أسباب الربو ومن ثم استخلاص الطرق العلاجية. مسببات الحساسية: منذ القدم والإنسان مرتبط بالطبيعة من حوله وبمتغيرات الظروف الطبيعية ، كما أنه سخر موجودات الطبيعة من حيوان ونبات وجماد لخدمته في حياته اليومية ، في الأكل والملبس وتكييف الحياة ، ومع تقدم الفكر الإنساني ومتطلباته ظهرت الصناعة بكل أنواعها، ومن خلال استخدام الإنسان لها كان لها الكثير من الإيجابيات والسلبيات على حياته، ومن هذه السلبيات بروز الحساسية الجسمية لها أو لجزء من مكوناتها بصور شتى، لذلك فإنه في حال حصول حالة تحسس فعلينا الرجوع إلى الطبيعة وإلى حياتنا اليومية لمعرفة المادة المسببة ، فكل علاج طبي يبقى ناقصاً في حال عدم اكتشاف المسبب ، وهي الطريقة الوحيدة للشفاء. في نفس الوقت فملايين من الناس يعيشون في هذه الحياة ويحتكون بأنواع عديدة من المحسسات الموجودة في الطبيعة دون أن يحصل لديهم أي ردود فعل سلبية --- حساسية، نرى آخرون تظهر لديهم الأعراض المرضية للتحسس من احتكاكهم بكمية ضئيلة من أحدى تلك المواد المحسسة، من هنا نستطيع القول أنها ---- قابلية فردية للتحسس لها أسبابها وظروفها. عندما تدخل مادة غريبة إلى الجسم بأي طريق كان ( الأكل، التنفس، اللمس، الحقن ) ويعتبرها الجسم أنها مادة ضارة وخطيرة، تبدأ وسائل الدفاع -- الجهاز المناعي -- بالتصدي لها ومحاولة القضاء عليها وطردها من خلال وسائل متعددة، عملية غير منظورة يقوم بها الجسم لصيانة بيئته الداخلية وتوازنه بدون ظهور أي أعراض مرضية، هذا التجاوب والتفاعل ضروري لبقاء الإنسان على قيد الحياة. معرفتنا أن الطفل مصاب بالحساسية أو الربو ليست ذي جدوى إذا لم نفهم العناصر الكثيرة الكامنة من وراء هذا التشخيص، كما أن معرفتنا بالمادة المحسسة وتجنبها تعطينا استراحة مؤقتة من الأعراض وليس علاج لها، فالخلل الوظيفي في جهاز المناعة مازال كامناً يتحين الفرصة بوجود المادة المسببة لخروج الأعراض مرة أخرى . ظهور الأعراض المرضية --- وهو ما يسمى الحساسية أو الربو --- هو رد فعل غير طبيعي من الجسم للتخلص من تلك المادة الغريبة غير المرغوب فيها والمؤذية، فالكحة والقيء والإسهال بعض الوسائل والأعراض الظاهرة، وقد يكون هناك احمرار للجلد أو ضيق في التنفس، تلك الأعراض الظاهرة نتائج لسلسلة طويلة من التفاعلات الجسمية الداخلية لا نعرف سوى القليل عنها، وهو علم قائم بذاته وأسراره الكثيرة ، يسمى علم المناعة والحساسية ، علم جديد متطور كلما عرفنا منه معلومة ظهر لنا أن ما لا نعرفه أكثر، وهنا يزيد إيماننا بالله تعالى وقدرته في خلقه، وما نعرفه من علامات مرضية وتفاعلات فسيولوجية تعطينا الفرصة لمساعدة الطفل المصاب للعيش في هذه الحياة بأقل ما يمكن من المنغصات والآلام ، وكلما زادت معرفتنا عنه استطعنا التقليل من الأعراض والمسببات بجميع الطرق العلاجية المتاحة .
|
أطبع
الموضوع |
أرسل الموضوع لصديق
|
|
|
|
|