|
110523877 زائر
من 1 محرم 1425
هـ
|
|
|
المشاكل السلوكية
|
كوابيس الاطفال |
الكاتب : . |
القراء :
11883 |
كوابيس الاطفال كانت زميلتي (أم عمر) متضايقة هذا الصباح وبدا ذلك واضحاً على تعابير وجهها وطريقة كلامها وأسلوب تعاملها مع الآخرين، وعندما سألتها بود وحنان عن سبب كل هذا؟ انطلقت تبوح لي بسرها الغريب وقالت لي: لقد رأى ابني عمر في منامه رؤيا مخيفة قام بعدها وهو يصرخ ويبكي وجسده غارق في عرقه ولما ضممت جسده الصغير إلى حضني وجدته يرتعش بشدة وخوف، فقرأت عليه بعض الآيات حتى هدأ ثم طلبت منه أن يقص عليّ ماذا رأى في منامه، والحقيقة أن هذه الرؤيا لا تدل إلاّ على أنها نذير شؤم قادم أو مكروه سيقع! وعندما وصلت زميلتي إلى هنا لم أستطع أن أتمالك نفسي من الضحك، وسألتها-- وماذا فعلت بعد ذلك؟! فقالت: أمسكت بيدي طفلي (عمر) وحذّرته من كل ما تشير هذه الرؤيا إليه من مكروهات ومصائب،، وأوصيته أن لا يذهب غداً للمدرسة إلاّ برفقة والده، وكذلك أوصيته أن لا يكلم أي شخص لا يعرفه، وسوف اعتذر عن الحضور للاجتماع العائلي هذا الأسبوع! وعندما توقفت صاحبتي عن الكلام كنت غارقة في بحر من الدهشة والاستغراب. هل كل هذه القرارات والاستنفار لأجل حلم مزعج ؟؟؟؟ ولكن استغرابي لم يكن بذلك الشديد عندما تذكرت مدى تعلق الناس في هذه الأيام بالمنامات والرؤى.. فما يرى أحدهم في نومه من حلم أو كابوس إلاّ ويهرع مسرعاً إلي التلفون ليكلم (مفسر الرؤى) فيما رآه، وكم يكون مدى حزنه عندما يعلم من (مفسر الرؤى) أن ما رآه ما هو إلاّ اضغاث أحلام. ولكن ما يعنيني هنا هو هذا الطفل المسكين، فما ذنبه حتى ندخله في معمعة لا دخل له بها، فقد يكون فعلاً أن ما رآه رؤيا حقيقية، ولكن يجب أن نعلم أن رؤيا الأطفال نادرة جداً، وهذا راجع إلى أسباب نفسية كالقلق العابر أو القلق طويل الأمد أو الخوف من العقاب العائد من غضب أحد الأبوين وغير ذلك من المشاعر والأحاسيس المكبوتة خلال ساعات النهار وتنطلق في أثناء النوم للتنفيس خصوصاً إذا كان الابن يشتكي من نقص في جرعات الحب والأمان الكافي له، كذلك هناك الأسباب الصحية كعسر الهضم أو ارتفاع الحرارة والحمى وغيرها من الأسباب التي تسبب الكوابيس والأحلام المزعجة.. وأخيراً أهم الأسباب التي تجعل الأطفال أكثر من غيرهم أحلاماً ومنامات هو مدى نشاط عقل الطفل القوي والذي يحاول استيعاب ما حوله من أحداث ومرئيات خصوصاً الخيالات والمبالغات التي يسمع بها في حكايات ما قبل النوم أو يراها في الرسوم المتحركة، كل هذه الأشياء الخيالية وما فوق الخيالية تجعل العقل الباطني لدى الأطفال في قمة النشاط خلال الليل فينعكس كل ما يراه طوال النهار على أحلامه الليلية وهنا بطبيعة الحال يحتاج الطفل إلى تعامل خاص من قبل الأبوين للبقاء لتجنيب الطفل مثل تلك الكوابيس تحدثت في مقالة الأسبوع الماضي عن الأحلام المزعجة لدى أطفالنا وأسبابها وذكرت من ذلك مشاعر الخوف والقلق وعدم الأمن المكبوتة عند الطفل في عقله الباطن خلال ساعات النهار والتي تنطلق في أثناء النوم الليلي على شكل أحلام مزعجة وكوابيس وخصوصاً إذا كان الطفل يشتكي من نقص في جرعات الحب والأمان النفسي الكافي له، ولم أغفل أيضاً ذكر بعض الأسباب الجانبية كعسر الهضم الناتج عن التخبيص والأكثار من الطعام على وجبة العشاء المتأخرة وكذلك ارتفاع درجة حرارة الطفل الناتجة عن الحمى الجسدية، وذكرت أن سبب كثرة الأحلام المزعجة عند الأطفال دون غيرهم هو قوة النشاط الذهني والتخيلي لدى الأطفال وهذا نتيجة محاولة استيعاب ما يراه من حوله من أحداث ومشاهد في مسرح الحياة وعلى شاشات التلفاز وفي ثنايا حكايات أمه قبل النوم والتي لا تخلو غالباً من المبالغة والخيالات. والذي أريد التأكيد عليه اليوم هو وجوب عدم إثارة رعب الوالدين من كوابيس وأحلام أطفالهم. لأنها قد تكون نتيجة حدث عارض مرَّ به خلال النهار فقط، أما إذا كانت كوابيس الطفل متكررة بشكل غير طبيعي فقد تعكس وجود اضطراب انفعالي عند الطفل وتتطلب مساعدة فورية هنا من قبل الاخصائيين، فإذا جنّب الوالدان الطفل أي توترات شديدة وأي نشاطات قوية خلال النهار، وإذا لم يقم الأبوان بتوبيخ الطفل أو معاقبته قبل النوم مباشرة، أو كذلك تهديده وتخويفه (بالحرامي أو الجني) مثلاً فإن هذه الاحترازات تضمن للطفل تباعد ظهور الكوابيس إن لم تختف، ومن أمس الحاجات التي يحتاجها الأطفال إذا قام مفزوعاً من حلم مزعج هي المساندة الأبوية مع الهدوء والثقة بالنفس، واستيقاظ الطفل بشكل كامل والتحدث معه بهدوء وعدم إعطاء الأمر أكثر من حجمه، والتوضيح له بأن ما رآه لا يعدو كونه حلماً مزعجاً لا يضره أبداً بإذن الله، ثم محاولة إعادة الطفل إلى نومه مع ترك الباب مفتوحاً وزيادة إضاءة الغرفة.. ومن الأفضل أن يتحدث الأب مع طفله عمّا رآه ليلة البارحة من كوابيس ويخبره أنها مجرد خيالات وأن الجميع معرض للمرور بمثلها. وفي الحقيقة أنه يفترض من كل أب بعد سماع كابوس ابنه أن يفكر فيه ملياً فإنه يعطيه غالباً أسباباً وراء هذه الأحلام وغالباً ما يكون من الحكمة أن تساعد الطفل على مواجهة الموضوع الذي يخيفه في أحلامه والتغلب عليه من خلال إعطاء الطفل إحساساً بالسيطرة على ما يخيفه والثقة في نفسه من خلال ذكر بعض الأمثلة التي تزيده طمأنينة وتساعده على استعادة توازنه وثقته في نفسه المصدر - موسوعة صحة الطفل - طبيب دوت كوم
|
أطبع
الموضوع |
أرسل الموضوع لصديق
|
|
|
|
|