في الأيام الأولى بعد الولادة قد تلاحظ الأم وجود بقع أو كلف على جلد الطفل، تغيرات في لون البشرة، الوان وأشكال متعددة، قد لا تكون شاهدتها في الأطفال الآخرين، وفي غالب الحالات هي تغيرات طبيعية في الطفل، أو أسباب مؤقتة تظهر في المواليد وسرعان ما تزول من نفسها، وحيث انها أشكال متعددة فسوف نحاول في هذه العجالة الشرح عنها مع إدراج الصور المشابهة ما أمكن، ولكن لا بد من استشارة الطبيب للحصول على التشخيص الصحيح وطريقة التعامل مع تلك الحالات.
الوحمة Mongolian spots وهي بقع جلدية زرقاء اللون مختلفة الحجم، لا يعرف سبب وجودها - فهي ليست نزيفاً تحت الجلد أو لأسباب تتعلق بالولادة، تكثر في الأطفال البيض أكثر من السمر( لون الجلد)، غالباً ما تكون في منطقة الورك وقد تغطي الظهر وتسمى الوحمة، وغالباً ما تتناقص تدريجياً مع التقدم في العمر لتختفي عند عمر السنتين على السبع سنوات، ليس لها مشاكل على الطفل ولا تحتاج إلى علاج.
الكلف البنية الفاتحة Cafe au lait spots يلاحظ بعد الولادة وجود بقع بيضاوية الشكل على الجلد في أي مكان من الجسم، لونها بني فاتح يشبه لون الحليب مع القهوة، حجمها مختلف، وعادة لا تختفي مع العمر بل قد يزداد حجمها وعددها، وعادة لا مضار منها، ولكن إذا لاحظت وجود أكثر من ست بقع حجم كلاً منها أكثر من نصف سنتيمتر، فيجب مناقشة الأمر مع الطبيب لاستبعاد بعض الحالات المرضية
عضة القلق (قبلة الملاك - رقعة السلمون) Stork bites ( angel's kisses or salmon patches) من أكثر العلامات التي توجد في المواليد، حيث تظهر في البداية على شكل تغير في لون الجلد، بلون وردي أو أحمر، اكثر ما تظهر في منطقة خلف الرقبة - الجبهة - الجفن العلوي - على الأنف، وعادة ما تختفي من نفسها خلال عدة أشهر، وقد يتبقى تغير طفيف في لون الجلد، وهذه الحالة غير ضارة على الطفل، ولا تحتاج إلى علاج.
الوحمة الأرجوانية Port wine stains تظهر هذه الوحمة منذ الولادة على شكل غير بارز من الجلد ، تكون باللون الأحمر الغامق أو الأرجواني، وعادة ما تكون على أحد جانبي الجسم، وتكون بأحجام وأشكال مختلفة، وتنمو بنفس سرعة نمو الجسم، ولا تختفي من نفسها، وهي نتيجة لتمدد الأوعية الدموية تحت الجلد، وتكمن خطورة الحالة في وجود امتداد هذا التمدد في المناطق الداخلية من الجسم، ففي حال وجودها حول العين أو الرأس فإن الخوف من وجود تمدد في الدماغ، وتسمى تلك الحالة Sturge-Weber Syndrome( تشنج - تخلف فكري) ، لذى فهي تحتاج إلى متابعة طبية، ويكمن العلاج بأشعة الليزر التي تستطيع التقليل من حجمها.
الورمه التوتية Strawberry hemangioma من أكثر العلامات ظهوراً حيث تحدث في 10% من المواليد، وهي ورم دموي نتيجة تجمع الشعيرات الدموية، قد تظهر منذ الولادة على شكل ورمة حمراء مرتفعة على الجلد ، وقد تتأخر حتى نهاية الشهر الأول من العمر، ويمكن أن تحدث في أي مكان في الجسم، وعادة ما يكبر ويزداد حجمها في الأشهر الأولى ( أربعة إلى ستة أشهر ) ، ثم تتوقف عن النمو لمدة سنة، ثم تبدأ في الضمور لتختفي نهائياً عند بلوغ الطفل سن الخامسة أو السادسة من العمر. عادة ما تكون صغيرة الحجم وبدون مشاكل تذكر لذلك لا تحتاج إلى علاج، ولكن في حالات قليلة يحدث لها تقرح أو نزيف، أو تكون كبيرة الحجم، لذى تحتاج إلى مراجعة الطبيب.