السمع والتخاطب الصرع والتشنج الشلل الدماغي العوق الفكري التوحد وطيف التوحد متلازمة داون الصلب المشقوق وعيوب العامود الفقري
الاستشارات
الإعاقة دوت نت دليل الخليج لذوي الاحتياجات الخاصة مقالات مجلات ندوات وؤتمرات المكتبة العلمية

صحة الوليد - الأطفال حديثي
الولادة

صحة الطفل

أمراض الأطفال

المشاكل السلوكية

مشاكل النوم

الـربـو

الحساسية

أمراض الدم

التدخل المبـكـــر

الشفة الارنبية وشق الحنك

السكري لدى الأطفال

فرط الحركة وقلة النشاط

التبول الليلي اللاإرادي

صعوبات التعلم

العوق الحركي- الاعاقة الحركية

العوق البصري - الإعاقة البصرية

الدمج التربوي

المتلازمات

الإرشاد الأسري ونقل الخبر

امراض الروماتيزم

أمراض الغدد



اشتراك انسحاب


109572982 زائر
من 1 محرم 1425 هـ

البحث في الموقع
 

المكتبة العلمية
الاستشارات
اتصل بنا

سجل الزوار

مذاق الصبر

الوجه الآخر للشمس

الكاتب : محمد عيد العريمي

القراء : 4447

الوجه الآخر للشمس

عند مصب وادي شياع على بحر العرب قرر المكاري (صاحب قافلة الجمال التي أكراها والد الصبي لنقل الأسرة من الوادي إلى المدينة) التوقف للمبيت، رغم قصر المسافة إلى المدينة، فالطريق الساحلي الممتد من هناك إلى المدينة يصعب تجاوزه ليلاً خاصة بعد هطول الأمطار، التي تطمر سيولها المنحدرة بشدة من الجبل طرق القوافل بالصخور والطمي ويصبح المرور في شعاب السيول مجازفة محفوفة بالمخاطر، فضلاً عن أن القافلة تعرضت في وقت سابق من ذلك اليوم لحادثة عندما أجفلت الناقة التي كانت تحمل الأم وطفلتها الصغيرة من أرنب بري انطلق من جحره فجأة أمامها فسقطتا من فوق ظهرها، وتولتهما العناية الإلهية بالرحمة فلم يصابا بأذى. الخسائر المادية انحصرت في تهشم جحلة الماء.

على صوت المؤذن، وان تأخر كثيراً عن موعده، فتح الصبي عينيه على زرقة لا نهاية لها. فرك عينيه ظنا أن الغمش يحجب عنه الرؤية في الغبش. ثم عاود النظر مرة ثانية، وتذكر أن والده أشار بيده ليلاً في هذا الاتجاه عندما سأله عن وجهة البحر حتى ينام مولياً وجهه نحوه.

ظل واقفاً ينظر إليه، وقال لنفسه "هذا هو البحر أذن!". كان يظن ان الصحراء فقط لا حدود لها، لكن البحر بدا اكثر اتساعاً. خطا عدة خطوات نحوه، اقترب اكثر فاكثر من هذا المجهول الذي لم يعرف عنه شيئاً سوى قطع السمك اللذيذ الذي كان يحضره رجال الوادي حين يذهبون إلى قرى ومدن الساحل.

الآن وقد خفت آثار اللقاء الأول اخذ يتذكر ما سمعه من أبيه.. وما سمعه كان كثيراً: السفن، والشراع والدقل والكنعد، ولكن لا يرى أثرا لأي منها! وهو يلتفت بحثا عن جسم يتحرك لاحظ أن الجهة اليمنى من أفق البحر اكثر نورا. أطال النظر، وظل يركز على تلك الهالة لعله يجد تفسيرا لذلك النور العظيم الذي استمر ينبعث من البحر ويزداد قوة فقوة باثاً خيوطاً فضية على صفحة البحر.

سمع صوت أمه:
• تعال يا عوض بتتريق.
انشغل بدعوة أمه قليلاً وعندما التفت إلى مكان النور في أفق البحر رأى قرصاً ذهبياً يبزغ من عرض البحر، تمعن النظر اكثر إليه، وصرخ بشكل لا إرادي "الله واكبر.. هذه الشمس تطلع من البحر". فرح كثيراً لهذا الاكتشاف! تزاحمت الأسئلة في رأسه ولم يطق لها صبراً، وعاد والسؤال يكاد يطير من فمه:
• بويه.. شمس البدو غير شمس أهل البحر؟
• شمسنا احسن. قال المكاري ضاحكاً، ثم مخاطباً والد الصبي:
• يا الله يا صالح رد على ولدك. أجاب والده:
• لا يا ولدي الشمس هي الشمس في الوادي أو هنا! وقبل ان يسأل سؤالاً آخر عاجله والده بما يشبه السؤال:
• رقص سبال. وهي وسيلة اعتاد الوالد استخدامها لإسكات ولده قبل ان يطرح سيلاً من الأسئلة في وقت غير مناسب لها، فسكت، ولكن جواب أبيه لم يشبع فضوله، فقال لنفسه:
• ليش تطلع هناك من وراء الجبل وتطلع هنا من البحر!

بعد مض سنوات على ذلك الصباح عرف الصبي انه وقف ذات صباح في الجزء الشرقي القصي من العالم العربي، ولعله كان أول صبي عربي تشرق على وجهه الشمس في ذلك اليوم، وعرف أيضا انه كان يقف على مرمى حجر من اكثر خطوط الملاحة أهمية حيث تمر فيه اكثر من نصف صادرات الطاقة في العالم.

ربطت اخطمة الجمال المحملة بالأمتعة التي لا يركبها احد بذيول بعضها البعض، وربط خطام أولها بذيل بعير المقدمة، وامتطى صالح البعير وردف خلفه ولده؛ بينما امسك المكاري بخطام ناقة الام وقاد مساعده ناقتين ركبت على الأولى منهما البنت وردفت على الأخرى البنتان الصغيرتان.

وعندما بلغت القافلة المناطق الصعبة من الطريق نزل صالح وطلب من المكاري ان يقود بعير المقدمة بينما تولى هو قيادة الناقة التي تركبها زوجته. وان كان الوالد ليس من البدو ولا يملك جمالاً الا انه بحكم زواجه من البدو ورحلاته الكثيرة بين الوادي والمدينة أتقن التعامل مع الجمال تماما كأهلها. هذا الموقف لم يقبله المكاري البدوي عن طيب خاطر، فقد سمع يقول لمساعده:
• يظن ان البوش مثل بدانه!

في غمرة التركيز على توجيه القافلة بين الصخور والتحكم في سيرها حسب ما تقتضيه انحدارات الطريق وتعرجاتها، انشغل الأب عن ولده عندما كان البعير يصعد آخر شعبة ويطل برأسه فجأة على بيوت المدينة. واذا ذاك طلب المكاري بصوت عال من الصبي ان ينهق! فعلها الصبي واحسن فعلها. وكان استعد لهذا الموقف بعد ان أخبرته أمه قبل أيام عن عادة يطلب فيها من الصبيان ان ينهقوا كالحمير عندما يدخلوا مدينة لاول مرة.
ــــ
جحلة: اناء فخار يحفظ فيه الماء. الغمش: الجذاب من اثر النوم. الكنعد: ملك السمك. سبال: النسناس (قرد صغير طويل الذنب): وهنا يشبه الوالد عقل ولده بقرد صغير ينط داخل قفص عندما يكثر الصبي من الأسئلة والكلام الذي يعجز الكبار عنه أحيانا. البوش: الجمال. بدانه ومفردها بدن: قوارب شراعية كبيرة تستخدم في التجارة البينية على طول سواحل الجزيرة العربية.

 أطبع الموضوع أرسل الموضوع لصديق

فهرس الموضوعات

المؤلف في سطور

نبذة عن الكتاب

توطئة الجزء الأول

مذاق الصبر

صور لم تبرح ذاكرتي

الكرسي المتحرك

عزومة على الشاي

اليأس والسأم

لم احسن الظن

التصالح مع الإعاقة

الانطباعات المقولبة

لست بطلا ولا اطلب بطولة!

هواجس

عزلة ليست من اختياري

معوًّقون لا معوقين

تكافؤ الفرص

ذوو الاحتياجات الخاصة

المعاشرة الزوجية

كيف يتحول مهندس فجأة إلى مترجم

السيارة

التبعات الصحية للإعاقة

توطئة (الجزء الثاني)

عوض

وطني الأكبر

عبق لا يزول من الذاكرة

الوجه الآخر للشمس

الشعلة التي أضاءت الصحراء

المدينة

الريحان والدخان

البرزة

تجليات الجنون

الشمروخ

ود مطر

الحرف والعصا

المقراع

دمعة

سوق المسباخ

سكة البنايين

صور

كلمة اخيرة


[   من نحن ? |  سياسة الخصوصية | منتدى أطفال الخليج (جديد) | الصفحة الرئيسية ]

خدمة الخلاصات تاريخ آخر تحديث: 1/4/2022

أطفال الخليج ذوي الإحتياجات الخاصة

جميع الحقوق محفوظة