|
110523078 زائر
من 1 محرم 1425
هـ
|
|
|
الصرع والتشنج
|
الطفل والمجتمع |
الكاتب : د.عبدالله الصبي |
القراء :
13839 |
الطفل المصاب بالصرع والمجتمع الصرع مرض مزمن ولكن يختلف عن الأمراض المزمنة الأخرى حيث أن الطفل طبيعي ما عدا تلك الدقائق التي تحدث فيها النوبة التشنجية، ومستقبل الطفل يتحدد من خلال العلاقة بينه وبين المجتمع من حوله سواء في المنزل أو المدرسة أو الشارع، هذه العلاقة تؤثر على مدى رؤية الطفل لحالته المرضية وإنعاكساتها على سلوكه وتصرفاته من خلال ثقته بنفسه. هل الطفل المصاب بالصرع معاق ؟ الطفل المصاب بالصرع طفل طبيعي ما عدا تلك اللحظات التي تحدث فيها النوبة التشنجية حيث قد يفقد الوعي لمدة محددة يرجع بعدها لحياته بصورة طبيعية. ما هي المفاهيم الخاطئة لدى المجتمع عن الصرع ؟ هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة لدى المجتمع عن الصرع، تلك المفاهيم قد تؤثر على التعامل وطريقة تصرفاتهم مع الطفل، تلك التصرفات تنعكس سلباً على الحالة النفسية للطفل ومن ثم تعامله مع المجتمع من حوله، ومن أهم تلك المفاهيم الخاطئة: " أن الشخص المصاب بالصرع هو مصاب بمرض عقلي : هذا اعتقاد خاطئ لأن كلاً منهما يعد حالة منفصلة، والصرع مرض عضوي يصيب الدماغ مثل الأمراض الأخرى التي من الممكن أن تصيب الإنسان في مرحلة من مراحل حياته. " الصرع مرض وراثي: الصرع ليس مرضاً وراثياً، ولكن الحالة قد تزيد في بعض العائلات لأسباب متنوعة. " الصرع مرض معدي فيجب الابتعاد عن الطفل المصاب: والحقيقة أن الصرع ليس معدياً " الصرع نوع من الجنون وأن المصاب به مس من الجن ويجب الابتعاد عنه: الصرع مرض عضوي وليس مساً من الجن " المصاب بالصرع متخلف فكرياً ويجب عزله عن المجتمع: قدرات المصاب بالصرع الفكرية طبيعية مثل أقرانه ويجب عدم عزله " المصاب بالصرع غير قادر على التعليم : قدرات المصاب بالصرع طبيعية ويستطيع القيام بالدراسة في المدارس العادية. " نوبة التشنج قد تؤذي الآخرين فيجب الابتعاد عنه: المصاب بالصرع طفل طبيعي، وعند حدوث النوبة فهي حركات تؤثر على الطفل نفسه، وهو لا يقوم بإيذاء الآخرين عند حدوثها " المصاب بالصرع غير قادر على المشاركة في الأنشطة الترفيهية والرياضية بل يجب منعه من مزاولتها لكي لا يؤذي نفسه: الطفل المصاب طفل طبيعي لديه الرغبة والقدرة على المشاركة في الأنشطة الترفيهية والرياضية ويجب عدم منعه من المشاركة فيها. " الصرع مرض مزمن لا يمكن علاجه أو التحكم فيه: ذلك غير صحيح، فالصرع يمكن التحكم ومنع النوبات التشنجية بالدواء بنسبة تصل إلى 90%، هذا التحكم قد يكون تاماً وطويل الأمد. " أدوية الصرع تؤدي إلى الإدمان : غير صحيح، فهي أدوية كغيرها، ولكن التحكم بالنوبات التشنجية يتم عن طريق الدواء، وعند تركه فقد تعود تلك النوبات للظهور مرة أخرى. هل يمكن أن يقوم المصاب بالصرع بإيذاء الآخرين ؟ أحد المفاهيم الخاطئة لدى الناس أن يفقد الشخص المصاب بالصرع السيطرة على نفسه ومن ثم يصيب الآخرين بالأذى، وهذا غير صحيح، فالطفل تحدث له نوبات تشنجية تؤثر على حركته وتصرفاته ولكن لا يقوم بإيذاء الآخرين. هل هناك سلوكيات غير طبيعية لدى المصابين بالصرع ؟ في بعض أنواع الصرع مثل النوبات الصرعية الجزئية المركبة (COMPLEX PARTIAL SEIZURE) قد تبدأ الحالة بأعراض معينة مثل البحلقة أو المضغ، شد الثياب أو تحريك الأصابع واليدين بطريقة مكررة، وقد يكون هناك حركات لا إرادية أخرى فقد يمشى بلا هدى، أو يصرخ، تلك الأعراض غير الشعورية قد يفسر لدى الآخرين بأنه نوع من الجنون، أو أنها أفعال متعمدة قد تؤدي إلى النزاع مع المصاب، تلك السلوكيات والأفعال قد لا يتذكرها الطفل المصاب بعد انتهاء النوبة، وعند محاولة الآخرين إيقاف تلك الحركات فقد يتعرضون للضرب من الطفل كردة فعل غير إرادية، لذلك يجب على أصدقاء المريض معرفة حالته وعدم إيقافه، والمساعدة على تفهم الوضع الذي يكون فيه وعدم الابتعاد عنه. السلوك الاجتماعي وتأثيره على الطفل؟ الإصابة بالصرع تضع ضغطاً نفسياً على الطفل لأن الصرع ينتج عن فترة مؤقتة من العجز التي تستدعي الخوف والسخرية، كما قد تؤدي إلى العزلة وفقدان الثقة بالنفس، الأطفال المصابين بالصرع لفترة طويلة يكونون قد تعرضوا للمضايقة والتوبيخ لسنوات عدة من قبل الصغار أنفسهم في المدرسة او في الشارع، ولو كانت الحالة جديدة نسبياً عادة ما يكون هناك خليط من الغضب والأسى على ما حدث والنتيجة قد تكون عدم السعادة والعدائية وعدم القدرة على ضبط العواطف. هل هناك سلوكيات غير متصلة بالصرع لدى هؤلاء الأطفال ؟ هناك تصرفات وسلوكيات غير سوية يقوم بها الطفل ليس لها علاقة بحالته المرضية، ومن أمثلة ذلك التهور والعدائية، وأغلب تلك الأعراض ناتجة عن ردود فعل من الطفل المصاب على المجتمع من حوله، ومعرفة الوالدين للسلوكيات الطبيعية وغير الطبيعية يساعد على الاكتشاف المبكر ومن ثم العلاج النفسي لها لتخطى تلك المشاكل. ما هي الحماية الزائدة، وما تأثيراتها على الطفل ؟ الحماية الزائدة للطفل المصاب بالصرع ناتجة عن المفاهيم الخاطئة لدى الناس عن الصرع والحالة التشنجية، وهي محاولة من قبل الكبار لحمايتهم من الأخطار التي من الممكن أن يتعرضوا لها عند حدوث النوبة التشنجية، فيتم منعهم من المشاركة مع أقرانهم في البرامج الترفيهية والرياضية في المنزل والشارع والمدرسة ، هذه الحماية تمنع الطفل من اكتساب المهارات والخبرات، كما تؤثر على علاقته مع أقرانه من الأطفال حيث يبقى منبوذاً منهم، وما ينتج عنها من ردود فعل نفسية تؤثر على تصرفاته وعلاقته بالمجتمع ، وإذا كانت الحماية واجبة في بعض الحالات فيجب على القائمين برعاية الطفل من معرفة حالته من والديه، ومعرفة حدود تلك الحماية. ما هي تأثيرات طريقة تعامل المجتمع مع الطفل المصاب بالصرع ؟ الطفل المصاب بالصرع لا يدرك حقيقة معرفة المجتمع بالصرع كحالة مرضية وفهم طبيعتها، وما ينعكس منها من سوء التصرف غير المتعمد منهم ، لذلك فقد تبدأ لديه ردة فعل غير طبيعية، حيث يقوم برفض الناس قبل أن ينبذوه عنهم ، وهذا يؤدي إلى الانطواء والانعزالية، وقلة الاحتكاك بالمجتمع وهو ما يؤدي إلى نقص المهارات والقدرات ، كما قلة النشاطات الترفيهية والرياضية، وفي أحيان أخرى تنعكس ردة الفعل بشكل سلبي حيث تظهر على شكل تصرفات عدوانية تجاه الآخرين. هل يمكن أن يصاب الطفل بحالات نفسية ؟ طريقة تعامل الوالدين والمجتمع مع الطفل المصاب بالصرع تنعكس سلباً وإيجاباً على الطفل، فالحماية الزائدة لها سلبياتها، كما أن الإهمال له سلبياته، هذه التأثيرات النفسية يمكن أن تحدث في أي مرحلة عمرية ولكنها تلاحظ بشكل أكبر في مرحلة المراهقة، ومن أهم الانعكاسات النفسية: " الانطواء والانعزالية " اللامبالاة وقلة احترام الذات " العدوانية هل يمكن أن يقوم الطفل المصاب بالصرع بجميع النشاطات الترفيهية ؟ الطفل المصاب بالصرع طفل طبيعي، سليم معافى في جسمه وعقلة ما عدا تلك اللحظات التي تحدث فيها نوبات التشنج، وغالبية هؤلاء الأطفال يمكن علاجهم والتحكم بمنع حدوث تلك النوبات، وهذا الطفل قادر على المشاركة في جميع الأنشطة الترفيهية والرياضية كأقرانه من الأطفال، ولكن هناك القليل من الحالات تحتاج إلى موافقة الطبيب، لذلك يجب عدم منع هؤلاء الأطفال من المشاركة كمحاولة لحمايتهم فتلك لها ردود فعل سلبية على الطفل، وفي بعض الرياضات مثل السباحة يجب أن يكون هناك مشرف ومسئول للتصرف عند حدوث نوبة التشنج، وفي القليل من الرياضات يكون هناك منع مثل المصارعة والملاكمة. ما هو دور المجتمع في حماية المصاب بالصرع وعلاجه ؟ المريض بالصرع جزء من المجتمع الذي يعيش فيه ، له حقوق على هذا المجتمع كغيره من الناس، والمجتمع هو العائلة الكبرى له ، فعليهم حق رعايته والأهتمام به ، فهناك الرعاية الصحية والعلاجية ، كما الرعاية التعليمية والإجتماعية ، وإذا لم يكن المجتمع قادراً على رعايته بشكل مباشر فإن دعم عائلة الطفل شيء أساسي ، وهذا الدعم يأتي بصور شتى ، أساسها توعية المجتمع عن الصرع كمرض وكيفية تعامل المجتمع معه ، ثم الدعم الأجتماعي والنفسي. الجمعيات المتخصصة : وهي مراكز تطوعية تنشأ من أجل رفع الوعي لدى المجتمع عن الصرع ، وهي أحد الأدوات الإجتماعية لدعم مرضى الصرع وعائلاتهم ، ومن خلالها يكون هناك تبادل الخبرة والدعم والتوجيه ، تلك المراكز منتشرة في العالم ولكنها قليلة في العالم العربي بسبب نقص الوعي الثقافي والمادي ونقص التواصل ، ومع ذلك فالقليل الموجود منها يبشر بالخير ، ولكن يجب على العاملين في المجال التطوعي والنفعي أدراك أهمية التوعية في هذا المجال وتفعيله ما أمكن. |
أطبع
الموضوع |
أرسل الموضوع لصديق
|
|
|
|
|