|
110615527 زائر
من 1 محرم 1425
هـ
|
|
|
الصرع والتشنج
|
تشخيص الصرع |
الكاتب : أ.د. عبد الرحمن سيد سليمان |
القراء :
15555 |
تشخيص الصرع الأستاذ الدكتور عبد الرحمن سيد سليمان لكي يتم تشخيص الصرع لدى المصاب ، لابد أن تتكرر نوبات الصرع لأكثر من مرة في أوقات متقاربة ، ذلك أنه توجد فئة من الأشخاص يعانون من نوبة واحدة فقط أثناء حياتهم لا تتكرر . وعلى هذا لا يجب أن يكون هؤلاء الأشخاص ضمن هذا التشخيص . وبما أن نوبات الصرع يمكن النظر إليها على أنها اضطراب مؤقت ومتكرر نتيجة لنشاط كهربائي مفرط في المخ ، يفضي إلى اضطراب في الوعي ، أو في الحركة ، أو في الإحساس ، أو في بعض الحواس سواء شمل الحواس الخمس كلها أو بعضها ، فإنه في الغالب لا يتذكر المصاب بالصرع ما حدث له بالفعل بعد انتهاء النوبة ، وهذا يعتمد على نوع الصرع سواء كانت النوبات عامة أو جزئية ، وكثيراً ما يساعد الطبيب ـ على تشخيص الحالة ـ من شاهد نوبة الصرع سواء من الوالدين أو الأقارب أو الأصدقاء ، وأن يذكر ترتيب الأحداث التي انتابت المصاب بالصرع من تغير في التصرفات وحركات أطراف الجسم . وقد يكون من الصعب لمن يشاهد النوبة للمرة الأولى ـ أن يتذكر التفاصيل لأنها قد تكون تجربة مخيفة .
ولعله من المهم أن نشير إلى بعض النقاط المفيدة التي يجب على من يشاهد أو من قدر له أن يرى هذا المنظر أن يركز عليها : (1) التصرفات التي تصدر عن الشخص المصاب بالصرع سواء قبل أو بعد حدوث النوبة . (2) درجة التغير في الوعي ، وهل الشخص فقد الوعي كلياً أو كان واعياً بعض الشيء . (3) السقوط على الأرض هل كان فجائياً أو تدريجياً . (4) حدوث التشنجات في الأطراف ، وترتيب حدوثها إن أمكن . (5) خروج الدم أو الزبد من الفم . (6) خروج البول أو البراز . (7) إصابة المصاب بالصرع ببعض الجروح أو الكسور . (8) ما حدث بعد انتهاء النوبة : هل ذهب الشخص في نوم عميق أو قام مباشرة ، وكيف كانت حالته ، وهل حدثت نوبات أخرى أم لا .
ويرى طلعت الوزنة (1999 :200) أن هذه المعلومات تساعد الطبيب في الإجابة عن بعض الأسئلة التي تساعد على التشخيص ، فعن طريقها يمكن أن يحدد الطبيب ما يلي : (1) هل هذه النوبة : نوبة صرعية أم تشنجات نفسية ؟ (2) هل هذه النوبة نتيجة لاضطراب في المخ ، أم نتيجة لإختلال في عملية الأيض ( التمثيل الغذائي أو عمليات الهدم والبناء في الجسم ) . (3) هل هذه أول نوبة أم أن هذا الشخص سبق أن عانى من نوبات أخرى ، وكم عددها ، وما هو توقيتها ووصفها ؟ .
ذلك أن تشخيص الحالة يعتمد - غالباً - على المشاهدة والتاريخ المرضي بالدرجة الأولى ، إلا أن هناك بعض الفحوصات التي يجربها الطبيب لكي تساعد على التشخيص في حالة إيجابيتها ، ولكن في حال سلبيتها لا تلغيه ولا تنفيه ، كما في الفحوصات والاختبارات التالية : (1) تحليل الدم الذي يوضح الحالة العامة للمريض . (2) التخطيط الكهربائي للمخ وهو يقيس النشاط الكهربائي لقشرة الدماغ ، وهو عبارة عن أقطار توضع على فروة الرأس لتغطي تقريباً جميع الرأس لكي يتم التقاط النشاط الكهربائي ، ثم يقوم الجهاز بتكبيره ، وبعد ذلك تسجيله على ورقة الجهاز ، ويستغرق القياس مدة ، تتراوح بين 25 - 35 دقيقة ، ومعروف أن الرسام الكهربائي للمخ يسجل فقط النشاط الكهربائي في هذه الفترة القصيرة ، وكون أن نتيجة الفحص تأتي سلبية لا يعني خلو المصاب من الصرع ، إلا أن هناك نسبة قليلة من المصابين يحتفظون ببعض علامات النشاط الكهربائي المتعلق بالصرع خلال الفترة بين النوبات التي تؤكد التشخيص المبدئي الكلينيكي . (3) الفحص بالرنين المغناطيسي ، وهو فحص دقيق يبين عدم وجود أو وجود بعض الأورام أو التجمعات الدموية ، أو الخراجات أو الحويصلات أو غير ذلك ، وهو الفحص الذي يتمتع بالدقة التي يمكن معها اكتشاف الأورام المتناهية في الصغر ، وكذلك التصلبات الصغيرة في المخ التي يمكن ألا تظهر في أشعة الكومبيوتر . (4) الأشعة المقطعية بالكمبيوتر على الدماغ والتي بواسطتها يمكن أن يتم اكتشاف وجود أية أسباب عضوية في الدماغ تؤدي إلى حدوث نوبة الصرع . تشخيص النوبة الصرعية الصغرى ( الصرع الخفيف ) : يمكن اعتبار الصرع الخفيف - من الناحية الطبية - صرع عام أولى . ويصيب - عادة - الأطفال قبل سن المدرسة أو في السنوات الأولى من المدرسة الابتدائية ، وعند عمل تخطيط المخ الكهربائي أثناء النوبات ، يلاحظ وجود موجات كهربائية صادرة من جميع الأقطار المثبتة على جانبي الرأس في وقت واحد على شكل نتؤات وموجات ترددها 3 سيكل / الثانية . وفيما يتعلق بتشخيص هذا النوع من الصرع ، فإن فقدان الوعي المميز له ، والمصحوب بالتغيرات الكهربائية الخاصة به في تخطيط المخ الكهربائي يجعل من السهل التعرف عليه وتشخيصه . وإذا كانت النوبة مصحوبة بأعراض تدل على وجود خلل في الجهاز العصبي اللاإرادي أو مصحوبة بظهور نشاط حركي نفسي غير طبيعي ، فإن قد يكون من الصعب تمييزه من بين نوبات الصرع الأخرى وقد يكون هذا أمر حقيقي إذا كان هذا النوع من النوبات يستغرق فترة زمنية قصيرة جداً وفي المراحل الأولى من هذا المرض ، أي قبل تشخيص النوبات ، فإنه قد تحدث النوبات دون الانتباه إليها ، كما أن هذا النوع من النوبات قد يسبب بعض الصعوبات والمشكلات يتعلق بالدراسة مثل التأخر الدراسي ، ذلك أنه في الفصل الدراسي قد يسيء المعلم تفسير هذه النوبات ، على أنها نوع من عدم الانتباه أو كنوع من العصيان ، وارتكاب الأخطاء التي لا يسمح بها في الفصل من قبيل السلوك المزعج أو المثير ، ومن هنا قد تتسبب هذه النوبات في حدوث مشكلات للطفل . ويمكن القول أنه في حال عدم إمكانية عمل تخطيط كهربائي للمخ ، فإنه يمكن للطبيب أن يستحضر أو يستثير هذه النوبات ، وذلك بإثارتها عن طريق زيادة معدل تنفس الطفل ، ويمكن له عمل ذلك بأن يطلب من الطفل أن ينفخ بقوة على قطعة صغيرة من الورق ـ أو ريشة طائر ـ بحيث يكون محافظاً على طيرانها في الهواء لمدة ثلاث دقائق . وهذه الطريقة من شأنها أن تزيد معدل التنفس لدي الطفل ، وبمرور ثلاث دقائق على هذا الوضع ، نجد أن النوبة تبدأ في ظهور . ولذلك يمكن تلخيص العلامات المميزة لهذه النوبات الصرعية في صورتها النمطية على النحو التالي : (1) أن النوبات تظهر في تجمعات متتالية . (2) أنه يمكن حساب مدد حدوث النوبات . (3) أن بداية ظهور هذه النوبات يكون في مرحلة الطفولة . (4) أن هناك نموذجاً خاصاً بها في التخطيط الكهربائي للمخ . تشخيص الصرع الرولاندي عادة ما يصاب بعض الأطفال فيما بين سن الرابعة وحتى سن العاشرة من العمر ، بنوبات تشنجية في الفم والحلق والبلعوم ، أو في نصف الوجه . ويمكن أن تكون هذه النوبات مصحوبة بنوبات تشنجية في عموم الجسم ، كما لا يبدو على الطفل المصاب أية علامات تدل على وجود مرض في المخ . وذلك عند القيام بفحص جهازه العصبي . وتتكون التغيرات الكهربائية في تخطيط المخ الكهربائي من نتوءات في المنطقة الصدغية المركزية . وفيما يتعلق بتشخيص هذا النوع من النوبات الصرعية ، فإنها قد تحدث في الغالب نوبة أو عدة نوبات أثناء النوم أو عند الاستيقاظ . ومن الضروري سؤال الوالدين أو الطفل نفسه عن صدور أصوات بلعومية غريبة أو إحساسات مختلفة في اللسان أو صعوبة في الكلام ، أو سيلان اللعاب من الفم ، أو حدوث تقلصات عضلية مفاجئة حول منطقة الفم . ومن الممكن أن توجد صعوبات في تمييز النوبات الصرعية الرولاندية عن النوبات الصرعية الجزئية المركبة ، وخاصة إذا اشتكى الطفل أو والديه من حدوث صعوبة في البلع أثناء النوبة ، ولكن حدوث نوبات مماثلة لدى بعض أفراد الأسرة يمكن أن يكون تأكيداً على وجود هذا النوع من الصرع . كما أن عمل تخطيط كهربائي للمخ ، أمر مهم جداً في عملية التشخيص ، حيث يبين التخطيط النتوءات الكهربائية في المنطقة الصدغية المركزية من المخ ، ولكن هذه النتوءات قد لا تظهر أحياناً لدى الأطفال الصغار عند عمل التخطيط الكهربائي للمخ بعد وقت قصير من بداية النوبة . ويتعين أن يوضع في الاعتبار ونحن بصدد تشخيص الصرع الرولاندي أن هناك نتوءات كهربائية مماثلة قد تظهر في التخطيط الكهربائي للمخ في بعض حالات الإصابات العضوية للمخ ، من قبيل الشلل المخي ، أو النوع المصحوب بنوبات صرعية ، وكذلك في حالات التخلف العقلي ، والصداع النصفي ، ويمكن تشخيص هذه الأمراض بوجود علامات وأعراض مرضية تدل على وجود إصابة عضوية في المخ عن طريق فحص الطفل . تشخيص الصرع العضلي الإرتجاجي المعجز عن الوقوف : Myoclonic - astatic epilepsy إن الصرع العضلي الارتجاجي المعجز عن الوقوف هو صرع عام ثانوي ، يبدأ في الطفولة الباكرة ( 3- 6 سنوات ) كنوبات قصيرة من فقدان الوعي مصحوبة بارتخاء مفاجئ أو زيادة مفاجئة في توتر العضلات . والمعالج قد يخطئ في تشخيص هذا النوع من الصرع ؛ لذلك يجب التمييز بين نوبات الصرع العضلي التي تسبب فقدان الوعي ، ومن هنا يمكن القول أن تخطيط المخ الكهربائي مهم جداً في تمييز هذه النوبات من نوبات الصرع الخفيف . وبعض نوبات الصرع العضلي الارتجاجي تكون متفرقة ، حيث يتطلب تشخيصها عمل تسجيلات مطولة أي على فترات طويلة من الزمن لتخطيط المخ حتى يمكن الكشف عنها ، وذلك بالاستعانة بجهاز التسجيل ، والذي يوضع في جيب المريض لتسجيل نشاط المخ الكهربائي لمدة قد تصل إلى أكثر من أربع وعشرين ساعة ، ثم قراءتها على شاشة تليفزيونية . تشخيص نوبات الصرع الصبياني العضلي الارتجاجي : نوبات الصرع الصبياني العضلي الارتجاجي نوع من النوبات الصرعية يبدأ ظهورها فيما بين سن العاشرة وسن العشرين من العمر . وهي مرض وراثي يحدث نتيجة وجود اختلال في عملية التمثيل الغذائي ( الأيض ) ، تفضي إلى صرع عام أولي ، بحيث يبدأ في الظهور في سن المراهقة وهذا النوع من النوبات الصرعية يتميز بوجود أربعة أنواع مختلفة من النوبات هي : (1) النوبات الارتجاجية التي تصيب العضلات في جانبي الجسم . (2) نوبات الصرع العام الأولى . (3) نوبات لا يملك المصاب فيها القدرة على الوقوف . (4) نوبات من فقدان الوعي مثلما يحدث في النوبات الصرعية الصغرى
( الصرع الخفيف ) . ويذكر سمير أبو مغلي وعبد الحافظ سلامة ( 2002 : 112 ) أنه من المهم جداً تشخيص هذا النوع الخاص والمميز من النوبات الصرعية ، وذلك من أجل البدء في العلاج الصحيح والوقاية من مشكلاته النفسية والاجتماعية .كما يجب الاستفسار من المصابين بنوبات الصرع العام الأولي ، أو من أولياء أمورهم أو ذويهم عن حدوث الارتجاجات العضلية في الصباح بعد الاستيقاظ من النوم بوقت قصير ، ذلك أنهم نادراً ما يذكرون حدوثها من تلقاء أنفسهم . كما أن العوامل المثيرة ( المهيجة ) للتشنجات الناتجة عن الضغوط النفسية هي نفس العوامل التي تثير نوبات الصرع الصبياني العضلي الارتجاجي أيضاً ، ولكن حال التشنجات الناتجة عن الضغوط النفسية لا توجد ارتجاجات عضلية ، كما لا توجد التغيرات الكهربائية الدائمة الخاصة بنوبات الصرع الصبياني العضلي الارتجاجي . وأما في حال نوبات الصرع الارتجاجي العضلي الوراثي المتقدم فيمكن ملاحظة وجود ارتجاجات عضلية غير متماثلة في جميع الأطراف وليست متشابهة ـ وتكون متزامنة - أي في نفس الوقت - مع وجود اختلال عقلي وتلف في جهاز التوازن والتنسيق الحركي بالمخ . من كتاب - التقييم والتشخيص في التربية الخاصة الأستاذ الدكتور عبد الرحمن سيد سليمان الدكتور أشرف عبد الحميد الدكتور إيهاب الببلاوي |
أطبع
الموضوع |
أرسل الموضوع لصديق
|
|
|
|
|