|
110541132 زائر
من 1 محرم 1425
هـ
|
|
|
>> التوحد
<< |
التوحد والنمو الجنسي عند البلوغ -المظاهر والمشكلات والعلاج |
الكاتب : ياسر بن محمود الفهد |
القراء :
47535 |
التوحد والنمو الجنسي عند البلوغ المظاهر والمشكلات والعلاج Autism and Sexual Development at Puberty Appearances Problem & Treatment إعداد: د.ياسر بن محمود الفهد والد طفل توحدي مراجعة استاذ دكتور/ عبد المجيد سيد أحمد منصور (رحمه الله) أستاذ علم النفس مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية الرياض : شعبان 1423هـ اكتوبر 2002م
تقديم : بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد .. يُعتبر التوحد من الاضطرابات السلوكية وخاصة الاضطرابات الانفعالية التي يُصاحبها سوء التوافق بين الأفراد الذين يُصابون به . والاضطرابات الانفعالية Emotional Disturbances هي اعاقات انفعالية Emotional Impairment تحدث للأفراد الذين يتكرر سلوكهم في صورة انماط منحرفة او شاذة عن السلوك السوي والمتوقع . ومن مظاهر الاضطرابات الانفعالية : صعوبة القدرة على التعلم - صعوبة القدرة على بناء علاقات اجتماعية ناجحة ( سؤ التوافق الاجتماعي ) - صعوبة القدرة على السلوك الاجتماعي السليم - تكرار السلوك الانفعالي غير المناسب وتكرار حدوث واظهار الاعراض الجمسية المرضية أو المخاوف الشخصية . ونتاج هذه الاعاقات يتمثل في الانسحاب من المواقف الحياتية ، والسلوك العدواني وايذاء الذات ، والعناد والانطوائية ، وكل هذه المظاهر يتسم بها سلوك أفراد التوحد ، ومن أجل مفهوم أكثر وعلاج مناسب لافراد التوحد ، نعرض موضوع على جانب كبير من الأهمية وهو النمو الجنسي عند البلوغ لافراد التوحد ، وما يتصل بهذا الموضوع من مظاهر ومشكلات وكيفية علاج المشكلات . ويُعتبر الجنس من الدوافع الاساسية أو ما تُعرف بالأولية أو الوراثية أو الفطرية ، التي يشترك فيها عالم البشر وسائر المخلوقات . وبالنسبة لعالم البشر ، فإن الدافعية الجنسية Sexual Motivation ضرورة لكل البشر سواء كانوا من الاسوياء أو غير الاسوياء ، إذ أن اشباعها يُمثل امراً حيوياً للفرد ، حيث يتم عن طريق التزاوج ، النسل واستمرار بقاء الجنس البشري . وحتى نُدرك ما ينتاب افراد التوحد من عوارض جنسية ، علينا أن نوضح التعريف بالتوحد ثم النمو الجنسي في كل من مرحلتي الطفولة والمراهقة ، ثم نعرض ما يتصل بالحياة الجنسية والنمو الجنسي عند البلوغ لافراد التوحد وذلك من حيث المظاهر والمشكلات والعلاج. وتتناول الدراسة الموضوعات الرئيسة التالية : المبحث الأول : التعريف بالتوحد . المبحث الثاني : التعريف بمظاهر النمو الجنسي في مرحلة الطفولة . المبحث الثالث : التعريف بمظاهر النمو الجنسي في مرحلة المراهقة . المبحث الرابع : البلوغ وايقاظ الجنسية . المبحث الخامس : النمو الاجتماعي الجنسي والعلاقة بصعوبات التعلم . المبحث السادس : التوحد ، البلوغ ، واحتمالية النوبات الصرعية . ويرجو الباحث ان يكون من وراء ما يقدمه من معارف ذات صلة بالتوحد ، لها قيمتها العملية لحل المشكلات والاعاقات عند الاصابة بالتوحد ، والله الهادي إلى سواء السبيل . الباحث د.ياسر بن محمود الفهد
المبحث الأول : التعريف بالتوحد : التوحد ( الاجترارية ) Autisim وهو من الاضطرابات الانفعالية الحادة Severe Emotional Disorders التي تحدث في الطفولة ، ويُصنف على أنه من الاضطرابات النمائية المحددة ، كما اختلفت مسمياته مثل : 1] توحد الطفولة المبكرة Early Infantile Autism أو Early Chidhood Autism . 2] الفصام الطفولي Infantile Schizophrenia . 3] الاجترار العقلي والتفكير الاجتراري . 4] ذهان الطفولة . 5] النمو غير السوي في الطفولة Abnormal Childhood .
واعتبر فقدان التفاعل الاجتماعي والعُزلة التي يُعاني منها الأطفال ، دليل على العلاقة المرضية الشديدة بين الطفل وأمه ، وإلى الاتجاهات السلبية من الوالدين تجاهه. وفي الوقت الحاضر يُعتبر التوحد اضطراباً ، او ملازماً له ، ولذلك يُعرف سلوكياً Behavioural أي من المظاهر السلوكية له . والمظاهر المرضية الأساسية تظهر قبل أن يصل عمر الطفل إلى 30 شهراً ، حيث تتضمن الاضطرابات التالية : 1- اضطراب في سرعة أو تتابع النمو ( مراحل النمو ) . 2- اضطراب في الاستجابات الحسية للمثيرات . 3- اضطراب في الكلام واللغة والسعة المعرفية . 4- اضطراب في التعلق أو الانتماء للناس والأحداث والموضوعات . السمات التي يتصف بها الأطفال عند التوحد : أشار هوارد واورلنسكي (Heward & Orlansky 1980 (2 إلى السمات التي يتصف بها الأطفال عند التوحد وهي : 1- العجز الجسمي الظاهر : وقد يترتب عن ذلك شكوك الأم بأن طفلها أصم أو كفيف . 2- البرود العاطفي الشديد : حيث يفتقد الطفل عدم الاستجابة لمشاعر العطف والانتماء من الآخرين ، ويعتقد الأهل أن الطفل يعزف عن صحبة الآخرين ولا يهتم بأن يكون وحيداً. 3- تكرار السلوك النمطي : مثل سلوك اهتزاز الجسم إلى الأمام وإلى الخلف أثناء الجلوس والدوران حول النفس ، وترديد كلمات محددة أو جمل معينة لفترة طويلة من الوقت. 4- سلوك إيذاء الذات ونوبات القلق : وصعوبة تعامل الأهل مع الأنماط السلوكية الشاذة كان يعض الطفل جسده حتى ينزف ، أو يضرب رأسه بالحائط ، أو يقطع أثاث حادة حتى يتورم الرأس ويُصبح لونه أسوداً أو أزرقاً . 5- الكلام النمطي : الأطفال عند التوحد يتصفون بالبكم ، فهم لا يتكلمون ، ولكن يهمهمون ويكون التكرار النمطي للكلام مباشراً وقد يحدث متاخراً . 6 - قصور السلوك : أي التأخر في نمو السلوك ، فقد يكون العمر الزمني للطفل عند التوحد خمس سنوات ، بينما سلوكه يتماثل مع سلوك الطفل العادي ذي السنة الواحدة من العمر . وهو يفتقد الاستقلالية بل يعتمد على الآخرين في طعامه ، أو ارتداء ملابسه .
· التوحد والإعاقة العقلية : التدقيق في ملاحظة سلوك التوحد ، يمكن تمييزه عن العوق العقلي ، حيث تتشابه السمات السلوكية بينهما . وفيما يلي إيضاح للسمات الخاصة بكل منها : 1- خاصية التعلق بالاخرين: الطفل المعوق ينتمي ويتعلق بالآخرين ، ولديه وعي اجتماعي نسبي. بينما يفتقد الطفل التوحدي التعلق بالاخرين حتى عندما تكون نسبة الذكاء لديه متوسطة. 2- خاصية العوق العقلي : الطفل المعوق عقليا يفتقد القدرة على التعبير اللفظي والادراكي الحركي والبصري بينما الطفل التوحدي غير قادر على التعبير اللفظي ولديه قدرة محدودة للادراك الحركي والبصري. 3- خاصية التواصل اللغوي : ذوي العوق ليهم التواصل اللغوي مع الآخرين محدود للغاية بينما التوحدي لديه صعوبة الاستخدام اللغوي وان وجدت اللغة فهي غير عادية وقد لا تكون مفهومة. 4- خاصية القدرات الجسمية : ذوي العوق لديهم العيوب والعجز الجسمي نسبته أعلى عند الاعاقة العقلية بينما التوحدي لديه العجز الجسمي أقل. 5- خاصية السلوك النمطي: ذوي العوق يختلف لديهم السلوك النمطي باختلاف العوق العقلي بينما لدى التوحديين السلوك النمطي ظاهر والحركات الكبيرة مثل التأرجح الذي يتم في صورة نمطية. هذا بالإضافة إلى وجود فروق بين : - التوحد وفصام الطفولة . - والتوحد واضطراب التواصل . - التوحد واضطرابات السمع والبصر .
التدخل العلاجي والتربوي عند الأطفال التوحديين : يتضمن العلاج مرحلتان: 1- المرحلة الأولى : يزود الطفل بدعم وإشباع أكبر، مع تجنب الإحباط عند التعامل معه ، ومحاولة التفاهم والضبط الانفعالي من قبل المعالج . 2- المرحلة الثانية : التركيز على تطوير المهارات الاجتماعية وتأجيل الإشباع والإرضاء ، هذا بالإضافة إلى العلاج البيئي القائم على تقديم برامج الطفل ، وتعتمد على الجانب الاجتماعي عن طريق التشجيع والتعلم على إقامة علاقات شخصية . فيما يتعلق بالإجراءات التربوية فإن الأمر يحتاج إلى تعلم قائم على تعديل السلوك الذي يعتمد على التركيز على الجوانب اللغوية ، بهدف تحسين التواصل اللغوي الذي يفتقده الأطفال عند التوحد . إضافة إلى التعلم على مهارات أساسية ضرورية في الجوانب الأكاديمية واكساب الطفل مهارات الحياة اليومية . ------------------------ المراجع : الدكتور يوسف القريوتي و دكتور عبد العزيز السرطاوي ودكتور جميل الصمادي : المدخل الى التربية الخاصة ، دبي ، ط 2 ، الامارات العربية المتحدة ، دار القلم للنشر والتوزيع , 1418هـ ، 1988م. دكتور زيدان السرطاوي ودكتور كمال سيسالم : المعاقون اكاديميا وسلوكيا ، خصائصهم وأساليب تربيتهم ، الرياض ، دار عالم الكتب للنشر والتوزيع ، 1987م . ------------------------
المبحث الثاني التعريف بمظاهر النمو الجنسي في مرحلة الطفولة تتمثل مظاهر النمو الجنسي في مرحلة الطفولة بما يأتي: 1- يُشاهد الفضول وحب الاستطلاع الجنسي ، حيث يُصبح الاهتمام الجنسي مُركزاً في الجهاز التناسلي خاصة عند الذكر ، ولذا يُطلق على النمو الجنسي في هذه المرحلة اسم "المرحلة القضيبية " Phallic stage . 2- يُلاحظ كثرة الاسئلة الجنسية حول الفروق بين الجنسين ( البنين والبنات والرجال والنساء في الشكل العام وفي أعضاء التناسل ، وكيف يولد الأطفال ومن أين يأتون .. إلخ). 3- ويكثر الطفل من اللعب الجنسي Sexual Playing خاصة وأن تناول الأعضاء التناسلية يبعث على اللذة . ويُلاحظ أن الأطفال الذين يُكثرون من اللعب الجنسي هم الذين يفتقرون إلى الراحة والعطف والحب ، ويشعرون بعدم الأمن والملل ونقص اللعب وضيق دائرة التفاعل الاجتماعي Social Interaction . ويلجأ هؤلاء الأطفال إلى اللعب الجنسي في فترات الضيق والأرق والخمول والانطواء وأحلام اليقظة أو في وقت الأزمات وخلال الحياة اليومية الرتيبة . 4- قد يشترك الأطفال في اللعب الجنسي خاصة بعد سن الرابعة حيث يقوم أحد الأطفال بدور الأب أو العريس أو الطبيب والآخر بدور الأم أو العروسة أو المريض ، والهدف هو الاهتمام بفحص أجسام بعضهم البعض وملاحظة الاختلاف بينهما ، واستعراض الأعضاء التناسلية . مظاهر الفروق بين الجنسين في مرحلة الطفولة : يرى علماء التحليل النفسي أنه في حوالي سن الثالثة يفضل الابن أمه ويحبها بدرجة قوية ويتعلق بها انفعالياً ، يجرى إليها عندما يصيبه أذى ويهمس في أذنها بأسراره ويريد أن يجلس بجوارها على المائدة وفي الأتوبيس ويريد منها آخر قبلة في المساء قبل النوم وتسمع منه احياناً " عندما أكبر سأتزوج ماما " ، وهو يرى أن أباه ينافسه في حب أمه ويغار منه ويكرهه ، وفي نفس الوقت يشعر بالإثم لأنه يحب أباه ويتقمص شخصيته ، وهذه هي ما تسمى " عقدة أوديب " Oedepus Complex . ومثل هذا يحدث بين البنت وأبيها " عقدة الكترا" Electra complex حيث تحب البنت أباها وتكره أمها مع الشعور بالذنب نتيجة لذلك . والتربية السليمة كفيلة بحل هذه العقد ومحو آثارها . أما إذا لم تحل ، فإنها تظل توجه سلوك الفرد إلى أساليب شاذة مثل الإمتناع عن الزواج او الزواج من امرأة أو رجل في سن الوالدين والعجز الجنسي أو التخنث والغيرة الشديدة على الزوج أو الخوف الشديد من فقدانه او الصدام المستمر مع الوالد من الجنس الآخر . وقد تشعر البنت بنوع من الغيرة عند مشاهدتها الاختلاف بينها وبين الولد بالنسبة لأعضاء التناسل . وهذا ما يُعرف باسم " حسد القضيب " أو" عقدة الخصاء " Castration complex حيث تعتقد البنت أنه كان لها قضيب وفقدته . وقد تلاحظ عقدة الخصاء أيضاً عند الولد في شكل خوف مكبوت من أن يفقد قضيبه كما هو الحال عند البنت . ويلاحظ أن عملية الختان - كما يجمع الأطباء - تعتبر ضرورية ومفيدة عند الأولاد ، وتعتبر غير ضرورية وضارة عن البنت . ومن الملاحظ أنه قد يرجع عدم تساؤل الطفل عن الأمور الجنسية في هذه المرحلة إلى انه سأل فلم يحصل على إجابات أو زجر ، أو أدرك كراهية والديه للحديث في مثل هذه الموضوعات فسأل شخصاً آخر فحصل على معلومات أرضته مؤقتاً ، أو أنه شعر بالخجل من جهله ، أو قد يكون عضواً في أسرة كبيرة العدد فيجمع من هنا وهناك ما يكفي لسد حاجته من المعرفة . ويؤدي نقص المعلومات أو المعلومات الخاطئة إلى نتائج غير محمودة منها : 1- الربط بين العملية الجنسية وبيم الإثم والذنب والخطيئة . 2- السعي الحثيث للحصول على أي معلومات ومن أي مصدر - فالممنوع مرغوب-. 3- سوء التوافق الجنسي مستقبلا . 4- التلذذ من سماع الأغاني والنكت الجنسية ومشاهدة الصور والأفلام الجنسية .
التوجيه التربوي للنمو الجنسي في مرحلة الطفولة : يجب على الآباء والمربين مراعاة ما يلي : 1- القيام بالتربية الجنسية ، وتعريف الطفل أسماء أجزاء الجسم بما في ذلك الأعضاء التناسلية الخارجية لكل من الجنسين مع استخدام المصطلحات العلمية . ويجب الصراحة فيما يختص بالجسم في حدود الأسرة مع بعض التحفظ في المجتمع العام. 2- الإجابة الموضوعية على أسئلة الطفل حول الجنس حين يسأل بما يتناسب مع مستوى فهمه وبدون تفصيل زائد وبدون انفعال . 3- تعريف الطفل الفروق بين الجنسين ، والعمل على أن يتقبل دوره الجنسي وكونه ذكراً أو أنثى ، وتقبل الفروق بين الجنسين خاصة عند البنات ، وألا يقلل من شأن الجنس الآخر لما لذلك من أهمية في تطوره الجنسي فيما بعد . 4 - علاج مواقف العبث الجنسي بحكمة ، وصرف الطفل وتحويل نشاطه إلى نشاط بناء آخر كاللعب والجري والتفاعل الاجتماعي ، وعلاج أي توتر انفعالي يعاني منه الطفل .. إلخ، كل هذا أجدى من العقاب وما يجره من أضرار بالنسبة لصحة الطفل النفسية . 5- تدريب الطفل على ضبط النفس بدرجة مناسبة وتعليمه المعايير الخُلقية الخاصة بالسلوك الجنسي . ------------------- المراجع : دكتور حامد عبدالسلام زهران : علم نفس النمو - الطفولة والمراهقة ، القاهرة ، عالم الكتب ، 1422هـ 2001م . ------------------- المبحث الثالث التعريف بمظاهر النمو الجنسي في مرحلة المراهقة الجنس له أهميته بلا جدال في حياة الفرد ويرتبط بسائر مظاهر النمو النفسي جسمياً وفسيولوجياً واجتماعياً وانفعالياً . ويلون الجنس معظم سلوك المراهق . وفي المراهقة يكون الفرد قد مر بخبرات استكشف خلالها الفروق التشريحية بين الجنسين وعرف بعض المعلومات عن وظائف أعضاء التناسل وعن السلوك الجنسي والتكاثر.. إلخ . وفي هذه المرحلة تتضح الميول والاتجاهات الجنسية ، وقد يمر المراهق ببعض الممارسات. مظاهر النمو الجنسي عند المراهقة . في أوائل هذه المرحلة يشعر المراهق بالدافع الجنسي ، ولكنه في أول الأمر يعبر عنه في شكل إخلاص وولاء وإعجاب وإعزاز وحب لشخص أكبر سناً من نفس الجنس غالباً كالمدرس أو المدرسة . وتلاحظ الجنسية المثلية Homosexuality حيث يتوجه المراهق انفعالياً ويميل عاطفياً بدرجة تزيد عما هو مألوف نحو أفراد جنسه . وطبيعي أن أقصى درجات الجنسية المثلية تزداد في بعض المجتمعات والبيئات دون الآخر . ويعتقد ان زيادة الجنسية المثلية في المجتمع ترتبط بقلة فرص الاختلاط الاجتماعي البرئ بين الجنسين . ثم يتحول الميل الجنسي تدريجياً إلى الجنس الآخر ، فيتعلق الفتى بإحدى الجارات أو صديقات الأسرة أو إحدى نجمات السينما أو إحدى المدرسات ، وتفعل الفتاة مثل ذلك مع أفراد الجنس الآخر . وبعد ذلك يأخذ الشعور الجنسي مجراه الطبيعي فيحب الفتى فتاة أو أكثر في مثل سنه ، وتفعل الفتاة مثل ذلك مع أفراد من الجنس الآخر . وتمتاز العلاقات الجنسية بين الجنسين في هذه المرحلة بسيادة الروح الرومانتيكية الخالية من أي إثارة جنسية جامحة حيث يوصف الحبيب بالأخ أو الأخت أو الملاك أو الروح .. إلخ ، ويقول صموئيل مغاريوس (1957) أن مثل هذا الحب العذري لا يزيد عن كونه تاثرات جنسية لم تخلص بعد من آثار العلاقات العاطفية في الأسرة ( نحو أفراد الأسرة من الجنس الآخر ) . وتمتزج هذه التأثيرات كذلك بالتأثيرات الدينية وبالتحريم الجنسي في المجتمع . فإذا بهالة من التقديس والإبها تغلف شعور الفرد نحو الجنس الآخر . وليس من غير المألوف ان المراهق لكي يخف من التوتر الجنسي لديه فإنه يزاول النشاط الجنسي الذاتي أو ما يسمى الاستمناء أو العادة السرية masturbation . وقد دلت البحوث التي اجريت في هذا الصدد أن حوالي 10% من البنين يتعلمون العادة السرية سواء من تلقاء أنفسهم أو من أقرانهم في سن التاسعة حين يعمدون إلى تناول أعضائهم التناسلية بأيديهم بغية الحصول على الاستمتاع الجنسي . وتزداد النسبة كل سنة بعد هذه السن حتى سن 15 حيث وجد أن حوالي 98% من البنين قد زاولوا العادة السرية في وقت من الأوقات، وأن حوالي 62% من البنات قد مارسنها في وقت من الأوقات . ويذهب بعض الباحثين إلى أن هذه العادة ما دامت منتشرة بهذه النسبة فإنها تكاد تكون مظهراً عادياً من مظاهر النمو الجنسي يتوقع حدوثه أثناء فترة المراهقة أن لم يكن قبلها . هذا وهناك بعض الأفكار الخاطئة التي تشيع بين المراهقين بخصوص الاستمناء أو النشاط الجنسي الذاتي منها أنه يؤدي إلى الإصابة بالأمراض الخطيرة مثل العمى والسل والهزال ، وأنه يعادل العمل الشاق عدة أيام ، أو يعادل مجهود الجماع عشرات المرات ، وأنه يؤدي إلى الضعف الجنسي والعقم واضطراب العلاقات الجنسية عند الزواج ، وأنه يضعف القوى العقلية وينقص القدرة على التذكر ويؤدي في النهاية إلى المرض العقلي . وإن معظم البحوث توضح أن الخطير في الأمر ليس ما هو شائع من هذه الأفكار الخاطئة ، ولكن الصحيح والثابت هو أن الإفراط في مثل هذا النشاط وإدمانه وما يصاحبه من مشاعر الإثم والذنب والخطيئة والصراع النفسي مضافاً إليه الاعتقاد في هذه الأفكار الخاطئة وخوف المضاعفات والقلق النفسي هو الأخطر . إن المراهق قد يدخل في حلقة مفرغة من ممارسة العادة السرية - الشعور بالإثم - فقدان اعتبار الذات - الخوف - العودة إلى ممارسة العادة السرية . ومن ناحية أخرى يعتقد بعض المراهقين أن العادة السرية تحقق بعض المزايا مثل علاج بثور الشباب وعلاج السمنة والإشباع الجنسي والتركيز في الاستذكار . · الفروق الفردية في المظاهر الجنسية عند البلوغ والمراهقة : توجد فروق فردية واسعة في سن البلوغ وشدة الدافع الجنسي لدى كل من المراهقين والمراهقات . 1- الفروق بين الجنسين : يلاحظ شعور البنات بالخجل في جماعات البنين ، واهتمامهن واستمتاعهن بالاتصال الجنسي في الرقص ( إذا وجد ) . ومن الملاحظ أن بعض علماء النفس يعتقدون أن النمو الجسمي يسبق الرغبة الجنسية بمدة تتراوح بين سنة وثلاث سنوات . ويلاحظ أن الظروف المثيرة جنسيا أو التي تبدو كذلك بالنسبة للراشدين ، أو تتيح الفرصة للنشاط الجنسي نادراً ما يدركها البنات والبنون في المراهقة المبكرة على هذا النحو. ويكون الاهتمام الجنسي عند البنين موجهاً أكثر نحو الاتصال الجسمي ، بينما عند البنات يكون موجهاً أكثر نحو الاتصال الانفعالي . ويلاحظ سيادة التفكير الجنسي والسعي الحثيث وراء الجنس الآخر . ويشاهد الفضول الجنسي ، وشدة الشغف بالتعرف على حقيقة الحياة الجنسية وكثرة الأسئلة إلى الكبار ومن سبقوا إلى مرحلة المراهقة والرفاق . ويلاحظ الإكثار من الأحاديث والقراءات الجنسية ، ويلاحظ أيضاً تلهف المراهقين على معرفة أخبار السلوك الجنسي لرفاقهم ، ويشاهد ذلك بصفة خاصة في خلوات المراهقين وجلساتهم المغلقة . وينشغل الكثير من المراهقين بحجم وشكل اعضائهم التناسلية وينتابهم القلق بخصوص أي انحراف حقيقي أو متخيل مما يجعلهم يحاولون استكشاف الأمر بالمقارنة بأقرانهم وكثرة الأسئلة حول هذا الموضوع او التجريب . ومن النماذج ما تقرؤه على صفحات المجلات الطبية والنفسية ( مثل مجلة طبيبك الخاص وغيرها ) . ويلاحظ أهمية النواحي الانفعالية والاجتماعية المرتبطة بالجنس . فالسلوك الجنسي لا يقتصر أثره على القائم به ، ولكنه في الغالب يشمل شريكا آخر . وهو بما قد يؤدي إليه من نسل يهم المجتمع ككل . وتعرض التعاليم الدينية والمعايير الاجتماعية والقيم الاخلاقية قيوداً كبيرة على السلوك الجنسي للمراهقين والمراهقات وتطالبهم بضبط النفس حتى تتاح لهم فرصة حرية التعبير المباح عن هذا الدافع في الزواج . وهذا يثير الصراع في نفس المراهق. ويقول علماء التحليل النفسي أن الصراع بين الأنا والهو يشتد ، فإذا انتصر الهو كانت النتيجة هي الانغماس في إشباع الغرائز ، وإذا انتصر الأنا حاصر الدوافع والغرائز في حدود ضيقة . ولذلك فإن من تتاح له فرصة الممارسة الجنسية في غفلة من ضميره الاجتماعي وفي إطار من اللامبالاة بالمعايير الاجتماعية وفي تغاض عن التعاليم الدينية ، أو من يقع فيها كاستجابة للدافع الجنسي القوي ، يشعر بالإثم وتأنيب الضمير وإن شعر بالذة والإشباع المؤقت .
· التوجيه التربوي للنمو الجنسي عند المراهقة : يجب على الوالدين والمربين مراعاة ما يلي : 1- الاهتمام بالتربية الجنسية حسب أصولها بهدف مساعدة المراهق في توافقه الجنسي . 2- إعطاء المزيد من المعلومات عن الوراثة ، ومعلومات اولية عن الأمراض التناسلية (فيما يختص بالمرض لا بالجنس ) . 3- إتاحة فرصة الاختلاط الاجتماعي العادي بين افراد الجنس الواحد . 4- فهم العلاقات السليمة بين الفتى والفتاة ، وتنمية اتجاه رعاية الجنس الآخر واحترامه وتأكيد اهمية التفاعل السوي بين الجنسين كقاعدة وأساس لإقامة وتنمية اتجاهات سليمة نحو الجنس . 5 - تشجيع المراهق على ضبط النفس والتحكم في رغباته الجنسية . والتمسك بالتعاليم الدينية والمعايير الاجتماعية والقيم الأخلاقية . 6 - تعريف المراهقين أن من يهتم فقط بإشباع الدافع الجنسي عن أي طريقة وبأي وسيلة دون تبصر ودون تحمل للمسئولية ، مثله كمثل من يهتم بإشباع جوعه فيملأ بطنه بأي غذاء بصرف النظر عن كونه حلالا أم حراماً ، صحياً أم غير صحي . 7 - شغل وقت الفراغ بانواع النشاط البناء الصارف عن الجنس ، وغرس الاعتقاد بأن الاستقامة رأس النجاح . 8 - تنمية الميول والاهتمامات الأدبية والعملية والرياضية والفنية . 9 - الاهتمام بالنشاط الرياضي والاجتماعي والترويحي وقضاء وقت الفراغ . 10 - توجيه وإرشاد المراهقين بما يكفل ضمان عدم تحول العلاقة العاطفية بين أفراد الجنس الواحد إلى نشاط جنسي . 11 - تزويد المراهق بأفكار بسيطة عن الحياة العائلية . 12 - تنمية اتجاه الاعتزاز بالاقتراب من الرشد . ---------------------- المراجع : دكتور حامد عبد السلام زهران : ( مرجع سابق ) . --------------------- المبحث الرابع البلوغ وايقاظ الجنسية Puberty and the Awakening of Sexuality ( جانيس ادامز ) Janice Adams عندما شرعت في كتابة مؤلفي " أفكار ابتكارية عديدة More Creative Ideas ، من عمر ثماني سنين إلى مرحلة الرشد Adulthood " ( تبدأ عند انتهاء مرحلة المراهقة ، أي عند اكتمال نمو الفرد ) ، كان ابني الأصغر المصاب بالتوحد ، عمره - انئذ- ثمان سنوات . ولذلك كان من الأهمية ان يحتوي مؤلفي على فصل يختص بالموضوعات ذات الاهتمام بالمراهقة Adolescence ، حيث ان لذلك أهميته بالنسبة لعائلتي . وهذا الفصل في المؤلف الذي قمت باعداده ، يُمثل أهم جزء في الكتاب الذي قمت باعداده . وليس ذلك قاصراً بالنسبة لي وعائلتي ، بل أن الكثير من الآباء الذين تحدثت معهم ، كانوا على معرفة محددة بالنسبة لما قمت بإعداده وتقديمه ، حيث انهم ينتمون إلى عصر ، بينما ابنائهم ينتمون إلى جيل آخر . هذا والتغيير الكبير الذي حدث ، يرجع إلى القيم الشخصية والمحظورات Personal Values and tabbos ( الافعال المحظورة ) التي ينظر إليها الآباء والمتخصصون فيما يتصل بالجنس والجنسية . فالكثير من الناس لا يميل مطلقاً للحديث فيه .. بل أن هناك الكثير من المعتقدات الثقافية ، التي لا تبيح الحديث فيه . والكثير من الأفراد قاموا بابلاغي بأن الأسر أو المعلمين الذين يتعاملون مع المراهقين ، يعتقدون بأن تآخر النمو عند الأفراد المصابين بالتوحد ، قد يعني بانه/ أو أنها سوف يفتقد النشاط والحفز الجنسي Sexual Stirring وهذا ليس هو الواقع ، ذلك لأن الآثارة الجنسية Sexual arousal تحدث في اطفال التوحد ، والذين لديهم القدرة على الكلام مثل الأطفال الصم non Verbal . ذلك لأن الجنسية تُعد من خصائص الجنس البشري . والساعة الداخلية Internal Clock ( القصد المنبه البيولوجي الداخلي عند الإنسان ) لايقاظ الجنسية عند الفرد ، تُعد أمراً شخصياً بالكلية . فقد افاد بعض الآباء بأن ابنائهم في سن الثامنة ، كان لديهم الانتصاب والاستمناء باليد Erection and masturbating ( الانتصاب واتيان العادة السرية ) . ومرجع هذا آثارة من طبيعة حسية أكثر مما في حال وجود الجنس الآخر Opposite sex . كما أفاد اباء آخرون ، بان الايقاظ الجنسي لابنائهم حدث في وقت متأخر ووصل إلى سن العشرين . والموضوعات التي كانت توقظ الجنس كانت متباينة : الجنس الآخر ، صور النساء في الملابس التحتية Lingerie ، الاقدام .. إلخ . وهذه الاشياء لا تثير الأفراد العاديين ، ولكنها تُعد من المثيرات الجنسية عند أفراد التوحد . ومن الأهمية بالنسبة لذلك هو التركيز على الوقت والمكان Focus on Time & Place ، وما هو المناسب الذي يجب اتباعه مع مراعاة الجانب الأمني . واين ومتى يتم اتخاذ اللازم في الوقت المناسب؟ وهذا ما يجب اتباعه وخاصة في الأعمال المبكرة . مثلاً فإن الصغير المتوحد ، يُنظر إليه على أنه جذاب أو بارع Cute ، إذا كان يقوم باحتضان الآخرين ، أو يقوم بالجلوس على حجورهم . وهذا السلوك غير مرغوب فيه - كلية - إذا استمر عندما يصل طفل التوحد إلى مرحلة البلوغ أو الرشد ، خشية قيامه بالاستمناء اليدوي ، بل أنه يتعين التبكير باكساب الطفل المهارات الاجتماعية المناسبة ، عندما يقف وهو صغير بجانب شخص آخر ، وحتى يعتاد الأمر لا يحتاج منه إلى اكتساب عادات غير مقبولة . ومن حيث كانت التربية المبكرة الخاصة بهذه الجوانب ، تُعد ذات أهمية كبيرة ، فإنه يتعين ان يكون هناك علاقة وألُفة Rapport بين العائلات والأفراد من ذوات الصلة بتربية الصغار ( كالمربين ) ، إذ ان ذلك له اهميته الحاسمه Crucial ، عندما تحدث أمور تتصل بالجنسية عند تقدم العمر ، حيث يمكن مداركة ذلك في الوقت المناسب فهناك أمور يجب أن يتعلمها الطفل ، حتى يكتسب القواعد والقيم الاجتماعية المناسبة والتي تتعلق بالجنسية ، مثال ذلك عليه أن يتعلم إلا يقوم بفك ازرار اذاره قبل أن يدخل إلى المرحاض . والصورة الخادعة للانحراف الجنسي Illusion of Sexual deviance مرجعها البيئة التي يعيش فيها الفرد . مثال ذلك الموقف الذي يقوم به رجل مصاب بالتوحد ، حيث يتابع الفتيات الصغار . وحيث تبين أن هذا الشخص - ببساطة - ليس له اصدقاء ورفاق من نفس عمره يمكنه ان يتواصل معهم اجتماعياً Same-age peers . كما أنه من المعروف بان افراد التوحد ، يتعملون بصرياً Visual Learners . ولكن تعلم فرد التوحد المناسب والسلوك الغير مناسب اجتماعياً ، مثل البدء في الاستمناء اليدوي في مكان عام ، يحتاج إلى إعادة عمل مباشر للتوجيه Redirected بدون اعتراض أو احتجاج Fuss . ويتم التوجيه عبر انشطة بدنية Rhysical aetivities أي يتم اعادة توجيه الفرد المتوحد عن كيفية اختيار المكان Place والوقت Time المناسب عندما تتم الآثارة الذاتية ( الشبيه الذاتي ) Self - Stimulation مع مراعاة أن يتم ذلك بصورة فردية لكل فرد متوحد . والقدرة لتحقيق ما يتم من استراتيجية صحيحة لذلك ، تقوم على إدراك وكشف النتائج عبر ملاحظة سلوك الصغير خلال فترة زمنية معينة . مثال ذلك : هل تحت الآثارة الذاتية خلال فترة معينة أثناء النهار ؟ وهل يتم ذلك عندما يكون الصغير قلق Anxions فعند القلق - مثلاً - يمكن تقليل السبب الذي يُحدث القلق وجذب انتباهه لموضوع آخر . كما أنه من الأهمية القيام باختيار نظام ووسائل الفرد عند اتصاله بالآخرين والتواصل معهم ، للتحقق من أنه أو إنها ، يتم اختيار المرئيات الصحيحة ، والفرص التي تُعبر عن الحاجات الصحيحة للفرد . والواقع إن هناك موضوعات كثيرة تتصل بالجنسية والرشد بصفة عامة ، وحيث يصعب مناقشتها في مجال ضيق ، مثل تعليم الصحة الشخصية ، المنهج المناسب للتربية الصحية ، التغيرات الصحية مثل الاكتئاب والنوبات المرضية Seizures ، اضافة إلى الصراع للقوى الطبيعية للاستقلالية التي تحدث داخل معظم البيوت والتي يقوم بها المراهقون . هذا وليس هناك اجابات سحرية لحل هذه المشكلات ، قدر ما يمكن أن تكون هناك محاولات واخطاء Trial and error في علاج مثل هذه المشكلات . فالمراهقون والكبار من المصابين بالتوحد ، يواجه الآباء والمهنيون منهم تغيرات حياتية كثيرة . وهم يحتاجون ممن حولهم فرص الاعتناق ( تقمص العطف ) Empathy والقبول غير المشروط Unconditional acceptance فليس معقولاً ان يواجه الإنسان ابناً أوابنة أو طفل او راشد من المصابين بالتوحد ، دون أن يتأثر بحالته . ذلك لأن الموضوعات المتصلة بالجنسية ، تُعتبر اساسية لنا جميعاً كطبيعة بشرية Humen Nature وكلما كان الفرد متفتح الذهن Open - minded فإنه يكون قادراً على الاقتراب من الفرد المتوحد ، وقادراً على اتخاذ الايجابية ، والنماء الشخصي ، لمعالجة مشكلات الفرد المتوحد . المبحث الخامس النمو الاجتماعي الجنسي بين افراد التوحد ، والعلاقة بصعوبات التعلم The Socio - Sexual development of People With Autism . And related Learning disabilities .
مقدمة : فيما يتعلق بالتواصل مع التوحد ، فإن هناك مدى متسع من القدرات الشخصية والنمو الخاص بالتوحد ، ولقد وضعت هذه الدراسة لبيان القدرات والنمو الشائع بين الأفراد المصابين بالتوحد والذين يحتاجون إلى خدمات متواصلة من حيث عجزهم عن التعلم . وفي عام 1971 قامت الأمم المتحدة بتبني اعلان حقوق Declaration of Rights للافراد الذين يعانون من صعوبات في التعلم على أساس : بان المتخلف عقلياً له نفس الحقوق الأساسية كسائر المواطنين في نفس الدولة ونفس العمر . وهذا الاعلان كان حجر الزاوية لـ "أسس المساواة " Priciples of nomalisation والذي اتاح فرص الرعاية والنماء السليمة في السنوات المعاصرة والذي ادى إلى تبني الاطار التشريعي Legislative framework للرعاية في المجتمع الأمريكي خلال عام 1993 . وفي خلال 1975 اشار " مولهيرن " Malheren بان اعلان " أسس المساواة " اوجد مصادر حادة في ميدان السلوك الجنسي . إذ ان حوالي 67% من الهيئات المهنية الذين استجابوا لما قام بتقديمه ، شعروا بان الاحباط الجنسي Sexual Frustration له دور هام واساسي في الصعوبات التي تواجه المتخلفين عقلياً . كما أن ميتشيل Mitchel قام بمسح في عام 1978 ، ووجد أن 31% من هيئة الرعاية لهؤلاء الأفراد يقبلوا السلوك الجنسي للمرضى البالغين في عياداتهم ، كما أن تقرير " جاي " Jay في 1979 وجد أن 25% من هيئة الأطباء في المستشفيات ، و20% من هيئة النزلاء ، يعتقدون بان المرضى البالغين يجب إلا يتم تشجعيهم على تنمية العلاقات الجنسية . ومن الواضح أن الكثير من الهيئات المهنية يكبحون الجنس في اتجاهاتهم Sexually repressive . وفي حال التوحد ، هناك بعض المبررات لمعارضتهم في قبول ما قامت بالتصريح له " آن كرافت " Ann Craft في كتابها " التربية الجنسية وتوجيه المتخلفين عقلياً " Sex Education and Counselling for Mentally Handicapped " . وبالنسبة للنقاط الرئيسية حول المساواة الجنسية بين البالغين والذين يُعانون من صعوبات التعلم فإنه : 1- الحق في الحصول على تدريب في السلوك الاجتماعي الجنسي Social - Sexual behavior ، ليتم فتح منافذ للتواصل الاجتماعي مع الأفراد في المجتمع . 2- الحق في الحصول على المعارف الخاصة بالجنس والتي يمكنه إدراكها . 3- الحق في التمتع بان يُحب وأن يُحب من الجنس الآخر . 4- الحق في اتاحة فرص بالتعبير عن الدافعية الجنسية بنفس الشكل الذي يتم بها القبول من الناحية الاجتماعية من الآخر . 5- الحق في خدمات ضبط النسل والتي تقابل احتياجاتهم . 6- الحق في الزواج . 7 - الحق في أن يكون لهم صوت في الانجاب . · المراهقة Adolesence لفهم قدرة افراد التوحد لتحقيق الحقوق التي نادت بها " آن كرافت " Ann Craft ، فإنه من المفيد مقارنة نمو أفراد التوحد خلال فترة المراهقة ، مع الأفراد الاسوياء بالنسبة للمراهقين العاديين ( الاسوياء) في فترة مرحلة المراهقة ، حيث يبدأ البلوغ ويستمر النمو حتى يُصبح المراهق لديه القدرة على ممارسة أعماله باستقلالية في الحياة الاجتماعية ، ويتحمل هو / أوهي مسئولية ما يقوم به من أعمال . ومن حيث النمو السوي ، فان هذه المرحلة تمتد حتى 18 سنة . ومجالات النمو خلال مرحلة المراهقة تتمثل في الآتي : 1- النمو الجنسي ( البدني / الفيزيائي ) Physical Development خلال مرحلة البلوغ ، يبدأ الطفل في نمو سريع ، حيث تظهر تغيرات بدنية تتمثل في طول القامة وظهور السمات الجنسية الثانوية ويتم البلوغ خلال المرحلة العمرية 10-14 سنة . وقد لاحظ بعض الباحثين ان هناك تأخر بسيط Slight delay في نمو الهيكل العظمي لاطفال التوحد . ومن ثم يتبع ذلك تأخر البلوغ في حال التوحد . 2- النمو المعرفي Cognitive Development ان العمليات العقلية التي تُصاحب المراهقة ، تمكن المراهق من فهم البيئة التي يعيش فيها ، وتمثل مرحلة هامة في النمو خلال البلوغ . وقد اشار " بياجيه " Piaget ( من العلماء الإفذاذ الذين قاموا بدراسات وبحوث عن النمو الإنساني ) اشار إلى أن النمو المعرفي في عالم البشر اثناء فترة البلوغ يترتب عنه بداية نمو التفكير المجرد Abstract thinking وهو من مراتب التفكير العالية التي تُعد أساساً لنشاط عقلي خصب . وقبل البلوغ يكون الطفل العادي قادراً على التفكير العياني ( الحسي / المادي / الملموس ) Concrete ، حيث يعتمد على الحواس الفيزيائية ليفهم ما يُفكر فيه . بينما في فترة البلوغ يمتد النشاط العقلي إلى عمليات معرفية وحيث يكون للمراهق اان يفهم الافكار المجردة : ( من مستوى اعلى من التفكير الحسي ) وقد وجد " رويتر " Rutter في عام 1970 أن 10% من الافراد المصابين بالتوحد في دراسة قام بها ، أن هناك تدهور واضح Marked deterioration ، في القوى العقلية لأفراد التوحد خلال فترة المراهقة . إضافة إلى 33% ينتابهم نوبات تشنجية Seizures وقد تحدث نوبات تشنجية صرعية Epileptic Seizures في هذه الفترة لأفراد التوحد . 3- النمو الاجتماعي Social Development ان المهارات المعرفية Cognitive Skills المرتبطة بالنمو البدني ( الفيزيائي ) ، تمنح المراهق العادي ( السوي ) يقظة الذات او الوعي بالذات Self - awarness والقدرة على الفهم والتعرف على الخبرات والمشاعر الخاصة بالآخرين ، حيث ينتقل المراهق من العائلة التي ينشأ فيها إلى مجموعة الرفاق Peer groups ، وعند يبدأ الوعي بالذات ، عن طريق الرفاق وروابط الاندماج والتقارب معهم ، حيث يمثل ذلك المعبر من حياة الطفولة ، والاعتمادية على الضبط الابوي والأسري ، ليُصبح - انئذ - فرداً بالغاً مستقلاً ، وكعضو في المجتمع . والكثير من أفراد التوحد يفتقرون القدرة Iity على إقامة علاقات اجتماعية ، إذ أن ذلك مظهر تشخيصي معياري للمصابين بالعوق ، وينطبق ذلك على علاقاتهم الأولية داخل الأسرة وعلى العلاقات ذات المدى المتسع مع الأخرين ، ونتيجة لذلك نجد أن افراد التوحد في علاقاتهم بالآخرين ، يقفون موقف الملاحظين Observers ، وليسوا من المساهمين والمنتفعين بالعلاقات المتداخلة مع الآخرين . 4- النمو الجنسي Sexual Development مع بداية البلوغ ، نجد أن المراهق العادي يتعلم كيف يتعامل مع محفزات جنسية قوية متزايدة . وقد اشارت دراسات " سورنسين " Sorensen 1972، إلى أنه في نهاية فترة المراهقة ، تبين أن أغلب الذكور بنسبة تصل إلى 50% والأناث قرروا انهم كانوا يمارسون الاستمناء اليدوي . اضافة إلى وجود حالات من الجنسية المثلية في هذه المرحلة العمرية Homosexuality وايضاً الممارسة الفعلية للجنس . ولقد كانت هناك بعض الدراسات القليلة عن أفراد التوحد . ففي 1979 وجد " ديمير " Demyer بان المراهقين من أفراد التوحد لم يكن لديهم الدافعية لممارسة الجنس . وأنه كانت هناك مشكلات جنسية بين مجموعة من الأفراد البالغين المصابين بالتوحد . فقد أوضح "ديمير" بان 63% من افراد التوحد كانوا يمارسون الاستمناء اليدوي ، وان 60% من هذه المجموعة كانوا يمارسون العادة السرية بصفة مستمرة واحياناً كل الوقت . وبصفة عامة يتبين ان افراد التوحد لديهم دافعية جنسية ، ويعبرون عن اشباعها ، بالاستمناء الفردي Solo masturbation ، بوسيلة مشابهة لنسبة أكبر من المراهقين . وفيما يتعلق بالعلاقات الجنسية مع الجنس الآخر ، فان افراد التوحد يختلفون عن الافراد العاديين ، إذ أن هناك قلة نادرة فهم لديهم خبرات في هذا الشأن . حيث أن الكثير من أفراد التوحد خلال فترة المراهقة يبقون منهمكون في ذواتهم Self - absorbed ومن ثم فانهم يعزفون عن ايجاد علاقات مع الآخرين . لذلك فإن الأمر يحتاج إلى إيجاد علاقات اجتماعية للنمو الاجتماعي عن الجنس بين افراد التوحد . 5- واقع مجموعة الرفاق لافراد التوحد : The Reality of the Peer group for the People of Autism . يُعاني افراد التوحد من ضعف المهارات المعبرة ( المشددة / المؤكدة ) Empathic Skills حيث يجدون صعوبة في التوقيت الاجتماعي المناسب ، والتواصل الاجتماعي ، وما يتبع ذلك من مشكلات ، تجعلهم في معزل عن مصاحبة الرفاق . بل هناك عدم القدرة للتفاعل مع الآخرين والذين - عادة - مع يلفظونهم بل دائماً ما يرفض الاسوياء التعامل معهم . بل أنه من المعروف انهم قد لا يجدون مكاناً أو تعاملاً مع من يماثلهم ، إضافة إلى أنهم لا يجدون مكاناً لهم بين أفراد المجتمع والذين قد يكون لديهم - أيضاً - صعوبات في التعلم . وإذا اراد أفراد التوحد الحصول على عوائد ترد اليهم من التعضيد الاجتماعي ، كرغبة في الانتماء Belonging ، وإنهم افراد لهم قيمة اجتماعية ، فإنهم قد يحصلون على هذه العوائد من مجموعات الأفراد الذين يتعاملون معهم ، كأفراد العائلة ، والاخصائيين المهنيين ، والمتطوعين العاملين في ميادين العوق . وعلينا أن نقر ما تقدمه من عون يختص بقبول واقع التعبير عن الحاجات الجنسية لأفراد التوحد ، بل علينا أن نقر حقهم في ممارسة الجنس عن طريق الاستمناء اليدوي مثل غيرهم ، مع احقيتهم في خصوصية ذلك الأمر ن ومع تعويدهم في اختيار الوقت والمكان المناسب . اضافة إلى تعليمهم أن يكون سلوكهم مناسباً في المجتمع الذي تحكمه قواعد غير منطوقة ، تحكم سلوك الناس الذين ابدانهم ناضجة جنسياً . لذلك فأفراد التوحد يحتاجون مهارات كافية لتمكنهم من السلوك في مجتمعات مفتوحة ، وحتى لا يواجهون استجابات غير مقبولة من الآخرين . ولذلك فان مسئولية من يهتمون بأمور أفراد التوحد ، أن يجدوا ويستخدموا طرائق التدريب المناسبة لمعاونتهم ، والواقعية والتي تختص بفهم اعمق لأحوالهم . 6- طرائق التدريب Training Methods هناك برنامج " بينهافن " Benhaven Programme والذي صُمم لمعاونة المراهقين من افراد التوحد ، لفهم وظائف اجسامهم عند المراهقة ، ولمعاونتهم للسلوك المناسب المقبول والاجتماعي لانماط السلوك الجنسي . وفي 1979 وجد كل من " ميلون وليتيك " Melone and Lettick بان القائم باعمال التربية الجنسية الذين طلبوا منه اعداد برنامج للمراهقين من افراد التوحد في " بينهافن " ، حكم بسرعة بان اتجاهاته الأساسية نحو المتخلفين عقلياً غير ذات جدوى حيث اشار : بان المتأخرين من حيث أنهم تنخفض قدراتهم العقلية ، عادة لديهم تواصل اجتماعي ومهارات اتصال جيدة ، وانهم قادرون على بناء علاقات دافئة Warm relationships والتي يمكن ان تكون عادية ومقبولة بارتياح من الآخرين . ولقد كان البرنامج مؤسساً على توقعات تعليم وتربية ذوي الوظائف المنخفضة من المراهقين ، وليسوا من الذين يصعب عليهم التواصل الكامل . ولذلك لم يؤخذ بهذا البرنامج حيث أن القائمين على تطبيقه كانوا غير مقتنعين بمشاعر المتعلمين ، إضافة إلى ان افراد التوحد لم يكونوا مهتمين بهذا البرنامج . فالعلاقات الخاصة بالمتعلمين مع الآخرين ، كانت في صورة مبسطة قائمة على اساس أنها اداة لاشباع حاجاتهم . في حين أن العلاقات الاجتماعية للبرنامج كانت تميل لان تكون صورة ظاهرية لما يقوم به المراهقون الآخرون . وفي ضوء هذا الواقع فان "برنامج بينهافن " تبنى خطط للتربية الجنسية ، وقام بوضعها في أطر تدريسية مقبولة للسلوك الاجتماعي للمراهقين . بل أن البرنامج تضمن عدداً من وحدات قياسية Modules يمكن استخدامها على افراد التوحد عندما تكون مناسبة لهم ، من ناحية الرعاية الصحية Self - Care والصحة الشخصية Personal Hygiene (1) . 7 - ما هي القيم التي يجب ان تقدم ؟ What Vlaues should be Applied ? تعتبر الجنسية امراً شخصياً لدرجة عالية . والجنسية تحتاج منا لأن نختبر القيم الشخصية الخاصة بنا ، وهل يمكن أو لا يمكن تطبيقها على افراد التوحد . وذلك على أساس انهم يشكلون الجوانب النفسية الجنسية للمجتمع معنا ، من حيث زواجهم وتكوينهم أسر ، ومن ثم علينا أن نقوم بعمل تقويم للقيم الخاصة بمشاعرنا وما يقابلها من بدائل ، وأن تعمل على وزن حاجات افراد التوحد ، بالنسبة للقيم والاخلاق الخاصة بالمجتمع " ميسبوف " Mesibov 1982 ، والمدافعون Advocates عن " الحقوق " Rights لافراد التوحد ، سوف لا يقدمون المساعدة الايجابية لهؤلاء الافراد ، ما لم يقوم افراد التوحد بالعمل والمساندة الضرورية لاقامة العلاقات الجنسية في المجتمع . بل عليهم المشاركة في الاتحادات الجنسية في المجتمع Sexual Unions ، حيث انهم ليسوا بمفردهم هم الافراد المبذون والمظلمون في التعامل Abused ، من حيث كونهم لا يتم تشجيعهم على ممارسة حاجاتهم Pursue ..needs بدون المساندة الاجتماعية ، حيث قد لا يتوافر الوعي الكافي Insufficent awarness لحاجات ومشاعر المشاركون في الحياة الاجتماعية (ومنهم - بطبيعة الحال -افراد التوحد ) . 8 - النموذجة والتدريب على السلوك الاجتماعي الجنسي Modelling Training Socio Sexual Behaviou . يتم ذلك عندما يصل فرد التوحد إلى مرحلة البلوغ ، ويصبح مراهقاً ، بل ويصبح ناضجاً جنسياً وحيث تبدأ المشكلات وعادة ما يتم تجاهل الجنسية بين افراد التوحد ، حتى تظهر اسباب الضغوط Causes for Stress المرتبطة بذلك . والمراهقون من افراد التوحد ، لديهم وقت اقل في تغيير سلوكهم ، عما هو الحال بالنسبة لوقت ادراك التغيرات التي تحدث لهم ، من القائمين على رعايتهم فمظاهر النضج الجنسي لهم يدركها القائمون على رعايتهم ، كما أنه مقبول بدرجة تعلم عالية ان الكثير من افراد التوحد ، يفتقدون مرونة التفكير والفهم Lack of thought and understanding وعادة ما يقومون بتعلمه فيبقى في عقولهم ، فانه يصعب تغييره . فإذا حاولنا أن نعلم افراد التوحد ، كيف يسلكون كالكبار ، فانه يجب أن يؤخذ في الاعتبار اننا كيف نعلمهم ليسلكوا مثل الصغار، كما أنه اذا اعتقدنا بان سلوكاً مثالياً اجتماعياً مقبولاً لاتباعه من طفل في المجتمع ، وان ذات السلوك يجب طبيعياً لتغييره عند نمو الطفل ووصوله إلى مرحلة المراهقة ، وقمنا في ذات الوقت بتعليم طفل التوحد نفس السلوك، نجد أن عمليات التعلم يُصاحبها اخفاقات Deficiencies في نمو اطفال التوحد عند وصولهم إلى سن المراهقة . وإذا وجد اطفال التوحد صعوبة في اتباع ونقل المعارف ذات الصلة بمرحلة المراهقة ، وإذا ما تعرضوا لمعاناة شديدة في افكارهم ، وإذا لم يجدوا العون من مجموعة رفاقهم ، وإذا ما استمروا في الاعتماد على دور العائلة ، فإنهم - انئذ - يدخلون إلى مرحلة المراهقة بنفس الفهم والسلوك الذي تم اكتسابه لهم في مرحلة الطفولة . ورغم القيم التي يحددها المجتمع للخبرات والمسرات الخاصة بهذه المرحلة العمرية ، فإن هذه المرحلة ليست هي أهم المراحل في أعمارنا . فإذا تعرض الطفل خلال العشر سنوات الأول من حياته إلى احباطات Frustration واخفاقات وعجز اجتماعي Social Disability ، فإن هذا النمط من التنشئة قد يستمر إلى عمر 70 سنة . وفي هذا ما يؤكد عدم صلاحية هذا النمط من التنشئة ، وإذا اخفق افراد التوحد والذين يعانون من صعوبات التعلم في أن يصبحوا أكثر توافقاً في حياتهم وخاصة في نهاية مرحلة المراهقة ، فإنه يجب أن يتعلموا ان اشكال السلوك الطفولية ، لا تعد مناسبة عندما يصلون إلى مرحلة النضج ، وان هذه الأشكال يجب لا يعاد تعليمها Re - Learnt . 1- الاتصال البدني المقبول : Acceptable Physical Contact بالنسبة لأولئك الذين يتعاملون مع الطفل قبل البلوغ ، يجب عليهم ان يأخذوا في الحسبان إلى الاتصال البدني بالطفل ، فإنهم يمهدون Initiate قبول الطفل لهذا النمط من السلوك حتى وصوله لسن الرشد . فليس هناك من ضرورة للآباء أو الذين يقومون برعاية طفل التوحد ، ان يستمروا في احتضانه او اعطائه قبلات ، حيث أن مثل هذا السلوك يجب أن يتوقف عند الوصول إلى المراهقة ، إلا فيما ندر من مواقف حياتية . وهذا النمط من سلوك الاتصال البدني من افراد خارج العائلة يجب أن يتوفق ويتغير . ويكتفى بتصافح الايدي بحرارة ، أو التعبير اللفظي ، وخاصة مع الراشدين . 2- التجمع الجنسي Sex Grouping تعليم الطفل إلى أن جنس هو ينتمي إليه ، يعد امراً حيوياً للغاية ، لكي تكون استجاباته مع الجنس الآخر في المواقف الاجتماعية آمنة وليست مضطربة . وهذا الجانب من التنشئة ضروري لمعاونة الطفل في أن ينجح في حياته الاجتماعية ويحدث له تجمع مع الذكور او مع الأناث ، قبل أن يقوم المجتمع ذاته بالفصل في حال التجميع الجنسي . والتدريب على ذلك يُعد ضرورة من ضرورات يحرص عليها المجتمع عند المساواة بين افراد الجنس الواحد ، وبالنسبة لأطفال التوحد قد يختلط عليهم الأمر في تحديد خصائص الرجولة أو الانوثة Masaculine or Feminine . 3- الحياء Modesty اطفال التوحد ليسوا أفضل الناس للسماح لهم بالجري عرايا على السواحل الدافئة خلال عطلات فصل الصيف . إذ أنهم على فهم ضئيل بالنسبة للقواعد المعقدة الاجتماعية التي تمنع هذا السلوك إذ عليهم أن يقوموا بدثار اجسامهم ولا يكونوا عرايا . والجلوس باعتدال ، وتعلم متى وإين ان يسمح بلمس اجسام الآخرين واجسامهم ، واختيار المراحيض المناسبة واغلاق الابواب عند الدخول اليها ، تعد من الأمور الهامة التي يتعلمها الراشدون قبل الاطفال. ومثل هذا السلوب يجب ان يتعلمه طفل التوحد قبل أن يصل إلى سن الرشد . 4 - تسمية اجزاء الجسم Naming of Body Parts تسمية اجزاء الجسم تظل المسميات كما هي في الطفولة وفي الرشد . وبالنسبة لطفل التوحد يجب أن يتعلم اجزاء الجسم . وفي العادة لا نعلم الطفل الاجزاء الجنسية في جسمه وقد نستخدم الفاظ دارجة لمسميات الاجزاء الجنسية . وطالما أن المسميات لا تستخدم بطريقة صحيحة فان الطفل قد يستخدم الفاظ غريبة غير صحيحة ، إذ أن طفل التوحد يجد صعوبة في المفاهيم Difficulty of concepts بل صعوبة في ربط الكلمة عندما يسمعها مع الفكرة من ورائها واستخدام مسميات مختلفة للمناطق الجنسية عند اطفال التوحد أمر مرغوب فيه .
المشكلات العامة Common Proplems من المشكلات الاستمناء اليدوي الغير مناسب Inappropriate Masturbation وهو من الأمور الغير مناسبة التي تخلق القلق ، وقمع السلوك Suppressing behaviour والذي قد يترك الفرد دون التخلص من الطاقة الجنسية والخطوة الأولى التي يجب التأكد منها هو ان الفرد لا يُعاني من مشكلات صحية . فقد تكون هناك معاناة من عدوى في الجهاز التناسلي مما يؤدي إلى الاستمناء . وإذا كان الفحص الطبي يوضح أنه ليس هناك معاناة او حساسية فإنه عندئذ يجب تعليم الطفل لبرنامج لتعديل السلوك . وإذا كان السلوك يُمثل مشكلة حادة ، فإن الأمر قد يستدعي تدخل اخصائي نفسي ، لاستخدام برنامج تعديل السلوك والبرنامج الذي يستخدم لا يقوم على ايقاف الاستمناء ، ولكن لتعليم الفرد اين ومتى يمارس هذه العادة بطريقة لا تؤذيه وتضره . --------------------------- المراجع Liberman and Malonee (1980),Sexual and Socail Awareness: A Curriculum for Moderately Autistic and Neurologically Individuals --------------------------- المبحث السادس التوحد ، البلوغ ، واحتمالية النوبات الصرعية Autism , Puberty , and the Possibility of Seizures . ستيفن . م . اديلسون ( درجة الدكتوراه ) مركز دراسات التوحد . مدينة سالم . اوريجون . الولايات المتحدة الأمريكية . ان واحداً من كل أربعة من اطفال التوحد ، يُصاب بنوبات صرعية خلال مرحلة البلوغ والسبب الرئيسي لذلك لم يُعرف بعد ، ولكن ربما يكون السبب مرجعه تغيرات هرمونية Hormonal Changes في الجسم واحياناً قد لا تظهر هذه النوبات الصرعية : مثلاً : قد يكون ذات صلة بالتشنجات Convulsions ، ولكن في العديد ، تكون صغيرة ، وخاصة في حالات النوبات الصرعية ( دون السريرية / أي غير بادية الأعراض ) Subclinical ، والتي قد يصعب تحديدها بالملاحظات البسيطة ( غير الدقيقة ) . وتتضمن النوبات الصرعية غير بادية الأعراض ( دون السريرية ) ما يأتي من أنشطة : 1- اعراض مشكلات سلوكية مثل العدوانية Aggression ، جُرح الذات Self - injury وشراسة بقسوة Severe tantruming . 2- تقدم بسيط للغاية لمكاسب اكاديمية ( تحصيل اكاديمي ) ، بعد أن كان هناك مكاسب جيدة خلال فترة الطفولة ، وقبل سنوات المراهقة . 3- فقد لبعض المكاسب السلوكية المعرفية Behaviouval Cognitive - gains .
وقد عرفت بعض الأفراد ( المؤلف ) من التوحديين الذين كانوا من مستوى اداء عال High - Functioning قبل البلوغ . بينما عند البلوغ فانهم كانوا يُعانون من نوبات صرعية ، وكانوا يعالجون منها . وعندما وصلوا إلى المراهقة المتأخرة Late teens ، بدأ ادائهم العالي ينخفض . وبعض الآباء كانوا حريصين لمراقبة ابنائهم حال حدوث نوبات صرعية لهم عبر استخدامهم لجهاز EEG electro encephalogram ( مخطط الدماغ الكهربائي ) . هذا رغم أن هذا الجهاز قد لا يكشف النشاط الغير سوي Abnormal activity خلال فترة الاختبار ، كما قد لا يؤشر بان الفرد لا يعاني من نوبة صرعية . وللتأكد التام من وجود نوبات صرعية ، بعض الأفراد يقيمون Qssesed تحت جهاز مخطط الدماغ الكهربائي لمدة من 24 - 48 ساعة . ومن الناحية الطبيّة ، فإن فيتامين ب6 Vitamin B6 ، والماغنسيوم Magnesium والدمثيلجلسين Dimethylglycine ( DMG) ، فإن تعاطي هذه العقاقير يقلل من نشاط النوبات الصرعية عند بعض الافراد ، وخاصة عندما تكون العقاقير التي تستخدم لعلاج النوبات الصرعية غير مجدية . هذا مع مراعاة أن معظم افراد التوحد ، لا يُعانون من نوبات صرعية خلال البلوغ . ومرجع ذلك من الواقع ، يدل على ان الكثير من الآباء يصرحون بان ابنائهم من الذكور أو الأناث عادة ما يكتسبون خبرات نمائية تمثيلية Dramatic development قبل هذه المرحلة من العمر . هذا ويجب على آباء الاطفال التوحديين ان يُدركوا بان التغيرات المحتملة والسالبة التي قد تحدث خلال فترة البلوغ ، تُعد بالغة الأهمية ، وان على الآباء ان يدركوا الواقع المتمثل في أن 25% من افراد التوحد ، قد يصابون بنوبات صرعية إكلينيكية أو غير بادية الأعراض ، وكلاهما إذا لم يتم العلاج بالنسبة لهما ، فإن مآل ذلك آثاراُ ضارة ( متلفة ) deleterions effects.
المراجع : (1) دكتور يوسف القريوتي ودكتور عبد العزيز السرطاوي ودكتور جميل الصمادي : المدخل إلى التربية الخاصة ، دبي، ط2 ، الامارات العربية المتحدة ، دار القلم للنشر والتوزيع ، 1418هـ ، 1998م . (2) دكتور زيدان السرطاوي ودكتور كمال سيسالم : المعاقون اكاديمياً وسلوكياً ، خصائصهم وأساليب تربيتهم ، الرياض ، دار عالم الكتب والنشر والتوزيع ، 1987م . (3) دكتور حامد عبد السلام زهران : علم نفس النمو - الطفولة والمراهقة ، القاهرة ، عالم الكتب ، 1422هـ / 2001م ________________________________________ |
أطبع
المقال |
أرسل المقال لصديق
|
|
|